هل هذا عقوق بوالدتي

{{ السمات الشخصية لصاحب الاستشاره }}

@ - أرملة ولديها أطفال .

@ - موظفة ولها راتب جيد .

@ - علاقتها بربها جيدة .

@ - علاقتها بوالدتها متوترة .

@ - علاقتها مع أهل أولادها منقطعة تماما ..

@ - تتميز شخصيتها بالطيبة وخدومة ومعطاءة .لكن غير لبقة بالكلام ودودة .


{{ ملخص موضوع الإستشارة }}

@ - توفي زوجها بغد ان كانت تعيش أفضل عيشة معه ؛ وكانت من قبل الزواج تعطي والدته مبلغ من المال .

@ - وبعد إنقضاء العدة أعطاها والدها بيت بجورا أهلها لتسكنة مع أولادها ؛ وأصبحت تتحمل جميع التكالف لوحدها بعد رحيل زوجها .

@ - أصبح المبلغ التي تعطيه والدتها عبئ عليها وترى أولادها أولى به ؛ لأن أهل زوجها مستولين على راتب زوجها لعد وفاته ولايعطونه إياها .

@ - عرضت لأمها أن تعطيها نصف المبلغ لأنها بحاجة ماسة الآن ؛ الام رفضت رفض باتاً وتدهورت العلاقة بينهما ؛

@ - عرضت لأحدى أخواتها أن يتقاسمن معها ماتعطي والدتها ؛ لأنها بحاجة له ؛ والأخوات رفضن ..وأخبرن

والدتهن بماقالت لهم وغضبت الام منها أكثر .وتورت علاقتها بالأخوات ...

@ - أحتارت في أمرها ؛ فهي تحب أمها حب كبير جداً ولاتريد أن تغضبها ؛ وكذلك تحب أولادها وتشفق

عليهم بسبب يتمهم وحرمانهم من راتب والدهم .وتريد تعويضهم ؛ وبناء بيت لهم حتى تحفظهم به بعد حفظ الله ...

@ - لم تعد تعطي نفسياً مادياً مثل السابق لأنها تغيرت كثيراً بعد موت زوجها ..تشعر أن السعادة زالت من قبلها والحياة حولها بدون بهجة .

@ - خافت أن ماتنوي فعله عقوق ؛ فكرت وفكرت وقالت { أريد حلاً } ....








{{ الرأي الاستشاري }}

{{ تمهيد للاستشارة }}

أختي الفاضلة ؛؛

الأول: الحكم الشرعي.

الثاني: الجانب الاجتماعي...

ومعرفة الحكم الشرعي لا تغني عن الجانب الثاني, أما مسألة الحكم الشرعي فإن إعطائك هذا المال

لأمك هو من باب النفقة, والتي لا تجب على الولد لأبيه أو أمه إلا في حالة كونهما فقراء ومحتاجين..

ولذا فالمشكلة عندك ليست بالحكم الشرعي ولكن بطريقة التوضيح للأم ومعاملتها بشكل يحقق لك ما

تريدن من حفظ حقوق ابنائك وتأمين مستقبلك مع عدم إغضاب امك..فمن الناحية الشرعية أنتي لم تخطئي

بحالة رغبتك بتحسين وضع عيالك وتوفير لهم وضع أحسن طالما والدتك ليست بحاجة لهذا المال ووضعها

المادي جيد...وبإذن الله لا يوجد عقوق بهذا ولكن هل يوجد بر؟؟العقوق بنظري قد تكون بطريقة إيصالك

الفكرةالتي تريدنها لوالدتك،فقد تصرخ الفتاة بوجه والدتها مثلا..قد تتأفف قد تتذمر..قد تقاطع والدتها أيضا قد

تنهرها وتتشابك معها بكلمات غير طيبة...إيصال الفكرة بشكل سيئ هو ما قد يسبب العقوق..فقوله تعالى

واضح سبحانه ولا يحتاج إلى تعليق..(ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما..)


{{ الإستشارة }}

{ المرحلة الأولى }

الحلول الصالحة لوضعك ..

{ أولاً }

برا بوالدتك ورغبة منك للإستمرار والدوام بالإضافة إلى قدرتك كما ذكرتي فإستمري بإعطائها ما تريدن وأنتي

راضية وسعيدة.

{ثانياً }

التحدث مع والدتك بهدوء دون جدال ومحاولة شرح الوضع لها بهدوء دون إزعاجها في حالة رغبتك وإحتياجك

فعلا للمال فلا عقوق في ذلك بإذن الله وإلا فالأفضل هو الحرص على أخذ الهدف والثمرة من عملك فهو

لإدخال السرور عليها وليس لإغضابها.

