أخي الكريم حياتي لي أنا:
أكرر شكري لك على الثقة وأقدر حرصك على السرية لمعرفتي بظروف البيئة المتشددة اجتماعياً لضوابط القبيلة ووضع العائلة والسمعة والشرف وغيرها من القيود التي تتجاوز الدين أحياناً.
1- بداية أقول لك وللجميع أني بإذن الله عندما أقرأ الموضوع ويتبادر إليّ بعض المظاهر النفسية من مفاتيح كلماته أجد صعوبة في التصريح بذلك لقسوته فأبحث عن لفظ يلطف وقعه ويؤدي الغرض لحساسية عواطف البنات والأخوات وباعتبارك رجل فسأكون مباشر اللفظ في هذا الجانب وأوضح لك ما يلي:
- كما سبق أن قلت البنت عمرها 18 سنة وتعرف الصح من الغلط وهي مقبلة على زواج وتعرف والدها والظروف المحيطة بها وتعرف نتائج ذلك عليها وعلى أسرتها وقد أقسمت أنه كلام بنات عادي.
- والدها ووالدتها موجودان وهيووالديها مسؤولون عن تصرفاتها شرعاً, وحرصك إضافي لقربها منك وقربك منها والعم مكان الوالد ولكن لا يلغيه.
- صرحت برغبتك بإبعاد النت عن كل بنت عمرها 25 فأقل وهذه نظرة سطحية في التعامل مع من نتولى توجيههم وهي تعتمد على المنع الحسي بواسطة الكبار على الصغار وهو في علم التربية خارجي أي ليس نابع من نفس الصغير في التوقف عن المضي بما هو سيء.
- الأولى في التربية والتوجيه لمن هم أقل منا عمراً أن نزرع فيهم الرقابة الذاتية النابعة من خوفهم هم من الله في تجاوز حرماته لا الخوف من الكبار ورقابتهم وعقوبتهم حال المخالفة والاستمتاع بذلك حال غيابهم.
- الفرق بين الأسلوبين كبير لأن الأول جعل الكبير في نظر الصغير مكان الله في الأسلوب الآخر فالرقابة السطحية تعطي الصغير الحرية في المخالفة عند غياب الكبير بينما الرقابة الذاتية مستمرة معه وإن كان لوحده لعلمه بأن الله يراقبه وضميره يخبره بأن الله يرى فيعظم الله في قلبه.
- عندك فرضية هي أن من هي أقل البنت التي عمرها 25 فأقل وتدخل النت فهي ستفسد إن لم يكن لها مراقب أكبر منها وهيذا تصور خاطيء حيث يوجد نساء متزوجات ورجال متزوجون وكبار ويخالفون في النت وغيره ويسهل اصطيادهم واصطيادهن من أهل النت بسهولة إشباع النقص العاطفى.
- فرضيتك ناتجة عن سهولة تعاملك أنت بالنت وما تراه وما تسمعه من المحيطين بك من الرجال عن النت وهو أداة من أدوات الحياة تستطيع الفتاة استخدامه واستخدام غيره حال فقده للمخالفة.
- هل ترى في نفسك أن ما يصدر منك تجاهها غيرة عليها وليس خوفاً عليها؟ (هذه هي النقطة الرئيسية التي قصدتها بالقدمة).
- دع الخلق للخالق وأنصح بحدود مسؤوليتك وإن كنت أعلم أن والدها لا يدرك ما تدرك من حيث الوعي بالتقنية وخطرها ولكني أدرك أنها تدرك ما ترمي إليه وما تفعل وقد تؤذيها بفرضيتك المسبقة من حيث أردت الإصلاح وهذا فعلك مع بنت أخيك فكيف إذا زوجتك أو بنتك تعاطت النت أمامك أو منعتها وتعاطته من خلفك.
- ما حدث من كلام البنات وغيره يتم إصلاحه بأسلوب البنات أنفسهن وقد شهدت مثل هذا كثير وراقبته من بعيد وتم الإصلاح بطريقة واعية ثم تم إخباري بما حدث وأثنيت على الجميع لمنحي الثقة لهن مع الرقابة الذاتية ومتابعتي من بعيد.
- من أشد الأخطاء ضرراً على صاحبه في التربية هو فرضية الكبير أنه هو الصح وكل ما يخالف نظرته خطأ يجب تعديلة إلى الصواب الذي أراه حيث بنيت ما بنيت على رؤيتك أنت لما يجب أن يكون التعامل عليه مع النت من البنات كما بينت وتصيبك الحيرة لعدم حصول ما ترمي إليه وسبب عدم الاستجابة لك هو أنه هو الخطأ وليس هم.
- تذكر أن البيئة التي تشير إليها تغض الطرف عن عبث الذكر من أبنائها لأنه (رجال يحمل عيبه بجيبه كما يقول المثل) وهذا الذكر يعبث بمن؟ ببنات زحل مثلاً...
- لا شك أن الاختلاط أضراره كبيرة ومنها الاختلاط التقني وإن كان برموز مخفيه له أضرار كبيرة حتى بينا نحن الكبار فنحن هنا أعضاء وعضوات لنا زوجات ولهن أزواج ونحمل أمانة حفظ الأمانة للغائبين ولا يمنع من أن ننزلق كباقي البشر إذا وسوس لنا الشيطان واستجبنا له حيث يجد العضو أو العضو التقدير الكبير والاحترام المبالغ فيه مما يجعله يرى بوضوح سلبية الصورة الواقعية المماثلة المتمثلة بالأب أو الزوج أو الأخ ولن يحصل هنا طلاق ولا تأديب ولا شي فهو مريح بعكس الواقع المؤلم فنتخدر به.
أسأل الله العلي القدير أن يوعيك بدينك ويفقهك فيه ويزيدك حرصاً وأجراً ويستر عليها وعلى بناتنا جميعاً وبنات المسلمين.
__________________
لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.
التعديل الأخير تم بواسطة رجل الرجال ; 28-06-2011 الساعة 10:03 AM