هذا ردي في أحد المواضيع على إحدى الأخوات الفاضلات في موضوع مشابه لموضوعك

قال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير "
دائما نقول هذا الحديث ونردده لكن هل مفهومنا تجاه هذ الحديث شامل
في رأي و لا ألزم به أحد
أن خطوة القبول المبدئي للزواج من شخص ما أساسه ( الدين و الخلق )
وبعد ذلك يتم النظر لبقية اللبنات التي سيتم من خلال توفرها القدرة على السكن و التعايش
فالزواج بناء أساسه ( الخلق و الدين )
و لبناته كل الإحتياجات المرغوبه من كلا الطرفين الراغبين في السكنى
قد تكون هذه اللبنات ( تكافأ النسب - الغنى - تكافأ العلم - الجمال - وووو )
فأستغرب كيف نأكد الأساسات و نتجاهل اللبنات حتى يكتمل البناء
الرسول صلى الله عليه و سلم
لم يمنع إشتراط هذه اللبنات
فلم يلزم شخص يفكر في الغنى أن يتزوج من لديه خلق و دين وهو فقير
و هناك أيضا شخص لديه خلق و دين و غني
و لم يلزم شخص يفكر في تكافأ النسب أن يتزوج من لديه خلق و دين و لا يكافأه في النسب
و هناك شخص لديه خلق و دين و يكافأه في النسب

فيا أختي أنت أدرى باللبنات التي تريدينها موجودة في من أردته سكن لك
فلا تغلبي شيء على الآخر و إذا كانت هذه التفاصيل مهمه لك فلا تتغاضي عنها لأنها ما تلبث أن تكون من أولوياتك مستقبلا و عندها ستُأثر على السكن حيث أنك لم تقوي لبناته و إن كان أساسه قوي فيبدأ ينهار السكن حتى يُصدع الأساس
و ردي هذا لم يكن مختلف عن ردي الأول لك في موضوعك سوى أن ردي في موضوعك كان مختصر
و رغم أن قناعتي الشخصية تختلف مع هذا التوجه في ردي لكنه متناسب مع توجه عام لدى المجتمع
بمعنى ليس من المنطقي أن أفرض على أي إنسان قناعاتي الشخصية بمعزل عن فكر المستشير و التوجه العام للمجتمع
فقناعاتي مبنيه على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم و سيرته العطره
فهناك رمزيه عجيبه دائماً تحيط بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم و شخصيته و في هذا الموضوع تحديدا
فالرسول صلى الله عليه و على آله وسلم
فقير - أمي - يتيم
و تزوجته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وهي أكبر منه عمرأً و أكثر منه مالاً
و كلف بحمل الرسالة التي غيرت البشرية
و كل هذا لوجود مواصفات خاصة لا تتعلق بالدرجة العلمية أو المناصب العمليه أو الحسابات البنكيه
ولكن مواصفات خلقيه علينا نحن كمسلمين الإقتداء بها وجعلها هي الأساس في تعاملاتنا أو إختياراتنا
لكن مسالة التكافؤ سواء علمي أو مالي أو .....
مسألة من المباحات و لم يأتي نص يمنع إشتراط التكافؤ
لذلك كنت دائماً أغلب في نصحي في هذه الإستشارة التوجه العام و حال المستشير بعيداً كل البعد عن قناعاتي الشخصية
و هذا ماحدث في ردي الأول ( و أرجو منك الرجوع له )
ولكن ردك على ردي إستفزني و شعرت بتطرف فيه رغم عدم إختلافي مع توجهك
فولد لدي تطرف و تغليب قناعاتي الشخصية في ردودي التاليه
و رأيت في ردك تعالي على كل شرائح المجتمع و كأنك ظل الله في أرضه
و لم يكن ردي عليك للتقليل من شأنك و لكن لتصحيح فكرة لديك
بأن المجتمع بكل مكوناته حلقه مترابطه أي خلل في أحد مكوناته أو إنتقاص منها يؤدي بخلل في المجتمع كامل
فالمعلم يخدم فكر المجتمع
و الجندي يخدم أمن المجتمع
و الزبال يخدم نظافة المجتمع
و القاضي يخدم عدالة المجتمع
و الطبيب يخدم صحة المجتمع
و المهندس يخدم بناء المجتمع
.
.
و الحاكم يخدم المجتمع
فما الذي يجعل أي إنسان أفضل من الآخر بالتأكيد ليس شهادته و لا درجته العلميه أو منصبه أو نسبه
و إنما عطاءه للمجتمع و صناعته للفرق في حياة الناس
و رغم هذا العطاء للمجتمع من كافة الشرائح تبقى المساواة
فلا يوجد مقياس للأفضليه أبداً سوا بالتقوى و هذا ما نص عليه الكتاب و السنه

قال تعالى ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )
قال صلى الله عليه و على آله وسلم ( يا أيها الناس إن ربكم واحد ألا لا فضل لعربي على عجمي و لا لعجمي على عربي و لا لأحمر على أسود و لا لأسود على أحمر إلا بالتقوى إن أكرمكم عند الله أتقاكم )
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 313
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ختاماً أتمنى أن يكون ردي هذا وضح لك كل الملابسات التي حدثت في هذا الموضوع

و فقك الله ويسر أمرك