تجاذبات الطبيعة البشرية والثقا - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة مفتوحة موضوعات ونقاشات علمية، وثقافية، وفكرية، واجتماعية.

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 29-01-2017, 10:57 AM
  #1
Neat Man
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية Neat Man
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 4,683
Neat Man غير متصل  
تجاذبات الطبيعة البشرية والثقا

عنوان الموضوع: تجاذبات الطبيعة البشرية والثقافة التلقائية

المقصود بالثقافة التلقائية هي مايتعلمه الإنسان من قيم وعادات ومواقف وأساليب وردود فعل من خلال بيئته الاجتماعية التي نشأ فيها منذ الولادة حتى يومه الراهن.

الإنسان يتجاذبه ويشكله أمرين مهمين، هما طبيعته البشرية التي لايمكن أن تكون أكبر من محدداتها كأن تكون خارقة للعادة، والعادات والثقافة العامة التي تشكل تصرفاته من خلال محطيه الاجتماعي.

يستطيع الإنسان أن يطور من طبيعته وردود فعله، من خلال مراقبة ذاته وسلوكياتها، واكتشاف الصحيح والخطأ منها، وبالتالي التطوير والتعديل لما هو أفضل، سواء من خلال اكتشافه لذلك بنفسه، أو مشاهدته لسلوكيات يقتبسها من بني البشر سواءً كانوا ممن حوله هو ممن هم أبعد مسافة عنه، ومهما يكن لايمكن أن يذهب بعيداً في تغيير جذري، لأنه مهما عدل من سلوكياته إلا أن له طبيعة محددة لايمكن له أن يتجاوزها كأنسان، وقد وصف ذلك المختصون في السلوك الإنساني سواء كانوا نفسيين أو فلاسفة أو مفكرين أو غيرهم وفوق هذا كله ماذكره القرآن عن طبيعتنا البشرية أو ماوصفَ ذلك عن طريق صحيح السنة، كمشاعر الفرح والحزن والغضب والحسد والغيرة والظلم وغير ذلك، ويصعب على أغلب بني البشر التخلص منها، إلا أن الميزة هو من يستطيع أن يقلل منها بأكبر قدر ممكن باستخدام الإيمان والوصايا الدينية وباستخدام العقل ومحاولة استخدام ميزان العدل، وفهم الطبيعة البشرية، وكلما تعمق المرء بذلك ودرس كلما وصل لمرحلة أعلى من الوعي وأقرب إلى السمو.

الثقافة الاجتماعية أو مايكتسبه المرء من عادات، هي من أكبر العوامل التي تشكل شخصيته ومفاهيمه ومواقفه وقيمه، حتى ليؤمن ويجزم أن الصح والخطأ منطلقٌ من ماورثه وكسبه، وهو لايتخيل ولا يفكر في العادة أن مايمارسه أو مايعتقده من الممكن أن يجانبه الصواب جملةً وتفصيلاً، وهذا مايؤكد لنا أن الثقافة أقوى من التعقل والتفكر والتساؤل والاستنتاج، سواءً كان ذلك على مستوى العقائد والإيمانيات، أو على مستوى العادات والتقاليد والتفاصيل والتعاملات المختلفة، فالمرء رهين بيئته مهما حاول التملص منها، وإن حاول وقاومها فقد يقاوم جزئيات مختلفة ويخضع لجزئيات أخرى وكثيرة.

هناك من حاول أن ينقلب على واقعه الاجتماعي وعاداته لأسباب إما أن تكون نفسية أو عقائدية، ويعتنق مذاهب مختلفة قد تكون في الغالب نقيضة لما نشأ عليه، لكن تلك النشأة تضل محفورة في أعماقه وتشكل تصرفاته وأحكامه، حتى وإن بدى لنا ظاهرياً أنه انقلب عليها، ذلك أن النشأة العميقة بل والتمسك في تلك المفاهيم والآراء والعادات قبل الانقلاب تبقى جذورها بل وأحياناً أغصانها ثابتة وراسخة رسوخ الجبال، وهذا مايؤكد مدى تشكيل الثقافة للمرء وتصوراته مهما حاول الابتعاد عنها.

من هنا يجب علينا قبل الهجوم أو الانتقاد لأي ثقافة أو مذهب أو دين أو عقيدة مهما كانت في أي بقعة من هذا العالم، أن ندرك أن مؤمنيها أو معتنقي تلك الأفكار أو المذاهب أو العادات لم تكن في أرادتهم بقدر ماهي متغلغلة في ذواتهم منذ ولادتهم وتتجذر كلما كبروا مع الضخ الاعلامي الثقافي المتداول أياً كان هذا الضخ عبر المنابر عبر الجسات عبر الصحافة عبر التعليم إلخ......، لذلك لا أرى أي وجه مقنع لانتقاد أناس أو بشر يعبدون هذا أو ذاك أو يؤمنون بتلك الطريقة أو تلك بحجة أنهم على ضلال ونحن على الهدى، وأسوأ من ذلك من يمعن في السب والقذف دون أن يدرك أن لا خيار حقيقي عقلاني لهؤلاء يميزون به الصح أو الخطأ، كما أنهم في الوقت ذاته قد يروننا على ظلال مبين، لأن مفهوم الحق لديهم هو مانشأوا عليه واعتادوه، وهذا مشاهد لكل من يتأمل أو يتجول في عالم الثقافات أو الأديان ويتعمق ويتأمل ويجالس ويخالط يدرك هذه الحقيقة، والله أعلم.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..
رد مع اقتباس
قديم 29-01-2017, 02:27 PM
  #2
فليكا
موقوف
تاريخ التسجيل: Jul 2013
المشاركات: 2,124
فليكا غير متصل  
رد: تجاذبات الطبيعة البشرية وا

