الحياة مع الله ’’’ - الصفحة 8 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مقاطع مرئية وصوتية المقاطع الدينية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 21-09-2013, 02:26 AM
  #71
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im39.***********/Fa7fx.jpg[/img]

المقدِّم ،المؤخِّر
وقد ورد هذان الاسمان في بعض الأحاديث الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم منها أنه كان يدعو بهذا الدعاء : (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي،وإسرافي في أمري ،وما أنت اعلم به مني ، اللهم اغفر لي جدي وهزلي ، وخطأي وعمدي، وكل ذلك عندي،اللهم اغفر لي ما قدَّمت و ما أخَّرت ، وما أسررت وما أعلنت ،وما أنت أعلم به مني،أنت المقدِّم و أنت المؤخِّر،وأنت على كل شيء قدير ). متفق عليه

وهذان الاسمان من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقرونًا بالآخر،فإن الكمال باجتماعهما، والتقديم والتأخير وصفان لله عز و جل دالان على كمال قدرته ونفوذ مشيئته ،وكمال حكمته ،وهما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله والله متصف بهما ،ومن صفات الأفعال ؛ لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها و أفعالها و أوصافها .
وهذا التقديم والتّأخير يكون كونيًا كتقديم بعض المخلوقات على بعض وتأخير بعضها عن بعض، وكتقديم الأسباب على مسبباتها ،والشروط على مشروطاتها ،إلى غير ذلك من أنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير ، ويكون شرعيًّا كما فضّل الأنبياء على الخلق وفضّل بعضهم على بعض ،وفضّل بعض عباده على بعض ،و قدّمهم في العلم والإيمان والعمل والأخلاق وسائر الأوصاف .
و أخَّر من أخَّر منهم بشيء من ذلك ، وكل هذا تبع لحكمته سبحانه ،يقدِّم من يشاء من خلقه إلى رحمته بتوفيقه وفضله ، ويؤخر من يشاء عن ذلك بعدله .

وقد ورد هذان الاسمان في سياق طلب الغفران للذنوب جميعها المتقدّم والمتأخّر ،والسّر والعلانية ،والخطأ والعمد ،وفي هذا أن الذنوب توبق العبد وتؤخّره ،وصفح الله عن عبده وغفرانه له يقدِّمه ويرفعه ، والأمر كله لله وبيده يخفض ويرفع ،ويعزّ ويذل،ويعطي ويمنع ،من كتب الله له عزًّا ورفعة وتقدمًا لم يستطع أحد حرمانه من ذلك،ومن كتب الله له ذلاً وخفضا وتأخرًا لم يستطع أحد عونه للخلاص من ذلك .

ومن ثمار الإيمان بهذا الاسم الحرص على تقديم ما قدّم الله وتأخير ما أخّر (( والنبي صلى الله عليه وسلم كان شديد التحري لتقديم ما قدّمه الله والبداءة بما بدأ الله به ،فلهذا بدأ بالصفا في السعي ،وقال : (نبدأ بما بدأ الله به )،و بدأ بالوجه ثم اليدين ثم الرأس في الوضوء ،ولم يخلّ بذلك مرة واحدة )) .
وهكذا في جميع أمور الدِّين،والواجب كذلك تقديم من قدّمه الله وتأخير من أخّره ،ومحبة من أحبه الله وبغض من أبغض،فإن هذا أوثق عرى الإيمان .

رد مع اقتباس
قديم 21-09-2013, 02:31 AM
  #72
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im35.***********/JoPiU.jpg[/img]

الطيّب
ورد هذا الاسم في حديث أبي هريرة –رضي الله عنه – قال :قال رسول الله صلى الله عله وسلم : ( يا أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا ،وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }[المؤمنون : 51] ،وقال :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ }،ثم ذكر الرجل يطيل السفر ،أشعت أغبر ،يمد يديه إلى السماء:يا رب يا رب ،ومطعمه حرام ،ومشربه حرام ،وملبسه حرام ،وغُذِّي بالحرام ،فأنّى يُستجاب لذلك ) رواه مسلم .


