بعد ظهور مذيعة عربية على الهواء تلبس "تي شيرت" عليه عبارات أجنبية فاضحة
الدكتورة منى الصواف: احذروا ملابس "اليوني سكس" التي لا تفرق بين الذكر والأنثى
(من صحيفة الوطن)
أبها: الأمير كمال فرج
مذيعة عربية في تلفزيون الكويت ظهرت على الهواء أمام المشاهدين وهي ترتدي "تي شيرت" عليه عبارات أجنبية، إحدى المشاهدات تتصل بالمذيعة وتخبرها أن العبارات المكتوبة على الـ "تي شيرت" الذي ترتديه عبارات فاضحة، المسؤولون في تلفزيون الكويت أوقفوا المذيعة التي كانت تجهل معنى هذه العبارات.
تفجر هذه الواقعة قضية الملبس وكيفية اختياره والجهل بثقافة الأزياء والتقليد الأعمى للغرب الذي لا تتفق قيمه وعاداته مع قيمنا وعاداتنا، الدكتورة منى الصواف استشارية سعودية في علم النفس تحلل في هذا الحوار البعد النفسي في الأزياء، وتؤكد أن الشباب يعاني الجهل وعدم الإدراك بالأزياء وتكشف كثيراً من المفاجآت.
* ما رأيك بظاهرة ارتداء بعض الشباب العربي لملابس عليها عبارات أجنبية ذات معان خارجة أو دلالات مريبة؟
ـ هذه ظاهرة مؤسفة، وهي ترجع إلى الجهل باللغة وبالأزياء، فهذه المذيعة لم يكن يخطر ببالها مدى تأثير هذا الملبس على الآخرين، وهو ما أسميه عدم إدراك وعدم ثقافة، وهي ظاهرة يعانيها كثير من الشباب، وليس ذلك فقط ولكن الأمر أحيانا يصل إلى الجهل بالذوق العام، مثلا سيدة في عز الظهر ترتدي "سواريه" يلمع، أو شاب يرتدي بذلة "سواريه" في عز الظهر، فهذا لا يليق مع الذوق العام، وليس جريمة ولكن من المهم الحفاظ على الذوق العام.
إن ثقافتنا ومنظورنا الثقافي للملابس يختلف عن الغرب، وظيفة الملابس أنها تستر وتحمي من حرارة الجو وتعطي نوعا من التميز والهوية للإنسان، فإذا شاهدت شخصا يرتدي الغترة والعقال تعرف أنه خليجي، وإذا شاهدت من يرتدي غترة فوق البذلة تعرف أنه أردني أو فلسطيني، أما في الغرب فلا توجد فروق في الأزياء، ولا توجد سمة توضح أن هذا أمريكي أوذاك فرنسي.
موضة الملابس الممزقة
* ما هو تحليلك لظاهرة ارتداء بعض الشباب للملابس الممزقة على سبيل الموضة؟
ـ مشكلتنا في الحقيقة بالذات في الشباب لأنهم تأثروا بالمفهوم السلبي لنوعية معينة من الملابس، مثلا الأولاد الذين يرتدون الملابس الممزقة لهم نظرية معينة، نوع من التمرد على قيم المجتمع وعدم المبالاة بالذوق العام، يكون في مكان أنيق ويرتدي الملابس الممزقة وعنده نظرة التحدي، للأسف الشباب هنا أخذ الملابس الممزقة على أنها موضة ولم يدركوا المفهوم المعنوي الحقيقي للأزياء.
الـ"تي شيرت" الآن يستخدم وسيلة إعلانية، أعلن عن رفضي وغضبي عن ميولي على الـ"تي شيرت"، فمثلا نجد رسومات قد ترمز إلى مرضى الإيدز أو رسومات ترمز لمرضى السرطان أو رسومات تستخدمها بعض الشركات للدعاية لمنتجات معينة، وبما أن الـ"تي شيرت" نوع من الملابس الرخيصة الثمن والسهلة الاستخدام وليس له موضة محددة، فالإقبال عليه كثير من الشباب بكل فئاتهم، إذن فاستخدام العبارات سواء أ كان عن حسن نية أم عن سوء نية يكون سهلاً على الـ"تي شيرت".
