رحلتى العلاجية الى ألمانيا مع جيش عرمرم من أسرتى .. بالصور . - الصفحة 2 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

التقارير السياحية المصورة تقارير سياحية مصورة حول العالم

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 21-04-2005, 11:31 PM
  #11
احمد شوبير
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 9,213
احمد شوبير غير متصل  
شكرا لهذا الموضوع الهادف

جزاك الله خير

وبارك الكريم فيك

كتب المولى أجرك

احترامي
__________________
لا يوجد شىء اسمه صعب ، ولا يوجد شىء اسمه مستحيل ... نحن من نصنع الصعب والمستحيل
قديم 22-04-2005, 07:35 PM
  #12
وجه الخير
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية وجه الخير
تاريخ التسجيل: Nov 2003
المشاركات: 10,270
وجه الخير غير متصل  
شكراً على هذه القصة

في انتظار الباااااااااااقي

إحترامي
__________________





قديم 23-04-2005, 01:30 AM
  #13
تقوى الله
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية تقوى الله
تاريخ التسجيل: Aug 2004
المشاركات: 7,022
تقوى الله غير متصل  
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله

مرشدنا السياحي ابو عبد الرحمن

صراحة كل يوم اتابع القصة واقراها وهي مشوقة










ولكن قلت لا بد ان يثبت الموضوع لروعته

ومتابعين معك القصة والرحلة
__________________
يا باقيا والكل يفنى يا مجيبا داعيا..ادعوك يا ربي فلا تمنع جواب ندائيَ..

أسأل الله العظيم..رب العرش العظيم..الذي جمعنا في دنيا فانية..
ان يجمعنا ثانية..في جنة قطوفها دانية
قديم 23-04-2005, 04:52 PM
  #14
محمد الشرقاوى
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية محمد الشرقاوى
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 1,426
محمد الشرقاوى غير متصل  
قافلة عربية في مطار فرانكفورت!!


بعد ساعات هادئة نسبيا في الطائرة وبعد أن كفت نورا عن الصراخ المباح وبعد أن استغرقت أنا في غفوة قصيرة لم أحس بطعمها ولا لذتها بسبب الأفكار المتصارعة في ذهني أعلن قائد الطائرة اقترابنا من مطار فرانكفورت الدولي وأهمية ربط الحزام استعدادا للهبوط...

ورغم أننا في الوطن العربي ربطنا الحزام طويلا إلا أننا مازلنا نعاني من المشاكل والأزمات حتى ألفتنا وألفناها وأصبحنا نستغرب مرور عدة أيام دون أن نسمع خبرا سيئا أو نتلقى مصيبة كبيرة نشبع فيها لطما وتشغل حيزا في نشرات الأخبار على الفضائيات العربية!! .. ولم يجد ربطنا للحزام شيئا أمام المصائب السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية التي تتحذف علينا مثل الطوب من كل حدب وصوب!!!.. صرنا نخاف من كلمة حزام!! .. حزام أمني .. وحزام حدودي .. وحزام بطني يمنع الكرش من أن يندلق خارج البنطلون!! .. حسبي الله ونعم الوكيل وش جاب سيرةالأحزمة ؟! .. ما علينا!! ..

كنت قد عبأت الكروت التي تم توزيعها علينا في الطائرة لتسجيل الدخول إلى الأراضي الألمانية ( تعبت وأنا أعبي الكروت ستة أشخاص في عين العدو!!) .. قمت بقيادة أفراد قبيلتي !! .. أقصد عائلتي نحو موظف الجوازات الألماني الذي ختم جوازاتنا بسرعة ودون النظر في وجوهنا!!..

لا يعرف الألماني الابتسامة والمرح ويشعر أنها تؤثر على إتقانه للعمل .. هل شاهدتم في حياتكم ماكينة مرسيدس أو بي أم دبليو تضحك ؟!! .. الماكينة الألمانية لا تضحك أبدا !! .. ولايهمني إن كان موظف الجوازات نظر في خلقتنا أما لا .. بل الذي يهمني أن نخرج من المطار إلى الفندق لنرتاح وابدا في السؤال عن المعاملة في السفارة وأتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام .. كانت إجراءات الدخول ميسرة ومنظمة وسريعة .. ( أيام جميلة قبل سبتمبر!!) .. اذهب الآن إلى أي دولة أوروبية ودعهم يرون جواز سفرك العربى وأنت ترسم تلك الابتسامة الساذجة على شفتيك وكأنك لاعب رياضي يشارك في دورة الخليج الأولى عام 1970 لأول مرة!! .. سوف يدققون النظر في سحنتك مرات ومرات قبل أن يختموا على جوازك بختم الدخول!! .. أو يتم تحويلك لمكان آخر للتحقق من هويتك!! .. والتأكد من أنك لا تنوي القيام بعمل إرهابي متسلحا بزجاجة العطر التي تحملها في حقيبتك!! .. ومن يدري أيها المسكين هل ستعود إلى ديارك أم لا ؟؟ ..

