رد: زوجي ضربني وعيني انتفخت
أولا : تألمت كثيرا لحالك ، أسأل الله أن يرفع عنك هذا البلاء ويخفف عنك ويصلح ما بينك وبين زوجك ، إنا لله وإنا إليه راجعون !
ثانيا : لن نتحدث عن الطلاق والفرقة ، فالطلاق آخر علاج إن يئسنا من الحل وكان الحل مستحيلا ، هناك حلول أخرى كثيرة ، والطلاق أنت من يقرره ، أنت أعرف الناس بحياتك.
ثالثا : أنقل لك من كلام العلماء من موقع الإسلام سؤال وجواب : ((ضرب الرجل لزوجه غير جائز في الأصل ؛ لأن الله سبحانه حرم إيذاء المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا , قال تعالى : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) الأحزاب/ 58 .
قال ابن جرير الطبري رحمه الله :
" والصواب من القول في ذلك عندنا : أنه غير جائز لأحدٍ ضرب أحد من الناس ، ولا أذاه ، إلا بالحق ؛ لقول الله تعالى ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ) الأحزاب/ 58 ، سواء كان المضروب امرأة وضاربها زوجها ، أو كان مملوكا أو مملوكة وضاربه مولاه ، أو كان صغيراً وضاربه والده ، أو وصي والده وصَّاه عليه " انتهى من " تهذيب الآثار " (1/418) .
لكن قد أجاز الشرع للرجل ضرب زوجته إذا ظهر منها النشوز ، ووعظها فلم تتعظ , وهجرها في المضجع فلم تنزجر , فيجوز له حينئذ ضربها بشروط :
1. أن يكون الضرب غير مبرح , فعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع : ( اتَّقُوا اللَّهَ في النِّسَاءِ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لَا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ فَإِنْ فَعَلْنَ ذلك فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غير مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) رواه مسلم ( 1218 ) .
2. أن يجتنب الضرب على الوجه والأماكن المخوفة , كما سبق بيانه في الفتوى رقم : (150762) .
3. أن يغلب على ظنه أن الضرب سيصلحها , فإن غلب على ظنه عدم إفادة الضرب ، فلا يجوز له أن يقدم على ذلك .
جاء في " الشرح الكبير وحاشية الدسوقي " (2/343) : " وَأَمَّا الضَّرْبُ : فَلَا يَجُوزُ إلَّا إذَا ظَنَّ إفَادَتَهُ ، لِشِدَّتِهِ " انتهى .))
رابعا : هناك حقوق كثيرة لك ، قد أهملها زوجك ، وعدم إدخال أهلك في هذه القضية ، أرى أنه خطأ ، لا بد أن تدخلي أهلك ، ولا بد أن يدخلوا بعقل وحكمة وهدوء ، هذا أمر لا ينصبر عليه ، كيف يتركك كل رمضان دون أن يفطر معك ؟؟ ويخرج كل ليله ؟؟ وأنت غريبة بعيدة عن أهلك وأحبابك ؟؟ ثم في النهاية يضربك هذا الضرب المبرح !!!!!!
خامسا : أقول لا بد من إدخال أهلك لكن برفق ، الرفق خير ، والأمور تحل بالهدوء قال صلى الله عليه وسلم ( من يحرم الرفق يحرم الخير كله ) لا خير في العجلة والشدة.
سادسا : لماذا هذا الخوف ؟ أنت تخافين من الحلول القوية الجذرية ، لماذا ؟؟ هل يعجبك هذا الضرر الذي يحدث لك ؟؟ إن صبرتي الآن فلن تصبري غدا !! هذه الأضرار ستحدث لك أمراضا في المستقبل أمراضا عضوية ونفسية ، وكم من امرأة خسرت حياتها من أجل صبر خاطىء ومن أجل جهل بحقوقها !!!
سابعا : لا بد من دخوووول أهلك وحل المشكلة ، وأخذ عهود ومواثيق على زوجك ألا يمد يده أبدا أبدا عليك !!! وأن يعرف قيمتك وحقوقك ، لا بد يا أختي !! كوني قوية !! لا تستسلمي !! بعض الرجل يخضع إذا خاف من أهل زوجته إذا خاف من زوجته ومن قوة زوجته !! إذا عرف أن هناك خطوطا حمراء !!
ثامنا : اللجوء إلى الله ، والدعاء بأن يكتب لك الخيرة والرأي الصواب ، استغفري اذكري الله ، الله قريب رحيم كريم مجيب الدعاء ، وخاصة في هذه الليالي المباركة.
تاسعا: أدخلي والده أيضا في حل المشكلة مادمت مدحتيه وأثنيتي عليه ، لا بد من أن يدخل بينكما رجل حكيم ، حتى يذكره بالله ، ويخوفه من عقاب الله ، ماهذا الفعل ماهذا الظلم في هذه الليالي المباركة !!!!
أسأل الله أن يؤلف بينكما وينصرك ويوفقك ويحفظك
أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه أنت وأولادك وزوجك وبيتك
__________________
وأنت لا تعلم ، ربما تقول كلمة تصلح بين زوجين وتبني أسرة سعيدة ، فاحتسب!
( سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم )