من الناحية الطبية فإن ضمّ الأم لطفلها الوليد وإلقامَه ثديها هو ما يؤدي إلى جريان اللبن في فم الطفل, وقد درسنا في الطب ما يسمى متلازمة الحنان وهي تحدث عند بعض الفتيات العذراوات أو النساء غير المنجبات عندما يشعرن بالحنان تجاه طفل, فتسري الهرمونات في دم الفتاة من الغدة النخامية لتحثّ الثدي على إفراز اللبن, فإذا كان العلماء الغربيون أطلقوا هذه التسمية - إن لم يسبقهم في ذلك أطباؤنا القدامى من أمثال الرازي وابن سينا- فماذا نقول عن دعاة النسوية والتمركز حول الأنثى، والذي يدّعون أن الأنثى مثل الذكر في كل شيء, وأن الأمومة ليست إلا دجلاً يُضحَك به على عقول الأمهات كي ترتبط المرأة بالولد فلا تستطيع أن تتمرد على الرجل؟! إن الأنثى أمّ بفطرتها قبل أن تكون أي شيء آخر, والحقيقة أن العلاقة بين الأم السوية وطفلها علاقة لا يمكن أن تحاكَم بالمنطق دائماً, فهي سر من الأسرار إذ من ذا الذي يستطيع أن يفسر شعور الأم بأحاسيس طفلها حتى لو حاول إخفاءها؟ لكنْ ثمة سرّ أغرب في هذه العلاقة الفريدة وقد كشفته الدراسات النفسية الحديثة، وهو شعور الطفل بحالة والدته النفسية رغم أنه قد لا يتجاوز ثلاثة شهور من العمر, ومن هنا فإن الرابطة بين الأم وابنها لا يمكن أن تتكرر بينه وبين أي امرأة أخرى في المستقبل, لذلك يخطئ برأيي كل رجل يقارن المرأة التي يحبها بوالدته - وهذه المقارنة وقع فيها الأستاذ خالد السيف - لأنه إذا كان يبحث عن امرأة تحبه كوالدته فلن يجد ذلك الحب عند نساء الأرض كلهن مجتمعات, لكن أيضاً لا ننسى أن العلاقة بين الزوجين هي العلاقة الوحيدة التي جعلها القرآن آية من الآيات:}ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها, وجعل بينكم مودة ورحمة{[الروم30/21]
__________________
[CENTER]مُتَفَرِّدٌ بصَبَابَتي ، مُتَفَرِّدٌ
بكَآبَتي ، مُتَفَرِّدٌ بعَنَائِي
شَاكٍ إِلَى البَحْرِ اضْطِرَابَ خَوَاطِرِي
فَيُجيبُني برِيَاحِهِ الهَوْجَاءِ
ثَاوٍ عَلَى صَخْرٍ أَصَمََّ ، وَلَيْتَ لي
قَلْبَاً كَهَذِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاء[/CENTER]