الحفيظ الحافظ
قال الله تعالى :{ إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ } ،وقال تعالى :{ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }.
وهذان الاسمان العظيمان دالان على أن الله سبحانه موصوف بالحفظ، وحفظه تعالى لعباده نوعان عام وخاص. فالعام :حفظه لهم بتيسيره لهم الطعام والشراب والهواء، وهدايتهم إلى مصالحهم ،وإلى ما قدّر لهم وقضى لهم من ضرورات وحاجات وهي الهداية العامة التي قال عنها سبحانه :{الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى } وحفظهم بدفع أصناف المكاره والمضار والشرور عنهم ،وهذا الحفظ يشترك فيه البر والفاجر بل الحيوانات وغيرها ،وقد وكّل ببني آدم ملائكة يحفظونهم بأمر الله كما قال سبحانه :{ لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّهِ } أي: يدفعون عنه بأمر الله كل ما يضره مما هو بصدد أن يضره لولا حفظ الله .
والخاص:حفظه لأوليائه –إضافة إلى ما تقدم-بحفظ إيمانهم من الشبه المضلة والفتن الجارفة والشهوات المهلكة ،فيعافيهم منها و،ويحفظهم من أعدائهم من الجن والإنس فينصرهم عليهم ويدفع عنهم كيد الأعداء ومكرهم،كما قال سبحانه :{ إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا }،وعلى حسب ما عند العبد من الإيمان تكون مدافعة الله عنه .
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في وصيته لابن عباس-رضي الله عنهما – (احفظ الله يحفظك). رواه أحمد والترمذي. أي:احفظ أوامره بالامتثال ،ونواهيه بالاجتناب ،وحدوده بعدم تعديها ،يحفظك في نفسك ودينك ومالك وولدك وفي جميع ما آتاك الله سبحانه .