موسوعة مصطلحات الحياة الزوجية - الصفحة 2 - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المتزوجين مواضيع تهم المتزوجين من الرجال والنساء.

موضوع مغلق
قديم 27-12-2005, 02:26 AM
  #11
حائزة الأمل
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية حائزة الأمل
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 10,658
حائزة الأمل غير متصل  
وقد أمرنا رسول الله r بالتخير بأي طريقة متاحة كما قال r " تخيروا لنطفكم " ومعلوم أن أن أحاديث الرسول r رسالة لبني البشر في كل زمان ومكان فقوله r لنا الآن " تخيروا لنطفكم " نفهم منه التخير في الشكل وفي الدين وفي الحسب والاستشارة الوراثية أيضا قول رسول الله r تخيروا لنطفكم إشارة نفهم منها أن الاستشارة الوراثية في عصرنا الحاضر واجبة شرعا فكما أن الاستشارة الوراثية تقي الذرية من الأمراض الوراثية التي تنتقل في زواج الأقارب فهي تقي الذرية من الأمراض الوراثية التى تنتقل فى زواج الأباعد أيضا .
وهكذا ففي وجود الاستشارة الوراثية لا نخشى على الذرية سواء في زواج الأقارب أو زواج الأباعد
.
7- لا يجوز أن ننسى أن زواج الأقارب له جوانب إيجابية :
أ - اذا كان بالأسرة عوامل وراثية مرغوبة ليست في غيرها من الأسر مثل صفات الجمال والذكاء والقوة .. أو طول العمر وغيرها ، حينئذ يكون زواج الأقارب أفضل من زواج الأباعد شريطة ألا يستمر الزواج بين الأقارب جيلا حتى لا تتحول الأسر إلى مجتمعات صغيرة مغلقة وهو ماثبت وراثيا أنه مضر .
وهكذا تتساوى الاحتمالات فى زواج الأقارب والأباعد في هذه الحالات وسواء كان هذا أو ذاك فالرسول r أمرنا بالتخير إذ قال " تخيروا لنطفكم " والتخير في عصرنا الحاضر أساسه الاستشارة الوراثية

بالإضافة إلى التخير في الصفات والأمور الأخرى لقد ساق الكثير من العلماء نسبوها إلى النبي محمد r تحذر من زواج الأقارب وتشجع على زواج الأباعد .
ومن هذه الأحاديث القول ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) ولم ونجد هذا الحديث في كل كتب الحديث ولا في كتب الغريب ولا في الأحاديث الغريبة والتي تجري مجرى الأمثال ولا في كتاب المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة علي الألسنة لللسخاوى المتوفى سنة 905 هـ ولا في كتاب كشف الخفاء للعجلوني .








ونستطيع أن نقول إن الحديث ( تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس ) لم نجده موصول السند أو مرويا عن النبي r وكذلك الحديث ( اغتربوا لا تضووا ) لم نجده ايضا في كتب الحديث جميعها وقد يكون من كلام عمرو بن الخطاب رضي الله عنه أو لأحد الصحابة ) مما يكون قد تعلموه من رسول الله r .
فمن الممكن الاحتفاظ بالجينات الصحية الممتازة بين أفراد العائلة لجيل أو اثنين أم اذا استمر زواج الأقارب لا جيال متعاقبة فإنه لا يمكن تجنب الامراض التي قد تحدث نتيجة العوامل المتعددة كم لا يمكن تجنب تواجد الجينات المتنحية المميتة مما يؤدى الى وفاة بعض الأبناء .
ب - الجانب الإيجابي الأخر فى زواج الأقارب هو عدم التضحية بجيل من أجل جيل آخر ولشرح هذه النقطة نفترض أن في مجتمع ما صار الزواج بين أقرباء فقط فى هذه الحالة نجد أن نسبة تواجد الجينات المرضية في هذا المجتمع ستزداد في ذرية هذا الجيل نتيجة عدم التخلص من هذه الجينات المرضية اذ أن التقاءها ف حالة مزدوجة أم نادر الحدوث والنتيجة أنه بمرور الأجيال سترتفع نسبة تواجد هذه الجينات المرضية في المجتمع وهذا يودي إلى زيادة مطرودة في ظهور الامراض الوراثية المحكومة بهذه الجينات في الأجيال القادمة مثل مرض تليف البنكرياس نخرج من هذا بنتيجة هامة وهي أن زواج الأقارب قد يضحي بالجيل الحاضر من أجل الأجيال القادمة ,ان زواج الأباعد قد يضحى بالأجيال القادمة من أجل الجيل الحاضر وهكذا نجد في النهاية حتى فى الامراض المحكومة بجينات متنحية لا تفضيل لزواج الأقارب على زواج الأباعد ولا لزواج الأباعد على زواج الأقارب .

