همي لايُطاق ومأساتي ليس لها مثيل ..!! - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

 
قديم 01-08-2010, 11:16 PM
  #1
ثنيـــــان
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية ثنيـــــان
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 1,189
ثنيـــــان غير متصل  
همي لايُطاق ومأساتي ليس لها مثيل ..!!

(( من مدونتي ))*

بسم الله الرحمن الرحيم
حمداً لله وصلاةً وسلاماً على نبيه المصطفى وعلى الآل وصحبه أجمعين..
نجوب غِمارِ الحياة نقطع شطآنها ونمضي في الطريق ولاندري عن الآجال ولا ندري عنِ الأقدار ولا عن مكاتيب الله سبحانه وتعالى ..
نحنُ أبطالٌ فيها ،فلكلِ واحدٍ منّا قصةٌ عاش أحداثها فصار بطل الفلم ،ظنّ أنه الوحيد الذي يعاني ولم يعلم أن جميع من في الأرض يعانون من مشاكل مهما كانت هذه المشكله كبيرة أم صغيرة ..
حدثني صديقٌ يقول كم أتمنى أن أمتلك ثروة ضخمة لتذهب همومي وغمومي الى الأبد !!
قلت: وهل تظنُّ أن المال هو من يزيل الهموم ؟
أوَ تظنُّ أن من إمتلك الثروات الضخمة يعيشون في سعادةٍ محضة .. فذكرتُ له قصةَ المليونيره اليونانية كرستيان والتي ورثت ثروة تعدُّ بملايين ملايين الدولارات غير أن نهايتها غير متوقعه حيث إنتحرت .. حين لم تجد السعادة في المال وحده. وقصتها في البحث عن السعادة مشهوره..
إن كل شخصٍ في هذه الحياة يعيش بطولة هذه الدنيا فقولو لي بالله عليكم هل رأيتم شخصاً عاش سعيداً دون أن يتنغّص بمنغّصات الحياة !!
والله لن نجد ويستحيل أن نجد !!
هذا هو رسُولنا وقدوتنا ومعلمنا عليه أفضلُ الصلاة والسلام حياته كلهاعناء جزئيةٌ بسيطة من تفاصيل حياته كم فيها من الهمّ والغمْ!!
وكلكم قرأها وكلكم مرّ بها ألا وهي حادثةُ الإِفكِ عِرضُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يُنهش ممن؟
من بعض أصحابه، شهرٌ عاش فيها، كم من عَبْرةٍ سكبتها عائشة رضي الله عنها !!وكم من دمعةٍ مظلومةٍ سقطت،
عيشو تلك اللحظات مع الرسول صلى الله عليه وسلم وزوجته عائشة !! أليست هذه مأسآة ..
ياأيها المهموم ياأيها المغموم .. لاتظنُّ أنك وحيداً في هذا الطريق !!