{ثالثاً }

البدء بإيجاد حلولا عملية بديلة لكسب ما أردتي إعطاؤها إياه إن غلبك حبك لها ورغبتك بإستثمار بعض المال لعيالك.

{ رابعاً }

فكرة إستقطاع المال كما قلتي سترفضه والهدف من إعطائك إياها المال هو برها فلا أجد وصول المال دون

رضى وفرحة سيكون له النفع الذي تطمحين له عليك بالتحدث معها ومجاهدة نفسك على إرضائها وإقناعها

كأن تقولي لها(لا تتضايقي يا غالية – الضغوط التي أمر بها كبيرة فاعذرني- ولا يهمك خذي ماتريدن أنا مين

ليه غيرك- أنا لن أرضى أن تأخذي سوى مني فقط-....... ) عليك بهذا الكلام الذي يظهرك كما لو أنك

تجاوبتي لرغبتها وهذا كله لله فلا تنتظري من أحد شيئا لا مدحا ولا ذما..

{ خامساً}

مصالحة أخواتك بالكلمة الطيبة ولا تخسري أخواتك من أجل عمل قررتي أن تعملي به لله وحده ورغبة منك

وحبا لوالدتك ولا تجعلي عدم تفهمهم لوضعك حاجزا بينك وبينهم.

{ سادساً }

نصيحتي ياغاليتي...لا تنتظري من أحد أن يفهمك ولا تجاهدي بهذا الموضوع ما عملتيه لله فهو لله فلا

تخسريه بإتباعه بالأذى فيصبح كما الصخره التي عليها غبار فجاءت رياح فتركته صلدا أملسا لا شيئ عليه.


{ يتبع }

__________________
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

=====================

{ التابع }

{ المرحلة الثانية }

مراجعة النفس ..

{ أولاً }

عليك بمراجعة نفسك والإنتباه والحذر فالله سبحانه وتعالى قد ذكر ذلك بكتابه الكريم بشكل واضح لا تبطلوا

صدقاتكم بالمن والأذى إذان فالبطول وارد وهذا ما نخافه جميعا.. أعاذنا الله وإياك من ذلك..أتعلمين ماهي المشكلة ..؟

{ ثانياً }

المشكلة أننا نفكر بالامور الجيدة بطريقة سلبية وهذه هي مهمة الشيطان..فإذا لم يجد باب للدخول لنا من

الأمور السيئة دخل لنا من باب الأمور الجيدة ليسبب لنا المشاكل والشكوك والضيق والهم والنكد..فحذاري

وإستعيذي بالله من الشيطان كثير..

{ ثالثا}

غاليتي صدقيني هناك أمر بنفسك عليك مراجعته

وأنا لأنني أحبك وأريد لك الخير سأكون صريحة معك لنواجهه نفسك ونحاول أن نجد المشكلة..

واضح أنك حساسة وتحتاجين لمن يشعرك بقدرك وبعطائك..

مشكلتك أنك وجدتي بعائلة لا تعطي كثيرا بقدر ما تعطين فأصبح عائق المقارنة والإحساس بالإستغلال

مشبع بعواطفك فأصبحتي تفسرين أي أمر بطريقة قد تسبب لك الأرق.. وهذا ما نواجهه جميعا..ولكن الحل

هو بالتغلب على هذا لإحساس وتقدير الذات لا إشعارها بأنها بذلك مهانة أو أنها أستغلت...!! طالما لم

تنتظري من أحد مقابل مهما كان ستشغرين بالإرتياح...أختى إصدقيني بإجابة هذا السؤال..

أليس أحيانا تشعرين أنك كبرتي بعض الأمور وأشبعتيها بعواطف قهر وهم وأعطيتيها أكبر حجمها وما هو

مفروض أن تعطى!! وبالنهاية بعد الهدوء وجدتي أن ضغوط سابقة وأحداث مشابهه قد أثرت على تحجيمك

للأمور...؟ أليس كذلك.؟؟

{ رابعاً }

غاليتي ليس أخوانك واخواتك إلا لأنهم يعلمون أن معطائة..وصدقا بالقلب هم يحبونك وربما لن يقفوا معك كما

وقفتي معهم ولكن ليس معنى هذا أنهم لا يحبونك..ولكن هذه مشكلتنا أننا نريد الناس يعاملوني كما

نعاملهم وأحيانا نتألم لقسوتهم ليتنا نستطيع أن نعطي من أجل الله ولله فقط لما شعرنا بكل تلك

المعاناة...بل بالعكس لإستمتعنا بالعطاء ولتسابقنا عليهم مهما كانت ردة فعلهم...أتعلمين نحتاج أن نغير

إتجاهاتنا..نحتاج إلى جلسة صادقة مع النفس لنعين أنفسنا على التغيير وعلى الفهم والإدراك...

