الغيرة والحسد والعروبة ... علاقة قوية !!!!
كم هو جميل ان ترى ابتسامة الاخرين وهي تتجه نحوك سواء تعبيرا عن الاعجاب بك او بما تفعله، ام مجرد ابتسامة المجاملة التي تنشر الود بين ابناء ادم اينما كانوا.
لكن اسواء مافي الوجود عندما تمضي ليبصق وارء ظهرك من كان يرمقك بابتسامة صفراء كاذبة قبل ان تتركه.
لاحظت انه في بلاد الغرب .. الذين لم يصل اليهم شي من تعاليم الاسلام ولم يفقهوا شي من تعليمات سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم .. لاحظت ان صفة الحسد والضغينة والتامر على القريب شي نادر وصفات يتصف بها قلة قليلة شاذة عن عوام المجتمع .. ذلك المجتمع الذي .. لم يصله شي من تلك الاحاديث التي ملئت صفحات الكتب عن اهمية التاخي والحب والتكافل واهمية ان نحب لاخينا ما نحب لانفسنا .. تلك التعاليم التي حفظنها من كثر ما رددت والتي ملئت صحف الاحاديث والقصص والسيرة عن اهمية عمل الخير والرضا بما قسم الله وعن مكانة الاخلاق في الاسلام بل ان الحديث الشريف يقول "" الدين المعاملة "" في هاتين الكلمتين تُختصر شروح كثيرة بل بتطبيق هاتين الكلمتين سنهزم الاعداء ليس اولهم الشيطان وان كان منهم ذلك الذي سلب الارض وذاك الذي اغتصب الثروات .. بل بتطبيقها سنهزم ذلك الشيطان الذي يسكن كل منا ويحاول ان يهزم تلك الروح التي جبلت على الفطرة السليمة والعمل القويم فنعيش سعداء راضين يملئنا التفاؤل وحب الخير .
اعرف اني اطلت عليكم بالمقدمة وان كنت لم ادخل بعد الى ما اريد ان اقوله....
لا ادري يا اخوتي لماذا ابتلى الله هذا الانسان العربي بسيئة الغيرة والحسد فقد كنت ذات يوم في بلاد غربية لم يصلها من تعاليم الاسلام التي ذكرتها اعلاه شي ومع هذا لم يصدف في تلك الفترة ان رأيت هذه الصفتين من الغيرة والحسد بالوجه السلبي للكلمتين وليس الايحابي .. لم يصدف ان رأيتها موجوده بينهم .. بل وجدت الجميع مشغول بانجازاته واثبات ذاته .. والاهم تلك السعادة والاعجاب بانجازات الاخرين وحب الخير لهم بل ومحاولة التعلم منهم بدل من اشغال الذات بالحسد وتمني زوال النعمة عن من انعم الله عليه
(بينما ذلك العربي في الغرب كان بدعا عن كل الجاليات الاخرى .. حيث يتميز أي تجمع عربي في أي بقعة من العالم باستغلال القوي منا للضعيف .. وحيث يتمنى كل منا للاخر بان يفلس .... وحيث يحقد الفقير على الغني . وحيث يحقد احدنا على الاخر لانه قدم خدمة لا يستطيع ذلك الاحد تقديمها .. وحيث يحسد احدنا اخاه او زميله لانه تزوج امرأة اجمل من زوجته .. وحيث يداس الانسان الذي يقدم خدمة لجاليته بالاقدام وينعتونه باقذع الصفات .. هنا يجب ان تربط الفرس .. وان تقول بمل فمك .. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .. وتلك لعمري كلمات رائعه ) من الانترنت بتصرف .
ولو ان تلك الغيرة وذلك الحسد وهذه الضغينة تتجه نحو الاخرين الذين مثلا يحتلون ارضه ويهتكون عرضه ويدوسون على رقبته لكان ذلك منفذا طبيعيا لما يحمله الانسان من عواطف .. اما ان تتجه كل تلك النوازع الى بني جنسه من العرب فتلك هي الطامة ..
