اليوم30 9 1433هـ = 18/ 8/ 2012م :
تبقى على نهاية الشهر المبارك ( 0 ) ، أسأل الله لنا ولكم القبول في الأعمال ..
هكذا انتهت الأيام وودع شهرنا الفضيل على أن نلقاه بإذن المولى في السنة القادمة وجزء ثالث إن أمد الله في أعمارنا .

مسجد عمرو بن العاص في القاهرة
30رمضان 43هـ = 6 يناير 664م
وفاة الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضي الله عنه ..
هو الصحابي الجليل عمرو بن العاص بن وائل بن هشام بن سعد القرشي السهمي، أبو عبد الله، أحد رؤساء قريش في الجاهلية وكذلك أحد الرؤساء في الإسلام، وكان في صدر حياته من أعداء الدعوة الإسلامية، وأرسلته قريش على رأس وفد للحبشة لاسترجاع المهاجرين منها، واشترك في غزوة بدر وأحد والخندق ضد المسلمين، ثم أسلم هو وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة في يوم واحد وذلك قبل الفتح بستة أشهر.
وكما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقدّر خالد بن الوليد، كان يقدر عمرو بن العاص، وربما أكثر، فلقد جعله أميرًا على سرية السلاسل سنة 8هـ، وكان في السرية كبار الصحابة أمثال أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وأبي عبيدة بن الجراح، واستعمله الرسول على عمان فلم يزل عليها حتى مات الرسول ثم أقره الصديق فترة من الوقت، ثم انتدبه لفتوحات الشام سنة 13 هـ، وهناك كان له دور بارز ومواقف مشهودة ومعارك مشهورة مثل أجنادين الأولى والثانية وفتح فلسطين ويوم اليرموك، فلما جاء عهد الفاروق عمر فتح عمرو بن العاص بلاد مصر سنة 20هـ ثم توغل في ليبيا، وظل عمر مستعملاً له حتى وفاته، ثم جاء عثمان فأقره على ولاية مصر أربع سنوات ثم عزله، فعاد للمدينة وأقام بها حتى أحداث الفتنة وما تلا ذلك، فانضم إلى معسكر معاوية وصار بمثابة المشير والوزير الذي لا يقطع معاوية أمرًا دونه، وقد اشترك في معركة صفين، فلما استقرت الأمور لمعاوية، استعمله على مصر، فظل واليًا عليها حتى مـات رضي الله عـنه في 30 رمضان سنة 43هـ.
وقد شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان عندما قال: «ابنا العاص مؤمنان، عمرو، وهشام»([1]). وقال أيضًا: «أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص»([2]). وهي شهادة نضعها في نحور الكذابين والمفترين والمبغضين للصحابة عمومًا وعمرو ومن كان في حلف معاوية عندما نشب الخلاف بين علي ومعاوية رضي الله عنهم جميعًا، والذين ملئوا كتب التاريخ بالأكاذيب والافتراءات على عمرو بن العاص، حتى صدقها بعض أبناء المسلمين .
([1]) رواه الإمام أحمد في المسند رقم (7982)، والحاكم في المستدرك (3/268) وقال؛ صحيح على شرط مسلم، والطبراني في الكبير (22/177)، وصححه الشيخ أحمد شاكر في تحقيق المسند رقم (8029).
([2]) رواه الإمام أحمد في المسند رقم (16960)، والترمذي رقم (3844)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي وفي الصحيحة (155).
30 رمضان 256هـ = 31 أغسطس 869م
وفاة أمير المؤمنين بالحديث.. الإمام البخاري
ولد محمد بن إسماعيل البخاري في بخارى من بعد صلاة جمعة يوم 13 شوال 194ه-4 اغسطس 810م ، وكانت بخارى وقتها مركز من مراكز العلم .
• أصيب بالعمى في صغره ، فرأت والدته في المنام إبراهيم الخليل عليه السلام ن فقال لها : ياهذه قد رد الله على ابنك بصره لكثرة بكائك أو دعائكِ شك الراوي ، فأصبحت وقد رد الله عليه بصره .
نشأ يتيم الأب حيث توفي صغيرا فتعهدت أمه برعايته وتعليمه فحفظ القرآن الكريم ثم بدأ يتردد على حلقات المحدثين بل واستطاع حفظ بعض كتبهم لما اشتهر به من حافظة قوية.