نعرف يونس بن متى النبي الكريم رَكبَ البحر ليلةً من الليالي في السفينة فهاج البحر فأزبدَ وأرعد فتعالى صراخ الأطفال وبكاء النساء وصيحات الرجال فهداهم تفكيرهم الى وضع القرعه فالذي تقع عليه يرمونه في البحر !!
ياالله ليتنا نتصور هذا المشهد !!
سفينة في عرض البحر تلعب بها الأمواج يمنةً ويسره في جُنحِ الظلام!! يالها من لحظاتٍ رهيبه !!
فتقع القرعة على يونس لثالث مره !! أصبح الخوف قادم لامحالة والمصير المجهول يتربص بيونس لاحول ولاقوة إلا بالله !!
فيقذفون بيونس النبي الكريم في جُنحِ الظلام وفي ظلمة البحر فمايدري يونس أين هو؟؟
فتَلَقَفَهُ حوت البحر كلُ هذا ويونس لايعلم ماحل به وماهي إلا لحظات ويستشعر الموقف حيث أحس بحرارة جسم الحوت !!
الله أكبر ياله من موقفٍ رهيب وهمٍّ عجيبٍ غريب!!
كيف النجاة ؟!!
يونس يتقلب في بطن الحوت أينما حلَّ ويهتدي الى كُليمات كانت السبب بعد الله في إنقاذه!! الله أكبر !!
أين أنت ياصاحب الهمّ ، أين أنت ياأيها المكلوم منها ؟
كُليمات قالها لكنها عند الله كانت فرجاً له مماهو به !
(لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) = إنه إعتراف بوحدانية الله وأنه لاشريك له وإقرارٌ بأن الإنسان يظلم نفسه ..
فارتفعت هذه التهليللات الى السماء العالية ، فضجّت الملائكة بالبكاء وهي تقول ياربِّ صوتٌ معروف من عبدٍ معروف في مكان مجهولْ ، هي لاتعلم أين مكان هذا الإنسان الذي يدعو بهذه الدعوات والتهليلات ..
فماهي إلا لحظات وينزلُ الفرج من عند الله سبحانه وتعالى فيقترب الحوت من الشاطئ ويقذف بيونس فيخرج النبي صلى الله عليه وسلم .
يخرج ليرى النور لأول مرة قيل مكث في بطن الحوت ثلاث أيام ومن له أن يمكث في الظلام ساعات فكيف ببطن حوت؟!
خرج فرحاً مسروراً بالنجاة يالله ما أجمل الفرجُ بعد الشدِّة !
كيف بشعور يونس تلك اللحظات ..
هذه الدنيا تريد أن تعلمنا أنها لن تستمر تضحك لأحد وإن تبسمت يوماً ما فلا بد أن تكشر عن أنيابها أياماً أُخرْ !وأنها إن أحزنت يوما ما. فلابد أن يتبع الحزن الفرح لابد لليل ان ينجلي ولابد للصبح أن يشرق في سماء الأمل من جديد.
شاه إيران مَلَكَ أيران بكاملها عدّةَ سنوات وأصبح الآمر الناهي فيها شعباً متعجرفاً ومعانداً غير أنه أحكم بقبضته على الشعب عاش مترفاً فيهم ، كيف كانت نهايته ؟
أبرق لأمريكا أن تستقبله فرفضت والى العراق فرفض ذلك والى كثير من الدول فلم يجد سوى السادات والذي أعلن إستقباله ، سبحان الله رئيس دولة بخدمه وحشمه وأبهتهِ وكبريائه ترفض جميع الدول إستقباله عدا مصر ثم يموت بعد سنوات ذليلاً في أحدِ أحياء القاهرة !!

إن في الحياة دروسٌ وعبر والجيد من اعتبر مما يمضي عليه من محنٍ حين يستوعب الدرس جيداً يعلمُ أنها ماهي إلا ِمنحٌ من الباري حين يستيقظ ضمير الإيمان في أعماقه فيعلم أنه باب خيرٍ قد فُتِحَ له وإن كان ظاهره قد يبدو مكروهاً 0

أيها المحزون !
أيها المُبتلى !
أيها الباكي الشاكي !
يامن ضاقت عليه الدنيا بما رحبت !
يامن عَجِزَ عن حمل نفسه فتثاقلت بالهموم ، صدقني لست وحدك بالغمّ !
لست وحدك بالهم !
لست وحدك صدقني فأنا وأنت وهذا وذاك وهذه وهؤلاء وهاتان وهذان كلٌ قلبه مجروح !
كلنا نحمل بين جوانحنا وفي صدورنا من ضوائق الدنيا !مانحمل
نحن شركاء أيها المحزون !
انظر الى هذا يعيش في بيتٍ فسيح وفي دعةِ وأمنٍ ورزقٍ واسع ! لنذهب إليه ونسأله هل هو يعيش في سعادة وهناء محض!!
سيقول لك نعم أنا سعيد لولا أنه صار لي كذا وكذا نغّص عليّ الحياة ! فتضحك أنت من هذا الهمّ !
لكن إنتظر!
هو بالنسبة له همّ!!
إذاً اصبحنا شُركاء أيها المحزون !!!

التعديل الأخير تم بواسطة ثنيـــــان ; 01-08-2010 الساعة 11:33 PM
 

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:19 PM.


images