والمعنى :أنه تعالى مقدّس ومنزّه عن النقائص والعيوب كلها ؛لأن أصل الطيب الطهارة والسلامة من الخبث ،والله جل وعلا لم يزل ولا يزال كاملا بذاته وصفاته ،و أفعاله و أقواله صادرة عن كماله ،كمل سبحانه ففعل الفعل اللائق بكماله ،ومن هنا فأسماء الله الحسنى وصفاته العلا دالة على ما يفعله ويقوله ،فإنه سبحانه يفعل ويقول ما هو موجب كماله وعظمته ولا يفعل ولا يقول ما يناقض ذلك . فهو طيب ،وأفعاله طيبة ،وصفاته أطيب شيء ،و أسماؤه أطيب الأسماء ،واسمه الطيب لا يصدر عنه إلا طيب ،ولا يصعد إليه إلا طيب ،ولا يقرب منه إلا طيب ،فكلمه طيب ،وإليه يصعد الكلم الطيب ،وفعله طيب ،والعمل الطيب يعرج إليه ،فالطيّبات كلها له ،ومضافة إليه ،صادرة عنه ،ومنتهية إليه .


وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث : (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا )يدل على أن الله سبحانه لا يقبل من الأعمال والأقوال إلا ما كان موصوفا بالطيب ،وهو عام في جميع الأقوال و الأعمال ،فلا يعمل المرء المؤمن إلا صالحا ،ولا يقول إلا طيبا ، ولا يكتسب إلا طيبا ، ولا ينفق إلا من الطيب ،فإن الطيب تُوصف به الأعمال و الأقوال و الاعتقادات ،فكل هذه تنقسم إلى طيب وخبيث ،كما قال تعالى : {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ ......} [المائدة : 100] ،

والدين الحنيف كله دين طيب في عقائده وأحكامه وآدابه ، فعقائده التي ترجع إلى الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره هي العقائد الصحيحة التي تطمئن لها القلوب ،وتطيب بها النفوس ،وتوصل معتقدها والمتمسك بها إلى أجلّ غاية وأفضل مطلوب ، و أحكامه وآدابه أطيب الأحكام و أطيب الآداب، بها صلاح الدين والدنيا والآخرة ،وبفواتها يفوت الصلاح كله .
ولما طاب المؤمن في هذه الدار في عقائده و أعماله و أقواله أكرمه الله في دار القرار بدخول دار الطيبين التي لا يدخلها إلا طيب ،قال سبحانه :{ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }،فعقّب دخولها على الطيب بحرف الفاء الذي يُؤذن بأنه سبب للدخول، أي :بسبب طيبكم قيل لكم :ادخلوها .
اللهم اجعلنا من عبادك الطيبين الذين يُقال لهم يوم القيامة : { ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ
}
رد مع اقتباس
قديم 23-09-2013, 09:52 AM
  #73
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im42.***********/mm3Xr.jpg[/img]



الشافي
وهو من الأسماء الثابتة في السنة النبوية ،فقد ثبت في (الصحيحين) عن عائشة –رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول : (اللهم رب الناس ، أذهب البأس، واشفهِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك ،شفاء لا يغادر سقمًا).

ومعنى الشافي :الذي منه الشفاء ،شفاء الصدور من الشبه والشكوك والحسد والحقد وغير ذلك من أمراض القلوب ،وشفاء الأبدان من الأسقام والآفات ،ولا يقدر على ذلك غيره ،فلا شفاء إلا شفاؤه ،ولا شافي إلا هو ،كما قال إبراهيم الخليل عليه السلام : {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } أي: هو وحده المتفرد بالشفاء لا شريك له ،ولذا وجب على كل مكلف أن يعتقد عقيدة جازمة أنه لا شافي إلا الله .

ولهذا فإن من أحسن الوسائل إلى الله جل وعلا في طلب الشفاء من الأسقام والأمراض التوسل إليه بتفرده وحده بالربوبية و أن الشفاء بيده وحده ، وأنه لا شفاء لأحد إلا بإذنه ، فالأمر أمره ،والخلق خلقه ،وكل شيء بتصريفه وتدبيره ،وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
هذا واعتقاد العبد و إيمانه بأن الشافي هو الله وحده ،و أن الشفاء بيده ليس مانعًا من بذل الأسباب النافعة بالتداوي وطلب العلاج وتناول الأدوية المفيدة ،فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عديدة في الأمر بالتداوي و ذكر أنواع من الأدوية النافعة المفيدة ، وأن ذلك لا ينافي التوكل على الله و اعتقاد أن الشفاء بيده .
فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله لم يُنزل داء إلا أنزل له شفاء،علمه من علمه وجهله من جهله ).


