المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مهره

قبل الزواج أخبرني زوجي (ولم يشترط) أننا سنعيش في بيت واحد مع أهله .. ولم يحدد فترة زمنية معينة لذلك .. ولأنني كنت أعرف أنه بنى بيتاً من ماله الخاص حتى يسكن فيه أهله الذين كانوا يسكونون بيوتاً مؤجرة .. فقد رأيت أنه من غير اللائق أن أثقل عليه ببناء منزل آخر وهو لم يتخلص بعد من أعباء تسديد أقساط الدين الذي بنى به البيت.

وافقت .. فقط اشترطت عليه (إذا لم أرتح فلنخرج ونؤجر شقة) .. قال (تم).

والآن لي ثلاث سنوات ونصف منذ دخلت هذا البيت .. وأعيش مع أهل زوجي والذين يبلغ عددهم (تسعة .. أمه وأبوه وأخواته وإخوانه) .. ولي غرفة في الطابق الثاني الذي تشاركني فيه أخوات زوجي كلٌ في غرفتها .. وأمه وأبوه وإخوانه الشباب في الطابق السفلي.

والحقيقة أن أهل زوجي أناس طيبون وعشرتهم طيبة.

صحيح هناك بعض اللحظات التي أفتقد فيها لشيء من خصوصيتي .. مثلاً من الصعب بل والممل ان أضع حجابي كلما رغبت في الخروج من غرفتي .. وأحياناً أشعر بالتوتر من أن يكون قد سمع صوتي أحد إذا اشتدت إحدى مناقشاتي مع زوجي الحبيب .. ولكنني بصراحة عندما أقارن بين مثل هذه السلبيات البسيطة وبين إيجابيات وجودي مع أناس صالحون طيبون يعاملونني كابنتهم .. ولا يتدخلون في شؤوني ولا يطرحون الأسئلة الفضولية .. ويهتمون إن تضايقت أو مرضت .. ويتحرون راحتي لدرجة أنني لو ذكرت لهم ـ من باب الفضفضة والحكاوي ـ أنني أحب الشيء الفلاني أو أشتهي الشيء الفلاني فإنهم يتذكرونني ويحضرونه لي دون حتى أن أطلبه.

بل إن أم زوجي حفظها الله إن طبخت طبخة ما في غير وقت الغداء فإنها لا تنساني .. ولا تنتظر حتى أنزل إلى الطابق السفلي بل إن صحناً أو كأساً مما صنعت يصل عندي حتى غرفتي .. أو على الأقل تتصل بي لتخبرني بأنها عملت الشيء الفلاني حتى أنزل وأشاركهم فيه.

حتى ابني الحبيب أراهم يوفرون بعض متطلباته رغم أنهم غير مسؤولين عن ذلك.

الحياة ليست كلها وردية بالضرورة .. وهناك بالتأكيد بعض المنغصات التي تحدث في كل بيت .. ولكن العاقل الذي يزن الأمور بميزانها الصحيح ويوازن بين السلبيات والإيجابيات .. وعن نفسي أجد أن إيجابيات وجودي مع أهل زوجي أكثر بكثير من سلبياته .. ولله الحمد والشكر.

وحتى عندما يبني لي زوجي الحبيب بيتاً مستقلاً في المستقبل إن شاء الله فلن نبتعد عن أهله كثيراً .. لأن الأرض المقام عليها بيتنا الحالي تتسع لبيت آخر.