أخي الفاضل شاطئ المحبة
أنا غير متحامل على الأخ عميد , ولكني أتفق معك أيضاً بكل بكلامك ولا أختلف معك بشيء منه
والإقتباسات التي تفضلت بها في مكانها الصحيح .
أخي الفاضل ...
المرأة هذه تخبطت نوعاً ما بقراراتها وتناقضاتها , وأتعبت الأخ عميد معها وحيرته بما تريد
ولكن بالنظر لوضعها , وظروف ترملها وعشرة زوجها , وكونها أم لمراهقين , ودخول رجل غير زوجها لمنزل زوجها
علينا أن نراعي هذه العوامل عند الحكم عليها , حتى لو كانت كل أفعال الأخ عميد بناءاً على طلبها وتنفيذاً لشروطها
نعم هي اشترطت ما اشترطت , بعقل ورشد وبعد تفكير , وشددت على الشروط
أتفق معك تماماً , ولكن يا أخي في بعض الأحيان والظروف مثل ظروف هذه الأرملة
لا ينبغي أن نتعامل بمبدأ 1+1 =2
لا سيما أنها قالت : عندما جد الجد لم أحتمل ما أقدمت عليه
أي أنها تصورت شيء وتفاجئت بشيء آخر عندما أصبحت على المحك
هنا كان يجب على الأخ أن يقف معها ويدعمها ويستوعب تغيرها وندمها وعدم قدرتها على استيعاب الوضع الجديد الصعب عليها
كان عليه ألا يقول لها هذه شروطك وطلبك ورغبتك و و و و ....... الخ , وكأنها عقود دوليه
بل كان عليه أن يقول لها أنه مقدر عدم مقدرتها على مواجهة الواقع الجديد , وأن يفتح المجال لها للإختيار من جديد , إذا كان حريصاً عليها أن تبقى زوجة له " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها "
وهي عندما لم يسعها التكليف , توقفت واعتذرت , ولم يقف معها أخونا وقفة جاده .
يا أخي الفاضل ...
هناك دول تعقد إتفاقيات , وتوقع على شروط والتزامات بعد دراسة وتمحيص واستشارة خبراء وهيئات , واتخاذ كل الإحتياطات , ورغم ذلك قد تكتشف هذه الدول بعد فترة من الزمن أن الشروط التي ألزمت نفسها بها كانت مجحفه
فما بالك بشروط بين زوجين بينهما مودة ورحمه ؟
ما المانع لو استأجر شقة لها بالقرب من منزلها ودفع أجار ستة أشهر , وأثثها ببعض الأثاث ليثبت لها صدق رغبته بها ؟
نعم ... قد لا تستمر معه وتطلب الطلاق , ولكن هذا هو الزواج , وخصوصاً لمن هي في مثل ظروفها
لابد لمن يتزوجها أن يتحمل بعض التناقضات , والخسارة المادية المحتمله
ما المانع لو قال لها سأمنحك الإمتيازات التي تنازلت عنها , وسأعدل ؟
ما المانع لو أبقى لها المهر , لتشعر أن هذا الرجل يحبها لشخصها أولاً ؟
نعم ... أعلم أن العقد شريعة المتعاقدين , وأعلم أن أولى الشروط بالوفاء هو ما استحللتم به الفروج
ولكن لاحظ أن الوضع معكوس , وأنها هي التي تنازلت عن بعض حقوقها , وليس هو من طلب التنازل
بمعنى أنها هي من سهلت الأمور له ليتزوجها , وتوافق هذا التنازل مع رغبته
أليس هذا التنازل دليلاً على حاجتها الماسة للزواج ؟
إذن ... لماذا تخلا عنها عندما طالبته بما تنازلت عنه سابقاً ؟
عندما تضادت الرغبات , لم يتمسك بها بقوة , وتخلا عنها
هذا التخلي وعدم إلحاحه هو ما أشعرها أنها رخيصة لديه , وأنه غير مستعد لمنحها ما تنازلت عنه
وهذا ما جعلها تعيد التفكير مجدداً في المستقبل , وما قد ينتظرها من هذا الرجل , لو احتاجت منه وقفة أقوى من هذه الوقفة في المستقبل .
أخي الفاضل ...
تأكد أن هذه المرأة خسرت معنوياً بالطلاق أكثر من خسارة الأخ عميد
فالمرأة ليس من السهل عليها أن تنتقل من حضن رجل لآخر , ومن زوج لزوج ومن بيت لبيت
نعم ... الشرع حلل لها الزواج ولم يقيده بعدد محدد , ولو تزوجت مئة مرة بحياتها
ولكن لا يوجد إلزام لأحد بالزواج سواء مرة واحده , أم مرات
وهناك الكثير من النساء تعتبر نفسها " استخدام فردي " لرجل واحد فقط
فهي كالورده , إذا قُطفت مرة تبقى فقط مع من قطفها أول مرة , ولا تسمح لنفسها أن تذهب من يد لأخرى , فإذا الذي قطفها حافظ عليها وبقي معها بقيت هي معه
وإذا ما ألقى بها وذبلت أو مات قاطفها , لا تذهب لغيره مهما وجدت من مغريات , وخصوصاً إذا كان لديها أطفال
فهل نعذر هذه المرأة , ونقدر حاجتها للزواج ؟
التعديل الأخير تم بواسطة أبو حكـيم ; 04-06-2011 الساعة 04:08 PM