الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد البشر أجمعين وعلى آله وصحبه ومن اتبعه على الحق إلى يوم الدين.
الأمل بالله عزوجل عبادة لا ينعم الله بها إلا على من يصطفيهم من عبادة مثل نعمة الإسلام والشكر والحمد وغيرها.
وهي نعمة تزيد من تحقيق العبودية الكاملة لله عز وجل.
اليوم أنقل لكم وبكل فخر قصة لإحدى الحالات الكريمة التي يسر الله لي نقلها من كل المشاعر السلبية إلى قمة المشاعر الإيجابية بفضل الله ثم بفضل الفرمتة النفسية.
والهدف هو تعزيز الأمل بالله وأن رحمته أقرب إلينا من أنفاسنا وأنه ولحكمة يقدم ويؤخر ويعطي ويمنع.
نشأة طفلة جميلة بين أبٍ قاس لا حد لقسوته فقد نشا مدللاً فهو الذكر الوحيد بعد عدة بنات وتم تدليله إلى درجة تسخير كل شي له فنشأ على أن ما يريده يحصل عليه أو يغضب وبلا رحمة تمتد يده بكل الأذى ومنه الضرب حتى تسيل الدماء ونتج عن هذا الزوج مع ضعف الزوجةوضعف الوازع الديني وضوابط المجتمع من عيب الطلاق ونحوها إلى البحث عن البديل السلبي حتى تعرضت هذه الطفلة الجميلة إلى ما جعلها تذوب رعباً من مجرد نظر الذكر لها فضلاً عن لمسها وكبرت الطفلة وقد حرمت على نفسها التفكير بالذكور حتى حرمت على محارمها المصافحة كردة فعل مما رأته من مزج العلاقة الزوجية بفجور التعامل وأنعم الله عليها بحب الدين والعلم فدرست علوم الدين وجعلت كل السلبيات في نشأتها محركات تدفعها نحو الطموح للأفضل حتى بلغت أعلى الدرجات العلمية فجمع الله لها المال والجاه وامتدت يدها للتعليم الخيري والعطاء الكريم للجمعيات الخيرية باختلاف مجالاتها مع الاكتفاء بالابتسامة والعبارات العامة المقفلة لكل حديث يدور حول الزواج.
وظل السؤال يشغل كل من يعرفها وهي ترى زميلاتها ودفعات من طالباتها يتسابقن لدعوتها لحفلات زفافهن وهي تحمد الله أنه لم يمسسها بشر.
ويسر الله لها الحضور عندي عبر زميلتها وصديقتها الخاصة التي بذلت كل جهد ممكن لتتزوج هذه المرأة كأخت لها تحب لها ما تحب لنفسها.
بدأت رحلتها معي بمدة طويلة من التفكير كيف ستتواصل كتابياً مع رجل بما يخصها وما تعتبره محرماً مجرد التفكير فيه فكيف الحديث عنه وبحمد الله تم تطمينها بما جعلها تلمس الواقع وتفعيل عقلها الواعي ليسيطرعلى عقلها الباطن مما قيدها طول عمرها ثم نقلها إلى مرحلة تفعيل محاكماتها العقلية على مشاعرها السلبية وعبر الفضفضات الطويلة وتفعيل معالج التفكير للموازنة بين العقل الواعي وما في العقل الباطن
وبدأت تشعر بشيءمن فاعلية ما تخضع له من مراحل الفرمتة النفسية مع هزات ارتدادية بأنه تتم عليها ممارسة خداع لإخراجها من شرنقة الرفض للذكور وتسليمها لاحد هؤلاء الوحوش فتحصل انتكاسة ورفض ثم ابتعاد ثم عودة وهكذا حتى بدأت النتائج الأولى تظهر حيث بعد الفرمتة وتحكيم معالج التفكير لخريطة العقل الواعي على ما في عقلها الباطن تم فهم الأحداث السلبية التي مرت بطفولتها برؤية عقلها وعلمها في هذا العمر المتقدم ( تجاوزت ال45) من عمرها فتبخرت ملفات المشاعر السلبية المتراكمة ولأول مرة تطير برحلة تبصر فيها حياتها من منظور واسع بعقلها الواعي المبصر بعين العالمة الكبيرة السن وليس تلك الطفلة المرعوبة
