مجاناً دورة في تطوير الذات: أدومها وإن قل (هل سجلت؟؟) - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

إضافة رد
قديم 14-09-2010, 11:00 AM
  #1
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
مجاناً دورة في تطوير الذات: أدومها وإن قل (هل سجلت؟؟)

مجاناً دورة في تطوير الذات: أدومها وإن قل (هل سجلت؟؟)


3/شوال/1431 هـ


بسم الله الرحمن الرحيم,

الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه ومن أتبعه بإحسان إلى يوم الدين, ثم أما بعد.


يتميز الإنسان الناجح باقتناصه للفرص التي تأتي له من أي جهة أو مصدر كان, بالإضافة إلى قدرته المتجددة على تطوير نفسه مع المراجعة المتواصلة للخطوات السابقة والسعي إلى تحسين حياته بشكل عام.


أقص لكم اليوم عن أحد الموظفين الذي تحصل على دورة في التنمية والتطوير (في نفس مجال عمله وهدف حياته) لمدة ثلاثين يوما, وكانت الدورة على أعلى مستوى ممكن, وتوفرت له فيها كل التسهيلات من تفرغ تام, وبعد عن المنغصات, وكانت تحت إشراف أعظم المدربين العالميين, بل وكان من التسهيل عليه فيها أن النقاط التي يتحصل عليها تتضاعف عن بقية الدورات وتسجل في شهادة معتمدة عالميا.



وبعد كل هذا, ما أن أتم صاحبنا الدورة وتحصل على الشهادة وعاد إلى وظيفته (بعد انقطاع مؤقت وإجازة مدفوعة لغرض هذه الدورة) عاد دون أن يستفيد أي شيء من هذه الدورة وعاد من جديد إلى تأدية عمله بنفس الأداء السابق وبدون أي تطوير ولم يقم بتطبيق أيا مما تعلمه على وظيفته, فما تعتقدون أن تكون ردة فعل مديره في العمل والذي تكفل بدفع النفقات وخسارة الجهد والعمل لأجل هذا الموظف؟؟



لابد أن الكثير تفطن للغرض من هذه القصة الافتراضية وفهم المغزى من ورائها, لكن ليس المفترض من هذه القصة وهذا المقال أن يعود ويكرر المواضيع المعتادة والمنتشرة عن الثبات بعد رمضان ومواصلة الطاعات بنفس الأداء والكفاءة التي كانت عليه في رمضان, بل الغرض من هذا المقال أن نتعامل مع رمضان (فعليا) كدورة تدريبية عالية المستوى غالية التكاليف.



إن من يتعب لمدة ثلاثين يوما وليلة ويقوم بتغيير أسلوب حياته من أجل هدف سامٍ لابد أن يستفيد فعلا من هذا الجهد ويكون هذا التدريب مؤثرا على حياته الاعتيادية بالزيادة في الطاعات والتقليل من الذنوب.



ينبغي لكل فرد مسلم منَّا أن يجلس مع نفسه لعدة دقائق ويراجع جدول حياته في رمضان ويفكر بعدها بطريقة وقوانين إدارة الموارد البشرية وتطوير الذات ويرى كيف تغير خلال رمضان وماذا كان الفارق بين يوم رمضان وليلته وبين اليوم الاعتيادي وما هي الأعمال التي يمكن أن يضيفها على يومه الاعتيادي ليزيد من غلة حسناته أو على الأقل أن يقلل من تراكم سيئاته.



إن الزيادة البسيطة المستمرة أفضل بكثير من زيادة لحظية منتهية, فإن أغلب الموظفين لو خُيروا بين زيادة بسيطة في الراتب الأساسي أو بين علاوة عالية لمرة واحدة لاختاروا زيادة الراتب ولسان حالهم يكرر المثل الشهير (( قليل دائم خير من كثير منقطع)) فكيف يا أخوتاه نسينا هذا الحديث العظيم الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحدكم عمله الجنة وإن أحب الأعمال إلى اللهأدومها وإن قل))[1].


