أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا = ولا أراهم رضوا في العيش بالدون

فضفضة و فيها نصيحة لا أدري أين مكانها المناسب و لكني أرجو و ألتمس أن لا تحذف و كم أتمنّى أن يطلع عليها أحبّة تجادلوا بالأمس:

(فلا و ربّك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا ممّا قضيت و يسلّموا تسليما)

فلنضعها نصب الأعين و حبذا لو نطلع على تفسيرها فالأمر عظيم و الخطب جلل يمسّ الإيمان
الاختلاف يرد للكتاب و السنة لا يرد للعقل و المنطق فيؤخذ بما وافق الدليل بتسليم
يقول الشيخ الألباني رحمه الله طالب الحق يكفيه دليل و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل
لذلك أنصح نفسي و إياكم بالتوجه إلى الله بالدعاء اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك
اللهم ارزقنا ايمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنان الخلد
اللهم لنا و للمسلمين اللهم آمين

لسنا أهلا للخوض في جوهر خلافات فقهية لافتقارنا للعلم
و لكن أحبّ أن أقول لأحبتي قولا مهمّا بالغ الأهميّة لنا نحن العوامّ كثيرا ما نغفل عنه فأعيروني الأسماع و الأفئدة :
القاعدة بالنسبة للمقلد غير المجتهد (عامة الناس من أمثالي و أمثالكم ) اتباع راي من يثق فيه من العلماء لا اتباع رأيه و منطقه أو بعبارة أدق و أحرى هواه
ولا أيضا باقتناص و تتبع الرخص
فمن تتبع الرخص تزندق و سيأتي إن شاء الله ذكر الأدلّة
المقصود بالرخص رخص المذاهب الفقهية، وهي فتوى عالم بالجواز في مسألة خلافية قال غيره فيها بالمنع والحظر.
بمعنى الانتقاء من عند كل عالم أيسر الأقوال و الأخذ به
هذا الأمر مذموم مذموم مذموم
تتبع الرخص أخذا بالأيسر مطلقا، دون مرجح شرعي، ودون تقليد العامي لمن يظنه الأعلم، بل على سبيل التشهي واتباع الهوى ـ منكر لا يجوز، وحكى ابن عبد البر وابن حزم الإجماع على ذلك. ولذلك كان التلفيق بين مذاهب أهل العلم ـ إذا قصد منه التشهي بتتبع الرخص ـ ممنوعا في كل حال.
وأما الأخذ بالرخص والتلفيق بين المذاهب اجتهادا وترجيحا أو تقليدا من العامي لمن يعتقده الأعلم والأوثق من العلماء، فلا حرج فيه.
سآتي بمثال للتوضيح من الفضليات من تقول براي الشيخ الألباني في مسألة النقاب أي عدم وجوب تغطية الوجه طيب إلى هنا نقول لا إنكار على مختلف
نسأل أختنا الفاضلة هذه ، هل تأخذين بقول الشيخ الالباني في تحريمه للبس الذهب المحلق للنساء ؟ تقول لا
أنت وثقت في فتواه و قررت الأخذ عنه فلم تردين قوله فيما يخالف هواك؟

