أقص عليكم تجربتي الشخصية املة أن تفيد كل من بلى بداء الوسوسة اسأل الله العافية للجميع.


منذ نعومة أظفاري وانا أحافظ على اداء صلواتي المفروضة مع السنن ولله الحمد والمنة وكنت اتجنب كل ما يغضب الله
حتى أخوتي اذا ارادوا مني شيء لا اريد أعطائهم اياه قالوا لي بالله اعطنا فأعطيهم لانهم يعرفون أني لا أرد من سألني بالله فأخذوها ذريعة على لياخذوا مني ما يريدونه.

ثم كبرت ودخلت المرحلة الدراسية المتوسطة وقيض الله لي معلمة العلوم زادتني قربا من الله فجزاها الله خير الجزاء.

وبعد فترة من الزمن وقبل زواجي بعدة اشهر بدأت أكثر من سجود السهو بحجة نسيان سجدة اوتشهدولم أعر الموضوع اهتمام.

وبعد زواجي بفترة طويلة أصبحت الوسوسة تزيد وأصبحت أعيد صلاتي أكثر من مرة ومع مرور الوقت اصبحت اوسوس في وضوئي وأعيد الوضوء وانا منقادة ارجوا الكمال في صلاتي والكمال لله وحدة وكأني بما أفعل ضامنة قبول صلاتي.

ثم زادت وأصبحت أشك في طهارة ملابسي ثم المكان ثم اولادي ..ثم ..ثم..حتى أصبحت أسيرة لهذا الوسواس اللعين.

فكنت لا أخرج من وضوئي الابعد ساعة والا ادخل صلاتي الا بعد معاناةالى أن انهكت قواي وضعف جسدي وشحب وجهي وأغتم قلبي وفقدت كل طعم في الحياة حتى زوجي واولادي أهملتهم

هل تعرفون مامعنى ان تكون الزوجة التي هي فراشة البيت وملكته مريضة؟؟

نعم إن معناها أن البيت كئيب ويفتقد لروح السعادة والراحة والأمان التي تبثها الزوجة والأم بين زوجها وأولادها.

عانيت من الوسوسة لسنين طويلة كانت كفيلة بأن يهملني زوجي وييأس من حالي ويتركني ويبحث عن أخرى تذيقه معنى الإستقرار وتهتم به


ولكن كان زوجي صابرا حنوناً يقف بجانبي ويعود من عمله ليساعدني في الصلاة و يحاول أعانتي بشتى الطرق وصبر على إهمالي له وإنشغالي عنه وذهب بي الى عدة مشايخ للرقية بحجة انها عين أصابتني.

حتى إبنتي الكبرى أصبحت تتأثر مما يحدث لي وأصبحت إنطوائية نوعاً ما....وكان عذابي يزيد لإني أشعر بالذنب فأنا السبب في مايحدث لإبنتي التي رزقني الله بها بعد عدة سنوات من زواجي..

***

وبعد فترة طويلة مع الصراع وصلت الوسوسة الى أبعد ما يتخيله العقل.
الى أغلى ما يملك الانسان
الى الدرع الواقي للمسلم
وصلت الىديني والعياذ بالله

وهذا بسبب تمادي في الوسوسة ولاني لم اتبع قوله تعالي لايكلف الله نفسا الا وسعها) ولم أصدق قول الصادق الامين عليه الصلاة والسلام(لاتشددوا على أنفسكم فيشدد الله عليكم)
شددت على نفسي فشدد الله علي .
وعند هذه المرحلة بالذات تحطمت كليا

***

حتى انني في يوم لا أريده أن أتذكره
بل لا أتمنى أن يعود
بل أتمنى لو يشطب من سجل حياتي
ولا أتمنى أن اراه في عدو فكيف بصديق

اردت أن أصلي الظهر وبعد صراع مع الوضوءحاولت الصلاة فلم استطع اقول لنفسي كيف تصلين وانت تشكين في دينك ام هو روتين فقط؟

وكان صراعي نفسي فظيع احاول واحاول واحاول ولا استطيع
انتهي الظهر ودخل العصر وانا احاول مرت على الساعات كالجبال الثقيلة وانا احاول الى ان قرب وقت صلاة المغرب فأصبحت كالمجنونة احاول الدخول في الصلاة ولا استطيع أكاد أجن من هول الموقف
ودخل المغرب وانا احاول واحاول الى ان انتهى وقت صلاة المغرب فصرخت وانهرت وسقطت على الارض لا أقوى على الحركة او حتى رفع يدي.


