حكم تهنئة الكفار بأعيادهم - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

الفتاوى الشرعية الفتاوى الشرعية والدينية وخاصة فتاوى الأسرة والمجتمع

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 23-12-2008, 11:24 AM
  #1
الجروح
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية الجروح
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,731
الجروح غير متصل  
حكم تهنئة الكفار بأعيادهم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حكم تهنئة الكفار بأعيادهم

السؤال :
ما حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ؟



الجواب :

الحمد لله
تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .

ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .

والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز . ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 ) .



الشيخ محمد صالح المنجد

الإسلام سؤال وجواب



__________________

التعديل الأخير تم بواسطة المجاهد ; 23-12-2008 الساعة 02:51 PM
رد مع اقتباس
قديم 23-12-2008, 11:43 AM
  #2
منادي
كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 6,830
منادي غير متصل  
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خير أبومحمد على نقل هذه الفتوى المهمة



بارك الله فيك
__________________
اللهم ارحم خالتي رحمةً واسعة
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة
اللهم ارحم عمتي رحمةً واسعة
اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة
رد مع اقتباس
قديم 23-12-2008, 01:43 PM
  #3
السيف المهند
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 3,328
السيف المهند غير متصل  
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

جزاك الله خيرا

وحقا نقلت فتوى طيبة ..

فاسأل الله أن يرزقنا طاعته ويغفر لنا ذنوبنا ..
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع اقتباس
قديم 24-12-2008, 10:04 AM
  #4
القناصـ
قلب المنتدى النابض
 الصورة الرمزية القناصـ
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 2,528
القناصـ غير متصل  
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير اخي ابو محمد

وبارك الله فيك

احترامي
رد مع اقتباس
قديم 24-12-2008, 06:59 PM
  #5
om shams
عضو مميز
تاريخ التسجيل: Aug 2004
المشاركات: 485
om shams غير متصل  
اخوتي الافاضل اول مره اسمع حرام تهنئه المسيح باعيادهم فلي صديقه مسيحيه تهنيني باعيادنا و اهنيها بعيدها والذي اعرفه ان الدين المسيحي دين سماوي ولهم كتاب منزل من السماء ونبيهم عيسى عليه السلام وامه مريم وهناك سوره كامله بالقران سوره مريم فلماذا نسميهم كفار؟؟؟
رد مع اقتباس
قديم 25-12-2008, 10:45 AM
  #6
الغربه مره
قلب المنتدى النابض
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 3,154
الغربه مره غير متصل  
مره واحد يسال زوجي
انتو المسلمين ليش معبسين من تطلعو من المسجد

هذه ملاحظته من يروح لمنطقه فيها مسلمين


طب عرضتو الفتوى
اقترحو علينا طريقه نتجنبهم فيها

في المدارس و الاسواق و الاماكن العامه و المستشفيات و الاسواق

ونتجنب الاطفال و العجايز و الرجال و النساء في العمل
الان هم مجتمعنا و نتنفس ونصبح و نمسي بوجوهم و معهم
و نتعامل معهم
ما قلت نعيد مثلهم ولا شي
بس نرد عليهم نضحك بوجهم نتمنالهم اوقات طيبه
همه اصلا مو متدينين بس ماخذيها فرصه
يفرحو ويفرحو اولادهم
باكل وهدايا وما الهم علاقه بالناحيه الدينيه عندهم


طب و قوله تعالى (ادعو لربك بالحكمه و الموعظه الحسنه )
قال تعالى : (لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) وفي الحديث ( أدفع بالسيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )
والضرورات تبيح المحظورات

يعني نريد نتعايش مع بشر مثلنا مثلهم و نكون صوره طيبه للاسلام

التعديل الأخير تم بواسطة الغربه مره ; 25-12-2008 الساعة 10:55 AM
رد مع اقتباس
قديم 26-12-2008, 10:36 AM
  #7
الجروح
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية الجروح
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,731
الجروح غير متصل  
وجزاكم الله بالمثل جميعا

وفيكم بارك الله
__________________
رد مع اقتباس
قديم 26-12-2008, 10:37 AM
  #8
الجروح
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية الجروح
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,731
الجروح غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علياء الصالحي مشاهدة المشاركة
اخوتي الافاضل اول مره اسمع حرام تهنئه المسيح باعيادهم فلي صديقه مسيحيه تهنيني باعيادنا و اهنيها بعيدها والذي اعرفه ان الدين المسيحي دين سماوي ولهم كتاب منزل من السماء ونبيهم عيسى عليه السلام وامه مريم وهناك سوره كامله بالقران سوره مريم فلماذا نسميهم كفار؟؟؟
عنوان الفتوى هل اليهود و النصارى كـفـار ؟
المفتي د . صالح بن مقبل العصيمي
رقم الفتوى 26915
تاريخ الفتوى 16/7/1429 هـ -- 2008-07-19



