أخي : معصوب بالقشطة ..
سلام عليك من الله ورحمة وبركات ..
مساك | صباحك
ورد

أخي من واجبنا عليك وهو حق لك حق النصيحة ..

فأقول :
لا تصدر الأمة برأي من الآراء إلا عن عالم من علمائها المعتبرين الذين لهم قدم سبق وفضل ..
وبعض الناس يبالغ في الإنكار في هذا الأمر .
فالرد عليهم :
لو أن عامياً تكلم في الطب والأدوية لأنكر عليه الناس ووصفوه بالخرف والجنون ولأسكتوه ..

كيف إذا مست قضية من قضايا المجتمع الإسلامي والذي طرحها رجل من السوقة أو العامة على أقل تقدير فكيف بمن يطرح مثل هذه الأمور والقضايا وهو قد تأثر بشيء عارض من فكر أو حضارة أو حديث عهد بإسلام أو نشأ تنشأة غير صالحة ..
إن ما طرحه محل نظر ..

ثم إني أوصيك بما قاله أحد السلف – رحمه الله – وهذا معنى كلامه ((قال : لا أقبل أي كلام حتى أعرضه على اثنين , فقيل له : ما هما ؟؟ قال : كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - ))

أما حكاية التيسير والتسهيل على الناس فهذا مصطلح مطاطي .. وفي هذا الزمن يستخدمه كل انسان .. وللأسف فإن أزمتنا في هذا الزمن أزمة مصطلحات بحيث أنه إذا لم ينضبط المصطلح لا ينضبط الكلام الذي تحته ..

وأما بالنسبة لموضوع الإختلاط فقد ولغ فيه كل مأفون يريد أن يشتهر أو أن يفسد أو (( قد يكون عن حسن نية وقليل ماهم )) .. وأما الدعوى بأن هذا تيسيراً على الناس وينبغي عدم التشدد فأقول لك :
خذ هذا المثال على التيسر يقلب الحكم من الجواز إلى التحريم ومن صورة واضحة جلية معروفة إلى صورة محرمة منكرة .. وهي مسألة أركان عقد النكاح ..

نص جمهور الفقهاء - رحمهم الله تعالى – إلى أن أركان عقد النكاح أربع :
1- الولي .
2- الزوج.
3- الزوجة .
4- الشهود .

وذهب الحنفية – رحمهم الله – إلى عدم اشتراط الولي في العقد .

وذهب المالكية – رحمهم الله - إلى عدم اشتراط الشهود في العقد .

فإذا جاء قائل وقال سنأخذ بمذهب الحنفية في عدم اشتراط الولي ..
وسنأخذ بقول المالكية بعدم اشتراط الشهود ..

فستصبح أركان الشهود عنده اثنان ..
1- الزوج .
2- الزوجة .

وقال هذا من باب التيسير على الناس ..

يا حبيبي هذا يسمى زنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا .

أرأيت كيف سار بنا التيسير إلى هذه الدرجة ..
إن هذا التيسير هو التيسير الذي ينادي به من لا يفقه شيئا في شريعة الله – سبحانه وتعالى - .

ومن جميل ما يذكر في مسألة التيسير قصة وقعت في عهد خلفاء بني العباس
مفادها :
أن عالما من العلماء جاء إلى الخليفة بكتاب وقال : هذا كتاب جمعت فيه أيسر أقوال أهل العلم ..
فقلب الخليفة الكتاب ونظر في بعض مسائله وقال : هذا كتاب زندقة ..


أعود لمسألة الإختلاط والقول بعدم النصية فيها ..
فأقول :
لو لم يوجد نص صريح أو نص ظاهر فإن باب سد الذرائع دليل على عدم جواز مثل هذا الأمر لا من الناحية الدينية ولا من الناحية الدنيوية – انظر توقيعي وما قاله ابن القيم – رحمه الله ..

ولعلنا أخي الكريم نأخذ العبرة من غيرنا فها هو الغرب يتجرع الغصص والآلام من هذا الموضوع ..
وليكن في علمك أن مفكريهم الآن ينادون بالفصل بين الجنسين ..

وانظر إلى آثار الإختلاط في فرنسا .. فبعد سنوات عده من الإختلاط انظر ماذا حصل لهم وماذا عملوا ..ففي أحد المرات قرأت في أحد المجلات خبر عن التعليم في فرنسا .. مفاده .. أن المدرسة بين مدة ومدة تعطي الطالبات حبوب منع الحمل ..
يا الله أي جريمة هذه الجريمة ..
وأي حضارة هذه الحضارة ..

وأقولها بالفم المليان وهي لله ثم للتاريخ ..

إن قوماً رجالهم أستر من نسائهم مصيرهم إلى بوار ..
إن قوماً رجالهم أستر من نسائهم مصيرهم إلى بوار ..
إن قوماً رجالهم أستر من نسائهم مصيرهم إلى بوار ..

دليل آخر :
في مسألة سد الذرائع ..

قال تعالى (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا)) الإسراء 32 ..

انظر – رحمك الله – كيف التعبير الإلهي ودقته كيف نهى عن أسباب القرب من الزنا .. ولعل الإختلاط من أعظم أسباب مقاربة الزنا ..وكذلك الغناء ..