إن البعض منا يتعامل مع رمضان كموسم اعتيادي يأتي مع تقاليد وطقوس مترافقة تزول وتنتهي ببداية شهر شوال, وينسى أن رمضان عبارة عن محطة لتجديد الإيمان والتزود من الطاعات وتقوية النفس وتصبيرها لبقية العام ,مثله مثل عشر ذو الحجة. فمثل هؤلاء ينطبق عليهم قول يحي بن معاذ : ((من استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود, وعزمه أن يرجع إلىالمعصية بعد الشهر ويعود, فصومه عليه مردود, وباب القبول في وجهه مسدود)). وينسى هؤلاء ما اتفق عليه العلماء من أن علامةقبولالطاعة أن يوفق العبد لطاعة بعدها،وإن منعلاماتقبولالحسنة: فعل الحسنة بعدها.



أخوتاه يقول ربنا السميع العليم في كتابه الحكيم: ((وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))[2]. إن مولانا يأمرنا نحن العبيد أن نشكره على إكمال العدة فكيف يكون الشكر؟؟



إن من البديهي أن يكون الشكر باللسان ذكرا, وبالعمل فعلا, والبعد عما نهانا عنه سيدنا وخالقنا حياءً منه قبل أن يكون خوفاً ووجلاً, وغير هذا يكون تمردا وعصيانا حتى لو كان لبشر مثلك أنعم عليك نعمة كبرى, فما بالك برب البرية وخالقك ورازقك وهاديك. إن الكثير منَّا يقول أنه من الشاكرين وينسى أن الله جل في علاه قال: ((وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ))[3].



يتبع.....
__________________
رد مع اقتباس
قديم 14-09-2010, 11:02 AM
  #2
Shark
قلم مبدع
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 1,757
Shark غير متصل  
فلنعطي مثلا فعليا عن مراجعة النفس بعد رمضان وتطوير قدراتها في العبادة:


في رمضان يصلي أغلب المسلمين التراويح كاملةً وربما زادوا عليها في العشر الأواخر صلاة التهجد بجانب التراويح, هذا بجانب قراءة القرآن بورد يومي ربما لا يقل عن جزئين, وطبعا يُقيم أغلبهم الصلاة في الجماعة ويحضرون في أول الوقت وعليه فهم يصلون حوالي أثني عشرة ركعة في اليوم والليلة. هذا ناهيك عن ترك المعاصي والذنوب.... (فاصل اعتراضي) قد يقول قائل أنت تُهمل أو تتناسى الكثير من المسلمين الذين يقضون يومهم في النوم وليلهم أمام التلفاز, فأقول لهم هؤلاء يحتاجون لمقالات وجلسات عديدة في فهم دينهم وفهم معاني رمضان والصيام من الأساس وليس فقط التطوير والتدريب, إنما أتكلم عن شخص يريد أن يطور نفسه ويزيد من غلة عمله ويرفع نفسه في الدنيا والآخرة....(نواصل الموضوع), وبعد رمضان يعود هذا المسلم لأداء بعض الصلوات جماعة ولا يقرأ القرآن إلا مرة أسبوعيا, زادت أو نقصت, وهكذا في بقية الأعمال.



هذا المسلم عليه الآن أن يراجع جدول حياته اليومي في أيام العمل وفي عطلة نهاية الأسبوع ويبدأ في مراجعة نقاط ضعفه, فلو كانت نقاط ضعفه مثلاً:


· تضييع الأوقات.
· النوم عن صلاة الفجر بسبب السهر أمام التلفاز.
· عدم قراءة القرآن بشكل يومي.
· ترك الصلاة في جماعة لعدة فروض في اليوم والليلة.
· عدم وجود وقت لحفظ القرآن وطلب العلم.
· كثرة الذنوب بسبب التلفاز و الخروج.
· التقصير في صلة الرحم.



