ياااه يا جوهرة الكويت..
والله لقد ذكرتيني بنفسي .. وتمرين بالكثير مما مررت به في السابق.
فقد كنت أتوقع أن أتزوج قبل أختي الكبرى لأن أمي رحمها الله كانت دائماً تقول إنني الأعقل والأهدأ ولم يكن بي ما بأختي من طيش وتمرد .... ولكن سبحان الله مرت أكثر من عشر سنوات حتى منّ الله عليّ بزوجي .. وبعد أن طُلقت أختي بسبب سوء اختيارها.
كل من حولي من صديقات وزميلات تزوجن .. وغالبهن تساقطت حياتهن الزوجية أمامي ما بين خلافات عميقة وما بين انفصال وطلاق .. حتى صديقات أختي لم يكنّ أفضل حالاً .. لدرجة جعلتني أعيش هاجساً حقيقياً ورعباً من فكرة الفشل والطلاق .. لكن سبحان الله أزعم أنني بفضل الله أتمتع باستقرار كبير جداً مع زوجي ولله الحمد.
كنت أموت شوقاً لأداء العمرة والحج .. وكنتُ لا أجد ـ مثلك ـ محرماً يكسب فيّ هذا الأجر والثواب .. وقد كان لدينا حينها طباخ مسلم .. ووصل بي الأمر لدرجة أنني كنت أقول لوالدي رحمه الله: أنا مستعدة أن أتزوج محي الدين فقط حتى يأخذني لمكة
وطبعاً ذات الأمر بالنسبة للحوائج والمشاوير ..... كلها بمفردي لأنهم مب فاضين ولأني (كبيرة والمفروض أعتمد على نفسي

!!)
ولكن سبحان مغير الأحوال .. رزقني الله بزوجي الحبيب الذي أخذني للعمرة .. وسيأخذني للحج هذا العام بإذن الله .... أما عن مشاويري وحوائجي .. فلعلك تعلمين أن زوجي يغيب في عمله عدة أسابيع أعتمد فيها على نفسي وأقضي حوائجي وحوائج أبنائي بمفردي .. ولكنه عندما يعود في إجازته فإنني لا أتحرك من مكاني ولا أقضي حاجة أو عملاً لي إلا ورجله على رجلي .. ولم يحدث إطلاقاً أن تركني أخرج بمفردي إلا إن كانت ذاهبة للصالون (عشان يقعد هو مع العيال

) .. بل إنه يلغي أحياناً بعض مشاويره وأعماله من أجل قضاء حوائجي.
ما أريد أن أقوله لكِ يا عزيزتي إن كرم رب العالمين ليس له حدود .. وقد يفاجئكِ بما لم تتوقعيه أو حتى يخطر في بالك .. لذلك اخلعي تلك النظارة السوداء وانظري للحياة نظرة أخرى كلها ثقة في الله ... فوالله والله على قدر الصبر يكون الجزاء والرزق.
أما بالنسبة للدراسة فعودي إليها يا عزيزتي ولا تضيعي وقتاً أنتِ متفرغة فيه الآن وتستطيعين فيه تحقيق هذا الإنجاز .. فأنتِ لا تعلمين ما قد يحدث غداً .. وربما تعيشين فيما بعد أياماً لا تجدين فيها وقتاً حتى لمطالعة جريدة
وفقكِ الله ورزقكِ من حيث لا تحتسبين.