أختي الفاضلة " زوجة زوجي "

يكفيني أن أقرأ من اسمكِ الذي اخترتِهِ لنفسك أن شعورك الحقيقي الداخلي هو أنكِ ستعودين لزوجكِ وتبقين زوجة وفية مخلصة له ما بقي الزومان بكما إن شاء الله ...


ها نحن بتنا نرى من نفسكِ الكثير من الهدوء والطمأنينة ...

ها أنتِ تخبرينا بأن ذلك الشيطان لم يعد له بقلبكِ مكان ...

وها أنتِ تحيطننا علماًَ بأن دموعكِ على سجادة صلاتك لم تكن لتهدأ كلما وفقتِ عليها تصلين لله الكريم المنان ...

وها أنتِ .. وها أنتِ .. وها أنتِ ...



متى سيحين الميعاد ... ؟؟ ومتى تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي ... ذلك الوضع الذي يحبه الله ويرضاه !!

ألم يحن الموعد بعدُ يا أختاه .. أم ماذا تنتظرين ؟؟

ألم يأتي وقت تحركِ قلبكِ إلى من وهبكِ الله إياه زوجاً مخلصاً ومؤدياً لحقوقك كاملة _ كما ذكرتِ آنفاً _ في سياق كلامك ؟؟

ما ذنبه هو إذا كان رجلاً لم ترّي منه خيانة تذكر ... أو بعداً نفسياً عنكِ لا يُغفر ؟؟

أم أنكِ تجرين وراء هواكِ الذي لا يأتي في الغالب بخير .. لأنه منساقٌ لدينا كلنا وراء الشيطان ...

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( النفسُ أمارةٌ بالسوء إن لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية )) ..

إن كان الأمر يا أختاه قضية عدم دخول زوجكِ لقلبكِ ... فالحمد لله ... وما أهونها من قضية ... وتهون أكثر أمام ما فعلت نفسكِ الضعيفة التي أصبحات توَّاقة للعودة إلى صوابها ورشدها ...


كم من القصص سمعناها ونسمعها عن زوجاتٍ دخلن إلى بيوت أزواجهن وهن لهم كارهات ... واليوم لا يستطعن العيش من دونهم ...


الحياة يا أختاه الكريمة أكبر من أنا نسلم لأهوائنا بهذه البساطة ...

الحياة تعليم .. الحياة تجارب .. الحياة صبر .. فما بال عدم حبكِ لزوجكِ قد رسَّخ في ذهنك صورة من لا يمكن أن يتغير ..

بالحب .. وبالتحبُّب .. بالأنسِ وبالقرب والتفاهم والتحاور ... يأتي الحب ... فلم تتعجلين ..


يقول الله عز وجل في سورة الحديد :

(( ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون )) ...

وإنها لآلية لستُ أوجها لكِ وحسب ... فنسأل الله أن يرحمنا كلنا مقصر إلا من رحم الله .. وأبدأ بنفسي كي أذكرها بهذه الآية العظيمة ...


بعد كل هذا ... وكل ذاك .. وكل ما جاد به الاخوة ... وبعد أن جلستِ مع نفسكِ المقصرة لحظات ولحظات .. إلى أين وصلتِ .. وألم يأنِ لك بعد معرفة قيمة هذه الحياة .. وكيف أنها مؤقتة .. زائلة .. لا دوام فيها .. وأننا كلنا منقولون إلى حياة سرمديةٍ أبدية ... لا تكون السعادة إلا فيها .. ولا النقاوة إلا فيها ..

وفيها .. يرضى الرب المنان على كل من تاب وأناب واستغفر وارتجع .. وعاش ما تبقى من حياته حريصاً على طاعة الله .. وسلوك كل دربٍ يفضي إلى رضاه ...


فهيَّا شدي سواعدكِ ... واشخذي همتكِ ... واطردي عنكِ الشيطان .. والمهم أن يكون طرداً أبدياً ... لا مؤقتاً بكلمة تأثرتِ بها من هنا ... أو أخرى سمعتِها من هناك ...


وفقكِ الله .. وأسعدَ خاطركِ .. وأكرمكِ بتوبةٍ نصوح صادقة .. وأدام الله الحب بينكِ وبين زوجكِ طيلة العمر إن شاء الله ..

طمنينا عن آخر جديدك ... كان الله في عونك ..

أخوكِ / النور والحنان