الحياة مع الله ’’’ - الصفحة 6 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مقاطع مرئية وصوتية المقاطع الدينية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 09-09-2013, 08:07 AM
  #51
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im39.***********/VSYCI.jpg[/img]


الحليم
وهو اسم تكرر وروده في القرآن الكريم في عدة مواضع ،قال الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً } ،وقال تعالى :{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً }.

ومعناه:أي:

الذي لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم ومعاصيهم ،يرى عباده وهم يكفرون به ويعصونه ،وهو يحلم عليهم فيؤخر وينظر ويؤجل ولا يعجل،ويوالي النعم عليهم مع معاصيهم وكثرة ذنوبهم وزلاتهم ،فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم ،ويمهلهم كي يتوبوا ،ولا يعاجلهم بالعقوبة كي يُنيبوا ويرجعوا.
وقد أخبر سبحانه عن حلمه بأهل المعاصي والذنوب وأنواع الظلم وأنه لو كان يؤاخذهم بذنوبهم أولًا بأول لما أبقى على ظهر الأرض من دابة ،كما قال سبحانه :{ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ }،وقال تعالى :{ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً}.
فمع ما يكون منهم من شرك به سبحانه ووقوع في مساخطه ،واجتهاد في مخالفته ومحاربة دينه ،ومعاداة لأوليائه يحلم عليهم ، ويسوق إليهم أنواع الطيّبات ،ويرزقهم ويعافيهم ،كما في (الصحيحين ) من حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (ليس أحدٌ أو ليس شيءٌ أصبر على أذى سمعه من الله ،إنّهم ليدّعون له ولدا ،وإنه ليعافيهم ويرزقهم )
ومن حلمه سبحانه بأصحاب الأخدود قوله تعالى :{ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ }.

قال الحسن البصري –رحمه الله -: (انظروا إلى هذا الكرم والجود ،قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة ).
رد مع اقتباس
قديم 10-09-2013, 07:41 AM
  #52
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im37.***********/nIOgn.jpg[/img]


الحق المبين
أما اسمه تبارك وتعالى (الحق) فقد ورد في القرآن الكريم في عشرة مواضع ،منها قوله تعالى :{ فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} [يونس : 32]، وقال تعالى :{ فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ }[المؤمنون : 116].
وأما اسمه المبين فقد ورد في موضع واحد مقرونا بالحق ،قال تعالى :{ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ }[النور : 25] .

ومعناه :هو البيّن أمره في الوحدانية ،وأنه لا شريك له .
ومعنى( الحق) :أي الذي لا شك فيه ولا ريب ،لا في ذاته ،ولا في أسمائه وصفاته ،ولا في ألوهيته ، فهو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ،فهو تبارك وتعالى حق ،وأسماؤه وصفاته حق ،وأفعاله وأقواله حق، ودينه وشرعه حق، وأخباره كلها حق ،ووعده حق ، ولقاؤه حق.


وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستفتح صلاته من الليل بالإقرار من هذه المعاني ،كما في حديث ابن عباس –رضي الله عنهما –قال : (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال : اللهم لك الحمد أنت قيّم السماوات والأرض ومن فيهنّ،ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهنّ ،ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض ،ولك الحمد أنت الحق، ووعدك الحق ،ولقاؤك حق،وقولك حق ،والجنة حق ،والنار حق ،والنبيون حق ،ومحمد صلى الله عليه وسلم حق،والساعة حق ،اللهم لك أسلمت ،وبك آمنت ،وعليك توكلت ،و إليك أنبت،وبك خاصمت ،وإليك حاكمت ،فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ،وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت ).متفق عليه .