أما الأحاديث النبوية التي وجدناها في كتب الحديث في موضوع الزواج فلم نجد فيها أي حديث نبوي شريف يحذر من زواج الأقارب ولكن الحديث أمر بالاحتياط وذلك باختيار الصفات الخلقية والخلقية قبل الزواج وهذا يتحقق في عصرنا الحاضر بفحص المرشحين للزواج في عيادات الاستشارات الوراثية ضمانا لحسن الاختيار .

وهذا يوافق ما جاء في الحديث النبوى الذى رواه البخاري وصححه الحاكم في المستدرك ورواه البيهقي عن السيدة
عائشة رضي الله عنها مرفوعا : ( تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء و أنكحوا إليهم ) .
نلاحظ ن الحديث النبوى لم يذكر لا زواج الاقارب أو الاباعد ولكن على الرجل أو المرأة أن تتخير شريك حياتها في الصفات الخلقية والخلقية قبل الزواج .
وروى الترمذى عن أبي حاتم المزني رضي الله عنه قال النبي r إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه "
.
وفضلا عن كل ذلك فهناك دليل أقوى فلو كان زواج الأقارب غير مرغوب فيه ما تزوج النبي r من ابنة عمته أم المؤمنين السيدة زينب بنت جحش بن رئاب وهي من بنى أسد خديمة المضري وأمها عمة الرسول r أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم فهي عمة شقيقة للرسول r كما جاء فى كتاب " الإصابة في تميز الصحابة " لابن جحر العسقلاني وأهم من كل هذه الأدلة على أن زواج الأقارب كقانون عام لا شئ عليه هو ماجاء فى القرآن الكريم في قوله تعالى } يأيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللائى أتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك { الاحزاب / 50 ) .

ولوكان في زواج الأقارب ضرر أكيد ما أحله الله تعالى لرسول وأشار اليه صراحة في الزواج من بنات عمه وبنات عماته وبنات خاله وبنات خالاته .
وقد ذكرنا من قبل أن الاحتمال العلمي لنقل القلة من الأمراض الرواثية الناتجة من جينات متنحية عن طريق زواج الأقارب يقع في حالة واحدة ، وهى أن يكون أفراد المجتمع أنقياء وراثيا وأفراد الأسرة غير أنقياء وراثيا .

وحتى فى مثل هذه الحالات فإن التخير الوراثي لدى عيادات الاستشارات الوراثية يمنع أي ضرر وراثي محتمل في زواج الأقارب كما قال رسول الله r " تخيروا لنطفكم وأنكحوا الأكفاء وانكحوا إليهم " .

هذا ما أردنا أن نقوله فى موضوع زواج الأقارب ونرجو أن نكون قد ساهمنا في تصحيح مفهوم علمي غير صحيح في هذا الموضوع وفي موضوع الأحاديث النبوية الصحيحة في هذا الموضوع أيضا



يتبع...
__________________
قديم 27-12-2005, 02:32 AM
  #12
حائزة الأمل
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية حائزة الأمل
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 10,658
حائزة الأمل غير متصل  
الظهار




الأسرار في الحياة الزوجية



يتبع..
__________________
قديم 27-12-2005, 02:37 AM
  #13
حائزة الأمل
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية حائزة الأمل
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 10,658
حائزة الأمل غير متصل  
اسباب نشر الأسرار الزوجية وآثارها


خلف انتشار هذه المواضيع فجاءت على النحو التالي :

