رد : لست أدري كيف صارت الأمور إلى هذا الحد ؟ [مستجدات في الرد 352-392-398-4
أخي الكريم ساري ..
أسعد الله أوقاتك والجميع بكل خير
أرجو الله أن تسمح لي أن أكون صريحا معك , وأحدثك بشفافيه تفيدك وليس مجاملة تضرك
أنت أخي الكريم لا زلت تحب زوجتك جدا , وكل أو جل ما تقوله عن عيوبها أرى أنه يأتي في سياق
تعزية النفس ومواساتها عن الألم الي تسبب به غيابها عنك
أو ربما أتت هذه المشكلة لتفتح عينيك على ما لم تره سابقا .
بما أنك أخبرت والدك , فأرى أن تكمل معه وتسمع نصحه وتذهب معه لأهل زوجتك بعد عودتهم من السفر
ولا تؤجل إلى بعد رمضان , ويبدو لي أن والدك متحدث لبق ولديه قدرة عاليه على الحوار العقلاني والإقناع المنطقي .
إذهب من أجل الإصلاح أولا وآخرا , ومن أجل الحوار البناء وليعترف كل منكما بأخطائه ولوضع النقاط على الحروف
واعتذر بصدق عما أخطأت به فقط , وتعهد بعدم العودة له لتخلي ساحتك
ولتقدم حسن النيه أنك ترغب فعلا بالإصلاح
واحذر أن يكون الحوار فقط من أجل كيل التهم والتقصير من كل طرف تجاه الآخر
فهذا لن يؤدي إلا لمزيد من النفور والتباعد والوصول لطريق مسدود .
وضح لوالدها قبل الذهاب بأنه يجب أن تكون زوجتك حاضرة الجلسه لتقول ما لديها
وتدافع عن نفسها وتوضح وجهة نظرها , وهذا حق لها كما هو حق لك وإذا رفضت فهذا شأنها .
لا تتحدث عن فرض شروط كما أوردت هنا في أكثر من موضع
بل يكفي النقاش لأسباب خروجها الواهيه في المرات السابقه
وهذه الأسباب بحد ذاتها هي لب مشكلتك وهي أغلب ملاحظاتك عليها
وإذا تلافتها زوجتك يبقى لديها بعض السلوكيات الخاطئه , تقومها بإذن الله بعد عودتها لبيتها .
رغم أنني لا أظن أن والدها سيكون له دور فعال , ولكن على أي حال الحوار خطوة لا بد منها
وأساسية لحل مشكلتك فلا حل بدون حوار مباشر بينكما , ولتكون أمام نفسك مرتاح الضمير
أنك بذلت ما بوسعك من أجل الإصلاح .
سيحاول والدها تسهيل الأمور وتبسيطها وتمييعها وإفراغها من محتواها
ومحاولاته هذه منبعها نمط شخصيته ونظرته للحياة , وليس خبث منه
ولكن حديث والدك العقلاني المقنع معه , سيصحح الأمور ونظرته للموضوع بإذن الله
ويساعدك أيضا بما أنت متخوف منه , أنك رفعت صوتك عليه ومنعت زوجتك من السفر وكذبتها ... الخ
إذا تمت الأمور بسلام , أطلب منهم أن تأتي زوجتك معك فورا
ولو طلبوا منك مهلة يوم أو يومين لتجهيز نفسها , فلا بأس
أما أكثر من ذلك , فلا توافق إلا إذا كان هناك سبب منطقي
واحرص جدا على أن تحسم الأمر بوضوح
هل ستعود زوجتك أم لا ؟
ولا تقبل ب .. سنرى الأمر .. سنتشاور .. غدا نرد عليك ... الخ
إلا إذا كان هناك ما يستدعي التشاور من طرفهم , وما عدا ذلك ارفض
أما إذا أصروا على عدم الوضوح , وطلبوا مهلة غير منطقيه لتدبر الأمر
فتحدث معهم بكل هدوء واحترام , وقل لهم ..
" إن رأسي مثقل من شدة التفكير , ولا أدري ماذا افعل , ولا أي قرار أتخذ , وأرجو الله ألا تلوموني بأي قرار أتخذه "
فقط اكتفي بهذه الكلمات المبهمه ودعهم حائرين لا يعلمون ماذا تنوي أن تفعل , وإذا تساءلوا هل هذا تهديد ؟ قل ..
