رد: زوجي يخونني بالهاتف / المستشارة الصائمة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياك الله أختي الكريمة ..
غاليتي شيئ جيد أن لم تواجهي زوجك بما علمت ..فهذا يدل على كمال عقلك بارك الله فيك ؛ بما أن زوجك مخبئ عليك مايعمله فهذا يدل على أحترامه لك وحبه ؛
وياغاليتي الزواج مشروع كفاح ؛ ليس كله سعادة يتطلب الجهد والتعب والصبر لإنجاح هذا المشروع وتكلل الحياة الزوجية بالسعادة ؛ وليس هناك نصر من غير صبر ..
وقبل أن نبدأ حوارنا في إستشارتك وعرض الحل في وضعك ؛ أحب أن أصحح لك بعض الامور المهمة ؛ حتى تبعدي عن قلبك الشك المدمر ولاتعطي الشيطان فرصة لهدم مشروعكما وهو في بدايته ؛ لأن الشيطان كل همه هدم بيوت المسلمون وتشتيت الأطفال وحزن المسلمين
قال صلى الله عليه وسلم :-
قال صلى الله عليه وسلم :-{ إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة يجيئ أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول: ما صنعت شيئاً، ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه ويقول: نعم أنت.} رواه مسلم
أنت تقولين أن زوجي خانني ؛ ياغاليتي هو لم يخونك أنت ؛؟ هو خان ربه ونفسه وأهله ؛ وكل إنسان مسئول عن عمله وسيحاسب عليه ؛ لأن كل إنسان يموت لوحده ويدفن لوحده وسيحاسبه الله لوحده ..
زوجك مدمن هذه العلاقات القذرة ؛ قبل زواجه منك ؛ وليس مايشعر به حب أبداً ؛ لأنه متعدد العلاقات في الهاتف ..
ولاتجلدي ذاتك وتقولين انا مقصرة لم يجد فيني الحب أو لاأعجبه ؛ أبداً هذا الكلام غير صحيح
لذلك ياغاليتي أنظري لزوجك كمريض ؛ كمبتلى بهذه العلاقات المحرمة الهاتفية للتسلية والإحساس بالمشاعر اللذيذة ؛ الذي كان يشعرها به سابقاً قبل الزواج منك ..
وكذلك ياعزيرتي لما تتجسسين على زوجك ؟ ؛ لماذا تتعدين على أمر ؛ امرنا الله جل جلاله على عدم فعله وهو التجسس !! هذا العمل لايجوز ولايرضي الله جل جلاله ؛ ولايرضي رسوله .
قال الله تعالى :-
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا } الحجرات
رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: -
(إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخواناً. متفق عليه.
ولاتبرري لنفسك بدافع الغيرة تجسستي وهو زوجك ووو ...إذا أمرنا الله بالشيئ فهو لصالحنا وماعلينا إلا السمع والطاعة ..لأن الله العظيم هو الذي خلقنا وهو أدرى بما يجول في أنفسنا ويصلح لنا ؛
والآن ماعليك إلا أن تستغفري بما حصل منك لتنالي رضى ربك ويبارك لك في حياتك وآخرتك ؛ الإستفغار يمحوا الذنوب ..
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم :-
( إن أبليس قال لربه : بعزتك وجلالك لاأبرح أغوي بني آدم مادامت الأرواح فيهم فقال الله : فبعزتي وجلالي لاأبرح أغفر لهم ما أستغفروني )) رواه أحمد
اما بالنسبة لحل مشكلتك ..
{ أولاً }
أحتوي زوجك
صدودك عن زوجك وتنكيد الحياة بينكما والشك هذا التصرف يبعد عنك زوجك أكثر ؛ وينغمس بالعلاقات القذرة أكثر وأكثر ؛
لذلك يجب أن تحتويه ؛ ويكون بينكما حوار زوجي هادف ؛ بدون صراخ ولاعصبية بل بهدوء حتى يحصل المطلوب
{ ثانياً }
المصارحة بينكما
بما أنه ليس بينكما أي شيئ لتخبيانه عن بعضكما ؛ قولي له ؛ فتحت جوالك ورأيت مارأيت ؛ وكنت آخذ منك البرامج وصدمت ما رأيت ؛ ثم بدافع الغيرة أطعلت على الحورات الموجودة
وأنا الىن أشعر بالحزن ؛لأنني أحبك ؛ وأنت تحبني ؛ لماذا هذه العلاقات أذا ؟ وإلى أي مدى وصلت تلك العلاقات ..!!
وأكرر ياغاليتي يكون كلامك بهدوء .؛ .حتى يعترف ولاينكر ويقلب الطاولة عليك بأنك تدخلت في شئونه وتجسست على خصوصياته .وتكون المعركة ؛والعناد ؛ الذي إذا دخل بيت لايخرج منه إلا أحرقه ؛
لانريد عراك حتى لاتخسرا حياتكما وتعينا الشيطان لهدم منزلكما ..
{ ثالثا}
أعطيه مجال ليبرر مافعل ؛ ولماذا يفعل ذلك ؛ ولاتنظري في عينيه حتى ينتهي من كل ماسيقول ؛
؛ وبعد أن ينتهي من كلامه ؛ قولي له أنا اعلم أنك تحبني ؛ وتحب طفلك ؛ وتحب بيتك ؛
هل تريد بهذا التصرف هدم حياتنا ؛ وتشتيت طفلنا ..
و ألا تعلم أن هذه خطوات الشيطان التي توقع بالفاحشة ؛ التي نهانا الله عنها ؛
قال الله تعالى :-
(وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) البقرة
ومن النفس الأمارة بالسوء ..
قال الله تعالى :-
{ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ (53) يوسف
ويجب عليك أن تجاهد نفسك وتجاهد هواك
قال صلى الله عليه وسلم :-
(أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه ) (صحيح الجامع الصغير 1099)
وعندما يعترف بخطئه وينتهي الأمر ؛ أنتبهي ياغاليتي أن تظهري له غيرتك أو شكك فيه أو تعايرينه بما علمت عنه ؛ هذا التصرف سيجلعه يرجع مرة أخرى لما كان سابقاً عنادا فيك
بل أطوي هذه الصفحة السواء من حياتك البته ..
{ رابعاً }
الإلتجاء لله جل جلاله ؛ والإتكال عليك في جميع أمورك
وقبل كل شيئ ياغاليتي أن تلحي على لله بالدعاء أن يصلح حالكما ؛ ولايفرق بينكما ويهدي زوجك ويفتح بصيرته ويجعلكما قرة عين لبعض ويقويكما على تربية أبنائكما كما يحب الله ويرضى
وماأمرنا الله بالدعاء إلا ليستجيب لنا ..
كما قال تعالى :-
(وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60) غافر
هذا مالدي ياغاليتي
أسأل الله العلي العظيم أن يجعل النجاح والفلاح والسعادة حليفة دروب حياتكما ../ آمين
اللهم صل على نبينا محمد صلى الله وسلم
__________________
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ
=====================