وبعضنا ينبهر بنوعية معينة من الملابس وينقاد وراءها وفي بعض الأحيان نجد التجار أنفسهم يدركون هذه الحقيقة ويروجون لها كنوع من المكسب، ففي بعض الأحيان يميل الشباب إلى كل ما هو غريب وكل ما يتعارض مع قيم المجتمع للفت الانتباه، فهذه المذيعة لو ارتدت "تي شيرت" عادياً لما لفتت الانتباه ولما أصبحت موضوعا لحديثنا، ولكن ارتداء ها هذا الـ"تي شيرت" جعلها محط الأنظار سواء أ كنا موافقين على هذه العبارة أم معارضين لها، ومعظمنا معارض لها، ولكنها لفتت الانتباه، هذا نوع من الأساليب التي يلجأ إليها الشباب للفت النظر إليهم.
من الناحية النفسية عندما يرفض الشباب هذا النوع من الملابس يسخر أصحابهم منهم بدعوى أنهم أطفال وليسوا متحضرين ومازالوا تحت تأثير الأسرة، فنجد الشباب يتمرد أكثر ويميل إلى ارتداء الزي الأكثر غرابة أو عمل قصات غريبة ويصبح لديهم نوع من الوقاحة والتمرد على أنظمة المجتمع.
ملابس الجنس الواحد
* الملاحِظ لخطوط الموضة الحديثة يلاحظ أن الفروق بين أزياء الرجال وأزياء النساء قلت أو أوشكت على التلاشي، فما هو تحليلك لذلك؟
ـ نعم لقد أصبحت هناك أزياء مشتركة يشترك بارتدائها الرجال والنساء مثل ربطة العنق وجاكيت البذلة والجينز وغيرها، والخطورة في أن نوعية أخرى من الملابس والإكسسوارات بدأت تنتشر الآن ملابس الـ"يوني سكس" (unisex) وهي ملابس تصلح للشباب والفتيات (جنس واحد)، وهذه الملابس تجعل هوية الطفل الجنسية تضطرب عندما يرى ملابسه مثل ملابس أخته تماما، وتجعل البنات يزددن خشونة ويملن إلى التصرف الذكوري والعكس.
معظم الشباب اليوم فتيان وفتيات يميلون إلى الإكسسوارات والساعات الضخمة والنظارات والعطور وكلها unisex))، وخطورتها أنها تجعل الإنسان يفقد هويته هل هو ذكر أم أنثى وبشكل خاص عند الأطفال، وهذه الملابس انتشرت في الأسواق وأصبح لها رواج كبير.
سلوك مرضى
* هل غرابة الأزياء وقصات الشعر والإكسسوارات مرض نفسي؟
ـ ليست مرضا بمعنى المرض لكنه سلوك مرضى، وليس مرضا بحد ذاته في بعض الأحيان، ولكن بعض الاضطرابات الذهنية قد تنعكس على مظهر الإنسان الخارجي من ناحية الملابس خاصة المرضى الذين لهم ضلالات معينة مثل بعض مرضى الفصام أو مرض الهوس الذهاني الإكتئابي (الاضطراب الوجداني)، قد يميلون إلى أشكال معينة من الملابس الشاذة تتوافق مع الضلالات المرضية التي يعتقدونها مثل ما يطلقون عليهم الدراويش أو المجاذيب.
اضطراب آخر يسمونه التشبه بالجنس الآخر، رجل يحب ارتداء ملابس النساء وامرأة تحب ارتداء ملابس الرجال، هناك نوعان من الأمراض تؤدي إلى ذلك: اضطراب الهوية الجنسية حيث يعتقد المريض أنه ينتمي للجنس الآخر، والمتشبهين بالجنس الآخر وذلك ينتج عن الطفولة عندما تتمنى الأم أن تنجب أنثى وعندما تنجب الذكر تتعامل معه على أنه أنثى فتلبسه ملابس الإناث وتطلق عليه اسم أنثوي ومن هنا تبدأ الاضطرابات الجنسية، ويؤدي ذلك إلى كثير من الاضطرابات بين المراهقين والآباء والأمهات وقد يؤدي إلى العنف المنزلي.