بعد هذه المرحلة تم نقلها إلى تعميق النظرة لحياتها الفطرية فرأت لأول مرة برودة الفراش واتساعه على ما تشغله من مساحته لنومها في غرفة نومها الفخمة وبدأت رحلة الزواج وتسارعت الخطوات مع هزات نفسية ارتاديدية من كل ما يسحب ذاكرتها بصور مشابهة لما تعمق بعقلها الباطن عن الزواج وبدأت الخطوات العملية من تفعيل الخطوبة من أحد النخبة الذين ينتظرون موافقتها وتمت الخطبة ثم الملكة ثم انتكاسة وطلب الطلاق ثم الهدوء والتحفيز النفسي حتى تم الزواج وكان الزوج كما توقعت وحش وخشن وحاد وبدأت الحياة الزوجية تسير بثوانٍ ودقائق وأيام وأشهر ولمست إيجابيات الفطرة التي تنسج من التفاعل العاطفي والبدني عالماً كان مغيباً في ظل ما تراكم في العقل الباطن لتلك الطفلة وبدأت علامات الحمل وامتدت الأيام حتى يسر الله الولادة هنا وقفة جميلة
وهي أن الإيمان الذي غمر قلب هذه المرأة ورغم شهادة الجميع لها بسمو الأخلاق والتدين والحرص على ما يرضي الله رغم ما ينالها من الأب من تسلط على مالها ومد اليد والدعاء عليها ولا يزيدها ذلك إلا طلباً لرضى الله تقول عن نفسها بعد أن حضنت مولودتها الله عطظيم وكريم ولكن إيماننا بذلك ضعيف ولا نتصور قرب فضله عز وجل منا فمن يتخيل انتقالي من الرعب من مجرد التفكير بلمس رجل ليدي إلى هذه النعمة العظيمة بزوجٍ صالح وابنة رائعة وحمل آخر وكان هذا مستبعداً مع هذا العمر.
وهنا نعود للبداية.
الأمل بالله عز وجل من ركائز الإيمان ولنثق بالله بأن حكمته بالغة فيما يعطي ويمنع ويقدم ويؤخر لا حد لفضله ولا حادّ لأمره وأن الرزق لا ينحصر فيما حرمنا الله منه بل يشمل ما أعطانا وحرم منه الآخرون وفي هذا المجال نتذكر قول الإمام ابن القيم رحمه الله عز وجل بتقسيمه للرزق بأنه رزقان
الأول : رزق أبدان وهو ما يخص البدن من أكل وشرب ونوم ونحوها وهذا قد رزقه الله لكل خلقه مسلمهم وكافرهم وكل ذوات الأرواح.
الآخر: رزق الأرواح وهو الإسلام وهذا اصطفاه الله لمن يحب من خلقه.
لذلك يحرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على دعاء في الآية الكريمة ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتناوهب لنا منك رحمة إنك أنت الوهاب).
ولا شك أننا بشر فينا فطرة وغرائز ونرى من حولنا ممن يتمنعون بما أخره الله عنا أو حرمنا منه ولكن التزام البحث عما يرضي الله عز وجل يبرّد القلوب فقد قال تعالى (ومن يتق الله يجعل لها مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره سيجعل الله لكل شيءٍ قدرا) فالتقوى منك و(يجعل ويرزقه) فضل منه عز وجل
أسأل الله عز وجل أن ينعم على الجميع بالرزقين والرضا والأجر على الاحتساب والصبر.
تلميحة
ليس مهما أن تعلم كيف ولماذا ومتى يأتي الرزق بل المهم اليقين بأن من يملك لك ذلك ويقدره يريد لك الخير.