وقد نوّع تبارك وتعالى في كتابه الدلائل والبراهين والحجج والبينات على أنه الإله الحق لا شريك له ،وأن ألوهية من سواه باطل وضلال ،وزيغ وانحلال { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} [الحج : 62].
رد مع اقتباس
قديم 10-09-2013, 07:44 AM
  #53
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im38.***********/aPIuF.jpg[/img]


القدير ،القادر،المقتدر
وجميع هذه الأسماء وردت في القرآن ،وأكثرها ورودًا (القدير)ثم (القادر) ثم (المقتدر)،قال تعالى :{ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } ،وقال تعالى :{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ }،وقال تعالى :{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً }.
وجميعها دل على ثبوت القدرة صفة لله ،و أنه سبحانه كامل القدرة ،فبقدرته أوجد الموجودات ،وبقدرته دبرها،وبقدرته سواها وأحكمها ،وبقدرته يحيي ويُميت ،ويبعث العباد للجزاء، ويجازي المحسن بإحسانه ،والمسيء بإساءته ،الذي إذا أراد شيئًا قال له :كن ؛فيكون ،وبقدرته يقلب القلوب ويصرفها على ما يشاء ويريد،ويهدي من يشاء ،ويضل من يشاء،ويجعل المؤمن مؤمنا ،والكافر كافرا ،والبرّ برّا ،والفاجر فاجرا .
ومن أصول الإيمان العظيمة الإيمان بالقدر،قال تعالى :{ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}،وقال تعالى :{ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً }.
ومن لا يؤمن بالقدر لا يؤمن بالله عز و جل ،قال الإمام أحمد-رحمه الله -: (القدر قدرة الله )،فإنكار القدر إنكار لقدرة الله عز و جل ،وجحد صفاته سبحانه أو شيء منها يتنافى مع الإيمان به سبحانه وتوحيده.


قال ابن عباس –رضي الله عنهما -: ( القدر نظام التوحيد،فمن وحّد الله عز وجل وآمن بالقدر فهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها ،ومن وحّد الله عز و جل وكذّب القدر نقض التوحيد).

هذا ،وإن للإيمان بقدرة الله عز و جل التي دلّ عليها أسماؤه (القدير،القادر،المقتدر) آثارا عظيمة ،وثمار مباركة ، تعود على العبد في دنياه و أخراه ،كيف لا والإيمان به قطب رحا التوحيد ونظامه ، ومبدأ الإيمان وتمامه ،و أصل الدين وقوامه ،فهو أحد أركان الإيمان ،وقاعدة أساس الإحسان .
رد مع اقتباس
قديم 11-09-2013, 06:30 PM
  #54
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im31.***********/HJJ2I.jpg[/img]

الودود
وقد ورد في القرآن مرتين :
الأولى :في قوله تعالى :{ وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ }.
والثانية : في قوله تعالى :{ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ *وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ }.

ومعناه :أي الذي يحب أنبياءه و ورسله وأتباعهم،ويحبونه ،فهو أحب إليهم من كل شيء،قد امتلأت قلوبهم محبة له .
قال الشيخ عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله- في تقرير عظيم له في بيان معنى هذا الاسم ودلالاته :

((الودود : أي :المتودد إلى خلقه بنعوته الجميلة ،وآلائه الواسعة ،وألطافه الخفية ،ونعمه الخفية والجلية ،فهو الودود بمعنى الوادّ،وبمعنى المودود،يحب أولياءه و أصفياءه ويحبونه ، فهو الذي أحبهم وجعل في قلوبهم المحبة ،فلما أحبوه أحبهم حبًّا آخر جزاء لهم على حبهم .

فالفضل كله راجع إليه ،فهو الذي وضع كل سبب يتوددهم به ،ويجلب ويجذب قلوبهم إلى وده ،تودد إليهم بذكر ما له من النعوت الواسعة العظيمة الجميلة الجاذبة للقلوب السليمة والأفئدة المستقيمة ،فإن القلوب والأرواح الصحيحة مجبولة على محبة الكمال ))اهـ.
وإذا عرف العبد بأن ربه سبحانه ودود يحب أولياءه ويحب من أطاعه ،يحب المؤمنين المتقين ،ويحب الصابرين المتوكلين ،ويحب التوابين المتطهرين ،ويحب الصادقين المحسنين ،ويحب جميع الطائعين ،ولا يحب الظالمين الكافرين ،ولا يحب الخائنين المسرفين ،ولا يحب المختالين المستكبرين ، فإنه يجب عليه أن يطيع أمره ،ويفعل ما يحبه ويرضاه من سديد الأقوال وصالح الأعمال ،وأن يتقرب إليه سبحانه بامتثال أمره ،واجتناب نهيه ،وحب ما يحبه من الأقوال والأعمال ، وحب كلامه سبحانه ،وحب رسوله صلى الله عليه وسلم وسنته ،والاجتهاد في متابعته ،فبذلك تُنال محبة الله ،قال تعالى :{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،وفي الدعاء المأثور عن النبي صل الله عليه وسلم : (أسألك حبك ،وحب من يحبك ،وحب عمل يقربني إلى حبك ) رواه الإمام أحمد والترمذي.
رد مع اقتباس
قديم 11-09-2013, 06:38 PM
  #55
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im33.***********/oC1tZ.jpg[/img]