مطار فرانكفورت وما أدراك ما مطار فرانكفوت ؟! .. لن أتحدث عن هذا المطار الآن وأترك الحديث عنه إلى وقت آخر .. ختم موظف الجوازات على جوازاتنا وبدأت بعد ذلك رحلة المتاعب .. أقصد حمل الحقائب!! ..

الوالدة الله يحفظها ويخليها لم تقصر في إحضار كل ما ثقل وزنه وقل ثمنه!! .. ورد جزء من هذه الأشياء في حلقة سابقة لن أعيد سرد علب الجبن والتونة من جديد منعا للتطويل! ..

وأم سلطان لم تقصر في إحضار كل ما في دولاب البيت من ملابس نورا خوفا عليها من البرد رغم أننا زرنا ألمانيا في عز الصيف وكانت تعرف أننا ذاهبين لألمانيا وليس للإسكيمو !! .. وان الجليد لا يتساقط على بون في فصل الصيف !! .. لكن من الذي يقنع المرأة بأن الرجل دائما على حق ؟! .. ( الجملة هذه لزوم التأكيد على سطوتي كقائد لحزب المتزوجون الأحرار ! ) .. لكم رحمت نظرات ابنتي الصغيرة نورا وهي تنظر إلي من تحت أكوام الملابس الثقيلة التي ألبستها إياها والدتها خوفا عليها من نسمة الهواء ولسان حالها يقول : أنقذني يا أبي من هذه الملابس التي تكاد تكتم أنفاسي !!! .. ولكم أن تتخيلوا أكداس الحقائب التي تحملها ثلاث عربات من عربات حمل الأمتعة ونحن نجرها متوجهين إلى خارج المطار !! .. نورا هذه الصغيرة ذات الثلاث أسابيع الشبيهة بالقطة المغمضة تملك حقيبة أكبر من حقيبتي أنا أبوها وولي أمرها ؟! .. إنها من عجائب الزمان !! ..

يا حبنا نحن العرب لكثرة الحقائب والشنط كأننا نحتاج إلى أثقال تثبتنا في الأرض حتى لا نطير ولم نجد أثقالا مناسبة سوى الحقائب !! .. وأظن أن السبب معروف .. فنحن لا نستطيع أن نستغني عن دلال القهوة والسكر والشاي والرز وكاسات الجبن لشرب الشاي .. إذا سافرنا أخذنا معنا بيتنا وأثاثنا .. وصحوننا وفناجيلنا وبهاراتنا .. وكأننا ذاهبون في رحلة للبر وليس لدولة أوربية!!.. ما ناقص غير ناخذ موتور الكهرباء وكم دراجة نارية علشان عيالنا ينبسطون !! .. وضعت الحقائب على العربات وساعدني أخي في حملها وصفها على العربة وكأننا نعمل في مستودع لتخزين المواد الغذائية !! ..

وفي الخارج فوجئت بأن جميع التكاسي من نوع المرسيدس آخر موديل !! .. ما شاء الله مرسيدس في استقبال أبو سلطان قائد حزب المتزوجين الأحرار ؟! .. لا شك أن سفارتنا في ألمانيا قد استعدت لإستقبالي !!!!!!! .. وأن أعضاء الحزب قد أرسلوا برقية بذلك .. وقد يكون في إستقبالي الحرس الشخصي لحمايتي من أي إغتيال قد أتعرض له من أحد الأعداء.. وقد أتمكن من استعراض الحرس وهم فوق خيولهم !! .. وقد يسعفني الوقت وأتمكن من سماع الكلمة الترحيبية التي سوف يلقيها المتحدث الرسمي بلسان الحزب أخونا المنضم حديثا محمد الشرقاوي !! .. وسوف تصطف سيارات الشرطة لمنع جماهير المناضلين من إختراق الصفوف ومحاولة الحصول على قطعة من ملابسي للذكرى !! .. ثم صحوت من هذا الحلم على سؤال واقعي وهو : أي مرسيدس هذا الذي يستطيع حمل حقائبنا وأمتعتنا أنا وأهلي ؟! .. نحتاج إلى تريلا أو شاحنة لحمل كل هذه الحقائب والأنفس البشرية وليس إلى سيارة مرسيدس واحدة!! ..

