دموع الشريفات الطاهرات إلى الشباب مع التحية ! - الصفحة 5 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

العلاقات الأسرية والإجتماعية أفضل الحلول لقضايا الأسرة والمجتمع والمراهقين والأطفال .

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 31-08-2007, 08:39 PM
  #1
^- صــفــوان -^
عضو مميز ومثالي
 الصورة الرمزية ^- صــفــوان -^
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 413
^- صــفــوان -^ غير متصل  
دموع الشريفات الطاهرات إلى الشباب مع التحية !

بسم الله الرحمن الرحيم



سيرتنا اليوم سيرة عطرة جدا ، عطرها فواح و ذكرها يطيب لي أن أنقله إليكم ، يسر

السامعين تشنيف الآذان لمثلها ، قصة ليست ضربا من الخيال و لم أتعب تفكيري في

نسج خيوطها حتى أوصلها إليكم بصورة طيبة ، بل أنقلها إليكم كما هي كما سمعتها

تماما من أخ لي وفقنا الله و إياه لكل خير.



قال لي أخي : كنت في فترة من الفترات قبل ما يزيد عن خمس سنوات أعمال في التجارة

إليكترونيا . كنت أجلب مستلزمات و طلبات المستهلكين التي يحتاجونها من شتى بقاع العالم

عن طريق تعاملي المباشر مع الشركات الأم المصنعة للمنتجات المختلفة ، و كان من بين زبائني

فتاة يظهر عليها العلم و الطيبة و الذكاء و الفطنة .

كانت مرة معي مثل غيرها من زبائني على ( المسنجر ) يسألون و يستفسرون عن طلباتهم ، فكان

من الحديث الذي قالته لي و أخبرتني به قولها :


أول استخدامي للإنترنت كان عن طريق اشتراكي في إحدى المنتديات قبل أربع سنوات .

دخلت المنتدى داعية و كنت أكتب مواضيع نصح و إرشاد في مواضيع عدة ، و كنت نشيطة جدا في

الدعوة كما هم بعض الأعضاء الآخرين ، كان من بين أولئك الأعضاء عضو يظهر

عليه النشاط الغير عادي في الدعوة و كان من أنشطنا فيها ، استمرينا جميعا نتعاون على الخير

في الإرشاد و نفيد بعضنا في طرق الدعوة و تنويعها يوما عن يوم ، استمرينا على هذا الحال أكثر من سنة ،

حتى جاء ذلك اليوم الذي أرسل لي فيه ذلك الرجل النشيط في الدعوة رسالة خاصة يقول فيها :

أراكِ من أنشط الفتيات في المنتدى في الدعوة كما أرى أيضا سمو أخلاقك و حسن تربيتك

فيما تكتبين و إني أنوي الزواج بكِ فهل أستمر في سلوك أسباب نيله أم أبعد هذه الفكرة تماما عني ؟


ما إنِ استقبلت رسالته مع ما أرى فيه من النشاط في الإصلاح إلا و قلت في نفسي :

لا يمكن أن يكون رجل داعية إلى الخير و يطلب طلبا سريعا كهذا إلا و يكون صادقا إن شاء الله.


من جهتي لم أكن أستهجن أو أكره فكرة الزواج عن طريق الإنترنت و أقول :

ربما تزوج اثنان بهذه الطريقة و كانا أسعد ممن تزوج بطريقة تقليدية ، و الذي جعلني لا أنكر هذا

الأسلوب منه رؤيتي الخير منه فيما يكتب، كما أن علمي المسبق بأن والدي ممن قد يوافق على طريقة

كهذه للزواج جعلني أرد عليه قائلة :

أنت كمثلك ممن يتقدم لي للزواج مني و يأتي إلى بيتنا فأت إلى بيت أبي واسلك طريق أمثالك من الشباب ،

ثم هناك يقضي الله أمرا كان في الكتاب مسطورا . إن تأكدت من عزمك فدونك هاتف أبي إن أردت

لكن بعد أن أبلغه إن شاء الله بأمرك حتى يتهيأ لاستقبالك.


هيأت أبي للأمر و رأيت ألا مانع عنده في ذلك كما أني استأذنته في اعطاء رقمه إلى ذلك الرجل كي

يهاتفه. الوالد اقترح أن يحصل على رقم الشاب و هو من يكلمه و ينسق معه لاستقباله ، طلبت من الشاب

الرقم فأعطانيه ثم اتصل عليه والدي و نسق معه و حددا موعدا لمجيئه رسميا لخطبتي.


