بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام عل رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد

خلقنا الله ذكوراً وإناثاً لعبادته ووعدنا بالجنة للموحدين به برحمته وفضله ثم شرع لنا شريعة تنظم حياتنا وجعل منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنته عملاً وقولاً وتقريراً هو المثال المحتذى تعبداً لله فيما يجب أن نفعله في حياتنا ومن سنته النكاح وقد رغب في ذلك والزوج للمرأة باب من أبواب الحجنة إذا أحسنت التبعل له من أجدل ما عند الله لا من أجل مقابل حسن سلوكه فإن كان محسناً فأجر حسن تبعلها يعدل أجر كل أعمال الرجال الزائدة عليها من صلاة جماعة وجمعة وجهاد وغيرها وإن كان مسيئاً فيضاف لأجرها على ذلك أجر الصبر والاحتساب وعليه وزر ما يفعل بها, وهذا لا يعني سكوتها على سوئه ولكن تسعى لإصلاحه لها فإن لم يفعل تحمي نفسها منه ولا إثم.
ويعتبر الطلاق بركان نفسي فالبركان على الطبيعة يثور فيقذف الحمم ويعتقد من حوله أن هذه هي نهايتهم ونهاية العالم ثم يسبب آلام وأضراراً ونكون وقتها ننظر لما بقي لنا من النعم كالبقاء أحياء والدين وغيرها مما نراه أدنى المكتسية الباقية بعد هذا البركان ثم يهدأ البركان ويخمد ثم نجاهد لإعادة ترتيب الحياة وهي هنا النفس من الداخل بإعادة الحسابات بين الخسائر والمكتسبات والبحث عن الذات ثم ننتقل للبحث عما سجلته كمرات من حولنا لنعلم كيف ينظرون لهذا البركان وكيف سينظرون لنا بعد ما حدث لنا هذا البركان.
ثم نستعيد التوازن ونسير في الحياة نروى للجميع ونحن نتغنى باللحياة قبل البركان ثم الهزات التي قبله ثم ثوررته وما بعدها ونحمل معنا ذكرى تلك الثورة لهذا البركان ونسأل أنفسنا عشرات الأسئلة هل كمن المناسب تكرار السكن بأرض البراكين فهي خصبة ولكن البراكين وغيرها من الأسئلة.
النفسيات تتدرج من إقامة حفلة لحدوث هذا البركان حتى الانتحار بسببه وذلك حسب تدرجها من بمن عدة جوانب حيث قوة وضعف الشخصية ومن حيث الدين ومن حيث التهيئة الأسرية ومن حيث قيمة هذا البركان عندها فالبركان في صحراء غيره في قرية غيره في مدينة مكتضة السكان وهكذا ونخرج من تجربة البركان بقوة وخبرات أعمف وردات عنف أقوى حدة وننشر هذه الخبرات وخاصة ممن لم يطأن أرض البراكين بعد وبقدر درجة تفكيرنا من السطحية الساذجة إلى الأفق الواسع يكون الحديث عن تجربتنا مع البركان من تعميم الثوران من الجميع إلى فصل تجربتنا عن بقية الأراضي الزوجية والأنموذجية.
يختلف الرجل عن المرأة في التعامل مع شؤونه ومنها الطلاق فهو يديرها بشكل عملي مكسب وخسارة من كل الجهات ومنها هل خسر هذه المرأة بتهوره أو كسب نفسه من تلك الظالمة والمرأة تتعامل بعاطفتها فند ثورة البركان تبادر للبكاء والصراخ والبحث عن حماية نفسها ومن حولها ويبحث الرجل عن سبل وحلول لآثار البركان الذي أطلقه هو.
ننتقل اللآن لمن يرغبون ويرغبن السكن في أرض البراكين بعد تجربة البركان فيسكنون مع هذه الذكريات والتحفز لردود الأفعال وتوجس البركان التالي مع ذكريات من كانوا معنا قب البركان وهكذا.
النصيحة:
1- نتعامل مع الواقع كما هو لا حسب صورته في مشاعرنا العاطفية المتأججة.
2- لا ننتظر ممن لم يثور البركان فيهم أن يكونوا مثلنا ولا تقاس البراكين ببعضها ولا من تضرروا منها فيما بينهم..
3- الله موجود ويعلم وسيحاسب وهو الرزاق ذو القوة المتين لذلك نتمسك به على كل حال نحاول جاهدين للفصل بين ما نختزل في ذاكرتنا عن البركان وعن واقعنا الآن وبين ونفرغ كل ما في أنفسنا من ملفات سلبية كتابة أو تسجيلاً صوتياً أو فضفضة لثقة ناصح.
4- لا نبحث عن شماعة العين والسحر والحسد وشخصاً آخر وعن وبراءتنا مما حدث فالقوة في مواجهة الذات.
5- المحاسب هو الله عز وجل وليس الناس وليس من الناسإلى متابعة مسلسل حياتنا ليطلعوا على حلقات المأساة وهم يتناولون المأكلوات والمشروبات وهم في دار سينما الحياة فلا نمكنهم من ذلك ثم يعودون لبيوتهم وينشرون ما ينشرون عن هذا المسلسل لذلك نحمي حياتنا وخصوصيتها بالصمت والتفريغ المأمون وننظر لما حدث وما بعده بعقل منطقي يرتب الأحداث وما يترتب عليها ويقيس الأمور لا بقلب يتعل بنار أشد من نار البركان الحقيقي فيحرقنا ويسهرنا ويؤذي من خلفنا.
6- من حولنا من الذرية والأقارب الأطراف في العلاقة الزوجبية قبل الطلاق لا علاقة لهم بنهاية الحياة الزوجية بصك الطلاق فلا نستخدمهم قذاف مع الزوج المنفصل والزوجة المنفصلة ولا نشركهم بما فعل الزوج أو الزوجة ونحترم الأمومة والأبوة الباقية بعد صك الطلاق.
7- خلق الله الناس قدرات متفاوته ولا نطلب من أحد إلا وسع نفسه ويستعين بالله على مجاهدة نفسه ومن حوله للأصلح.
8- نحفظ لأنفسنا ولمن معنا في قضية الطلاق الحق كمسلمين ولا نحتد في ردود أفعالنا وترداد العبارات التي لا تليق بنا ولا بهم كالمبالغة في السب والشتم.
9- ظلم الشريك في الزواج والشريكة في الزواج لا يبيح لنا المضادة في الظلم بظلم بل ندفع الظلم بالعدل وبكل قوة.
أسأل الله العلي القدير أن ييسر للجميع كل خير وأن ينعموا بالعفو والعافية والسلامة في القلب والبدن والنفس وييسر لهم خيراً مما يأملون وللمسلمين ولي مثل ذلك.

__________________

لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.

وفي سبيل " وعلى ذلك فقُس"
اجد الحياة جميلة ان اتقنا هذه الاستراتيجيات في علاقاتنا الاجتماعية مهما شاخت

__________________
الحمد لله..اللهم صل على محمد و ال محمد

التفريغ المنهجي

جزاك الله خيرا .
أود إضافة كلمة أن الطلاق ليس سيئاً في جميع الحالات، ففي بعض الأحيان يكون نعمة من نعم الله عز وجل، وخلاصا ًً من وضع اجتماعي بائس، والفراق أهون من الحياة مع من لا تطيق.