
زوجة تعيش في بلد الغربة........ما أكثر مشكلاتها
ما أقسى حياة الغربة على الزوجة ، فهي غريبة في بلد غريب ، وهي بعيدة عن وطنها وأهلها وأحبابها ا.
فهناك في الغربة لم تجد تلك الأم التي كانت تستشيرها في أمورها ، وهناك في الغربة لم تجد ذلك الأب الذي كان
يحنو عليها و يواليها ، وهناك في الغربة لم تجد تلك الأخت التي تلك كانت تؤانسها وقت ضيقها ، وهناك في الغربة لم
تجد تلك الصديقة التي كانت تواسيها حين محنتها ، وهناك في الغربة لم تجد ذلك الأخ الحنون الذي كان يسليها
ويزورها .
الزوجة التي تعيش في الغربة تحن لهؤلاء كلهم وحق لها الحنين بعد الحنين ، والشوق بعد الشوق ، واللهفة بعد اللهفة .
فبيتها غريب ، ويومها طويل ، وشغلها قليل .
إنها تعيش حياة استثنائية ، فكان اقرب الناس إليها هو زوجها ، وهو من جاءت معه لأجله ، فتعيش تحت ظله حيث
تركت كل من كان قريبا منها لتشاركه في عشه .
ولكن هذا الزوج الحبيب جاء للغربة لهدف كان يبتغيه ، فإما أكمال دراسة ، أو عمل يسترزق منه ، وكانت نتيجة ذلك
كله ملء وقته كله ، فابتعد عنها وهي تريد قربه ، وزاد على ذلك أنه وجد أصدقاء عمل أو دراسة فسلى . لكنه نسي
تلك المسكينة التي تنتظر عودته كل يوم وتحسب الدقائق والثواني لتجد من تحاكيه وتشكي له همومها وحنينها لعله
ينسيها ، لكن عودته تكون بعد جهد شاق أضناه ، وعن حبيبته أنساه .
بعد ذلك كله بدأت الزوجة تتضايق من حياة مثل هذه تعيش وكأنها مسجونة في زنزانة الحبيب الذي سلى عنها ،
فأرادت أن تبدل التفكير في حنينها إلى أهلها ووطنها ، فذلك أخذ جل وقتها ، فاختارت أن تفكر في حبيبها وتراقب
ذهابه وإيابه ، وتحسب كل خطوة من خطواته ، فظهرت أخطاؤه وغدرا ته ، فأصبحت تشكو إليه منه لتسلى ، ولأنه
مشغول ومهموم صار لا يجاريها في الحديث ، لكنه يشاكسها ويتذمر من كثرة تشكيها ، فيقسو عليها بالكلام فيزيد
عذابها حسرة ، وألمها زفرة .
تلك هي حياة الزوجة في الغربة فلا تلوموها على غدر المكان والزمان ، ولكن ساعدوها لتسلى ولا تبلى .
بلاد الغربة فيه الملهيات والمغريات – خاصة البلاد الغربية- فيه التفسخ والعري ، والقمار ونزع الخمار ، مما يجعل
الزوجة تخشى على حبيبها من الانحراف مع الموج و التيار . ولذلك كله تلاحظون كثرة مشكلات تلك الزوجة المسكينة مع
زوجها فقسي عليها زمنها ، ومكانها ، ووحدتها ، وأكمل ذلك كله زوجها.
فماذا تصنع زوجة تلك حالها ؟ فراغها وحنينها سببا مشكلاتها فانقلبت تناكف زوجها . فضاقت ذرعا بالحياة و من
حولها .
إن حياة الزوجة في الغربة حياة صعبة جدا على زوجة مسلمة لفرط الاختلاف بين عادات تلك البلدان وتقاليدها عن عادات
مجتمعها المسلم المتمسك بدينه وعقيدته ، فالغربة أصبحت وكأنها ضرة لكن أي ضرة؟ ضرة تعيش في كنفها كامل
وقتها حيث أحكمت دائرتها عليها .
وبعد ذلك الكلام كله عن حياة الزوجة في الغربة فهل أرى من حلول ؟ أريدها تأتي كالمطر من زوجات عشن الغربة ،
وزوجات يعشنها الآن ، فاكتسبن الخبرة ، أو لم يجربن الغربة لكن عندهن فكرة . بل أزواج عاشوا الغربة وعرفوا سر
الخلطة.
إن ما دعاني لهذه السطور هن زوجات قريبات مني يعشن الغربة يشكين مع أزواجهن الفرقة ، ويخشين على زواجهن
من الفرطة .
كما ألحظ أن كثيرا منهن يحاولن التسلية في المنتديات ، فيشاركن هنا وهناك ليشكين همومهن وغمومهن ، وما
نراه في منتدانا هذا ليس ببعيد خاصة وانه متخصص في الحياة الزوجية.