حددا موعدا معا و فعلا أتى إلى بيتنا ذاك الشاب ، أتى الشاب و معه رجل آخر وقال :

هذا خالي ، والدي متوفيان رحمهما الله ، رحب بهما الوالد و أكرمهما و تحدثا شيئا من الوقت.

قال الشاب : ما رأيك يا فلان أن أراها و تراني اليوم رؤية شرعية ؟

قال والدي : ما عندي أي مانع ، و لكن سأدخل و أقول لها ذلك .


أتاني والدي و أخبرني بما أراده الشاب فقلت لوالدي: و الله يا والدي لعلنا نؤجل الرؤية الشرعية

إلى وقت آخر ، لست متهيأة و لست مرتاحة لأمر هذه الخطوبة إن أردتني أن أكون صادقة معك.

والدي سامحه الله فهم ردي هذا مني أنه حياء مني ، و رأى من الشاب أيضا لباقة و هدوءا و حسن خلق

و رغبة قوية في أن يراني فجعل الشاب يراني في فناء المنزل من دون أن أشعر .

رآني الشاب ثم انصرف ، أتاني والدي و أخبرني أن الخاطب سيحدد موعدا آخر معي حتى يجلس إليك

و ترينه و يراك إن شاء الله.

لم يخبرني أبي و لا ذلك الشاب أنه قد رآني من دون أن أشعر ، عاد الشاب إلى المنتدى و بقي على

نشاطه الأول في النصح و الإرشاد و أنا استمريت كذلك ، لكن الرسائل الخاصة بيننا أصبحت أكثر يوما عن

يوم ، بعضها فيما يخص المواضيع و البعض يخص أسئلة تتعلق بزيادة معرفة كل و احد منا بالآخر قبل الإقدام

على أمر الملكة ، استمرينا شهورا على هذا الحال ، بعد أشهر قال: إنه سيأتي إلينا ليعقد علي فقلت

له:
اتصل على والدي و نسق معه هذا الأمر ، اتصل فعلا و حددا الموعد بعد شهر من تاريخ مكالمته

مع والدي ، خلال هذا الشهر الذي ححد المجيء بعده إلينا طلب مني في المنتدى أن أرسل له رقم

جوالي ، قال: إنه يريد أن يتعرف علي أكثر خلال هذه الفترة حتى موعد العقد ، رفضت بشده

لكنه كان يلح في الطلب أكثر فأكثر حتى قلت له : يا فلان ، لا يمكن أن تنال مني رقم هاتفي حتى

تعقد علي إن شاء الله ، فكان يقول : أو بعد كلما فعلت لم تتأكدي من إصراري على الزواج بك ؟

قلت: و لو كان منك ما كان ، لا أرى أنني مصيبة على إعطائك الرقم حتى تعقد علي ، كان إصراره

يزيد حتى قلت في نفسي : سأخبر والدي بهذا و أرى رأيه في ذلك .

قال لي والدي : ليس هناك مشكلة إن كان غرضه أن يتعرف إليك أكثر في حدود المعقول قبل أن

يتقدم إلى خطبتك يا ابنتي ، أعطيت الشاب الرقم فعلا و بدأت الإتصالات بيننا في حدود التعرف

على شخصيتينا فقط و لا أكثر من ذلك .

بقي على موعد الملكة ثلاثة أيام ، اتصل الشاب بأبي و قال :

خالي الذي أتى معي يوم الخطبة مات في حادث سيارة في المنطقة الفلانية ، لعلنا نؤجل

الملكة إلى وقت آخر حتى يخف عنا ما ألم بنا ، ترحمنا على خاله ، واتصل الشاب على

والدي و قال: لعلنا نجعل الموعد بعد شهر من الآن في التاريخ كذا و كذا ، وافقه والدي و مضينا

ننتظر ذلك اليوم ، خلال فترة الإنتظار كان يتصل بي و أتصل به ، كان هناك أيضا من يضايقني

من الشباب على هاتفي بصورة غير اعتيادية ، كل يوم رقم جديد و أرد عليهم و لا أحد يجيب ، قلت

في نفسي :
هؤلاء هم الشباب هذه الأيام ، يريدون أن ينالوا من الفتيات ما ينالون ، سألني ذلك الشاب

يوما خلال ذلك الشهر : هل يضايقك أحد من الشباب على الهاتف ؟

فقلت له : لا ، لأنني لا أريد أن يجعله يهتم بالأمر و لم يكن زوجي بعد .

فقال : إذا ضايقك أحد مستقبلا فأخبريني .

استمرت مضايقات الشباب كثيرا لكني أيضا لم أشأ أن أخبره بشيء لنفس السبب الذي ذكرته .

