ليس هناك مانع حتى لو أعطيتيه كل مالك، الأهم هو فقط أن يكون فعلاً قرارك عن قناعة تامة وليس بدافع عاطفة أو بدافع مايسمى بالعقل اللاواعي، بعد ذلك الأهم أن تتأكدي أنك لن تندمي.
القضية ليست أن تنفقي مالك أو نصفه أو ربعه، فهناك من تبرعوا أو تخلوا عن كامل أو عن كثير من أموالهم، وهم أحرار بها، ولهم أهدافهم السامية المدروسة.
لست هنا بصدد الرفض، وهذا أعتبره رزق لهذا الشاب منحه الله له إن تم، لكن يهم كثيراً أن يكون خيارك فعلاً عن قناعة بوعي تام، هناك بعض الناس من يعطي أبنائه أموال كثيرة، ويبقى هذا القرار في بعض الأحيان خطأ، لأنه لم يحسب حساب أشياء كثيرة وعواقب ذلك عليه وعلى ابنائه.

هناك نقطة أخرى، المبلغ الذي منحك الله أياه، لاتعتبريه أو تفكري أنه ثقل أو هم عليك، الله اختصك من خلقه، ففي الوقت الذي لايجد مئات الملايين من البشر قوت يومهم أنتي تملكين الخير الكثير، وهذا من فضل ربك، بل أن الله فضلك على كثير ممن خلق ولا أبالغ إن قلت أن ماتملكينه لايمكله 99% من البشر، لابد أن تتفكري وتتأملي تلك المنحة الإلهية التي منحكِ إيها، وهذه عبادة كبيرة وشكر عظيم للرب جل جلاله، ثم أن مالكِ لو أخذت منه الزكاة، فهذا فضلٌ عظيم أن منحتي هذه الميزة لأن تتعبدي ربكِ بإخراج الزكاة، وأن تكوني أنتي من يقدم الزكاة لمستحقيها ولستِ أنتي من مستحقيها، أنتي الآن بخير لأن لا ديون عليك ولا قروض ولا هموم مالية ولا متطلبات غير قادرة على سدادها، فلا تنظري لهذا الخير وكأنه هم، ثم لو فرضنا أن هذا المال تحول إلى ورث، ما المشكلة في ذلك!؟ لقد تحول إلى الناس الذي حددهم الله بأنه من حقهم، يجب ألا تنظري للآخرين الذين سيرثونك وكأنهم أعداء لايستحقون مالك، بل يجب ألا تفكري بهذا الأمر، وأن يصبح تفكيرك متعلق بأين ستذهب أموالك بعد موتك، بل عيشي يومك وحياتك واستمتعي بها.

قد لاتدركين أهمية مالك هذه الأوقات، وقد تأتي أوقات أنتي بحاجة لها، واقترح عليك إذا كانت مضيقة عليك أن تضعيها في أسهم وتستثمريها، وتعود عليك بعوائد سنوية أو نصف سنوية حتى يأتي يوم تجدين نفسك بحاجة إليها فتبيعيها.

إن كنتي مصرة على خيارك، فإني أقترح عليك أن تحولي له مبلغ أقل من ذلك بكثير، كأن تحولي له مثلاً 25 ألف أو أقل، وتنظري جدوى ذلك على نفسك وعليه، والله ولي التوفيق.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..