البّر
وقد ورد في القرآن الكريم في موضع واحد ،وهو قوله تعالى :{ إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ} [الطور : 28]،ومعناه :

أي :الذي شمل الكائنات بأسرها ببره ومنِّه وعطائه ،فهو مولي النعم ،واسع العطاء ،دائم الإحسان ،لم يزل ولا يزال بالبر والعطاء موصوفا ،وبالمنِّ والإحسان معروفا ،تفضل على العباد بالنعم السابغة ،والعطايا المتتابعة ،والآلاء المتنوعة ،ليس لجوده وبره وكرمه مقدار ،فهو سبحانه ذو الكرم الواسع والنوال المتتابع ،والعطاء المدرار.

ومما ينبغي أن يعلم هنا أن البر سبحانه يحب أهل البر،فيقرب قلوبهم منه بحسب ما قاموا به من البر ،ويحب أعمال البر ،فيجازي عليها بالهدى والفلاح والرفعة في الدنيا والآخرة ،والبر أصله التوسع في فعل الخيرات ، وأجمع الآيات لخصاله قوله تعالى :{ لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ }[البقرة : 177].
وقال الله تعالى :{ لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [آل عمران : 92]

،قال قتادة –رحمه الله -: (( لن تنالوا بر ربكم حتى تنفقوا مما يعجبكم ومما تهوون من أموالكم )) رواه ابن جرير الطبري في تفسيره.
ألهمنا الله جميعًا رشد أنفسنا ،ورزقنا من فضله وبره وجوده مالا نحتسب إنه سميع مجيب.
رد مع اقتباس
قديم 13-09-2013, 02:49 AM
  #56
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’


[img]http://im34.***********/Tsg3p.jpg[/img]



الحسيب ،الكافي
قال الله تعالى :{ْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيباً }،وقال الله تعالى :{ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر : 36].
والحسيب :هو الكافي الذي كفى عباده جميع ما أهمهم من أمور دينهم ودنياهم ،الميسِّر لهم كل ما يحتاجونه ،الدافع عنهم كل ما يكرهونه .

ومن معاني الحسيب أنه الحفيظ على عباده كل ما عملوه ،أحصاه الله ونسوه ،وعلم تعالى ذلك ،وميّز الله صالح العمل من فاسده ،وحسنه من قبيحه ،وعلم ما يستحقون من الجزاء ومقدار ما لهم من الثواب والعقاب .

و (الكافي ):
الذي كفاية الخلق كل ما أهمهم بيده سبحانه ،وكفايته لهم عامة وخاصة :
أما العامة :فقد كفى تعالى جميع المخلوقات وقام بإيجادها وإمدادها وإعدادها لكل ما خُلِّقت له ،وهيَّأ للعباد من جميع الأسباب ما يغنيهم ويقنيهم ويطعمهم ويسقيهم .
وأما كفايته الخاصة :فكفايته للمتوكلين ،وقيامه بإصلاح أحوال عباده المتقين { وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ } أي:كافيه كل أموره الدينية والدنيوية ،وإذا توكل العبد على ربه حق التوكل بأن اعتمد بقلبه على ربه اعتمادًا قويًّا كاملا في تحصيل مصالحه ودفع مضاره وقويت ثقته وحسُن ظنه بربه ؛حصلت له الكفاية التامة ،وأتم الله له أحواله وسدده في أقواله وأفعاله ،وكفاه همه وكشف غمه .
قال بعض السلف :جعل الله تعالى لكل عمل جزاء من جنسه ،وجعل جزاء التوكل عليه نفس كفايته لعبده ، فقال :{ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}،ولم يقل نؤته كذا وكذا من الأجر ،كما قال في الأعمال ،بل جعل نفسه سبحانه كافي عبده المتوكل عليه وحسبه و واقيه ،فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السماوات والأرض ومن فيهنّ لجعل الله له مخرجا من ذلك وكفاه ونصره
.
وربط الكفاية بالتوكل من ربط الأسباب بمسبباتها ،فالله عز و جل كافي من يثق به ويحسن التوكل عليه ويحقق الالتجاء إليه في نوائبه ومهماته ،وكلما كان العبد حسن الظن بالله عظيم الرجاء فيما عنده صادق التوكل عليه فإن الله لا يخيب أمله فيه البتة .
رد مع اقتباس
قديم 13-09-2013, 02:54 AM
  #57
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im41.***********/LPp3L.png[/img]