سافر مع والدته وأخيه لأداء فريضة الحج فرجعت أمه وأخوه الى بخارى وتخلف البخاري لطلب العلم والأخذ عن شيوخ الحرمين وكان عمره وقتها ستة عشر عاما . فبقي يتردد مابين مكة والمدينة ست سنوات ، ثم غادر الى حواضر العلم فما ترك مدينة إلا وأخذ من علمائها فتردد كثيرا على مصر وبغداد والبصرة والكوفة ونيسابور وعسقلان وغيرها كثير .. حتى بلغ عدد شيوخه كما يقوا هو عن نفسه : ( كتبت عن الف وثمانين نفسا) ومن أشهرهم الإمام أحمد بن حنبل ويحي بن معين وعلي بن المديني وغيرهم .. وبعد رحلة طويلة وشاقة في السفر رجع الى نيسابور للإقامة بها .
• ورث عن أبيه الذي كان تاجرا مليون درهم فأنفق حصته كاملة في طلب العلم .
• يقول البخاري : ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين .
• كان ينام ثم يستذكر مسألة فيقوم يكتبها ثم يعود لينام فيستذكر أخرى فيكتبها وهكذا يذهب جُلّ ليله بالتوثيق .
• كان شديد الحفظ أعجوبة في ذلك فقد حفظ في 16 يوم 15000 حديث .
• سُمع عنه أنه قال : أحفظ مئة ألف حديث صحيح ، وأحفظ مئتي ألف حديث غير صحيح .
• كان يجتمع في حلقة العلم عنده 20 ألف .
• كان يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليال بختمة .
• ما اغتاب أحد منذ أن عقلْ .
اضطر الى مغادرة نيسابور بعد أن وشى الحُسّاد به الى والي نيسابور فغادر البخاري الى مسقط راسه الى بخارى فاستُقبل استقبل الفاتحين الأبطال واستقبله الآلآف ولم يكد يستقر ببخارى حتى طلب منه أميرها "خالد بن أحمد الدهلي" أن يأتي إليه ليُسمعه الحديث؛ فقال البخاري لرسول الأمير: "قل له إنني لا أذل العلم ولا أحمله إلى أبواب السلاطين، فإن كانت له حاجة إلى شيء فليحضرني في مسجدي أو في داري، فإن لم يعجبك هذا فأنت سلطان، فامنعني من المجلس ليكون لي عذر عند الله يوم القيامة أني لا أكتم العلم".
لكن الحاكم المغرور لم يعجبه رد البخاري، وحملته عزته الآثمة على التحريض على الإمام الجليل، وأغرى به بعض السفهاء ليتكلموا في حقه، ويثيروا عليه الناس، ثم أمر بنفيه من المدينة؛ فخرج من بخارى إلى "خرتنك"، وهي من قرى سمرقند، وظل بها حتى تُوفِّيَ فيها، وهي الآن قرية تعرف بقرية "خواجة صاحب".
ألف البخاري عدداً من المصنفات مايزيد عن عشرين لعل من اشهرها الجامع الصحيح المسند من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وله الأدب المفرد والتاريخ الكبير .
غير أن صحيحه هو من أشهر كتب الأحاديث حيث بقي ستة عشر عاما وهو يعتني به وينقحه ويصنفه ثلاث مرات حتى خرج بهذه الصورة التي هي عليه الآن وقد بلغت أحاديثه 7275حديث اختارها من بين ستمائة ألف حديث ولقب بعدها بأمير المؤمنين في الحديث .
تعرض للحسد من كثير من علماء عصره ، وحصلت له فتنة عظيمة مع أمير بخارى حين أرسل له أن يحضر له ليسمع منه فأبى البخاري ، فأرسل له المير أن يعقد مجلساً لأبنائه فقط دون غيرهم فامتنع البخاري وقال ل أخص أحد . فدبر الأمير مكيدة له ونفاه إلى بلدة صغيرة وهناك دعا البخاري ربه فقال : اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت فاقبضني إليك فما تم الشهر إلا وقد قبض .رحمه الله رحمة واسعه .. فلما دفن فاح من قبره رائحة المسك بقيت لعدة أيام .
مات عن 62 سنه . رحمه الله وغفر له وأجزل له المثوبة على ماقدم لأمة الإسلام .
انتهت .. أسال الله العظيم أن ينفع بها ..
كل عام وأنتم بخير ..
جعلنا الله وإياكم من المقبولين ..
تقبل الله منا ومنكم صالح العمل ..
وسامحوني على أن ثقلت عليكم في هذا الشهر بنبش هذه الأحداث السابقة والماضية ..
والشكر لمن تابع .. والعتب لمن نقل دون الإشارة لمنقول ..
أخوكم ثنيان ،،،،