كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟ - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الثقافة الاسلامية صوتيات ومرئيات إسلامية ،حملات دعوية ، أنشطة دينية.

موضوع مغلق
قديم 04-02-2011, 02:46 PM
  #1
معدن الرجوله
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 2,020
معدن الرجوله غير متصل  
كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟

إن الحمد لله.....، أما بعد:

بين فترة وأخرى نختار حديثاً من أحاديث المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ونقف عنده، وسبق أن ذكرنا بأن كل حديث من أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- يناسب أن يكون موضوع خطبة أو محاضرة أو درس يقدم للناس، فمن كلامه يمكن أن يتعرف الناس على واقعهم، ومقدار القرب والبعد عما يريده الله منهم.
حديثنا هذا اليوم هو حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- في مسند الإمام أحمد وبسند صحيح، قال: "قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((كيف أنت إذا بقيت في حثالة الناس؟)) قال: قلت: يا رسول الله كيف ذلك؟ قال: ((إذا مَرِجت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا)) وشبك بين أصابعه، قال: قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول الله؟ قال: ((اتق الله -عز وجل-، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك، وإياك وعوامهم)).
ومن عجيب فقه الإمام البخاري -رحمه الله تعالى- أنه أورد هذا الحديث تعليقاً في كتاب الصلاة، باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، ورواية الإمام أبي داود في كتاب الملاحم، قال: ((كيف بكم وبزمان؟ أو يوشك أن يأتي زمان يغربل الناس فيه غربلة، تبقى حثالة من الناس، قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا فكانوا هكذا))
وشبك بين أصابعه، فقالوا: كيف بنا يا رسول الله؟ فقال: ((تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون على أمر خاصتكم، وتذرون أمر عامتكم)).
وفي رواية: قال: "بينما نحن حول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ ذكر الفتنة فقال: ((إذا رأيتم الناس قد مرجت عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا)) وشبك بين أصابعه، قال: فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فِداك؟ قال: ((إلزم بيتك، وأملك عليك لسانك، وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة)).
أول نقطة في هذا الحديث العظيم ينبغي الوقوف عندها: قوله: ((كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟)) .
الحثالة: هي التي في آخر الإناء.
والحثالة: هو الردئ من كل شيء، فحثالة التمر هو أردؤه، وما لا خير فيه، وكذلك الحثالة من الناس هم أراذل الناس وشرارهم وسفلتهم، وهم الذين لا خير فيهم، نعم أيها الأحبة إن فئة من الناس قد يصلون إلى هذا الأمر، الذي ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- حثالة من الناس، ولا أظنك أخي المسلم محتاج إلى كبير جهد لكي تجد بعض أفراد هذا الصنف من الناس، ومع كل أسف، فإن هذه الحثالة بدأت تنمو وتزداد وتتكاثر، حثالة في كل طبقة، وحثالة في كل ناحية، هذه الحثالة لا يهمها أمر الناس، لا يهمها إصلاح وضع، ولا يهمها إزالة خطأ، ولا يهمها نشر وعي وخير بين الناس؛ لأنهم حثالة، يعيشون لبطونهم، ويعيشون لشهواتهم، ولا يهمهم إلا أنفسهم، المهم أن يبقى ويأكل ويشبع ويجمع وما سوى ذلك، فليس في تفكيره كم أيها الأحبة ممن نعرف وممن لا نعرف، بهذه الصفة، لا تهتم الواقع، ولا يؤلمها آلام الغير، ولا تكترث لأحد، ينام ملئ عينه، ويأكل ملئ بطنه، ويضحك ملئ فمه، وبعد ذلك فليحصل ما يحصل إذا كثر هذا الصنف من الناس في مجتمع أو بلد أو أمة، فإن هذا مؤذن بخطر المسلم، لا ينبغي له أن يعيش لنفسه فحسب، إن هذا هو عيشة الحيوانات والبهائم.
الأصل في المسلم أن يعيش لغيره؛ لأنه لا ينظر فقط إلا عمر هذه الحياة الدنيا، بل هو يعتقد بأمور وقضايا وراء هذا العالم المحسوس، الحثالة من الناس هم الذين يعيشون لأنفسهم ولا يفكرون إلا في ذواتهم، لا يهمهم لو زاد المنكر، ولا يهمهم كذلك لو نقص الخير، لا يحزنون لو مات عالم، ولا يفرحون لو ولد عالم، الحثالة من الناس لا يتفاعلون مع أحداث الأمة، لا يقلقون لتغريب، ولا ينزعجون بتطبيع، فاحذر أخي المسلم أن تكون من هذه الحثالة، فإنك ما خلقت لتكون حثالة، وما أصبحت مسلماً وانتسبت إلى أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- لتكون من حثالة الناس، بل الذي يطلبه منك الإسلام أن تنظف المجتمع من الحثالة، لا أن تبقى معها، وتسير في ركابها.
ثم ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئاً من حال هذه الحثالة فقال: ((قد مرجت عهودهم وأماناتهم)) أي اختلفت وفسدت، لا عهد لهم ولا أمانة.