أوقفت إحدى المرسيدسات ( جمع مرسيدس !! ) فخرج السائق منها لوضع الحقائب في السيارة .. وعندما رأى الجيش الذي يقف خلفي : أمي وزوجتي وأخي وأختي وأنا أحمل نورا على كتفي وورائي ثلاث عربات مثقلة بالحقائب عاد أدراجه إلى السيارة مرة أخرى !!!! .. اعتقدت أن الرجل أخذ على خاطره وزعل لما شاف عدد أفراد أسرتي الذين في معيتي !! .. لكنه أمسك بجهاز يشبه اللاسلكي بداخل السيارة وتحدث فيه وما هي إلا ثواني وأتت سيارة مرسيدس أخرى لتقف وراء السيارة الأولى !! .. وزعنا أنفسنا إلى قسمين كل قسم في سيارة .. أنا وزوجتي وطفلتي الصغيرة في سيارة ووالدتي وأخي وأختي في سيارة وأنطلق الركب نحو الفندق في بون !!! ..
فما الذي حدث عندما وصلنا إلى الفندق ؟! ..

نكمل لاحقا ان شاء الله تعالى

أبو سلطان
__________________
قديم 24-04-2005, 04:32 PM
  #15
محمد الشرقاوى
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية محمد الشرقاوى
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 1,426
محمد الشرقاوى غير متصل  
نحو الفندق إلى الأمام سر !!

مشكلة البعض منا أنه يترك أموره تمشي بالبركة ودون اتخاذ الأسباب الكافية من التخطيط وسؤال أهل الخبرة وتضيع عليه بسبب هذه اللامبالاة والجهل أموال كان من الأولى أن تصرف في مكانها !! .. فعندما ركبت التاكسي لم أكن أعرف كم تبعد بون عن مطار فرانكفورت؟! .. (على بالي رمية حجر !! والمشوار قريب !! ) .. كل الذي فعلته هو أنني أشرت بإصبعي السبابة وليس الإبهام إلى عنوان الفندق الذي كتبته باللغة الإنجليزية على ورقة وقلت لصاحب التاكسي أن يأخذنا إلى هناك !! .. كم تبعد هذه الهناك عن المطار ؟! العلم عند رب العالمين !! .. هل رأيتم أحدا في مثل سذاجة أبو سلطان ؟! .. طبعا سائق التاكسي لم يصدق خبر هو وزميله جاءهم زبون (لقطة !! ) كما يقول إخواننا المصريين !! ..

تصور أن تصل إلى المطار وتطلب من السائق أن يأخذك إلى مدينة تبعد 180 كيلوا مترا عن المطار دون أن تكلف نفسك عناء سؤاله عن قيمة المشوار !! .. وكأنك مهراجا قادم من الهند أو الشاه القادم من بلاد فارس !! .. يا أخي اسأل بكم ؟! .. مش تروح على عماك !! .. أم لأن إعجابك بالمرسيدس قد أعماك ؟! .. تخيلوا شعور السائق وهو يتلقى مثل هذا الرزق الذي ساقه الله إليه !! ..

هذا ما حصل معي بالضبط في ألمانيا وكل دقة بتعليمة !! .. المسافة بين مطار فرانكفورت وبين بون يا أخوانى حسب ما أتذكر أنا 130 كيلومترا .. وحسب ما يصر أخي الصغير الذي يدرس اللغة الألمانية والذي اتصلت به ليذكرني بالمسافة أنها حوالي 180 كيلوا مترا !! .. حاولت أن أقنعه إنه يوافق على كلام أخوه الكبير لكنه أصر على أن المسافة بين فرانكفورت وبون حسب قياسات الخريطة حوالي 180 كيلوا وقال لي : إنت جاي تعلمني بشغلي ؟ ! ..

على العموم خلينا نقول إن المسافة 180 كيلوا مترا . أرأيتم أنني زبون لقطة !! الله يخلف علينا بس !! ويرزقنا وإياكم العمل الصالح .. مسافر وساحب أهلي معايا لبون بالتاكسي وما سألت بكم ؟! .. وأين كل التفكير بالطيارة قبل شوية عن الميزانية ؟! . . وأين حساب المصاريف بالمسطرة والقلم ؟! .. وأين التخطيط ؟! هذا احنا العرب نفشل في أول امتحان!!

تعجبت كثيرا من السرعة التي يقود بها السائقون الألمان .. فطوال الطريق لم تقل سرعة سيارة الأجرة عن المائة وخمسين كيلا في الساعة .. كنت أعتقد أن السائقين الأوروبيين حريصون في القيادة ولا يقودون بسرعة عالية ولكني بعد أن شاهدت قيادة الألمان على الطرق السريعة غيرت من رأي بالنسبة لقيادة الألمان على الأقل !! ..

وصلنا إلى الفندق دون أن نحس ببعد المسافة لجمال المناظر التي كنا نمر بها والسحاب الخفيف الذي كان يغطي نور الشمس بغلالة رقيقة وكأنها فتاة حسناء في يوم عرسها تنظر من وراء الطرحة!! ..






يالجمال هذه البلاد لولا الغلاء الفاحش .. سبحان من وزع الأرزاق في البلاد!! .. يا لقدرة الله الخالق البارئ .. فهل نتفكر في حسن صنع الخالق ونعيد إحياء هذه العبادة التي اندثرت أو كادت .. التفكر في حسن صنع الله!! .. إنها عبادة الأنبياء والصالحين .. هل خرجت يوما إلى البر وأخذت تنظر إلى الصحراء وإلى الشمس وإلى الإبل وإلى الجبال وإلى النجوم وأنت تقول : ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار؟! ..




نحتاج إلى أن نخرج عن الصحراء .. إلى الطبيعة .. بعيدا عن بيوت الاسمنت المسلح التي أصابتنا بالكآبة .. نحتاج إلى الإنطلاق في مسافات شاسعة لنودع الضيق والاكتئاب ..

أراضي خضراء واسعة تلك التي شاهدناها في الطريق من فرانكفورت إلى بون .. طرق واسعة نظيفة وكل ما يسر العين ويبهج القلب ويدعوا إلى الانشراح .. تمنيت أن أنظر إلى والدتي في سيارة الأجرة الأخرى التي تتبعنا لأرى هل أثرت هذه المناظر على نفسيتها .. هل من الممكن أن يكون الله قد كتب لها الشفاء في مثل هذه البلاد التي تسبح في الطبيعة الجميلة ؟!







هل نعود ونحن فرحين بعودة البسمة إلى الوالدة ؟! .. تلك البسمة التي غيبها المرض والقلق والاكتئاب والحزن والوساوس ؟! .. هل تعود الوالدة إلى طبيعتها المرحة الذكية ونستمع إلى قصصها وحكاويها ؟! .. نعم كبرنا وتعلمنا ولكن هل نستطيع الاستغناء عن هذا الحضن الحنون ؟! ..

أمي يا ناس!! .. إنها أمي فكيف لا أفرح لفرحها وأحزن لحزنها وأتألم لمرضها وأبكي لآلامها ؟! .. كيف أراها تذبل أمامي وأدعها ؟! .. كيف لا أبيع الدنيا وأشتري لحظة سعادة ولو بعت كل ما املك من أجل أن تسعد أمي ؟! .. من ذا الذي يستغني عن دعوة صالحة من أم عطوفة محبة يسعد بها في الدنيا وقد تكون نجاته في الآخرة ؟! ..

بعد أن توقف بنا التاكسي أمام فندق الثلاث نجوم الذي حجزنا فيه غرفنا أنزلنا الحقائب ثم سألت صاحب التاكسي عن أجرة التوصيل (لم أنتبه إلى وجود عداد من عدمه ومن ذا الذي ينتبه إلى العداد وهو راكب مرسيدس؟!!) .. فقال لي : الحساب 250 مارك ألماني

وضعت إصبعي في أذني حتى أستطيع أن أسمع جيدا فأشار لي بأصابعه الإبهام والسبابة والوسطى ونصف الخنصر ليسهل علي الفهم !! .. وإذا كنت لا أسمع فإنني أرى رغم لبسي للنظارة !! .. يا قوة الله !! مائتين وخمسون ماركا ألمانيا أجرة التوصيل من المطار من فرانكفورت إلى بون؟! .. حسبي الله ونعم الوكيل .. ولكن ما العمل ؟! .. الخطأ خطأي منذ البداية إذ لم أسأل عن القيمة أو على الأقل أحاول استخدام وسيلة أخرى للمواصلات بدلا عن التكاسي .. أخرجت 250 مارك وأعطيتها للسائق ..

فجاءت الطامة الأخرى التي أذهبت بصوابي وأطاشت ببقية عقل بقى عندي إذ مد لي صاحب سيارة الأجرة الثانية يده طالبا الحساب وهو 250 مارك أيضا!!!!.. الله يخرب بيوتكم والبيوت اللي جنب بيوتكم!! .. 500 مارك أجرة توصيل للفندق ؟! .. لو راكب طائرة كان أوفر لي من التاكسي!! .. علشان السيارة مرسيدس ؟! .. طيب معظم التكاسي في ألمانيا مرسيدس اشمعنى أنا يعني ؟! .. كدت أن أكره المرسيدس ومن اخترع المرسيدس !! .. الله المستعان وعليه التكلان وحسبي الله ونعم الوكيل ..

ودخلت الفندق وأنا أكاد أغلي من الغيظ ولو كان هناك جهاز يصور بالأشعة لرأيتم البخار يخرج من إذني !! .. وقفت أمام الاستقبال وأعطيت الموظفة الشابة ثقيلة الدم (فاوتشر) الحجز وهي تنظر إلي وإلى من هم في معيتي بكل برود وتمضغ علكة يسمع صوتها البستاني الذي يشذب الحديقة في الخارج !! .. سلمتني مفاتيح الغرف بأطراف أصابعها وكأنني أجرب دون حتى أن ترحب أو تبتسم وكأننا نسكن مجانا على حسابها الشخصي !! .. إن شاء الله تموتي يارب !! ..الفندق متواضع ولكنه نظيف وغرفه ضيقه أكبر قليلا من غرف السائقين والخدم في بعض البيوت !! لا أدري هل تفهمون من هذا الوصف سعة الغرفة أم ضيقها !! .. الجواب يحتمل الاثنين ولن أفصح أكثر من ذلك ..

سألت حامل الحقائب أو الموظف الذي إعتقدت أنه حامل الحقائب أن يساعدنا فجاءني الرد بنظرة صارمة ترجمتها كالتالي : يا حليلك!! .. ظف عفشك وشناطك ورح لغرفتك إنت وعيالك ما عندنا هنا حمالين إنت ووجهك .. ساكن في فندق ثلاث نجوم وعايز حمالين ؟! .. شين وقوي عين !! يا الله روح قبل ما أنادي صبيان القهوة .. أقصد صبيان الفندق يطردوك برة !! .. طبعا هذه المحاورة أنا فهمتها من نظرات الموظف ونقلتها لكم مترجمة !! .. يارب تموت إنت كمان يا حامل الشنط مع موظفة الاستقبال ذات الشعر الأشقر والنفس القشرة !! .. وما ذا الفندق اللي طبيت فيه؟! .. طيب يا مكتب ( ...) ما راح أتعامل معاك بعد كده ولا راح أحجز فنادق من عندك مرة أخرى !! .. ( أغلق هذا المكتب السياحي أبوابه بعد ذلك واصبح مكانه محل للبقاله صاحبها أحد أقربائي !! .. هل رأيتم تصاريف القد ر!! .. حكمتك يارب !! )

تركت أخي بجانب حقائبنا في اللوبي (والله كبيرة عليه كلمة لوبي ممكن نسميها صالة أو مجلس الفندق !!) .. وذهبت بأهلي إلى الغرف ثم عدت وتعاونا أنا وأخي على نقل الحقائب بعد أن سحبناها في الممر الطويل .. الطويل جدا الذي يوصل إلى غرفنا !! .. تمددت على السرير وأنا أشعر بألم في كل قطعة من عظامي وأسأل الله أن ييسر أمورنا ويعيدنا إلى بلدنا سالمين غانمين.. وأن يمن على والدتي ومرضى المسلمين بالشفاء العاجل .. أخذت غفوة صغيرة فيما راحت أم سلطان ترتب بعض الأغراض في دولاب الملابس .. اطمأننت على الوالدة وأخي وأختي في الغرفة الأخرى وتركت الوالدة ترتاح قليلا من عناء السفر ورجعت إلى غرفتي..