خلال فترة انتظار الملكة ، أنا أشتري أشياء أجهز نفسي بها ، والدي ووالدتي اشتريا

أشياء أخرى ، عماتي خالاتي و كل عزيز عندي شاركني فرحتي التي لم تتم بعد .

غرفتي كانت مليئة بكل شيء ، هذا فستان العرس هناك و تلك البلايز و التنانير هناك و تلك العطور

في ذلك الركن و تلك الهدايا على الطاولة هناك ، أنتظر و أهلي بفارغ الصبر اليوم الذي يحل علي فيه

فارس أحلامي في بيتي.


بقي على موعد الملكة يومان ، كان الوقت ليلا و أردت تصفح المنتدى و قسم الرسائل الخاصة .

دخلت قسم الرسائل الخاصة و رأيت رسالة منه ، فرحت كثيرا لوجودها قبل أن أقرأها ،

فتحتها فوجدت فيها منه ما قال :

بقي على موعد الملكة يومان ، لكنني لن آتي ، لن آتي في ذلك الموعد و لن آتي أبدا ،

كنت أظن أني سأحصل منك على شيء و لم أقدر .

الشباب الذين كانوا يضايقونك في الهاتف هم أصدقائي ، كنت أظن أنهم سيقدرون على ما لم أقدر على

الحصول عليه منك ، الشخص الذي أتى معي إلى الخطبة لم يكن خالي بل كان أحد أصدقائي ، و لم يمت

أحد من أهلي أبدا ، كما أني قد رأيتك ذلك اليوم من حيث لا تشعرين و كنت فعلا جميلة ،

لكنك كنت ممتنعة و لم أستطع استدراجك أبدا ،

إلى اللقاء .


رأيت الرسالة و لم تصدق عيناي الذي قرأت ، رأيتها و وددت لو أني أموت ذلك الوقت ، أصابني

ألم شديد في رأسي ، صرخت صرخة قوية سمعها أهلي جميعهم و أتوا إلي و قد و جدوني

مرمية على الأرض و قد فقدت الوعي تماما .

ذهبوا بي إلى المستشفى فمكثت أتعالج فيه من هول الصدمة ثلاث سنوات ، ثلاثة أشهر على

السرير متواصلة لا أتحرك أبدا ، و سنتان و تسعة أشهر أراجع العيادات النفسية

حتى تعافيت تدريجيا و خرجت مما أنا فيه .



أعطيت جوالي إلى والدي ، و مكثت أدعوا على ذلك الشباب و على رفاقه ثلاث سنوات ،

في قيامي و قعودي و حركتي و سكوني و كثيرا في صلاتي ، بعد ثلاث سنوات أصبحت في

حال متحسنة كثيرا عن السابق فأردت من والدي أن يأتي لي برقم جوال جديد ، فما كان من

والدي إلا أن يصر على الرقم القديم و ألا أغيره ، كان يريد أن يبعث في نفسي الثقة و أن يخبرني

بطريقة غير مباشرة أنه يثق في و ألا يد لي فيما حصل بتاتا.



أخذت الرقم القديم ، و في أول يوم اتصل علي رقم لا أعرفه و رددت عليه ،

فإذا به ذلك الشاب ، لكن أول ما سمعت منه بكاؤه الذي جعلني لا أغلق الجوال بسرعة ،

و قال لي : اسمعي مني كلمتين ثم سأغلق الهاتف أنا و ليس أنت .


لي ثلاث سنوات أحاول الإتصال بك كي تسامحينني لكن هاتفك مغلق .

بعد أسبوع فقط من تاريخ آخر رسالة مني إليك صدمت بسيارتي سيارة أخرى فشللت شللا رباعيا .

و بعدها بفترة مات أحد الذين كانوا يضايقونك في حادث آخر .

و أحد الذين كانوا يضايقونك احترق محله التجاري و ضاع كل ما يملك و هو يتعالج في

مصحة نفسية .


أرجوك سامحيني ، لم أقل كلمة واحدة ، غلبتني دموعي و أغلقت الهاتف و أخرجت

الشريحة و قطعتها ، وقلت في نفسي ،

اللهم أني أشهدك أني قد سامحتهم فاعف عنهم ، اللهم اخلفني خيرا .





ليعلم أي شاب يحاول أن يخترق أعراض الشريفات المؤمنات أن دعوة ستصيبه

تنكد عليه عيش ما بقي من حياته ، ستصيبه دعوة من الفتاة أو والديها أو المسلمين

و إن فلت من دعاء سيصيبه آخر و لا محاله .




تحياتي إلى : الشريفات الطاهرات .
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 AM.


images