كنت أقول ليت الزمن يتوقف.. والآن أقول ليت الزمن يعود
ما أصعب مرور الأيام والشهور والسنين
على الفتاة وهي تنتظر وتنتظر وتنتظر
يكثر الهمز واللمز من حولها
ويبدأ الشيب يغزو رأسها
كانت وردة من أجمل الوردات
ولكن من يرغب بالوردة بعد ذبولها ولو كانت بأرخص الأثمان
لطالما حلمت بقصرها الذي ستعيش فيه
وإن كان كوخا صغيرا إلا أنه في نظرها قصر لأنها ملكة فيه
لطالما حلمت برفيق دربها الذي سيشاركها افراحها واحزانها
ويهتم بأمورها ويرعى شؤونها ويقضي حوائجها ويكون سندا في دنياها
كريما لا يبخل عليها بماله ولا مشاعره
يكون لها نبع الحنان والحب والعاطفة الجياشة
يسمعها ما يسرها من غزل ومدح تطرب به أنها
صالحا تقيا يعينها على أداء الطاعات ويتنافسا سويا في فعل الخيرات
يكون خير قدوة لأبناءه
لطالما حلمت بذرية صالحة تضمها لصدرها
تشبع غريزة الأمومة والعاطفة الجياشة
كلما رأت طفلا حافظا للقرآن دعت الله وعيناها تملأهما الدموع أن يرزقها الله مثله
ولدا صالحا تحفظه كتاب الله منذ الصغر
وتدفعه إلى المشايخ لطب العلم
حتى تراه عالما كبيرا ينفع المسلمين والأمة
لأنها تدرك أن التعليم في الصغر كالنقش في الحجر
وقد فاتها ذلك وتريد تعويضه في ذريتها
ولكن مع مرور السنين تشعر ان الاحلام لم تعد تناسب عمرها
صديقاتها تزوجن واحدة تلو الأخرى
في كل وقت تسمع خبر خطوبة فلانة .. زواج فلانة
وبعد زواج الجميع صارت تسمع .. حملت فلانة .. ولدت فلانة
فانشغلوا بأزواجهم وأبنائهم وهجروها..
الوحيدة من بين أهلها من وصلت لهذا العمر من غير زواج
صارت محط نظرات الشفقة ,, وربما خافت إحدهن على نفسها من عينها
ربما خرجت للعمل وخالطت الناس ولكنها غريبة بينهم
تشعر بانعدام أهميتها وانعدام أنوثتها وانعدام فائدتها
وبعد أيام قليلة تفصلها عن عام جديد
يتقدم فيه عمرها .. وتتلاشى فيه أحلامها..
رحماك ياربي رحماك