و هذا المثال فقط لتقريب المعنى

هكذا انتقائية من أقوال العلماء بدون ضابط من اتباع الهوى و هذا منكر فيجب التنبه لهذا الأمر لأنه خطير
لأن تتبع رخص المذاهب الاجتهادية والجري وراءها دون سبب من الأسباب المعتبرة يعد هروباً من التكاليف وهدماً لبنيان الدين، ونقضا لمقاصد الشرع المرعية في الأوامر والنواهي الشرعية. وقد اعتبر العلماء هذا العمل فسقاً لا يحل ارتكابه.
وحكى ابن حزم الإجماع على ذلك، وقال في الإحكام نقلاً عن سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله.
ونقل ابن تيمية عن ابن عبد البر أنه قال: (هذا إجماع لا أعلم فيه خلافاً) وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى ما ينبغي تأمله
قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم (إنِّي أخافُ على أمَّتي من أعمالٍ ثلاثةً ، قالوا : وما هيَ يا رسولَ اللَّهِ ؟ قالَ : زلَّةُ عالِمٍ ، وحُكْمٌ جائرٌ ، وَهَوًى متَّبعٌ)
الراوي : - | المحدث : الهيتمي المكي | المصدر : الزواجر
الصفحة أو الرقم: 2/115 | خلاصة حكم المحدث : رواته ثقات إلا واحدا اختلف في توثيقه
وقال عمررضي الله عنه: هل تعرف ما يهدم الإسلام؟ يهدم الإسلام زلة العالم، وجدال المنافق بالكتاب، وحكم الأئمة المعتلين.
وقال الإمام أحمد رحمه الله : لو أن رجلاً عمل بقول أهل الكوفة في النبيذ وأهل المدينة في السماع وأهل مكة في المتعة كان فاسقاً.
وقال الأوزاعي: من أخذ بنوادر العلماء خرج عن الإسلام.
والنقول في هذا الباب كثيرة جداً لا تكاد تحصى، والعلماء متفقون على مضمونها وإن اختلفت عباراتهم، وعلة ذلك عندهم أنه ما من عالم إلا وله زلة في مسألة لم يبلغه فيها الدليل أو أخطأ فهمه فيها الصواب. فمن تبع ذلك وأخذ به تملص من التكاليف الشرعية وزاغ عن جادة الحق وهو لا يدري.
و انتبهوا هنا معي يا أحبّة العالم المجتهد معذور مأجور ( لا نتحدث عن ذاك المفتون الذي يفتي بهوى العامة و هواه و لا يملك من مقومات العلم شيئا و ليس له أهلية الإفتاء و استنباط الأحكام ممن تزخر بهم بعض الفضائيات المنحرفة و هم اليوم كثر للأسف نتكلّم عن العلماء الأجلاء لأن هذا الصنف ممن باعوا الدين بالدنيا موجودون ولا يمكننا الإنكار وصلوا إلى حد تحليل الغناء و الخمر و كشف الشعر بل قد تعجبون إذا قلت أن من قومنا من حلل اللواط والزنا و الله المستعان)، إذا قلنا العالم المجتهد معذور مأجور في خطئه ومتبعه في ذلك بعدما يتبين له الحق مذموم مأزور. قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعدما نقل كلاماً لابن المبارك في هذا المعنى: وهذا الذي ذكره ابن المبارك متفق عليه بين العلماء، فإنه ما من أحد من أعيان الأمة من السابقين الأولين ومن بعدهم إلاّ لهم أقوال خفيت عليهم فيها السنة، وهذا باب واسع لا يحصى، مع أن ذلك لا يحط من أقدارهم ولا يسوغ اتباعهم فيها.

هذه القاعدة الأولى التي ينبغي أن توجّهنا في أمور الفتوى
يبقى دورنا وواجبنا و اجتهادنا في البحث عن المفتي الثقة
في بناء البيت ، الواحد منا تحفى اقدامه و هو يبحث و ينتقي الاجود و الافضل و الاكثر رفاهة
في اللبس يلهث خلف اخر صيحات الموضة و ربما لو قرر أن يذهب لمناسبة و خصوصا النساء فإنها تقضي اسبوعين مشاورات و مباحثات عن التسريحة و المكياج و الطلة
لن أنكر عليهنّ هذا ولا أبرئ نفسي منه
لكن لم لا نولي لديننا شيئا من هذا الحرص المنصب على الدنيا و الاجدر ان نكون عليه احرص
اذا قررنا الذهاب لكوافيرة يجب أن نتقصى عن مسيرتها العملية و ننقب و نسأل و نشاور و نأخذ أكثر من رأي
اذا قررنا زيارة طبيب نبحث عن الاعلم و الاكثر خبرة و ممارسة و تمكنا بالطبع الموضوع فيه صحتنا و حياتنا ولو وجهنا أحدهم لغير أهل الاختصاص لأنكرنا عليه و هزئنا منه
وماذا لو كان الموضوع جنة و نارا و ثوابا و عقابا ألا يكون البحث و التقصي و التحري ألزم و وواجب الانسان أن يكون أحوط


في حديثالبخاري: من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين.
قال الإمام مالك وابن سيرين إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه

يقول الشاعر :
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا = ولا أراهم رضوا في العيش بالدون