بعد أن صلينا وارتحنا وتنشطنا خرجنا إلى الشارع لنتجول حول الفندق ونبحث عن مطعم نتناول فيه شيئا من الطعام ..إذ كان الوقت نهارا والجو مشمسا لطيفا خفيفا نحيفا !! ..

انطلق الركب أنا في الأمام وأمي عن يميني وزوجتي تحمل طفلتنا عن يساري وأخي وأختي ورائي وسرنا على الرصيف والشمس ترسل أشعتها من وراء الغمام بكل لطف وكياسة فشك .. فشك .. والهواء العليل البليل يداعب وجوهنا فنشعر بذلك الخدر اللذيذ الذي تحس به عندما تضع وجهك أمام مكيف الفريون في بيتكم مع فارق التشبيه !! .. إلتفت إلى والدتي فرأيت إمارات السعادة والصحة تطفح على وجهها الحنون .. إنها لبوادر مبشرة ونحن لم نبدأ العلاج بعد .. ولم يمر على وصولنا سوى بضع ساعات .. فسبحان الله الذي جعل من الطبيعة بهجة للناظرين .. وشفاءا للمكتئبين ..

نسأل الله لنا ولكم الجنة ولمرضانا ومرضاكم الشفاء العاجل اللهم آمين ......

__________________

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الشرقاوى ; 24-04-2005 الساعة 04:44 PM
قديم 26-04-2005, 09:47 AM
  #16
omshahad
عضو مميز ومثالي
 الصورة الرمزية omshahad
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 164
omshahad غير متصل  
والله والله انك مبدع ليتنى اجدر اسوى مثلك
قديم 26-04-2005, 05:17 PM
  #17
محمد الشرقاوى
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية محمد الشرقاوى
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 1,426
محمد الشرقاوى غير متصل  
مشكوووورة أختى أم شهد على المتابعة

وترى دى مش قصتى .. دى قصة أخونا أبو سلطان

ومشكورة مرة ثانية على المتابعة


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نهر الراين وجولة على الأقدام..

عجيب أمر نهر الراين ؟! .. إن عشقي للأنهار عشق قديم منذ أيام النهر الذي وقعت فيه في مدينة كامبردج !! بل منذ أيام أول نهر وقعت عليه عيناي في السودان وأنا طفل لم أبلغ الحلم بعد عندما جلست أتأمله من شرفة الفندق الذي سكنا فيه .. صحيح أنني بعد تلك الحادثة المشئومة في كامبريدج ببريطانيا تجنبت ركوب الأنهار مرة أخرى ولكنها كانت فترة مؤقتة في حياتي عدت بعدها إلى عشق النهر من جديد ..

إن الذين يقطنون مدنا لا يوجد بها أنهار أو بحار أو خضار ( بفتح الخاء والضاد وليست الخضروات اللتي تؤكل !! ) .. أقول إن من يعيش في مثل هذه المدن الجافة يحس بالشوق إلى نسمة الهواء القادمة من النهر .. يحس بالرغبة في استنشاق رائحة الماء .. رائحة الحياة .. أثمن سائل في الوجود .. بدونه تنعدم الحياة ..

أنهر عديدة مرت بي في حياتي وكأن حياتي عبارة عن نهر كبير يصب في بحر من الأمل والهدوء والطمأنينة والسكينة والسلام!! .. كأن حياتي روافد صغيرة تصب كلها في نهر واحد واتجاه واحد وهدف واحد .. مهما تعددت الأماني والمنون .. نسأل الله الثبات حتى الممات .. زرت نهر التايمز في بريطانيا .. ونهر السين في فرنسا .. ونهر الراين في ألمانيا .. ونهر النيل في مصر .. ووجدت أن الشعور الذي يعطيه النهر والانطباع الذي يخرج به الإنسان من رؤية النهر شعور وانطباع لا يتغير بتغير الأنهار .. وقوف أما عظمة الخالق .. ووقفات من التأمل أمام هذا السيل الممتد من الماء والقوارب تتهادى عليه بكل أمان .. أتذكر وأنا أقف لأول مرة أتأمل نهر النيل من شرفة الفندق الذي سكنت فيه كيف أنني نسيت نفسي ومن حولي وخيالي يسرح إلى بعيد .. كأنني أعيش في حلم جميل لا أريد الاستيقاظ منه أبدا !!

