يوم الأربعاء الماضي كنت مهمومة ومتضايقة مما

اراه من تخلف وبجاحة من حولي (مجتمع الدراسة)

دخلنا للكشف على طفلة قدر الله عليها واحترقت بنسبة 17% كانت نائمة ولم نراها ولكننا قابلنا والدتها

وبدانا في أخذ تفاصيل الحالة المرضية للطفلة

سبحان الله رحبت بنا ترحيب حار جدا تفصل جمله الدعوات لنا بالتوفيق

تحكي لنا قصة ابنتها ولا ابالغ بعد كل جملة تقول ولله الحمد والمنة وهكذا



خرجنا من عندها وذهبنا لمناقشة الحالة مع أحد أطباء القسم

هذا الطبيب طيبته ورفقه وحيائه أشد من فتاة صغيرة

فكانت اول مناقشة لي أخرج منها وانا مرتااااااااحة جدا وعلى علم وفهم تام لما هو مطلوب

ثم ذهبنا لرؤية الطفلة بعدما تم تجهيزها

ماشاء الله تبارك الرحمن

من اجمل الأطفال الذين رأيتهم

في آخر المناقشة أخبرنا الطبيب بان والدتها رفضت ان تجري عملية تجميل لابنتها

علما ان الحروق متفاوتة مابين الدرجة الاولى والثانية والثالثة

الدرجة الثالثة تستلزم اجراء عمليات تجميل واذا لم تعمل ربما في المستقبل لا تستطيع الطفلة رفع يدها

تفاجئت !!!



خرجت من المستشفى باتجاه المبنى الذي ندرس به لا اشعر بما يسير حولي

أفكر وافكر وأفكر

لماذا؟

اذا؟

كيف؟

طيب اش اصلح؟!!


7
7
7
7

ركبت السيارة مع احدى صديقاتي ننتظر بقية صديقاتنا

تجاذبنا اطراف الحديث فأخبرتها بالقصة قلت لها (تصلحين معي موقف بطولي!!) قالت ايش هوه؟

قلت : نروح نزور الطفلة ونجيب لها هدية ونحاول نفهم القصة واسباب الرفض واذا فيه مجال نحاول نقنع امها

قالت : يالله معك

ذهبنا وتوقفنا عند محل صغير لبيع الهدايا والورود

اشتريت دمية صغيرة لم تكلفني سوى 20 ريال

اتجهنا الى وحدة معالجة الحروق

طرقنا الباب واسئذنا للدخول

رحبت بنا الأم ترحيبا حار وكأنها تعرفنا منذ زمن

قدمت الهدية للصغيرة وكانت قبل دخولنا تبكي بسبب التمارين المؤلمة

رأيت الفرحة بين الدموع

كانت تنظر الي ثم تنظر للهدية ثم تعود لنظر الي وهكذا

حتى ائتلفتنا ثم فتحت الدمية وبدأت ترضعها بالرضاعة !!


ناقشنا والدتها واخبرتنا بالأسباب

وفي وقت قصير حاولنا ان نوضح لها الحالة قبل وبعد العملية وعرضنا عليها أن تاخذ استشارات طبية اكثر

وتذهب لمستشفيات اكثر حتى تطمئن لأن 70% من سبب الرفض هو التخوف مما بعد العمليات

حاولنا تطمينها وفي النهاية راينا على وجهها ملامح اقتناع بما قلناه




خلال حديثنا كان زوجها على وشك الدخول ابتسمت في وجهه وقالت

توقف ودر الله يرضى عليك


ودعنا الطفلة ووالدتها واغلقنا الباب وهي لا زالت تدعو لنا وتشكرنا على الزيارة وكاننا قدمنا الشئ الكثير

وخرجت وأنا ارى امامي الدنيا وااااااااااااااسعة كل خطوة استنشق معها نفس راحة وطمانينة

ما اجمل الرفق والبشاشة التي تعكس ورائها نفس مليئة بالايمان

ما اجمل الحياء الذي يملأ المكان راحة واطمئنان

ما أجمل رؤية الفرحة في عيون الأطفال

ما أجمل ادخال الأمل والطمأنينة للنفوس الخائفة

ما اجمل مواساة الخائف والمكروب

جرب يوما ان تبتسم في وجه طفل

جرب يوما ان تشتري لعبة لطفل

جرب ان تسير مع اخيك او صديقك لقضاء حاجة

جرب ان تكتب بضع كلمات وتختمها بدعاء وترسلها لصديق رأيت في عينيه هم

جرب ان تلبس البشاشة وان تمشي وتتحرك وتتكلم

جرب ان تسلم وانت مبتسم

جرب ان تجعل اللين والرفق أمام عينيك اينما اتجهت