السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية الراقية .. أدعوا بنفسٍ سامية .. بأن يدفع الله لكِ كل الخير والبركة .. وأن يجعلكِ بين العلى عالية ..
إسمحي لي أيتها المغرورة بأن أدون لكِ هذه الأحرف المتواضعة .. والتي تغشيها الفلسفة والتأمل ..
عند الساعة التاسعة صباحا .. مددتُ يدي وعيني محدقة في هذه الشاشة الصغيرة لأمسك ذلك الخيط الأبيض .. وبجرة بسيطة فتحت الستار ليتسلل شئ من بريقِ هذا النجم القريب .. والذي جعله الله سراجاً وضياءاً لنا ..
لم تمر سوى ساعة ونصف على بدأ عملي ولكني بدوت تعباً بعض الشئ بالعمل شاق ومتعب خصوصاً إذا كان على عاتقك مسؤلية عدة مصانع .. ولا أعلم حينما قالوا لنا تعلموا وخذوا أعلى الشهادات لتكونوا من المستريحين غدا !! ما هي الراحة التي يقصدونها ؟؟
على كل حال .. أردت لنفسي مجالا أتنفس فيه هواء المترمد على عمله أو المهمل لواجباته .. رغم أني أعلم بأن لدي أقل من نصف ساعة لأكون متمرد .. وستبدأ بعدها الأعمال تنصب كتلك الدموع التي كانت تسيل في شهر رمضان .. في ذلك العام .. وفي ذلك المكان .. حيث لا هواء .. لا سماء .. لا إنسان ولا أحسان ..
رفعت ذلك الهاتف وسألت ذلك الفتى اللطيف بكوبٍ من الحليب وطعامٍ خفيف .. وسبع قطعٍ من الزبيب ..
وتذكرت بأن لدي شئ أحبه .. كتاب .. بل كتب .. أتجول بين صفحاتها .. وأبحث عن عنوان يجذبني لأقرأ ما في خلجاته ..
وأنا أشرب الحليب وآكل السندويش .. فتحت هذا الصرح الجميل .. هذا المنتدى الذي أحفظه في مفضلة المواقع لدي .. وبدأت أتجول في العناوين .. لم أتشجع كثيرا لأن أفتح شئ جديد .. فلا وقت ولا مزاج ..
حتى توقفت عند جملة .. تسكنها المشاعر .. وبها نبرة من الشعر .. وفقدت روحي الجميلة !!!
فتحت هذا الموضوع ولاحظت كم هو طويل .. يا الله هل سأقرأ كل هذا ؟؟ بالتأكيد لا .. قرأت بعض الأسطر ونزلت مسرعاً للردود لأعلم فحوى الموضوع من خلال ردود الأحبة .. ولكن وجدت غموض كبير !! تمالكت كبريائي وصعدت مستسلا للأعلى .. وبدأت أقرأ وأقرأ .. قرأت كل حرف كُتب .. تأملت في كثير من العبارات والجمل .. وكأني أقرأ رواية لخولة القزويني أو واحدة من الأدبيات المعروفات ..
فجأة رأيت الموضوع قد توقف وانكسر .. وكانت الدموع هي المُعذِّر !! لجأت للردود فقرأتها كلها حتى وصلت لما أبحث عنه .. لتكملة لهذه الرواية .. قرأت كم جديد .. وتأملت فالمزيد .. الهواتف ترن وأنا لها منكر .. والناس تنتظر وأنا لها مفطر ..
ولا أعلم هل تمت هذه الرواية ؟؟ هل وصلت للنهاية ؟؟ أم هي البداية !! لتكتمل بسنين قادمة أصول الحكاية ..
أختي .. جذبتيني لأقرأ بأدبياتك .. فلا شئ سيجذبكِ غير خواطر القلوب ..
دعيني آخذكِ بجولة بسيطة جدا جدا في حياتي .. أنا من الناس التي تصنفُ عاطفتي بالحمراء .. وهذه العاطفة خطيرة .. حيث هي نقية صادقة حساسة جدا رومانسية متعلقة .. ولكنها فياضة لدرجة تجعلها تعتقد أحيانا بأنها تملك كل العاطفة الموجودة في الوجود .. وزوجتي العزيزة من الفتيات التي تصنف عاطفتهم بالوردة .. حيث هي متشابهة للعاطفة الحمراء ما عدى الهيجان الفائض فهي عاطفة صبورة ورقيقة .. وهذا ما مكننا من خلق حياة زوجية قد يحلم بها الكثيرون .. نذوبُ في نقائها ونغرفُ من نهرينا الذان خلقهما الله لي ولها ..
حروفكِ جعلتني أتيقن بأنكِ تملكين عاطفة ممزوجة من اللون الوردي والأحمر .. تصبرين تارة وتهيجين تارة أخرى .. رغم أن هيجانكِ يكون في الأغلب على نفسكِ وقلمكِ ..أنتِ متعطشة للحب أكثر من أي وقت مضى .. ولكن كيف لكِ أن تقرأي الحب وأنتِ تعرفينه بأنه هلاك ؟؟ أكادُ أجزم بأن ذلك الرجل الرمادي بعاطفته لو حاولَ وكتبَ لكِ خاطرة واحدة تحمل بعض من الكلمات الرقيقة .. لقرأتها إلى آخر عمركِ ولحفظها قلبكِ قبل عقلكِ ..
عرفتِ الحبَّ بشئٍ جميل .. ولكنَّ صارَ كوهنِ سَراب
يأنُ ظمى قلبكِ بالعويل .. وماءُ الحياةِ جحيمٌ مُهاب
وحينَ بدى الحبُّ فيهِ هزيل .. رأيتِ البلبلَ مثلَ الغراب
مع شديد اعتذاري للغراب ..
أنتظر .. ولعلَّ الإنتظار يكشفُ الأسرار .. لأرى فصول أخرى من هذه الرواية .. فقد تحمل هذه الفصول رغبة أخرى لدي لكي أدونَ رداً آخراً على موضوعكِ هذا ..
مرَّ كثير من الوقت وتعطلت بعض الأعمال لدي بسببكِ .. لذلك اخترت أن أضيع قليلا من وقتكِ فأطلت في ردي وتماديت في سردي .. ولكن تبقى دعواتي لكِ وللكل بالتوفيق ..
بالإنتظار