{ خامساً }

والدتك تحبك ياعزيزتي ألم تفكري لماذا تقول هذا الكلام إلا لأنها تريد مزيد من العطف وربما لإنك موجودة

وتعلم مدى عطائك فتريد أن تشعركم بأن ترحموها...كل هذه إشارات لم لا تسألين نفسك لم قالت والدتك

ذلك؟؟ ترى ماذا تحتاج؟؟ستجدين الإجابة..إستعطاف...كلمة طيبة... مسح دمعة...مشاركة إحساس...

وربما خوف من المستقبل...

{ المرحلة الثالثة }

أحتوي والدتك فهي بحاجة لحنانك الآن ...

لما لا تأخذين الموضوع بشكل إيجابي...وتقولين لأنهم يعرفون أني طيبة ...فالكل يعرف بقرارة نفسه أنك من

حقك الزواج والكل سيأخذ نصيبه كما كتبه الله له فراجعي نفسك ولا يهمك بما يفكر الغير... فحاولي تفسير

الأمور دائما بشكل إيجابي فمثلا بطريقةأخرى أن الله أرسل لك أخوك ليجعلك تكسبين الأجر بكلمة طيبة

تقولينها لوادتك فتردين مثلا... بعيوني أشيلها أنا كم أم عندي هذا الروح ولا يغلى عليها أي شي...)

فإدخال السرور على قلب والدتك بكلمة طيبة أمر عظيم...ولم لم تفكري بألم والدتك برد أخوكي...فكيف هي

نلمح له بخوفها وتوصي...وهو يلمح بأنه لن يقف معها!!!حاولي التعاطف قليلا مع نفسك بطريقة أخرى..لا

تحمليها فوق طاقلتها بتفكيرات سلبية قد ترهقك..وحاولي أن تعمقي من إيمانك وإعتقاداتك بأن الله سيكتب

لك الخير أينما كان ولن تأخذي سوى نصيبك لذلك إفعلي ما عليك أن تفعليه الآن وبهذه اللحظة ولا تفكري

بغذا خصوصا فيما يخص المعاملات..ولا يهمك ما يقول الآخرين خذي الموضوع بهدوء...لا ترهقي نفسك

بالتفكير فلا داعي لذلك..عيشي عمرك وحياتك بطريقة جميلة وإحتسبي الأجر..وبالعكس لا تتجنبي والدتك

بل إحتويها ولا تضغطي عليها إن لم تفهمك بل جاولي أن تفهميها وأن تنزلي لمستوى عقلها وسايريها

وجامليها وإجلسي معها دون نقاش إبتسمي وسأقول لك على طريقة جميلة...إبدئي بالإنصات لها...فقط

أي إدخلي وسلمي عليها وقبليها وإبدئي بالإنصات والإبتساك\م ولا تكثري الكلام...إن إشتكت فقولي

أفهمك..وإن تألمت فإدعي لها...وإن تحدثت عن أحد أخواتك وشتمت وإنزعجت ...فأنصتي وإدعي الله

بالهداية لمن تتحدث عنهم..وقولي لها أفهمك..أقدر...أعانك الله...صبرك الله...فرج الله قريب...هكذا كلمات

موجزة..ولا تناقشي نهائيا نهائيا..إبدئي بالإنصات ولا تجادلي...ولا تحولي إقناع الآخرين بوجهى نظرك...ولا

بأن يتعاطفوا معك..إبدئي بالتعاطف مع الآخرين ولكن بطريقة مختلفة..بالإنصات..إتفقنا..؟؟ جربي يكفي ما

ضاع..إفتحي صفحة جديدة قبل أن تكون مع والدتك وأخواتك وإخوانك...إجعليها مع نفسك أولا... وقبل كل

شيئ مع الله...وصفي جميع الشوائب التي بداخلك نقي نفسك تماما بكل ما فيها وجدي ردورد وأعذار لكل

شيئ..ومن ثم إبتسمي فالقادم أفضل بإذن الله...


{{ ختام الاستشارة ونهايتها}}


شكر صاحبة المشكلة المستشارة والثناء عليها والدعاء لها ..وعلى نصائحها وإن شاء الله ستبدأ التطبيق

وتحاول طرد هذه الأفكار والمشاعر السلبية عنها ..

نُفذ حل الإستشارة بواسطة ... المستشارة مخملية الإحساس ..

__________________
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ

=====================