ما أجمل القاهرة في الشتاء !! .. ما أجمل القاهرة في المساء !! .. ما أجمل النيل يلمع في صفاء!! .. النهر مرتبط في ذهني بالسكون والسكينة .. والاطمئنان والطمأنينة .. والبحر مرتبط بالثورة والهيجان .. نحن لا نرى الأمواج في الأنهار .. ولا تعصف بنا الرياح والأعاصير كما تعصف بنا ونحن في وسط اليم .. لا يخشى الذي يبحر في النهر الضياع .. فالمسار أمامه واضح ومحدد .. يا ليت حياتنا نهر يجري بكل صدق ووضوح .. إذا لما احتجنا إلى كل هذه الأقنعة التي نغطي بها وجوهنا ونغيرها بتغير الظروف والأحوال!! ..

جميل هو النهر .. عذب هو النهر .. صاف هو النهر ..رائق هو النهر .. ما أجمل مياهه وإن عكرت صفوها طحالب هنا أو تماسيح هناك !! ..















ما أرق تدفقه ولو فاض يوما أو بعض يوم .. حتى نهر عندنا في ضواحي البلدة له في ذاكرتي مكان !! .. هذا النهر الناتج عن معالجة مياه الصرف الصحي أعزكم الله أذهب أليه أحيانا لأتأمل في سرعة اندفاع الماء وأشاهد تلك الضفادع الصغيرة التي تتقافز في المياه العكرة .. المهم أنه نهر والسلام !! ..

لا أدري هل مازال هذا النهر مستمرا في تدفقه أم جف كما جفت مشاعرنا تجاه أقاربنا ؟! .. فالعهد قد طال على آخر زيارة له .. لا أريد أن أستطرد في وصف الشعور الذي ينتابني عندما أرى النهر .. لأننا خرجنا عن الموضوع .. ولا بد من أن أمسك بخطام أفكاري حتى لا تجنح بي إلى بعيد .. هل أنا أكتب لكم رحلة علاجية أم قطعة أدبية لحصة التعبير ؟! .. ما الذي جعلني أخرج عن الموضوع وأتحدث عن الأنهار ؟! .. أهو نهر الراين أم عشقي للماء الأنهار .. يقولون من يشرب من ماء النيل سوف يعود إليه مرة أخرى .. لقد شربت من ماء النيل ولكني لم أشرب من نهر الراين ورغم ذلك أتمنى العودة النهرين !!

وصلنا إلى ضفة نهر الراين قادمين من الفندق الذي كان لا يبعد كثيرا عن النهر .. والمشهد كما أحاول أن أصفه لكم كالتالي: أنا أدفع عربة ابنتي نورا أمامي ووالدتي تمشي بكل نشاط وحيوية وكأن الهواء به لمسة من سحر .. فها هي الوالدة تكاد تسبقنا وتحثنا على الإسراع أنا وزوجتي وأخي وأختي .. ما هذا الذي أراه ؟! .. أحلم هو أم علم ؟! .. والدتي التي ترفض الخروج من البيت مهما أصررنا وحاولنا .. تكاد تسبقنا للوصول إلى ضفة الشاطئ وكأننا نحن المرضى العاجزين ؟! .. سبحانك ربي!! ..

كانت والدتي ترفض محاولاتنا المتكررة لحثها على الخروج من الجو الكئيب الذي تعيش فيه والوساوس التي تملأ حياتها .. وتضفي جو من الحزن على كل المحيطين بها وها أنا أراها أمامي الآن تحثنا على الإسراع بالمشي وعدم التكاسل !! ..

سرنا الهوينا مستمتعين بنسائم النهر الندية والناس تروح وتجيء على ضفتي النهر .. والعجائز يقدن دراجاتهن بكل مهارة دون أن تشتكي مفاصلهن مما تشتكي منه مفاصلنا نحن الشباب الذين على أعتاب الكهولة !! ..

لماذا يصيبنا الاكتئاب والقلق إذا وصلنا سن الأربعين ؟! .. لماذا نفقد مرحنا وسعادتنا إذا وصلنا الأربعين ؟! .. لماذا نفقد اهتمامنا بأنفسنا إذا وصلنا الأربعين ؟! .. لماذا يقل نشاطنا إذا وصلنا الأربعين ؟! .. لماذا تهاجمنا الأمراض الجسدية والنفسية إذا وصلنا الأربعين ؟! .. بل حتى بعض الاعتقادات التي تنتشر في مجتمعات معينة تلزم الأسرة بالحزن على الميت أربعين يوما .. لماذا لا ننظر إلى من هم قاربوا الأربعين وزاد نشاطهم ولم يقل؟! .. كثير من العلماء والأدباء والشعراء زاد إنتاجهم بعد أن شارفوا الأربعين ..

