اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناقصه خبره
لم أستطع ....................... عدم الاتصال به
فشووقي يقتلني
أخي غريب قادم أنت نصحتني كثيراً لكني لاأستطيع أحس أني أدور أسباب للاتصال
|
أختي الفاضلة
أستميحك عذراً ياأختاه إن قلت لك أنني لا أظن أن شوقك يقتلك بالفعل .. بل أظن أن مادفعك لذلك أمران :
1- قلقك الفجائي أنه ربما سيتخلى عنك ( أو شايف له شوفة ) .. وأردتي أن تطمئني نفسك .
2- أصابك ملل وزهق .. ولم تجدي مايسليك وتقضي به وقتاً ممتع ... فتركت نفسك للوقت الطويل ليلعب لعبته ..ويثير فيك قلقك الدفين الذي لم تتخلصي منه بعد .. وإنما تنسينه بشكل مؤقت إذا ماوجدتي مايسليك ويقطع لك الوقت .
ودعيني أوضح لك أكثر لأقول أنك منذ مجيئك لبيت أهلك هذه المرة .. وأنت تشاركين في هذا المنتدى بكثافة .. وتطرحين المواضيع .. وتتلقين الردود .. ويثيرك ترقب ردود الأعضاء على كلامك .. فلا تنتهي من متابعة موضوع أو رد لك .. حتى تذهبي إلى الآخر لتنظري ردود أخواتك وإخوانك .. وأظن ذلك قد شغل لك وقتك بصورة مسلية وحسنة .. وألهاك كثيراً عن تذكر القلق الدفين من فقد الزوج الذي مازال يكمن عميقاً في داخلك .. والذي مازلت غير قادرة على إزالته كما يجب .
ثم هدأت مشاركاتك كثيراً في المنتدى .. وأظن أنه لم يشغلك أثناء فترة فتور مشاركاتك تلك أية أمور مسلية أو مثيرة .. فعادت نفسك لإجترار القلق ودفعه مرة أخرى من أعماق النفس إلى سطح العقل الواعي .. فبادرتي بالإتصال .
وما كتبته لك بعاليه ياأختاه مجرد شاهد لإستشهد به على العلاج الذي أظنك لا ينفعك إلا هو .. ولأكرره لك وأؤكده مرة ثانية وثالثة ورابعة لأقول :
1- يجب أن تقنعي نفسك تماماً أن فقد الزوج أو الإبقاء عليه ليس من شأنك .. بل هو شأن الله عز وجل .. وأنك وحتى الآن لم تقصري في جهدك للحفاظ عليه .. وبالتالي مابقى من الأمر هو بيد الله وحده سبحانه والذي لايجب أبداً أن تشاركيه شأنه وأمره .. وأتمنى منك أن تعيدي قراءة كلامي لك فيما سبق عن هذه النقطة تحديداً ... كما أرجوك ياأختاه أن لاتهملي الدعاء والذي أظنك قد قصرتي فيه في الفترة الأخيرة ... الدعاء بعد كل صلاة بأنك قد فوضت أمرك لله .. وأنك تطلبين منه مافيه الخير لك .. لأنك لا تعلمين أين يكمن خيرك .. فتركتيه لعلام الغيوب .. ولتدعي ربك ياأختاه بأنك سترضين بكل ما سيمنحه لك .. وكوني على ثقة أنك لو دعوت بذلك صادقة .. فلسوف يمنحك ربك أفضل عطاياه وأحسن منحه .
2- أرجو أن يكون قد تأكد لديك بالفعل أن نصف حل مشكلتك على الأقل يكمن في أن تجدي ما يشغل وقتك ... بشكل مفيد ومسلي ... ويكون فيه نوع من المتعة بالنسبة لك .. وصدقيني الأمر سهل وميسور في إيجاد مثل ذلك الشيء .. ولا يوجد من هو أقدر على تحديده منك أنت ولا أحد سواك .. فأنت تعلمين ما يسليك وتحبينه .. وأنت التي تعلمين أيضاً ماهو المتاح لك والممكن .. فأرجوك .. أرجوك .. فكري جيداً في الأمر .. وإستشيري أهلك والمقربين إليك .. وأنا على تمام الثقة أنك ستجدينه إن شاء الله .
وكاقتراح .. وإن كنت لا أعلم هل يتوفر لديك أم لا ... وهل تستطيعينه أم لا .. أقول :
أظن لو توفر قرب بيتك دار للأيتام مثلاً .. وقمتي بالتطوع فيه لبعض الوقت .. فسوف تجدين سروراً عظيماً .. وتسلية كبرى .. فأنت تحبين الأطفال جداً كما يظهر من كلامك .. كما سيمنحك عمل الخير هذا إحساس جميل .. بقيمة النفس .. وبحاجة الآخرين لك .. وسيزيد كثيراً من ثقتك في نفسك ومن متعتك ... وهدوءك النفسي البهيج ... وتدريجياً ستنسين تماماً هذا القلق الكامن في داخلك كالعفريت يختفي بعض الوقت ليعود من جديد .
وإن لم ينفعك هذا الإقتراح حاولي أن تجدي لنفسك هواية جميلة تحبينها ( غير هواية الإتصال بزوجك طبعاً ) ... واقطعي بها الوقت .. بل حاولي أن تجعليها منتجة .. فلو كانت الحياكة مثلاً .. فلتضعي لنفسك برنامجاً لحياكة فستاناً لك .. وفستاناً لأمك مثلاً .. أي إجعلي الأمر بهدف لن تتوقفي حتى تحقيقه .
أختي الفاضلة .. أرجوك أن تفهمي أن الحل يكمن في هاتين النقطتين .. ولابد أن تفعلي كل مافي وسعك لتحقيقهما بإذن الله .
بارك الله فيك ورزقك نفساً هادئة وإيماناً عميقاً وسعادة وحبوراً في الدنيا والآخرة وأنالك من الخير مايعلمه هو سبحانه ولا تعلمينه .
وتقبلي إحترامي