وقد شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- الحال الذي يصل إليه الناس إذا فسد العهد، وفسدت الأمانة بالاضطراب والتشابك، وتعقد الأمور فشبك النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أصابعه؛ لكي يعطي تصوراً للواقع الذي تصل إليه الأمة، وأي سوء لواقع ولوضع لا يعرف فيه الأمين من الخائن؟ ولا يعرف البر من الفاجر؟ ولا الصالح من الكالح؟ أي مصيبة لوضع، تكثير فيه الخيانات، وتضعف فيه العهود على مختلف الطبقات والمستويات، ويكثر فيه القيل والقال، يصل الحال إلى حد التشابك، التشابك في التصورات، والتشابك في الرؤية، والتشابك في معرفة العلاج لكثير من صور الخيانات، ونقض العهود، كيف يكون حال الأمة إذا أصبحت الخيانة هي السلعة الرائجة؟ وكيف حال مجتمع يقدم فيه الخائن، ويؤخر الأمين؟.
حقاً إنها لمأساة، ما أسوأه من حال، وما أفسده من وضع، ولهذا خاف الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن يدرك ذلك الوضع، وحُق له أن يخاف، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن المخرج والحل، وماذا يصنع عند ذاك؟ وفي رواية قال: "فقمت إليه فقلت: كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداك؟" وهذا هو المطلوب من المسلم أن يسأل أهل العلم، وأن يأخذ بآراء أهل الخبرة والفقه في الأمور، وأن يلجأ إلى العلماء في حال الفتن، واشتباك الأمور، ولا ينفرد هو برأيه وعقله، فماذا كان العلاج النبوي لذلك الصحابي الجليل حول مرج العهود والأمانات والتشابك والاضطراب في حال الناس.
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((اتق الله -عز وجل- وخذ ما تعرف ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك وإياك وعوامهم)) إن هذه الوصفة النبوية اشتملت على خمس فقرات، كل فقرة تحتاج إلى خطبة مستقلة.
فأولاً: قال: ((اتق الله -عز وجل-)).
والتقوى في مثل هذه الحالات هو العاصم بأمر الله -عز وجل-، التقوى: وصية الله للأولين والآخرين، وهل تظن أخي المسلم أن من يحمل التقوى تختلط عهودهم؟ هل من يحمل التقوى تحصل منه خيانة لنفسه أو لدينه أو لبلده؟ التقوى ليست كلمات تردد، ولا تسابيح تعد، التقوى أخي المسلم أن تعمل بطاعة الله على نور من الله ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله تخاف عقاب الله.
التقوى هي الخوف من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل.
التقوى هي العاصم إذا تداعت الخطوب، وادلهمت الأمور، وضاقت المسالك {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [(2) سورة الطلاق] {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا} [(4) سورة الطلاق] إذا اشتبكت الأمور بالتقوى هي الفرقان {يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً} [(29) سورة الأنفال].
ثم قال -صلى الله عليه وسلم- بعدما أكد على مسألة التقوى قال: ((خذ ما تعرف، ودع ما تنكر)) نعم خذ ما تعرف، والذي لا تعرف أو فيه شك فهذا دعة.
ما هي مشكلة الأمة الآن من حثالة الناس، المشكلة أن هذه الحثالة لا تتورع فيما تأخذ، ولا تتقي الله فيما تأخذ، هدفها الأخذ، شيء من الحلال، والباقي والغالب -نسأل الله العافية- من الحرام.
وهذا أخي المسلم أحد النتائج المترتبة على المجتمع الذي قد اختلط وفسد فيه عهود الناس وأماناتهم، إذا قلت الأمانة عند الناس أو انعدمت عند البعض الآخر فإنه لا يتورع حينئذٍ فيما تأخذ وفيما تدع، كم في المجتمعات من أبرياء ومساكين، يشتكون أنهم قد سلبت حقوقهم، وأخذت أموالهم، فاتقوا الله أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى خذوا ما تعرفون، ودعوا ما تنكرون، وإياكم ثم إياكم من مواطن الشبهات، والقضايا المشكوك فيها، وما أكثرها في هذا الزمان، فكل لحم من السحت فالنار أولى به.
وأغلب الناس إنما يُأتون ما باب المشتبهات، وهي القضايا والأمور التي لا يتضح فيها الحلال من الحرام، ولهذا جاء التحذير النبوي من الخوض في مثل هذه الأمور ففيما رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير -رضي الله عنهما- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الحلال بين وإن الحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه)).
اعلم كذلك أخي المسلم بأن ما تأخذ وما تدع لا ينحصر في الأمور المادية فحسب، بل كن على حذر حتى في القضايا والأمور المعنوية، فلا تأخذ إلا ما تعرف، ودع ما تنكر، بل ينبغي الحذر فيها أكثر من الحذر في الماديات في بعض الأحيان، فلا تأخذ من الأخلاق والأفكار والتصورات والمعاني إلا ما تعرف أنه من شريعة رب العالمين، وما سواه فدعه لأنه منكر.
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه، واتباع سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم...

الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
قديم 04-02-2011, 04:37 PM
  #2
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
بأبي هو و أمي رسول الهدى ..
-صلى الله عليه وسلم-
قائد العلى .. بعثه الله رحمة لنا ..
يوصينا و كأنه يرى حالنا اليوم .. والصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يتركوا لنا مجالا للحيرة ..
فسؤالات العلم منهم .. طريق نور للعالمين ..

إختيار موفق .. بارك الله فيك ؛
قديم 04-02-2011, 07:00 PM
  #3
موهبة الكويت
عضو مميز
 الصورة الرمزية موهبة الكويت
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 3,769
موهبة الكويت غير متصل  
نفع الله بك اخي معدن الرجولة

يالله!! اي زمن نحن فيه ؟؟ واي فتن تتكالب علينا؟؟

اللهم انا نعوذ بك من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن
__________________
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
قديم 05-02-2011, 12:33 AM
  #4
معدن الرجوله
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 2,020
معدن الرجوله غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم داليا مشاهدة المشاركة
بأبي هو و أمي رسول الهدى ..
-صلى الله عليه وسلم-
قائد العلى .. بعثه الله رحمة لنا ..
يوصينا و كأنه يرى حالنا اليوم .. والصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يتركوا لنا مجالا للحيرة ..
فسؤالات العلم منهم .. طريق نور للعالمين ..

إختيار موفق .. بارك الله فيك ؛
بارك الله فيك أختي و شاكر مرورك
قديم 05-02-2011, 12:34 AM
  #5
معدن الرجوله
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 2,020
معدن الرجوله غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة موهبة الكويت مشاهدة المشاركة
نفع الله بك اخي معدن الرجولة

يالله!! اي زمن نحن فيه ؟؟ واي فتن تتكالب علينا؟؟

اللهم انا نعوذ بك من شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم آمين
جزاك الله خير أختي و شاكر مرورك
قديم 05-02-2011, 01:55 AM
  #6
المحبة لاستغفار
عضو متألق
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 2,092
المحبة لاستغفار غير متصل  
بارك الله فيك موضوع مواكب ومعاصر ومهم نظرا للاحداث التى نشهدها
احس انى مقهورة جدا جدا جدا
ااانا اشعر بخوف يعتلينى ماااادرى وايش اسوى
احس كل ماتقدم بنا العمر بدت مسؤلياتنا تكبر واعمالنا تقصر
لاحول ولاقوة الا بالله
__________________