واسأل الله العظيم رب الناس مذهب البأس الشافي الذي لا شفاء إلا شفاؤه ،أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين .

رد مع اقتباس
قديم 23-09-2013, 09:55 AM
  #74
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im31.***********/OZkTn.jpg[/img]

القابض الباسط
وقد ورد هذان الاسمان في السنة النبوية ،ففي (السنن ) و (مسند الإمام أحمد)عن أنس بن مالك –رضي الله عنه – قال : (غلا السِّعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا :يا رسول الله ! لو سعَّرت ،فقال : (إن الله هو الخالق الباسط الرازق المسعِّر ،وإني لأرجو أن ألقى الله ولا يطلبني أحدٌ بمظلمة ظلمتها إياه في دم ولا مال ).
و(الباسط ) أي :الذي يبسط رزقه لمن شاء من عباده ،و(القابض ) أي :الذي يُضيّق أو يحرم من شاء منهم من رزقه ،لما يرى سبحانه في ذلك من المصلحة لهم ،قال تعالى :{ وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ....}

فالقبض:التضييق في الرزق ،والبسط :التوسعة فيه والإكثار منه ،وكل ذلكم بيد الله عز و جل ،فهو القابض الباسط ،الخافض الرافع ،المعطي المانع ، المعز المذل ،لا شريك له .
وقد ورد ذكر البسط والقبض مضافا إلى الله عز و جل في نصوص كثيرة من الكتاب والسنة ،قال تعالى :{ اللّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقَدِرُ وَفَرِحُواْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ مَتَاعٌ } وقال {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً }.
فدلت هذه النصوص ونظائرها أن القبض والبسط كله بيد الله تبارك وتعالى ،وبتصريفه و تدبيره سبحانه يبسط لمن يشاء في ماله أو عافيته أو عمره أو عمله أو حياته ،ويقبض وهو الحكيم الخبير.
اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك و رزقك .
رد مع اقتباس
قديم 24-09-2013, 04:24 AM
  #75
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im36.***********/Ws5y1.jpg[/img]


المنّان
وقد ثبت هذا الاسم في سنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، روى الإمام أحمد وغيره عن أنس بن مالك-رضي الله عنه- ،أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ،لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ،المنان بديع السماوات والأرض،ذو الجلال والإكرام ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم : (لقد سألت الله باسمه الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب ،وإذا سُئل به أعطى ).
والمنّان : هو كثير العطاء ،عظيم المواهب ،واسع الإحسان ،الذي يدرّ العطاء على عباده ،ويوالي النعماء عليهم تفضّلا منه و إكراما ،ولا منّان على الإطلاق إلا الله وحده ،الذي يبدأ بالنّوال قبل السؤال ، له المنّة على عباده ،ولا منَّة لأحد منهم عليه ،تعالى الله علوًا كبيرا ، وهو أمر مشهود للخليقة كلِّها بَرِّها وفاجرها من جزيل مواهبه ، وسعة عطاياه ،وكريم أياديه ،وجميل صنائعه ،و سعة رحمته ،وبّره ولطفه ،و إجابته لدعوات المضطرين ، وكشف كربات المكروبين ،و إغاثة الملهوفين ،ودفع المحن البلايا بعد انعقاد أسبابها ، وصرفها بعد وقوعها ، ولطفه تعالى في ذلك إلى مالا تبلغه الآمال.

ومن عظيم منِّه –سبحانه – هدايته خاصته وعباده إلى سبيل دار السلام ،ومدافعته عنهم أحسن الدفاع ،وحمايتهم من الوقوع في الآثام،وحبب إليهم الإيمان وزيّنه في قلوبهم ،وكره إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، وجعلهم من الراشدين ...إلى غير ذلك من أنواع نعمه و صنوف مننه ،القائل سبحانه :{وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}،والقائل جلّ شأنه :{ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللّهِ }.
ومن أراد مطالعة أصول المنن فليدم سرح النظر في رياض القرآن الكريم ،وليتأمل ما عدد الله فيه نعمه العظيمة وعطاياه الكريمة ومننه الجزيلة .
ومن عرف ربه سبحانه بهذا الاسم العظيم و أنه وحده سبحانه ولي المنِّ والعطاء ،صاحب الهبة والنعماء ؛ أوجب له ذلك أن يحمد ربه على نعمائه ،وأن يشكره على فضله وعطائه { قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ }.
فاللهم لك الحمد على ذلك حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ،اللهم لك الحمد حتى ترضى ،ولك الحمد ربنا إذا رضيت .
رد مع اقتباس
قديم 24-09-2013, 04:36 AM
  #76
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im41.***********/hV0S2.jpg[/img]