وللإعلام تأثير كبير فالشباب يستمدون قدوتهم الآن من الإعلام والتلفزيون والسينما والإنترنت وعروض الأزياء، ومن المؤسف أن بعض التجار لا يراعون المفروض أن يكون في مجتمعنا من ملابس جميلة ولائقة، فالموضة أصبحت تتحكم في الشباب، إذا كانت الموضة اللون الأحمر نجد كل الملبوسات لونها أحمر.
سيكيولوجية النظرة الأولى
ما سبب زيادة معدلات عمليات التجميل في الفترة الأخيرة.؟
ـ الملابس والمظهر الخارجي أصبحا من الأساسيات في العصر الحديث، والآن ارتفعت معدلات التجميل لدى الذكور والإناث، وزاد معدل الإقبال على المستلزمات التجميلية حتى من قبل الرجال من كريمات شد البشرة والصبغة وأدوات الحيوية وغيرها، لأن الآن أصبح التركيز على سيكيولوجية النظرة الأولى للإنسان.
نقطة أخرى في بعض الوظائف نجد في كثير من الأحيان وظائف يكون المظهر الخارجي شرطاً أساسياً بغض النظر عن الكفاءة أو الخبرة أو المعرفة، وهذا يجعل كثيراً من الشباب يلجأون لعمليات التجميل، كما أن هناك بعداً آخر وهو أنه أصبح لدينا نوع من الخوف من الشيخوخة وهذا لم يكن موجودا في الزمان القديم قليلاً، بل على العكس فقد كان الأجداد يقولون إن الشيب وقار وحكمة وخبرة، والآن أصبح الشيب معناه الشيخوخة والعجز، لذلك أصبح الميل إلى التصابي من الذكور والإناث مضحكاً أحياناً.
* بعضهم يردد إن الألوان لها علاقة بالشخصية فهل يستند ذلك إلى حقيقة نفسية؟
ـ في كثير من الأحيان نترك الأساس وهو التحليل النفسي للشخصية ونهتم بالأشياء الفرعية، من هذه الأشياء الفرعية الاهتمام بنوعية الملابس وعلاقتها بالشخصية مثلا إذا أحببت اللون الأحمر ستكون الشخصية نارية، واللون الأصفر يعني أن الشخصية أنانية وهذا علميا غير صحيح، هناك كثير من الدخلاء على التحليل النفسي، يلجأون إلى الإثارة بتحليلات غير علمية وغير منطقية، فلا يمكن أن نحكم على كل من يحبون اللون الأحمر أنهم ذوات شخصيات نارية.
* نوعية الملابس لها علاقة بالطبيعة والمناخ وثقافة المجتمع...كيف؟
ـ التأثر بالملابس والألوان ناتج عن التأثر بالأشياء المنتشرة في المجتمع وتأثير الألوان على البيئة كلها، ففي أوروبا نتيجة للضباب والطقس البارد الألوان تميل إلى الألوان الباهتة، وفي إفريقيا حيث الشمس والدفء تكثر الألوان الزاهية التي فيها نوع من الوضوح، الأزياء عموما تكون مرتبطة بالطقس والثقافة الخاصة للمجتمع.
وصفة نفسية
* ما الوصفة الاجتماعية والنفسية للتعامل مع الشباب وأزيائهم؟
ـ يجب أن نعمل على توعية المراهقين بثقافة الأزياء، مسموح للمراهقين ارتداء الملابس التي يحبونها ولكن داخل غرفهم للمحافظة على الأصول الاجتماعية والذوق الاجتماعي العام، فيجب ألا أخدش أنظار الآخرين، ويجب أن يعلم الشباب أنه إذا فكر بأسلوبه وشخصيته وبثقته بنفسه يستطيع أن يثبت وجوده أكثر من المظهر الخارجي الذي هو عبارة عن قشرة خارجية.
04-12-2003, 05:32 AM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