" لا ليس تهديدا , وحاشاكم أن أهددكم , ولكني أنا حائر فعلا
ومهموم ولا أدري ماذا أفعل , وألف فكرة تدور برأسي وسأستخير قبل فعل أي شيء "
وانتظر مدة إسبوع فقط , وإذا لم تأت مبادرة منهم, أطلق إشاعة قويه أنك ترغب بالزواج
وستشرع قريبا بالبحث عن زوجة , واحرص أن تصل هذه الإشاعه لمسامعهم
ولاحقا لو سئلت عنها , أكدها ولا تنكرها
وإياك أن تشيع أنك تنوي طلاق زوجتك الأولى , بل أنك تنوي الزواج بثانية وحسب
بالطبع هي مجرد خطه , لتعلم زوجتك أنك جاد لتشعر هي بجدية الموضوع , وأنك لست وقفا عليها
وسأوافيك لاحقا بطريقة تنفيذها إذا رغبت بتطبيقها .
أما إذا لم تتفق معهم , وطلبت زوجتك الطلاق - لا قدر الله -
لا تطلقها , بل إظهر تمسكك الشديد بها , وأنها إذا أرادت الطلاق
فعليها أن تخلعك وترد مهرك , ودع الأمور تسير على هذا الأساس
وإذا وصلت القضيه للمحكمه , وتأكدت من جديتها
فبرأيي الشخصي أن تطلقها من تلقاء نفسك , ولا تسمح لها بخلعك ولا تأخذ منها عوض
والذي ستستفيده أنت من هذا , أنك ستتأكد فعلا أنها عازمة على الطلاق ولا تريدك
والدليل أنها رفعت عليك قضية خلع , ليكون الطلاق بطلبها لا بطلبك
لأنك قد تسمع منها مستقبلا بطريقة ما , أنها عندما طلبت الطلاق
أنها لم تكن تقصده فعلا , وأنها فقط رغبت باختبار مدى حبك لها وتمسكك بها !
ولكن عندما ترفض تطليقها , وتجعلها تطلب الخلع , تكون أنت قد وضعت الكرة في مرماها
ووضعتها هي أمام نفسها لتكون مسؤولة عن قرارها طول عمرها
حتى لا يلحقك لوم مستقبلا , وأنك لم تطلق فعلا إلا بعدما تبين لك جدية طلبها
ونصيحة أخ لأخيه .. لا تسمح لمرأة أن تخلعك مهما يكن , وأيا كانت هذه المرأه
ولا ترضاه لنفسك , أما المال فالله يعوضه ويرزقك كما رزقك سابقا .
أرجو الله أخي الكريم ألا تجنح بعواطفك من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال فجأة
ذكرت لك هذا الأمر مرارا وذكره الكثير من الإخوة والأخوات هنا
وضربت لك مثلا لو كنت تسير بسيارتك وغيرت خط سيرك من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار
فجأة أو العكس , ماذا سيحدث ؟
ولأقرب لك الصورة أكثر .. تخيل أنك تسير بسيارتك أقصى اليسار
وهناك سيارة تسير بجانبك وبمحاذاتك تماما , وافترض أنها زوجتك تقودها
وأردت أن تجنح إلى اليمين فجأة بدون إعطاء إشارة ولا تنبيه ولا تهيئة للسيارة التي بجوارك
ماذا سيحدث ؟ حتما ستصطدم بها وكل منكما سيتضرر
هذا تماما ما سيحدث لزوجتك , عندما تغير تعاملك معها فجأة
ولكن ماذا سيحدث لو أنك هيأت من بجوارك وأعطيته الإشارة المناسبه أنك ستغير خط سيرك
ليتهيأ هو , ويتلافى الإصطدام بك ؟ بالتأكيد ستمضي الأمور بسلاسه , وكل سيصل مبتغاه .
إذا طلبت باقي ملابسها وما يخصها من وثائق , أرسلها لها بطيب نفس
دون مساومة على أي شيء , ولا تعلق بكلمه .
وأما السفر فإنها لا تستطيعه بدون إذنك إذا كانت مضافة معك في بطاقة العائله
حتى لو كان جوازها معها ووالدها معها , فلا تستطيع إلا بإذنك
فالمرأة عندما تتزوج تنتقل ولاية أمرها من أبيها لزوجها شرعا وقانونا
وأذكر ذات مره أن إحدى أخواتي كان زوجها مسافرا وطلب مني أن أستخرج موافقة لأختي لتسافر له
ذهبت للجوازات , ومعي بطاقة زوجها الأصل وجواز أختي
ورغم أن تصريح السفر كان للدولة التي يوجد بها زوجها تحديدا
إلا أنهم رفضوا تماما استخراج التصريح , وقيل لي يجب أن يأتي زوجها !
قلت لهم إنه خارج السعوديه , فكيف يأتي لكم ؟! وهو يريد زوجته أن تسافر للدوله التي يتواجد بها
ومُثبت لديكم أنه غادر لهذه الدوله , ولكنهم رفضوا تماما
ثم قالوا لي إذا كان والده ( والد زوج أختي ) موجود فليأت هو ويستخرج التصريح نيابة عن ولده
وبالفعل ذهب والده واستخرج تصريح السفر .
يسر الله أمرك وأعتذر على الإطاله .