الحيي

وقد ورد ذكر الحياء في القرآن بصيغة الفعل مضافًا إلى الله عز و جل ،قال الله تعالى :{ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا }
وورد اسمًا في حديثين :
الأول :حديث يعلى بن أمية –رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يغتسل بالبزار بلا إزار،فصعد المنبر،فحمد الله وأثنى عليه ،ثم قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله عز وجل حييٌّ ستير يحب الحياء والستر ،فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) رواه أبو داود والنسائي.
الثاني:حديث سلمان الفارسي –رضي الله عنه – قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم ،يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا ) ،رواه أبو
داود وابن ماجه.
وفي هذا الاسم الكريم دلالة على ثبوت الحياء صفة لله عز وجل على ما يليق بجلاله وكماله ،وهو سبحانه في صفاته كلها لا يماثل أحدًا من خلقه ،ولا يماثله أحدًا من خلقه ،كما قال تعالى :{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ } ،وقال تعالى :{ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً } ،فحياؤه سبحانه وصف يليق به، ليس كحياء المخلوقين .
والقول في هذه الصفة كالقول في سائر صفات الرب سبحانه ،فكما أنا نثبت لله سبحانه علما لا كعلمنا ، وإرادة لا كإرادتنا فكذلك نثبت له حياء لا كحيائنا ؛ إذ كل ما أثبته سبحانه لنفسه وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم حق لا ريب فيه.
والله سبحانه حيي يحب الحياء و أهله ،وقد تكاثرت النصوص في الأمر بالحياء والحث عليه والترغيب فيه ،وعدّه من شعب الإيمان ،وبيان ثماره العظيمة و آثاره المباركة ،وأنه خير كله.
و أعظم الحياء وأوجبه الحياء من الله عز وجل ،فعن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( استحيوا من الله حق الحياء ،قال :قلنا :يا رسول الله ،إنا نستحي والحمد لله ،قال :ليس ذاك ،ولكن الإستحياء من الله حق الحياء أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ،وتذكر الموت والبلى ، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا ،فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء)) رواه أحمد والترمذي .
رزقنا الله الحياء منه ،و وفقنا لتحقيق خشيته في الغيب والشهادة والسر والعلانية .
رد مع اقتباس
قديم 25-09-2013, 12:59 PM
  #77
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im31.***********/HShYo.jpg[/img]

الرفيق
وهو من الأسماء الحسنى الثابتة في السنة ،روى البخاري في (صحيحه) عن عروة ،عن عائشة –رضي الله عنها – قالت : ((استأذن رهط من اليهود على النبي صلى الله عليه وسلم ،فقالوا :السام عليك ،فقلت :بل عليكم السام واللعنة ،فقال : (يا عائشة إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ،قلت : أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال :قلت :وعليكم )).
ففي الحديث التصريح بتسمية الله بالرفيق و وصفه بالرفق ،و أن له من هذا الوصف أعلاه و أكمله وما يليق بجلاله وكماله سبحانه .
والرفق :اللين والسهولة و التأني في الأمور والتمهل فيها ،وضده العنف والتشديد،فهو مأخوذ من الرفق الذي هو التأني في الأمور والتدرج فيها ،والله سبحانه رفيق في قدره و قضائه وأفعاله ،رفيق في أوامره و أحكامه و دينه وشرعه .

ومن رفقه سبحانه في أفعاله أنه سبحانه خلق المخلوقات كلها بالتدرج شيئًا فشيئا ،بحسب حكمته ورفقه ،مع أنه قادر على خلقها بدفعة واحدة بكلمة كن .
ومن رفق الله بعباده رفقه سبحانه بهم في أحكامه و أمره ونهيه ،فلا يكلف عباده ما لا يطيقون ،وجعل فعل الأوامر قدر الاستطاعة ، و أسقط عنهم كثير من الأعمال بمجرد المشقة رخصة لهم ورفقًا بهم و رحمة ،ولم يأخذ عباده بالتكاليف دفعة واحدة ،بل تدرّج بهم من حال إلى حال حتى تألف النفوس وتلين الطباع ويتم الانقياد .
ومن رفقه سبحانه إمهاله راكب الخطيئة ومقترف الذنب وعدم معاجلته بالعقوبة لينيب إلى ربه و ليتوب من ذنبه وليعود إلى رشده .

