حياك الله أخي الكريم
لاتجعل النظرة إلى السعادة عموماً وإلى السعادة في الحياة الزوجية نظرة مادية بحتة , وكذلك الأخت أعمق المشاعر في مشاركتها الأخيرة مع احترامي الكبير والكبير لكما , وهذي ابتسامة , ولا أود أن أعلق على كلامها , أنا أتكلم عما كتب هنا لا عما في القلب ..
وهل السعادة أني أكتب في المنتدى ؟
افرض إني ما أكتب بالمنتدى هل أكون تعيساً ؟ سواء هذا المنتدى أو غيره
وهل إذا ملكت محمولاً أكون سعيداً ؟
نربط السعادة بالماديات ؟؟
والله إن خلوة بالله في المسجد أو في آخر الليل ومناجاته لهي خير من كل ذا ..واسئل به خبيراً من العباد الزهاد ويسخبرك
وما تشتت أفكارنا وضاعت أوقاتنا إلا بهذا الاب توب مع ما فيه من فوائد كثيرة بل كثيرة جداً
صدقني يا أخي العزيز المال الكثير بلا إيمان لا يساوي ولو صفراً
وكذلك المال الكثير ليس متفقاً طرداً وعكساً مع السعادة أبداً أبداً
اقرأ سيرة الزهاد وانظر كيف كانوا في رغد من العيش رغم ما عند بعضهم من فقر وابتلاء
وقد جاء في الحديث الصحيح ((من أصبح آمنا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ))
وفي الحديث ((الغنى غنى النفس))..
أما سمعت إلى قول أحد السلف ((والله لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف)) يعني ما هم فيه من السعادة والأنس وراحة البال.
هل الرسول صلى الله عليه وسلم كان غنياً ؟
مع أنه لو شاء لكان كذلك
هو لم يمت إلا بعد أن ملك جزيرة العرب كلها ودانت له ومع ذلك , لم تكن الدنيا في يده , ودخل بيته عمر بن الخطاب رضي الله عنه فوجده نائماً على الحصير وقد أثر في جنبه , يقول عمر , فالتفت إلى منزله فوالله ما وجدت شيئاً يرد البصر , [يعني فقط جدران ] ما وجدت شيئاً يرد البصر إلا شناً معلقاً , يعني قربة معلقة !!!!
هذا بيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو أسعد الناس
ومات ودرعه مرهونة عندي يهودي على ماذا ؟ على إهالة سنخِة , يعني على شحم مذاب له رائحة من قدمه ؟!!!!!!!
يعني أخذ منه الشحم المذاب وأعطاه الدرع رهناً ؟؟
مات على ذلك , وهو أكرم الخلق على الله , ولو شاء لجعل الله له الجبال ذهباً وفضة .!!
وكذلك صحبه الكرام وكثير من التابعين
أما سمعت قول عبد الرحمن الناصر ملك الأندلس ؟ صاحب القصور والدور
ملك خمسين سنة على ما أذكر
يقول أحصيت أيام السعادة في حياتي فلم أجد إلا أربعة أيام فقط .!!
وهو الذي بنى قصر الزهراء الذي كان أفضل قصر في العالم في وقته ..وبناؤه من أعجب البناء
لا تقل هذا في الزمان الماضي
وكذلك في الزمان القريب
هل كان آباؤنا وأجدادنا يعيشون في تعاسة وضيقة صدر وهموم وغموم ؟!!! بل الهم والغم عندنا
وكذلك في الوقت الحالي هناك ناس ليس عندهم مال ولا جاه ولكنهم سعداء أو على الأقل راضون وحياتهم مستقرة
الدنيا كلها لو تساوي شيئاً لما سقى الله كافراً منها شربة ماء !! تصور شربة ماء
فإذا كانت كذلك فهل يربط الله السعادة بشيء ماادي فيها ؟
وإذا كانت السعادة في المال فلماذا حرم منه أكثر الناس تقى وأحبهم إلى الله ؟
هل تتصور أن يحرم الله عبده الذي أحبه تتصور أن يحرمه أسباب السعادة؟
والله يا أخ إني لأعرف ناساً قلوبهم منشرحة وصدورهم متسعة ,حتى وإن أصابهم بلاء أو فقر , ولكنهم سعداء في حياتهم مستأنسون في حياتهم , أنسهم بربهم وبطاعته , لا يهمهم المال.
إذا رأيتهم تستحقرهم وتظن أنهم في تعاسة والأمر ليس كذلك ..
وهناك ناس بالعكس
قال الشاعر :
ولست أرى السعادة جمع مال ** ولكن التقي هو السعيدُ
بالله أسألك سؤلاً : اذهب إلى الأثرياء والأمراء والملوك وأهل المليارات الذين حازوا الأموال والقصور واسألهم عن سعادتهم ؟ اسألهم وهاتِ الجواب ..
اذهب واسأل أغنى رجل في العالم
أنا لا أريد أن أطيل فالكلام يحتاج إلى تفصيل كثيررر
وهناك كتب كثيرة تحدثت عن هذا الموضوع بالذات , أغنياء ولكن تعساء , أو أغنياء ولكن ..
المال بُلْغَةٌ فقط , من استكثر منه وجعله همه فقد السعادة
نعم أنا معك أنه ينبغي للمسلم أن يبحث عن قوته ولايجلس هكذا يستعطي الناس
...
لكن الدنيا أكلت علينا الأخضر واليابس وجعلنا الناس في قلوبهم لا في أيديهم ...
والكلام يطول .