اتعلمون ما معنى أن اضيع صلاتي وانا منذ طفولتي لم اضيع فرضا ؟؟؟؟؟؟؟

أهلي من حولي يبكون حتى خادمتي كانت تبكي على وانا لا أفكر بشيء الا بأن يرضى علي ربي

(أمي وأبي) كنت دائما ادعوا ربي يارب إذا كان الابتلاءمحبة منك لي فانا راضية وصابرة
ولكن يارب عافني من أجل أمي وأبي
أمي التى أراها تبكي دائما عندما تراني لا أستطيع الصلاة
وأبي الذى كان يقرأعلي القران وأنا أبكي لاني أشعر بنياط قلبه تتقطع من أجلي
فكنت أحس بالذنب مضاعف ذنب أسرافي في الماء والوسوسة وذنب تعذيب أمي وأبي.

وفي يوم اراد الله لي فيه العافية وقعت تحت يدي قصة امرأة أصيبت بالوسوسة وعالجت عند طبيب نفسي وشفيت.
فقلت لزوجي اريد ان احاول وذهبت الى الطبيبة واخبرتني بأن هذا مرض الوسواس القهري وأن من يقول لك ان علاجه بيدك فأنه يظلمك.
صحيح انه لابد من المقاومة ولكن مع العلاج وانه يأتي بسبب خلل في هرمون في الدماغ وان له أشكال عدة بعضهم يوسوس في الموت والمرض والأكل وغيره كثير.

وبدأت رحلة العلاج في البداية تسبب العلاج في خمولي وميلي الى النوم الى ان اعتاد جسمي عليه بعد اسبوع واصبح عادي
والطبيبة تزيد الجرعة حسب حالتي وانا كل اسبوع ابدأفي التحسن وسط فرحة الجميع الى بعد ثلاثة أشهر عوفيت نهائيا ولكن استمريت في العلاج ثلاثة اشهر اخرى للوقاية من النكسة

وها انا عدت كما كنت في سابق عهدي اهتم بزوجي واولادي ونفسي وأتمتع بالحياة الجميلة
وعادت البسمة الى بيتي بفضل الله المنان دون أن يترك العلاج أي اثر
لان البعض يقولون بأنه يؤدي الى الادمان وهذا كلام غير صحيح انا الا منذ ان اوقفت العلاج لي ستة اشهر ولم يصبني شيء .

لذلك اقول لكل من بدأبالوسوسة انها كشرر النار اذا اخمدته منذ البداية انطفأ واذا تركته تمادي وحرق كل شيء

وأقول لك زوج : إذا أُبتليت زوجتك بأي مرض فلابد أن تكون بجانبها ولا تتركها فريسة للمرض وتزيدها أنت بحرقة قلبها وإهمالك وتركك لها
فللزوج دور كبير في مساعدة الزوجة وله تأثير ساحر في راحة نفسيتها.
والعكس صحيح فوقوف الزوجة بجانب زوجها في الشدة لهو دليل على تماسكهما وعلى الحب الكبير الذي يجمع بين قلوبهما...

واسأل الله الكريم الذي من علي بالعافية أن يمن على كل مبتلى وأن يجعلنا من الذين اذا ابتلوا صبروا واذا عوفوا شكروا
وأن يمنن علينا بعفوه وكرمه وأن لا يجعل مصيبتنا في ديننا
وأن يوفقنا لكل ما يحب ويرضى أنه القادر على ذلك
وصلى اللهم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى اله وصحبه الاخيار


الداعية لكم بالخير

أختكم

أم جمانة