الكفيل ، الوكيل
قال الله تعالى :{ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً } ،وقال تعالى :{ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ }[آل عمران : 173].
و (الكفيل )معناه :القائم بأمور الخلائق ،المتكفل بأقواتهم وأرزاقهم .
هذا ؛ومن صدق مع الله بذلك ورضي به سبحانه كفيلا أعانه على الوفاء ويسّر له الأمر من حيث لا يحتسب .
و (الوكيل )معناه :الكافي الكفيل ،وهو عام وخاص:
أما العام: فيدل عليه قوله تعالى :{ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ }،وقوله تعالى :{ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } أي :المتكفل بجميع أرزاق المخلوقات وأقواتها ،القائم بتدبير شؤون الكائنات وتصريف أمورها .
والخاص:يدل عليه قوله تعالى :{ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً }،وقوله :{ وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ } أي:نعم الكافي لمن التجأ إليه والحافظ لمن اعتصم به ،وخاص بعباده المؤمنين به المتوكلين عليه .
والتوكل على الله وحده هو الأصل لجميع مقامات الدين ،ومنزلته منها كمنزلة الجسد من الرأس،فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن، فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته وأعماله إلا على ساق التوكل .
رد مع اقتباس
قديم 14-09-2013, 03:36 AM
  #58
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im34.***********/w4Uhi.jpg[/img]


الغالب _النصير
وقد ورد اسم الله (الغالب) في موضع واحد من القرآن ،وهو قول الله تعالى:{ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }،و ورد اسمه (النصير) في أربع مواضع وهي:قوله تعالى :{فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } ،وقوله تعالى :{ وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً }، وقوله:{ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ }،وقوله:{ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً }.
و (الغالب) معناه:الذي يفعل ما يشاء ،لا يغلبه شيء،ولا يرد حكمه رادّ،ولا يملك أحد رد ما قضاه أو منع ما أمضاه.
قال القرطبي-رحمه الله-: ( فيجب على كل مكلف أن يعلم أن الله سبحانه وتعالى هو الغالب على الإطلاق،فمن تمسّك به فهو الغالب ،ولو أن جميع من في الأرض طالب ،قال تعالى :{ كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } ومن أعرض عن الله تعالى وتمسك بغيره كان مغلوبا وفي حبائل الشيطان مقلوبا ).
و(النصير) معناه : الذي تولى نصر عباده ،وتكفل بتأييد أوليائه والدفاع عنهم ،والنصر لا يكون إلا منه ،ولا يتحقق إلا بمنه ،فالمنصور من نصره الله ،إذ لا ناصر للعباد سواه ،ولا حافظ لهم إلا هو ،قال تعالى :{ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} ،وقال تعالى :{ إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ } .
وقد ذكر الله سبحانه في مواضع عديدة من القرآن الكريم منته على أنبيائه وأوليائه بالنصر والتأييد، قال تعالى :{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } وهو خطاب للمؤمنين الذين قاموا بحقائق الإيمان الظاهرة والباطنة بأنهم هم المنصورون ،وأن العاقبة الحميدة لهم في الدنيا والآخرة .
ولهذا فإن المؤمنين ما لم يجاهدوا أنفسهم على تحقيق الإيمان والإتيان بمقومات النصر على الأعداء لا يتحقق لهم نصر،بل يتسلط عليهم أعداؤهم بسبب ذنوبهم وتقصيرهم .
ولا بد أيضا من حسن الالتجاء إلى من بيده النصر والله عز و جل حافظ من لجأ إليه ،وكاف من اعتصم به ،فنعم المولى ونعم النصير .
رد مع اقتباس
قديم 14-09-2013, 03:40 AM
  #59
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im41.***********/k5Bpa.jpg[/img]


