تحدٍّ أم عبء
[font=Arabic Transparent][size=4][color=black]كما نتمنى أن تكف كل مطلقة عن ظلم نفسها ويكفيها وجع الطلاق، ونتمنى أن تحاول قدر طاقتها اختزال هذا الألم إلى أقل ما يمكن، وأن "تجاهد" نفسها لترميم أي خلل في حياتها بعد الطلاق، مثل "اضطرارها" إلى الاعتماد على نفسها للقيام ببعض المسئوليات المادية أو المنزلية التي كان يقوم بها زوجها، ولكي تنجح في ذلك بدرجة هائلة عليها أن تنظر إلى هذه المسئوليات نظرة إيجابية وأن تكف عن النظرة السلبية المعتادة وهي الأكثر شيوعا بين المطلقات، حيث صارحتني العديد منهن بأنهن يعتبرن هذه المسئوليات أعباء ضخمة ألقيت فجأة على كواهلهن، وهن في أمس الحاجة إلى الراحة النفسية والجسدية بعد معركة الطلاق.
[font=Arabic Transparent][size=4][color=black]نود لفظ هذه النظرة السلبية لأنها تشكل أكبر عائق معنوي لتقليل الخسائر من الطلاق، وتقلل من قدرة المطلقة على التعامل "الذكي" مع واقعها الجديد.[/color][/size][/font]
[font=Arabic Transparent][size=4][color=black]ويجب أن تستبدل بهذه النظرة نظرة أخرى إيجابية تؤكد ثقة المرأة في نفسها، وأن تردد لنفسها: حسنا سأعتبر هذه المسئوليات الجديدة تحديا لي، وأقبل بهذا التحدي بنفس راضية "تماما" وبروح تواقة إلى فعل أفضل ما يمكنني في أقل وقت ممكن وبأحسن ما لدي من إمكانيات وسأستعين بالخالق الرحمن الرحيم ولن يخذلني أبدا، وسأتذكر دوما أن هناك الملايين من النساء في العالم كله يقمن بهذه المسئوليات إما لعجز الزوج أو لوفاته أو للطلاق وأنني لا أقل عنهن بأي شكل من الأشكال.[/color][/size][/font]
[font=Arabic Transparent][size=4][color=black]وعلى المرأة أن تدعم نفسها بتذكر أن قيامها بهذه المسئوليات سيضيف إليها الكثير ويكسبها خبرات واقعية تنمي شخصيتها وتدعم من قدرتها على مواجهة أية تحديات مستقبلية، فضلا عما يكسبها من نضج يفيدها بالتأكيد في تنشئة أولادها وإكسابهم خبرات حقيقية عن الواقع كما هو بالفعل وليس كما نتصوره أو نتمناه.[/color][/size][/font]
[font=Arabic Transparent][size=4][color=black]فإذا ما أدركت المرأة مزايا تحملها لهذه المسئوليات الجديدة ونظرت إلى المكاسب المتوقعة منها -أي الجانب المضيء منها- لأمدها ذلك بقوة هائلة تدفعها إلى تخطي الصعاب الموجودة بها وهي سعيدة ولسان حالها يقول: لا توجد حياة بدون بعض المشاق وأنا ذكية للدرجة التي تمكنني من الاحتفال باجتيازي لها ولن أتوقف عند معاناتي بها، فالألم يمضي إلى حاله عندما نصر على طرده من حياتنا، بينما يمكث (ويسيطر) على حياتنا عندما نطيل التفكير فيه.[/color][/size][/font]
[/color][/size][/font]