هل للجو علاقة بالصحة ؟! .. الجواب الذي يطرح نفسه هو أن نعم !! .. وإلا ما السر في هذا الشباب الدائم الذي يعيش فيه من تجاوز الثمانين من عجائز الألمان ؟! .. ما السر في احتفاظ كبار السن من مواطني أوروبا مثلا بنشاطهم وحيوتهم ؟! .. رأيت رجلا قارب الثمانين يشارك في سباق للتحمل وأكمل السباق حتى النهاية !! .. ورأيت آخر يشارك في مسابقة للغطس في بحيرة جليدية !! .. ورأيت امرأة قاربت الثمانين تقود دراجتها الهوائية أفضل من ابنتي الصغيرة نورا !! .. فما بال شبابنا باتوا أقل نشاطا وحيوية من الشيوخ ؟! ..

إنتظروا قليلا حتى أريح أصابعي من الكتابة تعرفون مشاكل المفاصل والسن له أحكام !! .. لحظة حتى أتناول دواء الضغط !! .. عن إذنكم أفرد رجلي قليلا فلقد تعبت من الجلوس على الكرسي !! .. ويقولون شباب !! .. أي شباب هذا الذي يكبر فيه البطن وتتثاقل فيه حركة الجسم ؟! .. دعونا نرجع إلى الحديث عن الرحلة قبل أن يزداد ألم المفاصل .. إذا كان هذا حال الشباب فكيف يكون الحال مع الشياب ؟!

سرنا على غير هدى مستمتعين بهذا الجو الذي ارتاحت له والدتي كثيرا وهو ما جعلني أشعر بالسرور من أول يوم وطأت فيه أقدامنا أرض ألمانيا .. وبون تحديدا !! .. تلك العاصمة (سابقا) التي ترقد بهدوء على ضفة نهر الراين دون صخب وضجيج العواصم الكبرى!! .. تلك العاصمة التي تنازلت عن عرشها لمدينة بون الصاخبة !! .. أما ابنتي نورا فخدرت أجفانها هذه النسائم اللطيفة ونامت وهي تبتسم ابتسامة تشع براءة !! ..

تناولنا عشاء خفيف في أحد مطاعم الوجبات السريعة ( مطعم ماكدونالد ) ونحن في طريق عودتنا إلى الفندق استعدادا لمراجعة السفارة صباح اليوم التالي ومعرفة ما الذي تم في موضوع الوالدة؟! .. وهل تم تحويل أوراقها إلى البروفسور المختص ؟! .. نمت وأنا أفكر بالغد ولم أكن أدري أن الغد ملئ بالمفاجئات ..

وأن ما رأيته بعيني في السفارة ببون صبيحة اليوم التالي فاق كل تصور وكأنني أشاهد أحد الأفلام البوليسية !! .. أمر استغربته كثيرا .. ومفاجأة لم أتوقعها في أصعب كوابيسي !! ..



فإلى اللقاء في الحلقة القادمة .. وألقاكم في غد آخر .. ويوم آخر من هذه الذكريات
التي أحاول أن أجمع أطرافها وأنظم خيوطها لكي أقرأها معكم وأسترجع ما
مر بي فيها وأستمتع بتواصلكم ومداخلاتكم معي ..
والله معكم وهو خير حافظ ..

أبو سلطان
.
__________________
قديم 27-04-2005, 12:31 PM
  #18
تقوى الله
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية تقوى الله
تاريخ التسجيل: Aug 2004
المشاركات: 7,022
تقوى الله غير متصل  




يحرر من التثبيت

مع التحية والتقدير لمرشدنا السياحي
__________________
يا باقيا والكل يفنى يا مجيبا داعيا..ادعوك يا ربي فلا تمنع جواب ندائيَ..

أسأل الله العظيم..رب العرش العظيم..الذي جمعنا في دنيا فانية..
ان يجمعنا ثانية..في جنة قطوفها دانية
قديم 28-04-2005, 07:33 AM
  #19
tarad
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 2
tarad غير متصل  
يلا كمل شوقتا
قديم 28-04-2005, 07:34 AM
  #20
tarad
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 2
tarad غير متصل  
شوقتنا للقراءة اسلوبك رشيق
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:42 PM.


images