وأختم حديثي بكلام سيد البشرية الذي من المفروض أن نقف عند كلامه ولا نستشهد بأحد بعده ..
وإذا استشهدنا بكلام أحد غيره فهذا والله نقص إيمان في قلوبنا – نسأل الله أن يغيث قلوبنا بالإيمـــــان –

يقول رسولنا الكريم و سيد ولد آدم – صلى الله عليه وسلم – ( ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء ))

وأخبر – صلى الله عليه وسلم – (( أن أول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء ))..

وكما قال من سبقني في الإستشهاد بآية (( وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم ....)) الآية


إنني أدعو نفسي قبل كل أحد..
وأدعو كل مسلم أن يدمن النظر في كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأخبار الصحابة – رضوان الله عليهم - ..
وعليه بأهل العلم الربانيين ..
وعليه بأهل العلم الربانيين ..
قال تعالى (( فاسألوا أهل العلم إن كنتم لا تعلمون )).



وأما ما ذكرته في مشاركتك رقم 17 فهو في الحقيقة خارج عن صلب الموضوع ..
ولكنه ظاهره موجوده في كل المجتمعات ..
صحيح أنها محزنة .. وأننا نقع في كثير منها .. لكن هذه سنة الله في عباده .. وعلينا أن نسعى في التغيير ..

وانظر إلى أعظم مجتمع مر على التاريخ ..

إنه المجتمع المدني في عهد صفوة الرسل وصفوة الخلق بعد الرسل ..

محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم – وصحابته – رضوان الله عليهم - ..
وجد في عصرهم .. الزاني .. السارق .. الكاذب .. المنافق .. الظالم .. فهذه أمور طبيعية في أي مجتمع .. ولكن كما سبق علينا تصحيح المسار والرجوع إلى ما عليه الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه من بعده ..ومعالجة الأخطاء كما عالجها الرسول – صلى الله عليه وسلم – بقوله (( ما بال أقوام يفعلون .... ما بال أقوام يقولون ..)).

وأما القول بأننا نحن الأفضل ..
أقول : نعم نحن الأفضل في هذا الزمن خصوصاً ..
والذي يقرأ التاريخ ويسبر تاريخ الإسلام من أوله إلى عصرنا يعلم أن أهل الجزيرة العربية هم الآن بيضة الإسلام وهم الذين عليهم المتكأ في هذا الزمن ..سواءاً من الناحية السياسية أو الدينية أو الإقتصادية ..

والذي يقرأ التاريخ يعلم هذه المعلومة علم اليقين وليس هذا مجال ذكرها ..


نعم .. هناك أخطاء .. بل قد تكون طوام .. ولست أتجاهلها أبداً ولست مثالياً في الطرح .. ولكن هذه سنة الله في خلقة ..


خاتمة :

أعلم أني استطردت كثيراً ولكن من أجل أن أؤصل المسألة .. ونبين الحكم والأمر فيها ..


والذي يحززني أكثر من هذا الطرح الجريء جداً على ثوابت الإسلام وبقوة ولا زالت تتوالى الطعنات والضربات على أمة الإسلام ..
والذي يزيدني حزنا أن الذي يطرحون هذا الطرح هم ممن قال فيهم الرسول – صلى الله عليه وسلم – ((
يكون دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها) قلت : يا رسول الله صفهم لنا قال هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا) قلت : فما تأمرني إن أدركني ذلك ؟ قال فالزم جماعة المسلمين وإمامهم 0 فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام فاعتزل تلك الفرق كلها0 ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك ))

وللأسف أن مثل هذه المور تقام على أنها من باب حرية الرأي وهذا كذب بل المراد منه زعزعة ثوابت الأمة ..

لكن كيف علاج أمثال هؤلاء ..
علاجهم كما في حديث النُّعْمَانَ بْنِ بَشِيرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ، مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعاً، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا).

فعلينا إذا أن نأخذ بأيديهم كي ننجوا جميعا .. وهكذا نحن أهل السنة والجماعة .. من منهجنا أننا أرأف الناس بالناس ..


آسف جداً على الإطالة ..

ولكن حساسية الموضوع تجعل منا أن نفصل فيه ونبين الأصل حتى يتبين الحق ..


وأعتذر كل الإعتذار في عدم ترتيب الأفكار أو الأدلة أو التقديم والتأخير ..


واعتذار لصاحب الموضوع إن وجد شيئا من الإنفعال في الرد .. لكن حسبي أن الموضوع كما ذكرت سابقاً حساس جداً ..
لأنه كما نعلم أن الشريعة جاءت بحفظ الضرورات الخمس :
1- الدين .
2- العقل .
3- العرض .(( وهذا ماله صلة بموضوعنا ))
4- المال .
5 - النفس .

ومن الأسباب التي جعلتني أرد في هذا الموضوع ..

هو :

رقي الطرح بين الإخوة الفضلاء والأخوات الفاضلات ..

فجزاهم الله خيراً ..


نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه


دمت بود يا صاحبي ..

__________________
قال ابن القيم - رحمه الله -

" ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة و الخاصة ... "

إلى أن قال رحمه الله :

" ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية قبل الدين لكانوا أشد شيئ منعا لذلك .. "

كتاب الطرق الحكمية 324 - 326.

__________________

أبو عبدالله ، أو ابن تيمية





شكرًا لك على تواصلك



وعلى نصائحك لي



وسوف أبدأ بنفسي






اعذرني مضطر أخرج الآن


لذلك ردي قصير

__________________