ومن رفقه سبحانه أن دينه كله رفق ويسر و رحمة ،و أمر عباده بالرفق ،و يعطيهم على الرفق ما لا يعطي على الشدة ، ولا يكون في شيء من الأمور إلا زانه ،ومن حرمه حرم الخير ،ولذا ينبغي على كل مسلم أن يكون رفيقا في أموره كلها ،و أحواله جميعها ،بعيدا عن العجلة والتسرع والتهور والاندفاع ، فإن العجلة من الشيطان ،ولا يبوء صاحبها إلا بالخيبة والخسران ،وكفى بالرفق نبلا وفضلا أنه حبيب للرحمن ،فهو سبحانه رفيق يحب الرفق .و واجبنا أن نتحلى بالرفق في شأننا كله ،والله وحده الموفِق لا شريك له
.
رد مع اقتباس
قديم 29-09-2013, 07:44 PM
  #78
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im32.***********/WaRrT.jpg[/img]

[CENTER]الستير
ورد هذا الاسم في حديث يعلى بن أمية –رضي الله عنه – المتقدم .
و روى ابن أبي حاتم في (تفسيره) ،والبيهقي في (السنن الكبرى ) ،عن عكرمة عن ابن عباس –رضي الله عنهما - :أن رجلين سألاه عن الاستئذان في الثلاث عورات التي أمر الله بها في القرآن ،فقال ابن عباس : (إن الله ستير يحب الستر ،كان الناس ليس لهم ستور على أبوابهم ولا حِجال في بيوتهم ،فربما فاجأ الرجل خادمه أو ولده أو يتيمه في حجره وهو على أهله ،فأمرهم الله أن يستأذنوا في تلك العورات التي سمّى الله ، ثم جاء الله بعد الستور فبسط الله عليهم الرزق فاتخذوا الستور واتخذوا الحِجال ،فرأى الناس أن ذلك قد كفاهم من الاستئذان الذي أمروا به ) صحح إسناده ابن كثير في (تفسيره).

والستير:أي:الساتر الذي يستر على عباده كثيرا ،ولا يفضحهم في المشاهد ،الذي يحب من عباده الستر على أنفسهم ما يفضحهم ويخزيهم و يشينهم ،وهذا فضل من الله ورحمة ، وحلم منه سبحانه وكرم ،فالعبد قد يُقارف شيئًا من المعاصي والآثام ،مع فقره الشديد إلى ربه سبحانه ،والربّ-سبحانه- مع كمال غناه عن الخلق كلهم وعن طاعتهم وعبادتهم – يكرم عبده ويستره ويستحيي من هتكه وفضيحته و إحلال العقوبة به ، ويقيض له من أسباب الستر ،ويوفقه للندم والتوبة ،ويعفو عنه ويغفر له ،وهذا من لطفه سبحانه بخلقه ورحمته بعبيده ،قال الله تعالى :{ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }

ولهذا فإنه سبحانه يكره من عبده إذا وقع في معصية أن يذيعها و يشهرها ، بل يدعوه إلى أن يتوب إلى الله منها بينه وبينه ،وستر الله مسبول عليه ،لا أن يظهرها لأحد من الناس ،ومن أبغض الناس إليه من بات عاصيًا والله يستره ،ثم يصبح يكشف ستر الله عليه .

ففي (الصحيحين ) عن أبي هريرة –رضي الله عنه – قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، و إن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا وقد ستره الله ،فيقول : يا فلان عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ،ويصبح يكشف ستر الله عنه ).
ومن هذا المعنى الستر على عباد الله وتجنب هتك أستارهم وتتبع عوراتهم ،ففي (الصحيحين )من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ).
اللهم استر عيوبنا وعوراتنا ، واغفر ذنوبنا وزلاتنا ،واختم بالصالحات أعمالنا و أعمارنا .
[/CENTER]
رد مع اقتباس
قديم 03-10-2013, 10:42 AM
  #79
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

[img]http://im35.***********/wiZCF.jpg[/img]