يا اخواني اعذروني ولا اقصد التعميم لكن هذا حال الغالب الاعم في مجتماعاتنا في الداخل والخارج وهذا ما اغانيه ليل نهار
فقد عدت ذات يوم في شوق الى كل شبر في وطني والى فرد من افراد عائلتي بل الى وجه كل انسان رأيته او لم اراه يوما هناك....
عدت وكلي ندم اني ضيعت تلك السنوات بعيدا عن هواء بلدي .. عن المأذنة والغبرة والازعاج .. عن الازدحام عن البساطة بعيدا عن تعقيدات القوانين التي جعلت الحياة في تلك البلاد الغريبة عن جعلتها خالية من أي روح او مشاعر ..
لكني ايضا عدت لاتذكر اني كنت تركت الحسد والغيرة والتآمر على الاخر القريب قبل البعيد
واليوم بالذات اخدت طفلي الى طبيب الاطفال الذي قال لي كيف تركت تلك البلاد واتيت الى هنا
فقلت له هناك حياة مملة ولن يتحملها الفرد منا الا اذا اراد تعليما مميزا او اذا كان مستعد ان يعمل كالالة ليجمع امولا لمستقبله .. اما الحياة الاجتماعية هناك فهي صماء بكماء .. بلون الهواء في سماء صافية بطعم الماء النقي
فرد علي الطبيب .. أي حياة إجتماعية تتحدثي عنها يابنتي .. هل تقصدين حياة الغيرة والحسد والضغينة وتامر الاخ على اخيه ... حياة الكذب واللف والدوارن .. هل هي هذه الحياة الاجتماعية التي تتحدثي عنها هنا
كان معه حق هذا الطبيب فقط لمس جرحا في قلبي يعتصرني كل يوم بل كاد ان يجعلني يوما ما ان اعتزل هذا العالم الذي انتمي اليه لاني لا اجيد قوانين اللعبة التي يلعبها كل الناس هنا لهذا انا دائما في صراع داخلي كبير بل في مشاكل كثيرة مع الكثيرين ممن لا يجيدون سوى تلك اللعبة القذرة
اخواني حتى لا تقولوا اني ابالغ
حاول اخي / اختي ... ان تخبر صديق او قريب عن تفوقك في شي ما عملت من اجله كثيرا او عن عمل الخير الذي قمت به مع الجمعية الخيرية الفلانية .. او عن نيتك في شراء فيلا فخمة في المدينة الفلانية او تخطيط زوجك لاخذك لقضاء عطلة الصيف في جزر (على بابا
) مثلا ...
ستسمع كل انواع الكلمات الجميلة والدعاء بالتوفيق ... لكن عزيزي القارئ لا تنسى ان تنظر خلفك وانت تهم بالمغادرة لترى تلك الملامح على وجه ذلك الذي دعى لك منذ قليل ... بل ان كان من ذوى الاعين الحارة فلتنتظر دورك في صفوف ذلك الشيخ الذي سيجتهد وهو يقرأ عليك ما تيسر له من القرأن ليذهب عنك اعراض العين والحسد التي لا عجب انها غير منتشرة انتشار ذرات الهواء الا في ارض من ينطقون بلغة الضاد ...
عزيزي القارئ قبل ان نتتقد هذه الفضفضة انظر في نفسك فان كنت نظيف السريرة واسع الصدر طيب القلب تحب لغيرك ما تحبه لنفسك وتتمنى الخير لكل من هو حولك .. اذا حينها فلتنظر الى من هم حولك وانظر هل هم مثلك وكم قاسيت من مجتمعك بسبب هذه الصفة ..
تحياتي للجميع
التعديل الأخير تم بواسطة **أم الجود** ; 09-03-2010 الساعة 07:32 PM
09-03-2010, 07:28 PM
ضوابط المشاركة
العرض الشجري