1- ضعف وازع الحياء .
2- الفراغ .
3- مخالطة قرينات السوء .
4- كثرة الاجتماعات النسائية سواء بسبب الوظائف أو العلاقات الخاصة .
5- الجهل بالحكم الشرعي .
6- الغفلة عن الآثار السلبية المترتبة على الموضوع .
7- القنوات الفضائية التي كانت سبباً مباشراً في بث الجرأة لدي الكثير مما يعرض فيها من مشاهد ساقطة وأغان وكلمات بذيئة .
8- حب الاستطلاع لدى البعض .
9- ظن بعض النساء أنهن بخوضهن في هذا الموضوع يكتسبن قلوب من حولهن ممن لديهن ميل إليه.
10- اعتقاد البعض أنه مجال مفتوح للحصول على ما تود من معلومات وحقائق تخص الموضوع .
11- قلة الإنكار وضعف جانبه من قبل الحاضرات غير المحبذات له .
12- عدم طرح المواضيع الهادفة والمسابقات المتنوعة وتوجيه كلمات النصح وغيرها من وسائل الدعوة في مجالس النساء .


أبعاد وآثار :

1- الوقوع في المحظور الشرعي إذا كان الحديث شخصياً صريحاً .
2- تشجيع النفوس المريضة على متابعة الأفلام الهابطة والأغاني الماجنة .
3- إشغال المجالس بسفاسف الأمور .
4- الكذب والتلبيس بسبب كثرة الكلام في الموضوع والتمادي فيه .
5- خسارة الأموال التي تدفع كأجرة لرسائل الجوالات التي يكثر تداولها .
6- تضييع الوقت فيما لا ينفع ولا يفيد .
7- إيقاد نار الغيرة في قلوب المستمعات وربما أدى ذلك إلى إثارة المشاكل الزوجية .
8- جرح مشاعر المرأة التي ليس لديها زوج بسبب طلاق أو وفاة أو تأخر في الزواج .
9- انتشار التوصيات الخاصة التي قد لا تصلح للكل مما يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه .
10- الخوف من الإصابة بالعين إذا كان الحديث شخصياً .
11- الخشية من وصول كلام الزوجة إلى زوجها مما يؤدي إلى إثارة حنقه .
12- سقوط هيبة المتحدثة لدى البعض .
13- تأثر الفتيات وهن إما أن يكرهن الزواج ويضيقن من مسئولياته أو أن ينزع الحياء منهن .
14- تأثر الأطفال بما يسمعون وذلك أن البعض يخوض في الموضوع بحضور الأطفال

أين التقوى .. وأين الحياء ؟




موعظة حسنة لمن يفشون الأسرار الزوجية

يقول الشيخ محمد بن عبد الله الهبدان عن موضوع إفشاء الأسرار الزوجية :


الحمد لله الذي خلق لنا من أنفسنا أزواجاً لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمة , أحمده حمد الشاكرين وأصلي وأسلم على خير البرية وأزكي البشرية صلاة وسلاماً دائمين ما دامت السموات والأرض أما بعد :
أرقام مفزعة ونسب مروعة وحقائق تدل على المستوى المتدني في أخص جوانب حياتنا الزوجية, سبعون بالمائة من النساء يرين انتشار الحديث في الأمور الخاصة بين الزوجين سواء كان ذلك تصريحاً أم تلميحاً !! وخمس وستون بالمائة منهن يرغبن في الخوض في مثل هذه الأحاديث !
ولم يقتصر الأمر على المجالس فقط , بل تعدى ذلك إلى أن تنقل الجمل الهابطة والعبارات الساقطة والتي يستحي الزوج أحياناً أن يقولها لزوجته .. من خلال الجوال ! فلا حول ولا قوة إلا بالله .. ماذا بقى من أسرار لم تفش .. وماذا بقي للإنسان من أخبار لم تبد .. كيف يليق بالمسلمة أن تخوض في الأحاديث الرخيصة ؟ كيف يليق بالعاقلة الرزان أن تنزل إلى مستوى الاستهتار والمجون والكلام التافه ؟ .
أين الحياء الذي هو جمال المرأة ورونقها ؟! أين العفة التي هي بهاء الفتاة وحسنا ؟! أين مراقبة الله تعالى والخوف من عقابه ؟!