فليبدأ بتقسيم يومه بشكل منطقي وعادل ويضع أمام عينية (بل إذا استطاع فلكتبها ويعلقها أمام سريرة أو في مكتبه):


1-عن أبي هُرَيْرةَ رضي الله عنه قال: سمِعْتُ رسولَاللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((ما نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجتَنبوهُ، وَمَاأَمَرْتُكُمْ بِهِ فأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فإنَّما أَهْلَكَ الَّذينَمِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ واخْتلاُفُهُمْ على أَنْبِيَائِهِم))[4].
2-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أحب الأعمال إلى اللهأدومها وإن قل))[5]



وعلى هذا فليكن لديه هدفين رئيسيين:


أولا: اجتناب المعاصي (كلها لو أمكن).


ثانيا: عمل الفرائض على أفضل صورة ممكنة وزيادة النوافل عن عمله قبل رمضان.



وحسب ما أوردناه من أمثلة عن نقاط الضعف التي حددها سابقاً فعليه (أخذا بالنقطة الأولى):



فعليه تحديد الأوقات الضائعة من يومه في المحرمات أو المباحات (وهذه النقطة تعتبر من أهم النقاط في الحياة إجمالاً), ومعرفة ما يضيع منه من خيرات بدلاً منها وعدد الذنوب التي يجمعها من هذا التضييع. فلو كان ينام بعد منتصف الليل بسبب الخروج مع الأصدقاء والسهر أمام التلفاز (أو حتى في جلسة علم) ويؤدي هذا لتضييع الفجر أو تضييع دوامه فهذا من المحرم لأنه يؤدي إلى حرام. وعلى هذا فيجب أن يقتص ساعتين أو ساعة مثلا من وقت السهر ويحولها لوقت للنوم ليقدر على القيام لصلاة الفجر والمداومة على عمله في الوقت. وعلى هذا فليقس كل ساعات يومه خاصة أوقات الدوام والعمل التي يكون فيها الكثير من وقت الفراغ الذي يذهب سدى بدلا من الاستفادة منه في قراءة القرآن أو الذكر أو المراجعة وقراءة الكتب النافعة.




هذا كان مثل تقريبي وشامل, وإلا فيمكن لكل فرد أن يراجع يومه بالتفصيل ويعرف ما يضيع منه. وبعد رمضان فليقم بتحديد أعمال محددة (وتكون منطقية وقادر على الأداء بها بشكل دائم) مثل أن يقرأ جزء من القرآن وأن يصلي خمس ركعات أو ثلاث كقيام لليل, وأن يحافظ على الجماعة (أو الصلاة في أول وقتها للنساء), ويسمع مثلا درسين أسبوعيا, وأن يحفظ ولو آيتين من القرآن فقط يوميا وهكذا, ولا أن يأخذه حماس رمضان فيقرر أن يختم القرآن كل ثلاث وأن يقوم نصف الليل, فلا يقدر على عمل هذا باستمرار فيُحبط ويترك كل العمل ويعود إلى نفس ديدنه السابق من حياة روتينية في العادة والعبادة.



ولتذكر كل واحد منا أن هذه الدنيا هي محطة للتزود, وكل ساعة تمر فيها ستعرض عليه في الآخرة وسيندم ليس على كل ذنب, بل سيندم على كل وقت ضاع منه في مباح بدون أن يتزود منه بما يعينه في طريق السير إلى الله وإلى جنة الخلد.


ولنتذكر جميعنا حديث رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه: ((إن أحب الأعمال إلى اللهأدومها وإن قل))


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] سورة البقرة: 185

[3] سورة سبأ: 13

[4] رواه البخاري ومسلم.

[5] سبق تخريجه.
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

الكلمات الدليلية
أدومها وإن قل, موارد بشرية, التسجيل, بعد رمضان, تطوير الذات, دورات مجانية, دورة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:20 AM.


images