السؤال:
قلت لزميلاتي أن اليهود والنصارى في النار لقوله تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه). لكن اعترضوا علي بأن رحمة الله واسعة، وقد تشملهم الرحمة وخاصة ممن أحسن منهم في الدنيا ويؤمن بالله ولم يبارزنا بعداوة، فهل هذا صحيح؟ .
وما معنى قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : 62] وقوله تعالى (بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : 112]. استغفر الله إن تكلمت بغير علم .



الجواب :

اليهود والنصارى كفار وكل من لم يدن بدين الإسلام فهو كافر. فقد دل القرآن والسنة والإجماع على أن من دان بغير الإسلام فهو كافر، ودينه مردود عليه وهو في الآخرة من الخاسرين قال تعالى (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) [آل عمران:85] وقال تعالى: ( إن الدين عند الله الإسلام )[آل عمران:19].
وقال تعالى : ( يأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله وأنتم تشهدون ) [آل عمران:70] .وقال: (قل يأهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعلمون ) [آل عمران:98] وقال تعالى: ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) [المائدة: 73] وقال تعالى: ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحداً لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) [التوبة:31].
وقال تعالى: ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة). [البينة: 1] فكل هذه الآيات دالة على كفر أهل الكتاب . وهم اليهود والنصارى.
بل قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار). رواه مسلم.
وأما استدلال رفيقاتك بسعة رحمة الله تعالى فإنه استدلال غير صحيح، فإن رحمة الله للمسلمين وأما الكفار والمشركين فإن مصيرهم إلى جهنم قال تعالى (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) [النساء : 48] فقد الله في هذه الآية أنه لا يغفر لمن يشرك به .
وأما قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) [البقرة : 62] فالمراد بهم الموحدون منهم المؤمنون بنبيهم قبل مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فاليهودي الذي آمن بموسى واتبعه وآمن بالتوراة وعمل فهو من أهل الجنة، حتى مبعث عيسى عليه السلام فوجب على بني إسرائيل الإيمان به ومن كفر به فهو في النار ولو آمن بموسى ، وهكذا حتى مبعث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فبمبعثه نسخت جميع الشرائع ووجب على الناس كلهم الإيمان به ومن لم يؤمن به فهو كافر خالد مخلد في النار ولو كان يهوديا أو نصرانيا . قال ابن كثير في تفسيره : قال السدي: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا } الآية: نزلت في أصحاب سلمان الفارسي، بينا هو يحدث النبي صلى الله عليه وسلم إذْ ذكر أصحابه، فأخبره خبرهم، فقال: كانوا يصومون ويصلون ويؤمنون بك، ويشهدون أنك ستبعث نبيًا، فلما فرغ سلمان من ثنائه عليهم، قال له نبي الله صلى الله عليه وسلم: "يا سلمان، هم من أهل النار". فاشتد ذلك على سلمان، فأنزل الله هذه الآية، فكان إيمان اليهود: أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى، عليه السلام؛ حتى جاء عيسى. فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى، فلم يدعها ولم يتبع عيسى، كان هالكًا. وإيمان النصارى أن من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمنًا مقبولا منه حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم، فمن لم يتبعْ محمدًا صلى الله عليه وسلم منهم ويَدَعْ ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل -كان هالكا.
وقال ابن أبي حاتم: وروي عن سعيد بن جبير نحو هذا. اهـ
وأما قوله تعالى: ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ) [المائدة: 82] فتمام الآيات يبين أن المراد بهؤلاء من آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وتأثر بسماع القرآن ودعوته، ولكثرة المستجيبين من النصارى كان النصارى أقرب مودة للمسلمين وأسرع قبولاً للإسلام قال تعالى: ( ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون* وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين* ومالنا لا نؤمن بالله وما جاءنا من الحق ونطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين* فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين* والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم. ) [المائدة:82- 86]
وأما سؤالك عن قوله تعالى (وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (112)).
فقد فسره ابن كثير رحمه الله بقوله : يبين تعالى اغترار اليهود والنصارى بما هم فيه، حيث ادعت كل طائفة من اليهود والنصارى أنه لن يدخل الجنة إلا من كان على ملتها، كما أخبر الله عنهم في سورة المائدة أنهم قالوا: { نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } [المائدة: 18] . فأكذبهم الله تعالى بما أخبرهم أنه معذبهم بذنوبهم، ولو كانوا كما ادعوا لما كان الأمر كذلك، وكما تقدم من دعواهم أنه لن تمسهم النار إلا أياما معدودة، ثم ينتقلون إلى الجنة. وردَّ عليهم تعالى في ذلك، وهكذا قال لهم في هذه الدعوى التي ادعوها بلا دليل ولا حجة ولا بينة، فقال { تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ }.
