رد: أخي الحبيب الغالي ابو أسامة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
س 1 ما هو مصدر التشريع في الحلال والحرام لاني بكل صراحة وجدت الكثير من العلماء وخاصة عندنا في السعودية افتوا بتحريم مسألة خاصة بين زوجين من باب الاستقذار و ليس من منطلق علمي صادر من الكتاب والسنة.
ج1/ مصدر التشريع الكتاب والسنة والإجماع والقياس على الراجح من أقوال العلماء، وبقية تعليقك بشأن تحريم ما ليس حراما لا أوافقك عليه، فعلماؤنا في الغالب حريصون على اتباع السنة أشد الحرص، وربما جاءت من بعضهم هنات أو شذوذات، وهذا طبيعي، فقد جاء مثل ذلك عمن هو خير منهم من العلماء، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومسألة الاستقذار التي تذكرها لا أعرف ماذا تقصد بالضبط، لكن في الشريعة مسائل حرمت للسبب ذاته، فإن كانت مما يقاس عليه، فهو كذلك، وإن كان فيها ضرر فتحريمها من باب الضرر، وإن لم يكن فيها شيء من ذلك ولم يرد فيها نص، نظرنا في قول العالم، فإن لم يكن لديه ما يستند عليه، قلنا إن هذه المسألة تحتاج لدليل من الشيخ، ونحترم رأيه، ولا يلزمنا أن نأخذ به، لا سيما إذا علمنا أن غيره من العلماء قد خالفه.
س 2 الامام البخاري والامام مسلم رضي الله عنه هل كل ما نقلوه
عن الرسول صلى الله عليه وسلم صحيح مئه بالمئه ولا ننسى انهم بشر يصيبون ويخطئون
ج2/ الراجح في الصحيحين -البخاري ومسلم- أن جميع ما فيهما صحيح، وقد تلقتهما الأمة بالقبول، وقد اختلف في بعض الأحاديث القليلة فيهما من ناحية الصحة، ولا يمنع هذا أن يوجد فيهما ما هو منسوخ، أو العمل على خلافه، وهم وإن كانوا بشرا يصيبون ويخطئون، إلا أن ما نقلوه إنما نقلوه عن خير البشر، بالأسانيد التي تشددوا في شروطهم عليها، بل يقبل من الأحاديث ما دون شروطهم، هذا في المجمل العام.
س 3 انا وجدت في بعض الاحاديث المنقولة عن الرسول صلى الله عليه وسليم
امور غريبة من ضمنها مسألة رضاع الكبير .
ج43/ الراجح في مسألة رضاع الكبير والذي عليه جمهور العلماء والمذاهب الأربعة، أنها كانت مسألة خاصة بالحدث الذي وقعت فيه، فرضاع الكبير لا يُحَرّم، كما دلت عليه الآية (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) فتمام الرضاعة بتمام الحولين، والحديث (إنما الرضاعة من المجاعة) ويعني الحاجة لشرب الحليب وهذا لا يكاد يوجد في الكبير، وقد أبت سائر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن يُدخلن عليهن أحداً بتلك الرضاعة وقلن لعائشة والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وسلم لسالم خاصة فما هو داخل علينا أحد بهذه الرضاعة...
وحادثة سالم كانت معالجة لظرف كان موجوداً قبل الإسلام وهو التبني وقد حسمه الإسلام.
س 4 ما رأيك في قضية اسلام بلا مذاهب اي المذاهب الاربعة المالكي و الشافعي و الحنبلي و الحنيفي بمعنى عدم الالتزام بأي مذهب من المذاهب الاربعة و يكون الالتزام في الكتاب و السنة فقط لا غير.
ج4/ التزام المذهب حذو القذة بالقذة ليس واجبا، لكن المذاهب قد فرضت نفسها في الواقع، ولا تكاد الأقوال تخرج عنها، ولا يمكن للعامي أن يأخذ المصادر مباشرة، بل لا بد من التقليد، وهذا مذهب الجمهور، يقلد عالما يثق فيه، ولا يشترط التزام المذهب كاملاـ، أما الأخذ من المصادر فهو للمجتهدين فقط، ذلك أن العامي يحتاج أن يتعلم أصول الفقه، وأصول الأسانيد والتخريج والصحيح من الضعيف، والاستنباط، فمثلا: العامي لا يستطيع الحكم على الحديث صحة وضعفا، ولا يعرف الفرق بين منطوق الحديث ومفهومه، ولا يعرف كيف يرجح بين حديثين صحيحين ظاهرهما التعارض، فلا يعرف الناسخ والمنسوخ، ولا المطلق والمقيد وحالاتهما، ولا الخاص والعام، ولا المجمل والمبين، ولا متى يكون القياس، ولا أحكام الأوامر والنواهي، ولا يعرف الحديث المضطرب متنا أو إسنادا، بل تخفى مدلولات اللغة على العوام لا سيما في هذه العصور المتأخرة.
والكلام في هذا يطول.
لكن حق العامي التقليد، ولا يشترط التزام مذهب محدد، ولا تكاد تجد رأيا راجحا يخرج عن المذاهب الأربعة.
والله تعالى أعلم.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
التعديل الأخير تم بواسطة ضَي ! ; 06-04-2016 الساعة 01:40 PM