قديم 05-02-2011, 07:27 PM
  #7
أم سلطان1
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم سلطان1
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 2,977
أم سلطان1 غير متصل  
بارك الله فيك أخي معدن الرجوله وأسأل الله عز وجل أن يجزيك خير الجزاء على ماكتبت يداك و جعله الله في ميزان حسناتك وصدقت يا أخي الزمن هاذا كثر فيه الهر ج والمر ج بداية بأكل حقوق الناس بغير وجه حق وأخذ الرشاوي على أساس إنها هدايا و مرورا بالفتاوى المضلله و التي تصدر من أ ناس دخلاء علينا وهم ليسوا أهل للفتوى ولا أدري من أين أخذوا علمهم الذي يفتون به الناس وفي الأوانه الأخيره سمعت
فتاوى ماعمري سمعت بتحليلها من علماء كبار مثل إبن باز وإبن عثيمين وإبن جبرين عليهما رحمة الله
والحين شفنا وسمعنا بأناس تحلل وتحرم أشياء نحن البشر من أنفسنا و من منطلق مبادئنا وقيمنا نعرف إنها حرام وماتجوز وحتى الجاهل الذي لاعلم عنده لوسألته أجابك بأن هاذا الأمر فعله غلط ويشوفه بأنه غير جائز لما فيه من أضرار وهو شخص جاهل بالعلم والفتوى وهاذا ما سهل على بعض المغرضين الفاسد ين الذين كل همهم إشباع بطونهم وشهواتهم ونشر الفساد والفجور بين الناس صار كل واحد من هائولاء الفاسقين والحاقدين يأخذ بتلك الفتوى ليصل إلى غرضه المنشود والمفروض في هاذا الزمن سد الذرائع بدلا من نشر الشبهات والبدع لأن هناك فئات جاهله لاتعلم بأي فتوى تأخذ أو إنها تعلم أين الفتوى الصحيحه ولاكنها لاتأخذ سوى ماتوافق
أهوائها ورغباتها حتى لوكانت خاطئه و لو وجهت إليها نصحا أو نقدا ترد عليك لقد أفتى بذلك الشيخ الفلاني وأنا أخذت بفتواه فهي في ذمته هو وأنا أبرأ من ذلك يعني يأخذ بالأنسب لنفسه ومصلحته الدنيويه فقط .
أخي الكريم كلامك مؤثر جدا ونفسي كل الناس تأخذ به وأتمنى كل شباب الأمه تحمل نفس تفكيرك السليم والراقي
حفظك الله ورعاك لأهلك من كل شر وسؤ وجعل قلمك دائما بالحق ناطقا وللخير داعيا .
__________________
جمال العقل بالفكر
وجمال اللسان بالصمت
وجمال الحال بالإستقامة
وجمال الكلام بالصدق




اشهد ان لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
قديم 07-02-2011, 04:49 PM
  #8
انتظار الفرج
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية انتظار الفرج
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 2,935
انتظار الفرج غير متصل  

جزاك الله خيراً أخي في الله " معدن الرجوله"

نقل موفق، بارك الله فيك، وفقت في اختيار المادة، ووقت عرضها

وجزى الله شيخنا المبارك ناصر الاحمد خير الجزاء، ونفع بعلمه

وأسمحلي أن انقل باقي العلاج، فهو لا يقل أهمية عن ما سبق:

اقتباس:
ختم الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يصف العلاج لعبد الله بن عمرو بن العاص حال تشابك الأوضاع، واضطراب الأمور، وكثرة الفتن بقوله: ((وعليك بخاصتك، وإياك وعوامهم)) وفي رواية: ((وعليك بأمر خاصة نفسك، ودع عنك أمر العامة)) وهذا كلام بليغ شامل دقيق من المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يمكنك أخي المسلم أن تلحظ من خلاله عدة إشارات:

الإشارة الأولى: إنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن الأمة كلها والمجتمع بأسره يحصل له التشابك والاضطراب، وأن وصف الحثالة ينسحب على الجميع، هذا لا يمكن أبداً، هذا يفهم من قوله: ((وعليك بخاصتك)) إذاً هناك بقية من أهل الخير والهدى يدعون إلى الأمر الأول الذي كان عليه عبد الله بن عمرو بن العاص، وهذه الثلة هم الذين يقاومون الحثالة في كل مجتمع، وينهون عن الفساد في الأرض، وفي مثل هؤلاء، جاء التوجيه النبوي لذلك الصحابي ولنا أيضاً أن نقبل على هؤلاء الخاصة، ونذر أمر العامة، حال التشابك وحال الفتن، وحال اضطراب الأمور والأوضاع، ثم من الذين يحددون لنا ما نأخذ وما ندع، هم هؤلاء الخاصة الذين أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- راوي الحديث بأن يقبل عليهم، وأن يكون معهم، ويلتفت حولهم، ويسير في ركابهم بقوله -: ((وعليك بخاصتك))

الإشارة الثانية: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر بأن هناك خاصة، فهناك خاصة للمؤمنين، وهناك خاصة لطلبة العلم، وهناك خاصة للدعاة، وهناك خاصة لأهل الخير والاستقامة، كما أن هناك خاصة لأهل الشر والفساد، وهناك خاصة للمجرمين وهكذا، لكن كما تلاحظ في الحديث بأن توجيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص أن يكون قريباً من الصنف الأول، وهم الخاصة من المؤمنين، والخاصة من أهل الدين والعلم والدعوة والخير والهدى، لكي ينتفع بعلمهم، ولكي يزداد إيماناً بالجلوس معهم، ولكي يعينوه على نفسه حال تشابك الأمور، واضطراب الأوضاع وكثرة الفتن.
إن هؤلاء الخاصة هم الذين يقيمون الحجة على العالمين.
إن هؤلاء الخاصة، يجدون من الروح والسعادة والإيمان مالا يجده غيرهم.
إن هؤلاء الخاصة الذين أرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله أن يقبل عليهم هم زبدة أهل الأرض، وهم طيبها، وهم مصدر الخير والبركة والأمن، وأما العوام فهم تبع لهم.
ثم إن هؤلاء الخاصة وإن كانوا قلة في عددهم لكنهم كثرة بإيمانهم وبإخلاصهم وصدقهم ودعوهم قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [(24) سورة السجدة].

الإشارة الثالثة: ((ودع عنك أمر العامة)) فليس كل ما عند العامة صحيح وصواب ولا تنخدع بالكثرة، فإن الصواب يعرف من الكتاب والسنة، لا مما عليه العامة، وبهذا تعلم فساد بعض الاصطلاحات الشائعة عند الناس كالموت مع الجماعة رحمة، أو إذا كان كل الناس وكل المجتمع وكل البلد أو كل الأهل يفعلون كذا فأنا واحد منهم، هذا ليس بصواب، ولهذا يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((ودع عنك أمر العامة))، وفي المقابل جاء التوجيه بالإقبال على الخاصة.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا.....
__________________

إذا كثُر الاستغفار في الأمة وصدَر عن قلوبٍ بربّها مطمئنة دفع الله عنها ضروباً من النقم، وصرَف عنها صنوفًا من البلايا والمحن،
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}
قديم 07-02-2011, 06:57 PM
  #9
بنت مكة2008
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية بنت مكة2008
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 7,516
بنت مكة2008 غير متصل  
اقتباس:
نسأل الله العافية- من الحرام
امين يارب

جزاك الله خيرا
__________________
ياررب ارح قلبي وعوضني خير
قديم 08-02-2011, 07:33 PM
  #10
معدن الرجوله
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 2,020
معدن الرجوله غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المحبة لاستغفار مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك موضوع مواكب ومعاصر ومهم نظرا للاحداث التى نشهدها
احس انى مقهورة جدا جدا جدا
ااانا اشعر بخوف يعتلينى ماااادرى وايش اسوى
احس كل ماتقدم بنا العمر بدت مسؤلياتنا تكبر واعمالنا تقصر
لاحول ولاقوة الا بالله
حياك الله أختي الفاضلة
كوني مع الله و لن تخافي أو تحزني و لن تزل قدمك

قلت : يا رسول الله حدثني بأمر أعتصم به ؟ قال : قل ربي الله ثم استقم . قال : قلت : يا رسول الله ما أخوف ما تخاف علي ؟ فأخذ بلسان نفسه ، ثم قال : هذا
الراوي: سفيان بن عبدالله الثقفي المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/21
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
موضوع مغلق

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:45 PM.


images