ألا تروا الآن أن المقصود بضرب الزوجة في دين الرحمة المداعبة لأنهاء الخصومة؟
[SIZE="4"]
1_قال تعال {الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا " النساء 34
بالبحث في قواميس اللغة نجد أن النشوز من الشئ المرتفع، و النشوز في اللحن هو نغمة غريبة تسئ للحن ، و نشزت الدابة إذا امتنعت عن تمكين نفسها للفحل ، و نشزت المرأة إذا تكبرت على زوجها ، و قد أوضح الإسلام أن معالجة ذلك يكون بعدة خطوات أولا: العظة: ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ن كما أن أحيانا الرجل يتوهم أن المرأة تعمدت الإساءة له بينما إن كان حقا حدث ربما كان دون قصد ، و العظة ستتيح لها فرصة أن توضح حقيقة الأمر و تعتذر أو تصلح ما فعلت ، إن لم تجد نفعا العظة فإن الهجر في المضاجع : هو فرصة أن يؤنب المخطئ ضميره ، و يشعر بقيمة الآخر ، إلا أن أحيانا لا يعرف المرأ كيف يبدأ و ينهي المشكلة ، و أحيانا يكون تصرفه هذا نتيجة رد فعل لمشكلة ما سابقة لم تحل ، و لذلك تاتي أهمية المرحلة الثالثة في معالجة المشكلة: و اضربوهن : فقد تكون المداعبة التي لا تترك أثر نفسي أو جسدي هي الوسيلة المثلى لإنهاء المشكلة ، فمثلا مداعبة ( الضرب بالوسائد) التي يستخدمها الأصدقاء -في شتى أنحاء العالم على مختلف ثقافاتهم-كوسيلة لإنهاء خلافاتهم بطريقة مرحة ، لماذا لا يستخدمها الزوجين و ننهي المشكلة بمرح ؟!! خاصة أن الله نبهنا لها في تلك الآية الكريمة و اضربوهن، و التي تفسرها آية 44 في سورة ص و التي تحكي عن الكيفية المسموح بها أن يضرب زوج زوجته " و خذ بيدك ضغثا فاضرب به و لا تحنث " إذا نظرنا لتفسير تلك الآية سنجد أن سيدنا أيوب نذر أن يضرب زوجته 100 ضربة
فما الذي سمح به الله له ليوفي بنذره؟ أن يضربها ب100 ضغث ( هو عود الحشيش ن أو أعواد النبات الرفيعة الضعيفة) و يكون ذلك بهم جميعا مجتمعين ضربة واحدة؛ لأن تكرار الضرب فيه إهانة للزوجة ، و لكن بهذه الصورة هو أشبه بالمداعبة المحببة بين الزوجين ، و التي أشار لها النبي صلى الله عليه و سلم " هلا جارية تداعبها و تداعبك "
كذلك هذا الحديث
بدية اقتباس:-
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ بْنِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَوْمًا أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنِّي وَعَنْ أُمِّي ؟ قَالَ: فَظَنَنَّا أَنَّهُ يُرِيدُ أُمَّهُ الَّتِي وَلَدَتْهُ. قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ : أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ عَنِّى وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-؟ قُلْنَا : بَلَى. قَالَ: قَالَتْ : لَمَّا كَانَتْ لَيْلَتِىَ الَّتِي كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- فِيهَا عِنْدِي انْقَلَبَ فَوَضَعَ رِدَاءَهُ وَخَلَعَ نَعْلَيْهِ، فَوَضَعَهُمَا عِنْدَ رِجْلَيْهِ، وَبَسَطَ طَرَفَ إِزَارِهِ عَلَى فِرَاشِهِ فَاضْطَجَعَ ، فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ رَيْثَمَا ظَنَّ أَنْ قَدْ رَقَدْتُ، فَأَخَذَ رِدَاءَهُ رُوَيْدًا وَانْتَعَلَ رُوَيْدًا (يعني بلطف حتى لا يوقظني) ، وَفَتَحَ الْبَابَ فَخَرَجَ ثُمَّ أَجَافَهُ (يعني أغلقه) رُوَيْدًا ، فَجَعَلْتُ دِرْعِي فِى رَأْسِي وَاخْتَمَرْتُ وَتَقَنَّعْتُ إِزَارِي، ثُمَّ انْطَلَقْتُ عَلَى إِثْرِهِ ، حَتَّى جَاءَ الْبَقِيعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ انْحَرَفَ فَانْحَرَفْتُ (أي رجع في اتجاه البيت) ، فَأَسْرَعَ فَأَسْرَعْتُ ، فَهَرْوَلَ فَهَرْوَلْتُ ، فَأَحْضَرَ فَأَحْضَرْتُ (يعني جرى فجريت) ، فَسَبَقْتُهُ فَدَخَلْتُ ، فَلَيْسَ إِلاَّ أَنِ اضْطَجَعْتُ فَدَخَلَ فَقَالَ: « مَا لَكِ يَا عَائِشُ حَشْيَا رَابِيَةً ؟» (يعني مالك تنهجين وتتلاحق أنفاسك وترتفع بطنك من جراء ذلك ، وهو شأن من جرى ثم توقف بعد الجري). قَالَتْ: قُلْتُ : لاَ شَىْءَ. قَالَ : « لَتُخْبِرِينِي أَوْ لَيُخْبِرَنِّي اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ». قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ : « فَأَنْتِ السَّوَادُ (أي الشخص) الَّذِى رَأَيْتُ أَمَامِي؟ ». قُلْتُ : نَعَمْ. فَلَهَدَنِي (أي ضربني في صدري بكفه) فِي صَدْرِي لَهْدَةً أَوْجَعَتْنِي ، ثُمَّ قَالَ : « أَظَنَنْتِ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ (أي يظلمك) وَرَسُولُهُ ». قَالَتْ : مَهْمَا يَكْتُمِ النَّاسُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ نَعَمْ. قَالَ : « فَإِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي حِينَ رَأَيْتِ فَنَادَانِي، فَأَخْفَاهُ مِنْكِ فَأَجَبْتُهُ فَأَخْفَيْتُهُ مِنْكِ ، وَلَمْ يَكُنْ يَدْخُلُ عَلَيْكِ وَقَدْ وَضَعْتِ ثِيَابَكِ ، وَظَنَنْتُ أَنْ قَدْ رَقَدْتِ فَكَرِهْتُ أَنْ أُوقِظَكِ ، وَخَشِيتُ أَنْ تَسْتَوْحِشِي ، فَقَالَ : إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ ». قَالَتْ : قُلْتُ : كَيْفَ أَقُولُ لَهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : « قُولِي السَّلاَمُ عَلَى أَهْلِ الدِّيَارِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَيَرْحَمُ اللَّهُ الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالْمُسْتَأْخِرِينَ ، وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَلاَحِقُونَ ».
هذه هي الرواية بكل تفاصيلها ، هل يمكن أن يفهم منها أحد أن النبي صلى الله عليه وسلم قصد إيذاء السيدة عائشة أو ضربها على سبيل المعاقبة أو نحو هذا ؟ وهل سياق الرواية وظروف الواقعة تدل على شيء من هذا؟ اللهم لا وألف لا، وإنما كان التصرف منه صلى الله عليه وسلم تصرفا جبليا طبيعيا داخلا في مجال الملاطفة والإدلال ، وهو أمر يحصل بين المتحابين ويكثر حصوله بين الأزواج في مثل هذا الموقف، كعلامة على شدة الحب وحسن العشرة.
ولهذا لم نجد تعليقا سلبيا من عائشة رضي الله عنها، كيف وهي نفسها التي قَالَتْ (كما في صحيح مسلم) : مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلاَ امْرَأَةً، وَلاَ خَادِمًا، إِلاَّ أَنْ يُجَاهِدَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ، وَمَا نِيلَ مِنْهُ شَىْءٌ قَطُّ فَيَنْتَقِمَ مِنْ صَاحِبِهِ؛ إِلاَّ أَنْ يُنْتَهَكَ شَىْءٌ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
فلو كانت رضي الله عنها فهمت من اللهدة في صدرها أنها ضرب على سبيل التأديب أو المعاقبة أو الإهانة (كما يحاول المرجفون تصويره) لما ذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضرب بيده امرأة ولا خادما قط . والله أعلم . نهاية اقتباس الأخت حلم..إيمان..عمل..نهضة;1051253521
و أريد أن أضيف أنه يؤكد ما قلته أن هذا من باب المداعبة بين الزوجين ، فلو كان الغرض التأديب ، و الغضب لقال لها صلى الله عليه و سلم عندما فعل بها هذا ، كيف تجرأت الخروج بدون علمي، و التجسس علي ،و الخروج في هذه الساعة المتأخرة، و تذهبي لذلك المكان الموحش {المقابر}؟!!!!!
و لكن النبي الرحيم صلى الله عليه و سلم كل ما شغله و ضايقه هو أنها ظلت طوال تلك الفترة يحمل صدرها الصغير احساس بالظلم و القهر و القلق و الحزن ظنا منها أن الله و رسوله سيحيف عليها!!!!!
إن المرأة إذا شعرت كيف أن زوجها ما يغضبه هو حزنها و ليس غضبا لنفسه ،؛ فإنها تسارع لطاعته و استرضائه و تحبه حتى يتخلل حبه كل ذرة في كيانها ، فالذي يفهم المرأة حقا هو من يجعلها تسارع لرضاه و طاعته ؛ لأنها تحبه و تشعر أنها نفسه ، و أنه لا يأمرها بشئ أو ينهاها عن شئ إلا خوفا عليها و من أجلها .
أين الذكور ليتعلموا من رسول من خلق المرأة كيف يكونوا رجال بحق ، و كيف يتعاملوا مع المرأة ؟!!!!
قال صلى الله عليه و سلم { لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد ، ثم يجامعها آخر اليوم } ورد هذا الحديث في صحيح البخاري تحت باب ما يكره من ضرب النساء.