[COLOR="rgb(65, 105, 225)"]المعطي ،الجواد
فاسمه تبارك وتعالى (المعطي)ثابت في (صحيح البخاري) من حديث معاوية –رضي الله عنه – قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ،والله المعطي و أنا القاسم ،و لا تزال هذه الأمة ظاهرين على من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون ).
واسمه تبارك وتعالى (الجواد) جاء ذكره في الحديث القدسي حديث أبي ذر –رضي الله عنه – قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يقول الله تعالى : يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته .....) الحديث ،رواه الترمذي وابن ماجه وفي آخره : ( ذلك بأني جواد ماجد أفعل ما أريد ، عطائي كلام وعذابي كلام ،إنما أمري لشيء إذا أردته أن أقول له كن فيكون ).
والمعطي:المتفرد بالعطاء على الحقيقة ،لا مانع لما أعطى ،ولا معطي لما منع ، عطاؤه سبحانه كلام،و منعه كلام، إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، وكل ما بالعباد من نعمة فهي من منِّه و عطائه سبحانه ،وسع عطاؤه العباد كلهم ،مؤمنهم وكافرهم ،برَّهم وفاجرهم،هذا في الدنيا ،أما يوم القيامة فخص به أولياءه المؤمنين ،قال تعالى : {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ }
والجواد معناه :كثير العطاء ،الذي عمَّ بجوده جميع الكائنات ،و ملأها من فضله وكرمه ونعمه المتنوعة ، فلا يخلو مخلوق من إحسانه طرفة عين .
[COLOR="rgb(0, 191, 255)"]
قال ابن القيم –رحمه الله - :
[/COLOR]( وأنه سبحانه يحب من عباده أن يؤمِّلوه و يرجوه و يسألوه من فضله ؛ لأنه الملك الحق الجواد ، أجود من سُئل، و أوسع من أعطى ، و أحبُّ ما إلى الجواد أن يُرجى و يُؤمَّل و يُسأل ،و في الحديث : (من لم يسأل الله يغضب عليه).


والمرجو من الجواد الكريم سبحانه أن يَمُنَّ علينا جميعا بفعل الأسباب المؤدية إلى نيل جوده و كرمه ، و أن يُعيذنا من الأسباب الموصلة إلى سخطه و عقوبته وانتقامه ،فالجود جوده ، والمنُّ منُّه ،والأمر إليه من قبل ومن بعد لا شريك له .[/COLOR]
رد مع اقتباس
قديم 05-10-2013, 06:26 PM
  #80
*سر الحياة*
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jun 2013
المشاركات: 13,758
*سر الحياة* غير متصل  
رد : الحياة مع الله ’’’