العزيز
ورد اسم ( العزيز ) في القرآن الكريم ما يقرب من مائة مرة .
ومعنى (العزيز) أي:الذي له جميع معاني العزة ،كما قال سبحانه :{ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً } أي:الذي له العزة بجميع معانيها ،وهي ترجع إلى ثلاثة معانٍ كلها ثابتة لله عز وجل على التمام والكمال.
المعنى الأول :عزة القوة ،وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوة المخلوقات و إن عظمت، قال الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ }[الذاريات : 58]
المعنى الثاني :عزة الامتناع ، فإنه الغني بذاته فلا يحتاج إلى أحد ،لا يبلغ العباد ضره فيضرونه ،ولا نفعه فينفعونه ،بل هو الضار النافع المعطي المانع،منزه سبحانه عن مغالبة أحد،وعن أن يقدر عليه ،وعن جميع مالا يليق بعظمته وجلاله من العيوب والنقائص ،وعن كل ما ينافي كماله،وعن اتخاذ الأنداد والشركاء ،قال الله تعالى :{ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ *وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ *وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
المعنى الثالث :عزة القهر والغلبة لجميع الكائنات ،فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته ،ونواصي جميع المخلوقات بيده، لا يتحرك منها متحرك،ولا يتصرف متصرف إلا بحوله وقوته و إذنه ،فما شاء الله كان ،وما لم يشأ لم يكن ،ولا حول ولا قوة إلا بالله .
رد مع اقتباس
قديم 15-09-2013, 11:55 AM
  #60
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im32.***********/mKEHM.jpg[/img]


الجبار
وقد ذكر هذا الاسم مرة واحدة في القرآن الكريم مقرونًا باسم الله العزيز في قوله تعالى :{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [الحشر : 23]
والجبار له ثلاثة معانٍ:
الأول :بمعنى القهار ،فهو سبحانه القاهر لكل شيء ،الذي دان له كل شيء ،وخضع له كل شيء ،فالعالم العلوي والسفلي بما فيهما من المخلوقات العظيمة كلها قد خضعت في حركتها وسكناتها ،وما تأتي وما تذر لمليكها و مدبرها ، فليس لها من الأمر شيء ، ولا من الحكم شيء ، بل الأمر كله لله ،والحكم القدري والشرعي والجزائي كله له ،لا حاكم إلا هو ،ولا رب غيره ،ولا إله سواه.
الثاني :يرجع إلى لطف الرحمة والرأفة ،فهو الذي يجبر الكسير ،ويغني الفقير ،وييسر العسير ،ويجبر المريض والمصاب بتوفيقه للصبر وتيسير المعافاة له ،مع تعويضه على مصابه أعظم الأجر،ويجبر جبرًا خاصا قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله ، وقلوب المحبين له الخاضعين لكماله،الراجين لفضله ونواله ،بما يفيضه على قلوبهم من المحبة وأنواع المعارف والتوفيق الإلهي، والهداية والرشاد، وقول الداعي (اللهم اجبرني)يراد به هذا الجبر الذي حقيقته إصلاح العبد ودفع جميع المكاره والشرور عنه ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين : ( اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني واهدني وارزقني) رواه الترمذي ،وابن ماجه .
الثالث :من معاني الجبار :أي: العلي على كل شيء ،الذي له جميع معاني العلو :علو الذات ،وعلو القدر ،وعلو القهر.
والجبروت لله وحده ،ومن تجبّر من الخلق باء بسخط من الله ، واستحق وعيده ،وقد توعد جل وعلا من كان كذلك بالنكال الشديد ،والطبع على القلوب ودخول النار يوم القيامة ،قال الله تعالى :{ ......كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ} [غافر : 35]
وروى أحمد والترمذي عن أبي هريرة –رضي الله عنه –قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصر بهما ،و أذنان يسمع بهما ، ولسان ينطق به، فيقول :إني وكلّت بثلاثة :بكل جبار عنيد،وبكل من ادعى مع الله إلهًا آخر،والمصورين ).
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:49 PM.


images