بالعاده لا أحبذ أن أضيف إن كان قد سبق وطرح ما كان يدور في خلدي ,, تجنبا للتكرار,, لكن ما دفعني حقا لإضافة ردي هو أن الكل أجمع على استهجان شكواك أخي الكريم النور ,,, بعد زواج استمر 11 عاما ,, لأفاجئ منذ أيام بأن أحدهم يطلب من ذويه البحث له عنه عن زوجة ثانيه بعد عِشرة 25 عاما مع زوجته وقد أ وضح الأسباب الظاهرة التاليه والله وحده يعلم ما تخفي الصدور :
باختصار الشاب كان حلما عند تلك الفتاة حينذاك أحبته حبا جما وسعت كل السعي للحصول عليه بشتى السبل وهو يافع لا قِبَل له ولا خبرة باحتراف كيد النساء في أساليب رمي الشباك فوقع في ما يستفحل على أي شاب ألا يقع فيه ولو كان كجلمود صخر ,, وتم الزواج بالتنسيق مع أولياء الأمر مجاملة بين العائلتين ,, حيث كان الشاب مغتربا,, ولم يرغب والده بالتراجع عن كلمة أعاطاه لوالد العروس فليس ذلك من شيم الرجال ,, وهنا حققت الفتاة حلمها.. مع استنكار الجميع لهذا الأمر... حيث لا سبيل للمقارنه بين الإثنين فهو يفوقها حظا في شتى النواحي,,, لذلك لم يخترها بنفسه ولم يحبها يوما هذا السبب الأول .
السبب الثاني هو ,,, أنها أنجبت له ابنتين فقط هما الآن في سن الزواج ولأسباب ألمت بالزوجه لم تتمكن من ,, إنجاب المزيد ,, وهو بدوره من عشاق التمتع بالأبوه فبنى أماله على الذريه ,, وحلم أن يكون لديه عدد من الأبناء منهم الذكور طبعا ,,,, فمنحها المزيد من الوقت للعلاج والمساعده على الحمل ,,, ولكن دون جدوى فآثر إرجاء البحث عن أخرى حتى استنفاذ آخر أمل من إمكانية إنجابها كي لا يظلمها ,, إذاً,, هو يبحث الآن عمن لا يزال فيها شيء من الخصوبة للإنجاب,,
أما السبب الثالث وهو برأيه الأهم هو سبب يتعلق بعلاقته الخاصه مع زوجته,,
وأسباب تتعلق بالنواحي الخلقيه والامتعاض من التغييرات المنفره ..
الكل يعلم ممن تربطهم علاقه وثيقة بتلك العائله بأن تلك الزوجه,,, وعلى الرغم من اتساع هوة التوافق بينهما,,, إلا أنها كانت عونا كبيرا,, وسندا قويا له في أشد محنه ومنعطفات حياته ,,, تسعى بكل ما أوتيت من قوه بل وتناضل وتحارب,,, كي تحصل على شيء ولو باليسير من تحسين لمظهرها علها توازيه,,, مع يقينها بأن ذلك ضربا من خيال إلا أنها تحاول وتحاول وتحاول .
أحببت أو اوصل لذلك الطامح بالتغيير بعد كل هذا العمر ,, ولك أيها الأخ الكريم بأن النفور الزوجي هو بعينه ما يعتريك ويعتري الكثيرين من ذوي العلاقات الزوجية المبنيه على أسس هشة يتصدرها عدم التوافق ,, هذا هو التشخيص المبدأي لتلك المشكله ,,
فلو بحثنا في وسائل علاج النفور بين الزوجين نجدها تتلخص في قوله تعالى :
( وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا ) ,,
ويقول أشرف الخلق والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :
لا يفرك أي- لا يبغض- مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر,,, رواه مسلم .
ففي ذلك الكثير من المعاني في تقبل وإحتمال كلى الزوجين للآخر ,,, من خلال اختلاط بعض السجايا الطيبه مع غيرها لترجح كفة السجايا الطيبه ويتم التغاضي عن ما هو سيء ,, وذلك أحفظ لقدسية البيت الزوجي .
وعليه فأنت يا أخي الكريم لم تحب زوجتك يوما,,, مع ذلك فقد ألِفتها إذ جمعتكما الألفة والعشرة فقط وليس الحب كل تلك السنوات,,,,, وكأني بك تحتملها مكرها مرغما ,,
إذاً,, مهما حاولنا وبشتى السبل ان نزين زوجتك في قلبك وعينيك ,,,,,,أظننا لن ننجح ما دامت هناك رغبة شخصية تستقر في عاطفتك,,, وليست بعقلك للبحث عن بعض وسائل أخرى لجلب السعاده .
