بوحُ إحساسٍ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

إضافة رد
قديم 23-08-2018, 09:11 AM
  #1
علي العلي911
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2007
المشاركات: 440
علي العلي911 غير متصل  
بوحُ إحساسٍ

الإنسان في دنياه يمشي على ظهر البسيطة وهو يطمع بل يطمح أن يكون محبوبًا ومحبًا محبوبًا من أشخاص مقربين ؛ ليكون محط عنايتهم ورعايتهم واهتمامهم ، وهؤلاء كثر ؛ بدءًا من والديه وإخوانه ، وانتهاء بأبنائه وأحفاده ؛ هذا غير الأتراب(1) من الأصدقاء ، والخلان(2)، والزملاء .
لكن واسطة العقد فيهم كلهم وآكدهم وآثرهم ؛ الذي يمضي معه لاستكمال عمره = شريك الحياة ؛ من تسكن نفسه معه(3)، ويبادله الحب والعشق والهيام (4).
فالحبيب يرى حبيبه ـ بالنسبة له ـ كالهواء الذي يتنفسه ، والغذاء الذي يقتات به ليعيش ، ويحيا معه في كنفه(5) وجواره ، يحوطه ويحرسه ، ويبذل له الغالي والنفيس ؛ يأنس بقربه وينعم برؤياه ؛ ليسكن معه في راحة تامة ، وسعادة غامرة ، وهناءة ساحرة ، وحياة وارفة (6) الظلال ، بلا سآمة (7) أو ملال ؛ حتى آخر رمق له في الحياة .
يبدأ الحب حينما يلتقيان ، ويزداد بالاحترام والإحسان والامتنان ، ويكون على أشده حينما يقدّر بعضهما بعضًا ولا يختلفان ، بل يترابطان وينسجمان ، ويتركان مساحة لما اختلف فيه الرأيان ، وإيجاد أحسن المخـارج والأعـذار لمن قصر في حق الآخـر بعد أن يتعـاتبا ؛ لأنهما
حبيبان حميمان مخلصان .
ولا ينتهي الحب بينهما أبدًا وإن فرق بينهما ريب المنون(1)، ولو أتت على ذلك شهور بل سنون ، ويظل الآخر يعيش على ذكرى حبيبه الذي رحل ، يتذكره في كل أوان ومكان وزمان ، في ضحكاته وهمساته وابتساماته ، وجلوسه وقيامه ، وذهابه وإيابه ، وربما غضبه ورضاه ، ومزحه وجده وهزله ، وحديثه الذي لا أعذب منه ولا أجمل .
كيف كان يحيا معه ، وينعم بقربه ، ويأنس بجواره ، ثم فجأة رحل وقد ترك مساحة كبيرة في حياته ، لا يملؤها من محبة البشر شيئٌ ، غير العيش على الذكريات الغالية الأثيرة لديه فتنهمل الدموع ، ثم تسكب العبرات من المآقي(2)دون أن يشعر ، ثم يتبعها بكاء يقطّع القلب ويحزنه ، وفي نهاية الأمر ترتاح النفس وتسكن .
لكن مع طول العشرة وخوض غمار(3) الحياة ، لابد من اختلاف وجهات النظر ، والأمزجة والأحوال ، فيحصل بعض الجفاء والقصور والفتور في العلاقة بين الحبيبين .
قد لا يجد حبيب من حبيبه تجاوبًا في بعض الأحوال ، فيريد أن يجدد العهد ، ويبشر بالوعد ، ويذهب وَحْرَ(4) الصدر ، لكن حبيبه لا يستجيب ، وربما كان في شاطئ فكر
مرساه (5) غير قريب ، فتختلج (6) في نفسه أنّات وزفرات وآهات (7) ، وتظلم الدنيا في وجهه ، كيف يكون الحال والنفس مؤرقة(8) ، والحبيب وإن كان ليس في خلاف معه ، لكنه ليس في درب مركبه يشاطره أفراحه وأتراحه ، فيقول في نفسه : ما الذي شغله عني ؟ وربما لم يأنس بقربي ؟ هل سببتُ له ألمًا وجرحًا فطواه عني ؟ ، أو أنني لم أبح له ما في صدري ونفسي وقلبي فلذلك رأيته ابتعد عني ؟ أو ربما لم يفهم ما يحمله الحبيب من هموم مزعجة قد لا يستطيع البوح بها حتى لا يخسر أو يجرح حبيبه ، أو لا يريد أن يجعله يحس بما يحس به من ألم فيحزنه ويغمه ، فيعيشها بمفرده ، مؤثرًا السلامة لرفيق دربه ، في سبيل ألا يسبب له المتاعب ؛ لأنه في النهاية حبيب .
كلها أحاسيس مرهفة ، تارة محبوبة ، وأخرى مكلومة مكبوتة (1) لم يرد الحبيب البوح بها لحبيبه ، بل أحب أن تكتب بمداد الحب ؛ ليجد في طيات نفسه ـ أحيانًا ـ لها تساؤلات ، وربما بعض الإجابات ، ومن ثم لينفس عن نفسه عبر هذا الكتاب : ( بوحُ(2) إحساسٍ ) .

هذا الكتاب الذي لم تنتظم (3) مواضيعه ولآلِئه عبر سلك(4) واحد ، لكن يجمعها أنها تدور حول محور واحد : أحاسيسُ تحتاج من يفهمها ، ويتعايش معها في كل حال بما تستحق .

كتبه
محمد بن محمد الجيلاني
عفا الله عنه
جدة ـ الإثنين 16/7/1439هـ

ما رأيكم أخواني وأخواتي
__________________
محمد بن محمد الجيلاني
مهتم بالكتابة حول شؤون الأسرة

التعديل الأخير تم بواسطة علي العلي911 ; 23-08-2018 الساعة 09:15 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:11 PM.


images