و لكم أحزنتني بعض الأقوال و أوجعت قلبي والله العظيم و نمت بهاجسها و استفقت عليه . كم بدلنا و غيرنا ليأتي منا الواحد اليوم نقول له قال رسول الله صلّى الله عليه و سلّم فيقول حرّمتم كلّ شيء
فرب كلمة لا نلقي لها بالا تهوي بنا سبعين خريفا في نار جهنّم
والله انه شيء مؤلم و محزن و مبكي ما وصلنا إليه
ثم ماذا ؟؟ اتعلمون اذا لم نستفق ونتب فمتى يكون الندم عندما نرد عن الحوض و نحرم الشفاعة نسأل الله السلامة ولا حول ولا قوة إلا بالله؟ فليته ينفع عندها الندم
عندها نسأل الله أن يسلمّنا اللهم السلامة السلامة ستأكلنا الحسرة والله و سنعض على الأيدي ندما أفلا نستفيق قبل الفوت و قبل أن يدركنا الموت
الله تبارك و تعالى يصف لنا موقف المخذولين نسأل الله السلامة:
( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ( 27 ) يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا ( 28 )لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا ( 29 ) )

في الحديث: عن عبدِ اللهِ قالَ : ( لعنَ اللهُ الواشمَاتِ والمُتَوشِّماتِ ، والمُتَنَمِّصَات والمُتَفَلِّجَاتِ للحسْنِ ، المُغِّيراتِ خلقَ اللهِ ) . فبلغَ ذلكَ امرأةً من بني أسدٍ يُقالُ لهاأمُّ يعقوبَ ، فجاءَت فقالتْ : إنَّهُ بلغَني أنكَ لعَنْتَ كيْتَ وكيْتَ ، فقالَ : وما لي لا ألعنُ مَن لعنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، ومَنْ هوَ في كتابِ اللهِ ،فقالت : لقدْ قرأتُ ما بينَ اللوحينِ (تقصد القرآن كاملا) ، فمَا وجدْتُ فيهِ ما تقولُ ، قالَ : لئن كنتِ قرَأتِيهِ لقد وجَدْتِيهِ ، أما قرأتِ : { مَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا } . قالتْ : بلى ، قالَ : فإنَّهُ قدْ نهَى عنهُ ، قالت : فإنِّي أرَى أهْلَكَ يفعَلونَهُ ، قالَ : فاذْهَبي فانْظُرِي ، فَذَهَبتْ فَنَظَرتْ ، فلمْ تَرَ من حاجَتِها شيئًا ، فقالَ : لو كانَتْ كذَلِك مَا جَامَعَتْنا .
الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري
الصفحة أو الرقم: 4886 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]
اولئك هم أصحاب محمّد صلّى الله عليه و سلّم الذين اصطفاهم الله لصحبته فأين نحن منهم اليوم؟
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مُتَأَسِّيًا فَلْيَتَأَسَّ بِأَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَبَرَّ هَذِهِ الأُمَّةِ قُلُوبًا وَأَعْمَقَهَا عِلْمًا وَأَقَلَّهَا تَكَلُّفًا وَأَقْوَمَهَا هَدْيًا وَأَحْسَنَهَا حَالا ، قَوْمًا اخْتَارَهُمُ اللَّهُ لِصُحْبَةِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَاعْرِفُوا لَهُمْ فَضْلَهُمْ وَاتَّبِعُوهُمْ فِي آثَارِهِمْ ؛ فَإِنَّهُمْ كَانُوا عَلَى الْهُدَى الْمُسْتَقِيمِ " .
عن أنس رضي الله عنه قال إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات قال أبو عبد الله يعني بذلك المهلكات
ذلك و هم ما زالوا في خير القرون
فماذا عنا رحماك بنا يا الله.


و في الصورتين التاليتين إضاءات من أعلام الهدى و نباريس الدجى






نسأل الله أن يجعلنا و إياكم ممن يستمع القول فيتبع أحسنه و نسأله أن يطهّر قلوبنا من الأهواء و أن يجرّدها له
يا أحبة العيش على مراد الله و ابتغاء رضوان الله لهو السعادة الحقيقية و الله
كلما نفضنا أنفسنا و حياتنا من المعاصي كلّما سعدنا
لعل المتسبب في إطالة ليلنا ذنب نصرّ عليه في غفلة منا يحجب عنا الفرج
فالبدار البدار بالتوبة و لنجعل ديننا منهج حياة

اشتدت هزات الغربلة و كثر عدد المتساقطين اعقد الحبل و عض بالنواجذ
اللهم انا نسألك ايمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة النبي محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد

اشتدت هزات الغربلة و كثر عدد المتساقطين اعقد الحبل و عض بالنواجذ
اللهم انا نسألك ايمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة النبي محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد