قال ابن قيّم الجوزيّة - رحمه الله تعالى - :
[ لمّا تكاثرت عليّ الإيرادات وتواردت عليّ الشبهات، فزَعْتُ إلى شيخنا أبي العبّاس أستنصحهُ وأسترشده، فقال لي مُوَصّياً وناصِحاً ومُبَيّناً ومُحَذّرا :
لا تجعل قلبك للإيرادات والشبُهات مِثلَ الإسفنجـــــة فيتشرّبها’’’ فلا ينضَـــــح إلاّ بهـــــا’’ ولكن اجعله كالزجاجـــــة المُصمّتة تمرّ الشبهـــــات بظاهرهــــــا ولا تستقِرّ فيها’’ فيراهـــــا بصفائه ويدف’’’عهـــــا بصلابتــــــه’’’ وإلاّ فإذا أشْرَبْتَ قلبكَ كُلّ شُبْهَــــــةٍ تَمُرُّ عليهــــــا صار مَقَرّاً للشبهـــــــات ].
قال : فواللهِ ما نفعني اللهُ بشئ بعدَ الإسلام مِثلَ ما نفعني بنصيحــــــة شيخِ الإسلام ].
[ مفتاح دار السعادة1/ 443 ].
جُلد الامام احمد وسُكب الماء والملح
على جروحه حتى اُغشيَ عليه !
فلمّا افاق عفا عمّن جلده !
وصُلب الامام مالك وشد على خشبه
’’ حتى انخلعت كتفيه !
فلمّا افاق عفا عمّن ضربه !
وطُرد صاحب الوجه الأنور من مكه !
فلمّا دخلها قال اذهبوا فأنتم الطُلقاء !
واهْدَرَ دم رجل آذآه في نفسه واهله !
فلمّا اقبل عليه يبايعه عفا عنه !
اتُرى هؤلاء الأكابر جلاميد صخر !!
لم يشعروا بالظلم كما نشعر نحن ؟!
ام نحسبهم ضعفاء لم يفهموا لعبة الدنيا ؟!
اسمع للآذان خمس مرات
لتعلم من تخلد الدنيا ذكراه !
لو اننّا كلّما نادى بنا الاذان وكبّر ،
أدركنا كمّ ان الله أكبر
أكبرُ من الصعوبات التي قد تكسرنا ،
أكبرُ من العقبات ، والاحزان الصغيره ’’’’
كم انه أكبرُ من خوفنا من الغد ،
وأكبرُ من المرض الذي يكادُ يهلكُ من نُحب !
لو اننا نثقُ بذلك !
لما بكينا كثيراً لضيق الحال ،
ولمَا شكونا بُعدَ المَنال .
.
وانظر ماذا اشتروا عند الله بكظمهم
الغيظ وعفوهم ..
طَهّر قلبك ، سامح ، اعفو ، واهتدِ بمحمد صلى الله عليه وسلم’’’’