وقال أبو العالية: أماني تمنوها على الله بغير حق. وكذا قال قتادة والربيع بن أنس.
ثم قال: { قُلْ } أي: يا محمد، { هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ }.
وقال أبو العالية ومجاهد والسدي والربيع بن أنس: حجتكم. وقال قتادة: بينتكم على ذلك. { إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } كما تدعونه .
ثم قال تعالى: { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ } أي: من أخلص العمل لله وحده لا شريك له، كما قال تعالى: { فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ} الآية [آل عمران: 20].
وقال أبو العالية والربيع: { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ } يقول: من أخلص لله.
وقال سعيد بن جبير: { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ } أخلص، { وَجْهَهُ } قال: دينه، { وَهُوَ مُحْسِنٌ } أي: متبع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم. فإن للعمل المتقبل شرطين،
أحدهما: أن يكون خالصًا لله وحده .
والآخر: أن يكون صوابًا موافقا للشريعة. فمتى كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يتقبل؛ ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد". رواه مسلم من حديث عائشة، عنه، عليه السلام. فعمل الرهبان ومن شابههم -وإن فرض أنهم مخلصون فيه لله-فإنه لا يتقبل منهم، حتى يكون ذلك متابعًا للرسول محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث إليهم وإلى الناس كافة، وفيهم وأمثالهم، قال الله تعالى: { وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا } [الفرقان: 23] ، وقال تعالى: { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا } [النور: 39] .وروي عن أمير المؤمنين عمر أنه تأولها في الرهبان كما سيأتي. وأما إن كان العمل موافقًا للشريعة في الصورة الظاهرة، ولكن لم يخلص عامله القصد لله فهو أيضًا مردود على فاعله وهذا حال المنافقين والمرائين، كما قال تعالى: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلا } [النساء: 142] ، وقال تعالى: { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ* وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ } [الماعون: 4 -7] ، ولهذا قال تعالى: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاَءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [الكهف: 110] . وقال في هذه الآية الكريمة: { بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ }.
وقوله: { فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } ضمن لهم تعالى على ذلك تحصيل الأجور، وآمنهم مما يخافونه من المحذور فـ { لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } فيما يستقبلونه، { وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } على ما مضى مما يتركونه، كما قال سعيد بن جبير: فـ { لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } يعني: في الآخرة { وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } يعني: لا يحزنون للموت.
فقد أطلنا لك في الإجابة لكثرة الشبهات في هذه المسألة ولكثرة من يتكلم في هذه المسألة بغير علم .
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علم ينفعنا به إنه جواد كريم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
__________________
رد مع اقتباس
قديم 26-12-2008, 10:40 AM
  #9
الجروح
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية الجروح
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 7,731
الجروح غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغربه مره مشاهدة المشاركة
مره واحد يسال زوجي
انتو المسلمين ليش معبسين من تطلعو من المسجد

هذه ملاحظته من يروح لمنطقه فيها مسلمين


طب عرضتو الفتوى
اقترحو علينا طريقه نتجنبهم فيها

في المدارس و الاسواق و الاماكن العامه و المستشفيات و الاسواق

ونتجنب الاطفال و العجايز و الرجال و النساء في العمل
الان هم مجتمعنا و نتنفس ونصبح و نمسي بوجوهم و معهم
و نتعامل معهم
ما قلت نعيد مثلهم ولا شي
بس نرد عليهم نضحك بوجهم نتمنالهم اوقات طيبه
همه اصلا مو متدينين بس ماخذيها فرصه
يفرحو ويفرحو اولادهم
باكل وهدايا وما الهم علاقه بالناحيه الدينيه عندهم


طب و قوله تعالى (ادعو لربك بالحكمه و الموعظه الحسنه )
قال تعالى : (لو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) وفي الحديث ( أدفع بالسيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن )
والضرورات تبيح المحظورات