السيد
وهو اسم مأثور في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وروى أبو داود بسند جيد،عن عبد الله بن الشخير-رضي الله عنه- قال : (انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فقلنا :أنت سيدنا، فقال : (السيد الله تبارك وتعالى )،قلنا :و أفضلنا فضلا ،وأعظمنا طولا ،فقال : (قولوا بقولكم أو بعض قولكم ،ولا يستجرينّكُم الشيطان ).
وجاء عن ابن عباس –رضي الله عنهما – أنه قال في قوله تعالى :{ اللَّهُ الصَّمَدُ} : ((إنه السيد الذي قد كمُل في سؤدده )).
ومراد النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : (( السيد الله )) أي: أن السؤدد حقيقة لله عز و جل ،فهو وحده تبارك وتعالى الذي تحق له السيادة ملكًا وخلقًا وتدبيرًا ،وذلًا وخضوعا وانكسارًا.
فهو سبحانه السيد الذي له التصرف والتدبير في هذا الكون لا ندّ له ،وهو سبحانه السيد الذي ينبغي أن تُصرف له وحده الطاعة والذل والخضوع لا شريك له ،فكما أنه سبحانه السيد المتصرف في الخلق لا ندّ له ،فكذلك يجب أن يكون السيد المعبود لا شريك له ،كما قال تعالى : { قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ } ،قال ابن عباس –رضي الله عنهما – في معنى قوله :{ أَبْغِي رَبّاً} :أي ((إلهًا سيّدا)).
وقوله { وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ} قال ابن جرير الطبري: ((أي: وهو سيّدُ كل شيء دونه ومدبره ومصلحه)).
وهذا أدل الدليل و أبين البرهان على بطلان الشرك واتخاذ الأنداد ،فمن اتخذ سيّدًا غير الله سواء من المقبورين أو الأحياء يعتقد فيه جلب النفع أو دفع الضر ،أو يعلق به حاجته ،أو يطلب منه كشف غمه وكربه ونحو ذلك فقد أشرك بالله العظيم ،وقد بُلِيَ أقوام بالاعتقاد في بعض المقبورين أضفوا عليهم هذا اللقب ،معتقدين فيهم ،ملتجئين إليهم ،خاضعين ذليلين ،ناكثين بذلك توحيدهم ،متلوثين بما يناقضه و يضاده.
و تأمَّل في الحديث المتقدِّم حماية المصطفى صلى الله عليه وسلم حمى التوحيد ،وصيانته لجنابه ،و سدَّه طرق الشرك ، فلما قالوا له : (أنت سيّدنا) قال : ((السيّد الله تبارك و تعالى )) ،ثم قال لهم : (( لا يستجرنّكم الشيطان ))، مع أنهم لم يقولوا إلا حقا .
فهو عليه الصلاة والسلام سيّد ولد آدم و أفضل عباد الله و إمام المتقين ،لكنه صلى الله عليه وسلم لما أكمل الله له مقام العبودية صار يكره أن يُقابل بالمدح صيانةً لهذا المقام ،و إرشادًا للأمة إلى ترك ذلك نصحًا لهم ، وحمايةً لمقام التوحيد عن أن يدخله ما يفسده أو يضعفه من الشرك و وسائله ، بانصراف القلب إلى نوع من التعلق بالمخلوقين والذّل لهم والانكسار الذي لا يحل ولا يجوز صرفه إلا لله الواحد القهار .
الوتر
وهو اسم ثابت في السنة ،ففي (الصحيحين ) عن أبي هريرة –رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ((لله تسعة وتسعون اسمًا ،مائة إلا واحدًا ،لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة ، وهو وتر يحب الوتر )).
و (الوتر ):هو الفرد الذي لا شريك له ولا نظير ،فهو اسم دال على وحدانية الله سبحانه ،و تفرده بصفات الكمال ،و نعوت الجلال ،و أنه ليس له شريك و لا مثيل في شيء منها ، والنصوص الكثيرة في القرآن الكريم في نفي الند والمثل والكفؤ والسميّ عن الله تدل على ذلك وتقرره أوضح تقرير.
والإيمان بأن الله وتر فيه نفي للشريك من كل وجه ، في الذات والصفات والأفعال ، و إقرار بتفرده سبحانه بالعظمة والكمال والمجد والكبرياء والجلال ، وكذلك فيه إقرار بتفرد الله بخلق الكائنات و إبداع البريات و إيجاد المخلوقات ،والتصرف فيها بما يشاء ،فلا ندَّ له،ولا شبيه،ولا نظير ،و لا مثيل.
وهذا الإقرار موجب أن يُفرد وحده بالذل والخضوع والحب والرجاء والتوكل والإنابة و سائر أنواع العبادة .
  1. قال أبو العباس القرطبي –رحمه الله - :
( والوتر يُراد به التوحيد ،فيكون المعنى :إنّ الله في ذاته و كماله و أفعاله واحد ،ويحب التوحيد ،أي:يُوحَّد و يُعتقد انفراده دون خلقه ،فيلتئم أول الحديث و آخره ،وظاهره وباطنه).
فأول الحديث إخبار بوحدانية الله و تفرده بالجلال والكمال ،والخلق والتصرف والتدبير، و آخره ترغيب في التوحيد و حضٌّ عليه ببيان حبه سبحانه لأهله القائمين به المحافظين عليه .
و قد بيّن الله في القرآن أن المتخذين شفعاء مشركون به، و أنهم لا يملكون لعابديهم شيئًا من الخير والنفع ،قال الله تعالى :{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللّهَ بِمَا لاَ يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلاَ فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ }
فمتخذ الشفيع مشرك لا تنفعه شفاعته ولا يشفع له ،ومتخذ الرب وحده إلهه و معبوده و محبوبه و مرجوه و مخوفه الذي يتقرب إليه وحده ،ويطلب رضاه، و يتباعد عن سخطه سبحانه مؤمن موحِّد،له العاقبة الحميدة والسعادة و الفلاح في الدنيا والآخرة .
وفقنا الله لتحقيق ذلك ،وجعلنا بمنه وكرمه من أهل جنات النعيم .

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:44 AM.


images