ليفهم كل من الرجل و المرأة هذا الحديث لابد أن نفهم ثلاث نقاط :-
1-قد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح { نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها فرب مبلغ أوعى من سامع» رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح } .
2-لا يجلد أحدكم امرأته جلد العبد : و هل يجوز جلد العبد في الإسلام أصلا ؟!! حتى نجيز لك بناءا عليه ضرب امرأتك التي هي نفسك ، و كرامتها من كرامتك – أنظر كيف عبر عنها رسول الله بلفظ امرأة تكريما له أنها انسانة مثلك أمة لله وحده ، ثمَّ نسبها لك بالهاء ليجعل كل ما ينسب لها من إهانة تنسب لك ، و ما تراه يصلح في تقويمها ، هو نفس ما يصلح أن يستخدمه الحاكم في تقويمك إذا اعوججت ، لأنها نفسك ، و كما يقال { العبد تقرعه العصا ، و الحر تكفيه الإشارة } و أنت و زوجتك أحرار، و حرية زوجتك و احترامها لنفسها هو ما يعينها على عدم الوقوع في الفاحشة ، أما إذا أذللتها و نزعت منها الإحساس بحريتها فإنك بذلك تضعف عفتها ، لحظة !! هذ ليس كلامي بل هو إقرار أقره صاحب الخلق العظيم لهند بنت عتبة عند بيعته النساء في الحديث الصحيح ، عندما سألته مستنكرة " أوتزني الحرة ؟!!"
إن المرأة التي تتحمل الآلام المبرحة في الولادة ، و التي لا يحتملها الرجل ، ثم تعود و تنجب مرة و مرات!!َ ، هل تظن أن الألم، و تلك الوسيلة التي لا تستخدم سوى مع الحيوانات هي التي ستردعها عن الخطأ و تجعلها لاتعود له؟!! أم أنه دعتك قدرتك على ظلم الناس ، و نسيت قدرة الله عليك؟!! و نسيت قوله صلى الله عليه و سلم {المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده } ، و الآن فلننظر إلى ( باب صحبة المماليك و كفارة من لطم عبده في صحيح مسلم ) أ-عن أبي مسعود الأنصاري أنه كان يضرب غلاما له بالسوط : فسمعت صوتا من خلفي " اعلم أبا مسعود ، الله أقدر عليك منك عليه" فالتفت فإذا هو رسول الله صلى الله عليه و سلم فقلت : يا رسول الله هو حر لوجه الله ، فقال صلى الله عليه و سلم "أما لو لم تفعل ، للفحتك النار، أو لمستك النار"
ب-عن ابن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول:" من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته عتقه" و قد كان لبني مقرن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم خادم واحدة فقط، فلطمها أحدهم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال:"اعتقوها" قالو:ليس لهم خادم غيرها، قال:"فليستخدموها،فإذا استغنوا عنها فليخلو سبيلها".
ج-عن أنس بن مالك رضي الله عنهقال:خدمت النبي صلى الله عليه و سلم 10 سنين، فما قال لي أف قط، و لا قال لشئ قط صنعته لم صنعته؟، و لا لشئ تركت لم تركته صلى الله عليه وسلم رواه مسلم
فهل يعقل أن زوجة الرجل أقل منزلة من جاريته و من خادمه؟!!!!
3- فما سر قوله صلى الله عليه وسلم" ثمَّ يجامعا آخر اليوم" و الله أعلم ،
لقد قرأت مقالة بعنوان (الشجار قبل الجنس) للدكتورة فوزية الدريع بمجلة زهرة الخليج _العدد 1529 السبت 12/7/2008 صفحة 102_103 ، و قد قالته فيه بإختصار "تقول فيه أن هناك مسمى معروف عند علماء الزواج و علماء الجنس تحت مسميات عديدة منها " أعراض القط و الفأر"أو أعراض " القط و الكلب"، أو "توم و جيري" ، و تقول أن 1- هرمونات العنف هي نفس هرمونات الجنس (التيستوستيرون عند الرجل، و الإستروجين عند المرأة ، و الأدرينالين عند الإثنين).ب- كذلك منطقة مقدمة الدماغ هي منطقة العنف و الجنس معا. ج-تدفق الدورة الدموية ،و الطاقة التي تطرد الكسل تدفع هذه الحالة للعنف و الجنس . د- ملامح الرجل عند العنف و الجنس واحدة. ه-برمجة المخ القديمة حرب الذكور على الإناث من أجل التكاثر ، و تطور الإنسان .ه-علاقة الرجل بأمه عندما كانت تضربه ثمَّ تتأثر أنها آلمتك فتحضنك ] و قد سبق أن نبهنا الرسول صلى الله عليه وسلم لوسيلة لتحويل حاجة العنف لقوة مداعبة بين الزوجين ، لتفريغ الشحنة بشكل إيجابي ، و جعله حالة من خفة الدم و المرح و المداعبة .
قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه { هلا جارية تداعبها و تداعبك } و الجارية إسم فاعل لفعل ثلاثي و هو جرى ، يا ترى هل فهم معنى الحديث الآن ؟!!