صحيح ليس لاحد ازدراء معتقدات الاخرين ..
فكما قال عليه الصلاة و السلام : ( كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه
او ينصرانه او يمجسانه ) ..
بمعنى ان لكل شخص تربيته و نشأته التى منها نشأت معتقداته ..
ويهدى الله من يشأ ..

لكن اظنك تتفق معي اخي الكريم في نقطة مهمه ..
وهى ان الاخرين ايضا يعادوننا و يكيدون لنا المكائد و الحروب لمعتقدنا ..
فلا نظن اننا ان عاملناهم برقي و ديمقراطيه انهم يبادلوننا نفس الامر ..!
نعم نحن صد الاعتداء عليهم لكن ايضا لا نثق بهم و لا نظن انهم اهل للامانه والذمة
صحيح هناك افراد عندهم من الامانه و الذمة و الخلق الرفيع لكن بشكل عام اتكلم ..
موضوع جميل ..
رد مع اقتباس
قديم 30-01-2017, 01:30 AM
  #3
العقل نعمة
مراقب
 الصورة الرمزية العقل نعمة
تاريخ التسجيل: Nov 2016
المشاركات: 1,219
العقل نعمة غير متصل  
رد: تجاذبات الطبيعة البشرية وا

تجاذبات الطبيعة البشرية والثقافة التلقائية

موضوع إجتماعي فلسفي
هكذا يبدو لي.

أجمل ما في مسيرة الإنسان هو أنّه يستطيع أن يربّي نفسه ويستطيع أن يغيّر من طباعه وأخلاقه
التغيير الجذري طبعا صعب
ويمكن نقدر نقول مستحيل,
فإذا تذكّرنا أخطاء بعض الصحابة رضوان الله عليهم والرسول صلى الله عليه وسلّم لم يزل بين ظهرانيهم,
نفهم معنى أن الإرث السلوكي صعب استئصاله,
لكن يمكن تقويمه وتقليمه ,,
ويمكن تعديلة للوصول به إلى جودة تخضع لقوّة الإرادة وحسن الإجتهاد.
ومع ذلك:
لا ننكر نحن كأصحاب عقيدة أنّ بعض الصفات هي رزق, هي أخلاق جبل عليه صاحبها بمنّة من الله عزّ وجلّ,
ولا نعلم التركيبة التي خضع لها هذا الإنسان ليكون هكذا أو كذلك.
نعرف حديث:
قول النبي صلى الله عليه وسلم لأشج عبدالقيس: إن فيك لخلقين يحبهما الله: الحلم والأناة
قال يا رسول الله, أهما خلقان تخلقت بهما, أم جبلني الله عليهما,
قال: بل جبلك الله عليهما .
فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما ورسوله
(رواه أحمد وأبو داود).
ونعرف أيضا أنّ أبا بكر الصّديق رضي الله عنه, على خلاف أكثر أهل قريش, لم يشرب الخمر حتى في الجاهلية, نفسه تاباها من غير أمر, إنّما هو الخلق الكريم.
لكن بقاء أثر النشأة والبيئة نجده في حادثة أبي ذر الغفاري مع بلال رضي الله عنهما حين نعته بابن السوداء.

أما عن ازدراء المسلم لغيره, فهي جزئيّة مهمّة فيما ينبغي أن يكون عليه خلق المسلم ,
المسلم يحمد الله أن جعله كذلك وبدل ان ينظر لغيره بدونيه, عليه أن يستشعر مسؤوليته في الأخذ بايديهم بما استطاع,
وأضعف إمكانياته الدعاء لهم.
ويبقى على غير المسلمين أيضا واجب التفكير حين يدعون إلى الحق وقد جعل الله منهاج الفتوحات بالدعوة أوّلا ثم الجزية قبل الفتح,
هذا يتبيّن أنّ الفطرة توجب عليهم التفكير قبل المكابرة والصدّ ,
وعلى المسلم أن يدعو بسلوكه وأخلاقه بدل أن يتعالى ويمعن في السب والقذف,
آسفة على الإطالة وقد ذهب بي الموضوع إلى أكثر من هذا لو استرسلت.

__________________
إن كنت في مجالس الناس فاحفظ لسانك,
وإن كنت في بيوت الناس فاحفظ بصرك.
ممتنّة لله وحده

التعديل الأخير تم بواسطة العقل نعمة ; 30-01-2017 الساعة 01:32 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:24 AM.


images