كل ما نرجوه فقط هو محاولة متواضعه منا في تغيير زاوية منظارك الشخصي الذي ترى زوجتك من خلاله ,, لنجعلك تتخذ وضع آخرُيمَكِنُك من النظر من خلاله ,, مع شيئ من تعديل وجهة تلك الزاويه أو على الأقل أن تمسح بعض الغبار الذي استقر على عدساته لتنظر,, برؤية واضحه لم تُعِرها يوما أي أهمية ,, فإن كان الأمر يتعلق بالمنطق والعقل فالأولى أن تتقبل استنكار واستهجان الجميع ,
فمن ناحية المنطق يأتي دورك لتساعدها في الوصول إلى وسائل صقل الشخصيات وتحسينها علما بأن الكثيرين لا يؤيدون طرق مثل الابواب فبنظرهم,, قد فات الأوان على الزوجة التي كبرت سنها... وأثقتلها المسؤليه... لا وقت لكل تلك المهاترات والتفاهات كما يزعم أصحاب ذلك الفكر ممن ينادوا بأهمية صقل الذات,,,, علما بأنها ليست بالمهاترات ولا بالتفاهات . وابتغ في الإحسان إليها وجه الله تعالى ,, وتضرع إليه بأن يبدلك بالحور العين في جنات النعيم ,,
أما من النواحي الجماليه فالمجال واسع للتحسين ,, يبقى أن تمنحها الضوء الأخضر كي تخصص لنفسها شيء من الوقت وبدورك تكرمها بشيئ من التوسيع في الميزانيه ( كان الله في العون!!! )
لكن لا تطلِق العنان لطموحك ,, كتغيير أمور موروثه وليست مكتسبه ,, فلا تطلب منها أن تزداد طولا أو ألا تشابه أباها!!!!!!!! أو فاقنع ,, واصبر ,,
الكمال وحده لله عز وجل واستحلفك به تعالى,,, أن تنظر إلى والدتك حفظها الله ,, وشقيقاتك المتزوجات وتقارن مدى التغيير الذي الم بهن عقب الزواج ,, لا بد أن يشوب شيء من التغيير في الجسد مثلا ,, حتى في النواحي النفسيه فكم من هادئة قبل الزواج ,, تغير مزاجها لتكون دائمة الغضب والعصبية ,, عقب الزواج والإنجاب الأمر يتعلق بهرمونات أنثوية تتغير ... فكم من نماذج لأزواج وزجات لا مكان للمقارنة بينهما وقد تبدو الزوجة فيها كوالدة للزوج ,, مع ذلك فهو قانع ,,
ثق يا أخي الكريم بأن من أمِنَت زوجها على سرها كان لها بمثابة بساتين الأمان لذلك باحت بما يفيض في نفسها ووضعت ما ضيها بحلوه وبمره تحت تصرف ,, فهل من الإنصاف أن ُيتخذ ذلك مأخذا عليها ؟؟؟ وكأنها رهن اعتقال وكل كلمة تفوهت بها قد اتُخِذَت ضدها !!!!!! ؟؟ لا أظن بأن من الإنصاف مجازاتها بذلك ,,,, لا سيما بأنها تعمدت إظهار مكنونات نفسها له عله يكون لها عوضا وسندا ,, فهذه حقيقة وياللأسف لا بد أن تعيها كثير من الزوجات على الرغم من أهمية الصراحة المطلقة بين الزوجين إلا أنه وبعد ما نعيش ونسمع لا بد لأي زوجة أن تجعل في نفسها صندوق لا يمكن الوصول إليه ... تحتفظ به بشيئ من ملفاتها الشخصيه .
كل ما ذكر يتعلق بناحية العقل والمنطق ,, لكن ان تحدثنا عن الجانب العاطفي والخاص جدا,, ,, برأيي هو خط أحمر لا ينبغي تجاوزه ,,,
زوجتك بحاجة ماسه لكثير من التثقيف وينبغي بل ويستوجب عليها توخي ما حاجات زوجها وتحرص عليها ,,, فلا يختلف إثنان بأن السعاده الزوجيه تبدأ من هناك فوحدك فقط من تدرك مدى حاجتك لما أحله الله تعالى لك ,,,,, والأمر إليك فانظر ماذا ترجو وتطمح !!!!!! .
نعي تماما بأنك لم ولا ترغب في ظلم زوجتك يوما ,,, لذلك طرقت الباب هنا للحصول على شيء مم قد يُسهِم في استمرار مضي عجلة حياتك الزوجيه دون أي ظلم للطرف الآخر ,, وبالبحث عم يجعل من مسارها سلسلا سهلا.
بقي أن تدرك أخي الكريم بأن :
وراء كل محبطة ,,, مكتئبة ,,, يائسة ,,, منفَطِرٌ قلبها ,,,,,,
زوج ساخط متمرد كاره متعمد,,,,,, نكِد,,,, نافر,,,, متبلد .
ووراء كل سعيدة ,,,,, ناجحة ,,,, مشرقة ,,,, نضرة ,,, محافظة على شباب دائم مهما كبرت سنها ,,, تحمل قلب وروح طفلة ,,, زوج داعم ,,,, محب ,,,, صالح ,,,, مقتدٍ بالكثيرمن صفات إحسان سيدنا وقدوتنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم لزوجاته أمهات المؤمين رضوان الله عليهن جميعا ..
أعتذر عن الإسهاب ,,
دُمتَ بسعاده ..