عزيزتي..
منذ أن ولدت ابني الحبيب كنت حريصة أشد الحرص على التحدث معه طوال الوقت .. لدرجة أن زوجي كان يضحك علي ويقول لي (تتحدثين إليه وكأنه يفهم!!!) .. وكنت أرد (لا يفهم الآن ولكنه سيفهم غداً)
وعندما اقترب من عمر السنتين كان قد تمكن من نطق بضع كلمات بسيطة .. وغير مفهومة لمن لم يعتد سماعها منه .. ولكنني بالطبع كنت أفهمه باعتباره ملازماً لي طوال الوقت.
وحتى كلمتا ماما وبابا استطاع نطقهما بعد أن تعدى عمره سنة ونصف.
متى بدأت قدرته الكلامية في التطور فعلاً؟؟
عندما بلغ السنتين والنصف تقريباً أو بعدها بقليل ... أصبح يعبر عن نفسه بشكل أفضل .. واصبح يستطيع أن يكون جملاً قصيرة من كلمتين .. ثم ثلاث .. وأصبح يستدعي الكلمات القديمة من ذاكرته في بعض المواقف حتى لو لم أذكرها انا أمامه في وقتها.
والحقيقة أنني كنت جداً قلقة على ابني من جهة تعلمه الكلام .. وأحد اسباب تخوفي من عدم قدرته على تطوير مهارته الكلامية هي عدم اختلاطه بالأطفال نظراً لكونه الطفل الوحيد في البيت .. والأطفال الذين يعرفهم قليلون جداً ولا يراهم باستمرار (ابنا خاله .. ويراهم تقريباً ثلاث أو أربع مرات في الشهر ... وابن الجيران .. ويراه على فترات متباعدة جداً) .. لدرجة أنني كنت أفكر جدياً في إدخاله لحضانة حتى يختلط بأطفال في عمره ويستطيع تعلم الكلام بشكل أسرع .. ولكن بصراحة أجد أن ابني قد تطور بشكل جيد خلال الشهور القليلة الماضية رغم استمرار وضعه الاجتماعي على ما هو ورغم عدم وجود أطفال كثر حوله ورغم أنني لم ألحقه بالحضانة بعد.
لذلك أرى ألا تقلقي .. فقط تحدثي معه كثيراً واذكري أمامه أسماء الأشياء .. مثلاً عندما كان ابني صغيراً جداً كنت أتحدث معه وأنا أحممه (ماما الآن تغسل يد سلطان .. والآن تغسل أصابعه .. ثم تغسل رجله .. والآن تضع الشامبو على شعره) .. وعندما أخرجه من الحمام (ماما تمسح الماء عن عين سلطان .. وتمسح الماء عن أنفه .. وخده .. وتنظف اذنه) .... وحتى عندما لم يكن يستطيع ذكر هذه الأسماء إلا أنه كان يفهمها ويتذكرها .. وعندما كنت أنا أسأله (أين يدي .. أين أصابعي .. أين شعري .. أين عيني .. أين أذني .. أين أنفي) كان يفهم ويشير إلى أعضائي كلما ذكرت اسم احدها .. وعندما كنت أطعمه كنت أعطيه كل لقمة بعد أن أسميها له (سلطان الآن يأكل دجاج .. ثم أعطيه بطاطا .. ثم ملعقة أرز .. ويا سلام على بطلي الشاطر وهو يأكل سلطة ) .... وهكذا في باقي المواقف .. وعندما كبر قليلاً لم أكن بحاجة إلى تعليمه تلك الكلمات أو غيرها لأنه كان يتذكرها وينطقها عندما أصبح جاهزاً لذلك.
والأمر ذاته بالنسبة لابنك حفظه الله .. فحتى لو لم يتمكن الآن من نطق الكلمات بشكل صحيح أو حتى لم يتمكن من نطقها أصلاً إلا أنه في كل الأحوال يخزنها في ذاكرته .. ومتى ما حان الوقت المناسب ستجدينه يستخدمها إن شاء الله.
نقطة أخيرة .. استخدمي الكلمات بشكلها الصحيح وليس بالرموز الغجيبة التي يطلق عليها البعض اسم (لغة الأطفال)
(مثال: أكل = نم نم .. شيء غلط = كع .. شيء غير نظيف = كخ .. ضرب = تح)
فالبعض يستخدم هذه الرموز العجيبة مع أطفالهم اعتقاداً منهم بأن الطفل سيفهم الكلمة الرمز ولن يفهم الكلمة الصحيحة .. وهذا اعتقاد خاطئ وأظنه يسهم في تأخر الطفل تعلم الكلمات بطريقة صحيحة وسليمة .. فكما قلنا إن الطفل يخزن الكلمات في ذاكرته ويستدعيها عندما يصبح قادراً على نطقها .. فإن خزنت ذاكرته الكلمة بطريقة غير صحيحة فإنه سيجد صعوبة في نطقها بشكلها السليم إن حاولت الأم تصحيح الكلمة.
بالنسبة لابني فإنني لم أكن استخدم معه تلك اللغة بالطبع .. ورغم ذلك كانت هناك بعض الكلمات التي كان يصعب عليه نطقها بشكل صحيح لذلك كان هو الذي يلجأ لتلك اللغة .. مثلاً كل شيء يتعلق بالله والصلاة والقرآن كان يسميه (نانا) .. عندما اصلي يقول (ماما نانا) .. عندما يسمع الأذان يقول (نانا) .. عندما يسمع القرآن يقول (نانا) .. عندما أطلب منه أن يسمي قبل الأكل أو يحمد الله بعده يقول (نانا) .. إلا أنني رغم ذلك ما كنت أستخدم تلك الكلمة على الإطلاق وكنت دائماً أستخدم المفردات بشكلها الصحيح دون أن أطلب منه أن يستخدمها لأنني أدرك أنه لا يستطيع ذلك بعد.
ومنذ حوالي شهرين بدأ من نفسه ودون طلب مني ينطق كلمة (صلي) (أذّن) .. ومنذ ثلاثة أسابيع تقريباً بدأ يركض إلى الحمام ويغسل رجليه قائلاً (أتوضا)
.. ومنذ ثلاثة ايام فقط بدأ يعرف كيف يقول (بسم الله) و(الحمدلله) .. أما القرآن وورد ما قبل النوم فهو لا يزال (نانا)