يعني نريد نتعايش مع بشر مثلنا مثلهم و نكون صوره طيبه للاسلام
رقـم الفتوى : 23135
عنوان الفتوى : ضوابط التعامل مع النصارى لمن ابتلي بالعمل أو السكن معهم.
تاريخ الفتوى : 25 رجب 1423 / 02-10-2002


السؤال
أعمل طبيبة ولنا في المستشفى سكن يشترك فيه معنا بعض النصرانيات، فهل لي أن استعمل حاجياتهم وأن أسمح لهم باستخدام حاجياتي؟؟؟ وهل لي أن آ كل من طعامهم وشرابهم أو طعام من شرائهم؟؟؟


الفتوى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالتعامل مع أهل الكتاب تحكمه ضوابط عامة، أهمها:
1- اعتقاد أن كل من دان بغير الإسلام فهو كافر، سواء كان نصرانيًّا أو يهوديًّا أو وثنيًّا أو لا دين له .
2- أنه لا يجوز موالاة الكافر ولا مودته، لنهي الله تعالى عن ذلك في آيات كثيرة منها قوله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51]. وقوله: لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً [آل عمران:28]. وقوله: لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [المجادلة:22].
3- جواز البر والقسط لمن لم يكن منهم محاربًا للمسلمين، لقوله سبحانه: لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ [الممتحنة:8].
4- جواز الأكل من ذبائحهم بشرط أن يكونوا أهل كتاب يهوداً أو نصارى، وبشرط ألا تكن ميتة أو منخنقة أو موقوذة، وإنما ذبحت ذبحًا شرعيًّا . كما أن طعام المسلم حلال لهم، لقوله تعالى: الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ [المائدة:5]. فللمسلم أن يأكل من ذبائحهم ومن سائر طعامهم إذا خلا من محرم كالخمر أو الخنزير أو النجس أو الشيء الضار.
5- أن يحذر المسلم من الاستماع إلى شبهاتهم أو النظر في كتبهم إلا إذا كان لمصلحة الرد عليها، من مختص متمكن من معرفة الحق وتفنيد الباطل.
6- أن تحذر المسلمة من كشف محاسنها أمام نسائهم؛ لأنهم لا يؤتمنون على ذلك، وقد يصفن المسلمة لإخوانهنَّ أو أصدقائهنَّ، أو يحسدن المسلمة على ذلك، والحسد قريب إلى قلب الكافر الذي لا يستضيء بنور الإيمان. ومن هؤلاء الكافرات من يعمد إلى عمل السحر للمسلمات، مكرًا منهنَّ وكيدًا، فيجب الحذر من ذلك.
7- أن يحرص المسلم على دعوة هؤلاء إلى الإسلام، وأن تكون تصرفاته معهم نابعة من هذا الهدف العظيم، فله أن يزورهم وأن يعود مرضاهم وأن يعيرهم بعض أغراضه مما يحتاجون إليه ، بهذه النية الحسنة، وهي ترغيبهم في الإسلام وإيقافهم على أخلاق أهله بشرط ألاَّ يستعينوا بشيء من هذه الأغراض على ما حرم الله تعالى، فلا تعار السكين لمن علم أو غلب على الظن استعماله لها في الخنزير .. وهكذا.
8- يجب أن يكون المسلم معتزًا بدينه، متمسكًا بإسلامه في جميع مواقفه، ولا يخجل من بيان الحق، وإيضاح موقف الدين في كل قضية يقع الاختلاف فيها، وأن يستعين بأهل العلم في ذلك إذا لم يمكنه هذا بنفسه، وأن يحرص المسلم على إظهار شعائر الإسلام من الصلاة والصيام وقراءة القرآن.
والله أعلم.


المفتـــي: مركز الفتوى
__________________
رد مع اقتباس
قديم 31-12-2008, 10:49 AM
  #10
ترستال
عضو مميز
 الصورة الرمزية ترستال
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 1,546
ترستال غير متصل  
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اقيم فى بلد يوجد فيه المسيحين بكثرة وزوجى وابنائى لهم صداقات وأحيانا يتبادلون الهدايا أما أنا فلا أرحب بصداقتهم ولكن لى صديقة أشهرت أسلامها فهل يحق لى تبادل الزيارات معها أم لا حيث أن زوجى وزوجها أصدقاء وكذلك أبنائى وجزاك الله خير



__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:34 PM.


images