فيعلم الله .. كم من المشاكل وقعت وكم من المصائب حلت وكم من الزيجات انفصلت بسبب هذه الأحاديث والأخبار التي تدور في فلك فراش الزوجية المصون من العزيز الجبار .. أيليق بالمسلمة التي عرفت عظم الوقت وأنه أثمن من أن يضع في مثل هذه الأعمال الوضيعة التي لا تصدر إلا عن الفارغين والفارغات والتافهين والتافهات .
أي فخر يكون بكشف السوءات ؟ وقد قيل إنها سميت السوءة سوءة لأنه يسوء الإنسان كشفها .. والمرأة العاقلة تأبى كشف سوءتها فطرة وعقلاً مع ما جاء في الشرع من تأكيد ذلك فكيف يسوغ إبداؤها بالحديث عنها , كأن السامع ينظر إليها ؟

لابد للمسلمة أن تربأ بنفسها أن تكون من هذا النمط من الناس الذين وصفهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بشر الناس في قوله : "إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر أحدهما سر صاحبه " رواه مسلم .
بل إفشاء هذه الأسرار قد يؤدي بالمرأة إلى النار كما روى الإمام أحمد في مسنده (3/353) عن جابر قال :"بينما نحن مع رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـفي صفوفنا في الصلاة ـصلاة الظهر أو العصرـ فإذا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتناول شيئاً ثم تأخر فتأخر الناس فلما قضى الصلاة قال له أبي بن كعب شيئاً صنعته في الصلاة لم نكن نصنعه ؟ قال : عرضت على الجنة بما فيها من الزهرة والنضرة فتناولت منها طبقاً من عنب لآتيكم به فحيل بيني وبينه ولو آتيتكم به لأكل منه من بين السماء والأرض لا ينقصونه شيئاً ثم عرضت على النار فلما وجدت سقمها – يعني حرها – تأخرت عنها وأكثر من رأيت فيها النساء اللاتي إن ائتمن أفشين وإن يسألن بخلن وإن يسألن الحفن" .
وهل أعظم من أمانة فراش الزوجية والاحتفاظ بأخباره ومجرياته ؟ فلماذا تفتحين على نفسك باباً إلى النار ؟ هل تودين يا أخية أن تكوني من أهل النار .؟
يا أخية : تأملي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم" رواه البخاري .
هل يا ترى تلك الأحاديث التي تتحدث عن أسرار الزوجين الخاصة من رضى الله تعالى أم من سخطه ؟ هل إبداء أسرار فراش الزوجية يؤدي إلى النعيم أم إلى نار الجحيم ؟
إذن لماذا تسلكين هذا المسلك الذي نهايته مظلمة وخاتمته بائسة ؟.

يا أخية : قد تتصورين أن الكلام في مثل هذه القضايا الخاصة يجذب إليك الأنظار , ويلفت إليك الأبصار ؟
وأقول : ثم ماذا بعد ... ماذا بعد أن يسخط عليك العزيز الجبار .. ماذا بعد أن أغضبت الملك القهار .. ماذا لو رضي الخلق كلهم ورب الناس عليك ساخط ! كيف تحرصين على إرضاء من هو تراب بسخط الملك الوهاب ؟
عن عائشةـ رضي الله عنهاـ أن رسول الله ـصلى الله عليه وسلم ـ قال "من التمس رضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس , ومن التمس رضى الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس " رواه ابن حبان في صحيحه والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع.
ثم اعلمي – يا رعاك الله – أن كل الذين يتناقلون هذه الأخبار وتلك المواقف والأسرار والتي تغضب الملك الجبار ستحاسبين أنت عليها لأن النبي ـصلى الله عليه وسلم ـ يقول :"من سن في الإسلام سنة سيئة فعمل بها بعده كتب عليه مثل وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيء" رواه مسلم .
فهل أنت بحاجة إلى أن تحملين نفسك أوزار غيرك من الناس ؟ إذن التزمي وصية نبيك محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينما قال :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" رواه مسلم .تهن وربما دفعهم ذلك لأمور




يتبع..
__________________
قديم 27-12-2005, 02:45 AM
  #14
حائزة الأمل
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية حائزة الأمل
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 10,658
حائزة الأمل غير متصل  

تعدد الزوجات




بسم الله .. الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .. وبعد ...

الإنسان في نظر الشريعة الإسلامية أشرف مخلوق على وجه البسيطة .. لذلك جلبت له كل المصالح وعلمته حسن استخدامها ودرئت عنه جميع المفاسد وصانته من الوقوع فيها ..

وهي لأجل ذلك تفتح له أبواباً كانت موصدة في الشرائع السالفة أو كانت هذه الأبواب مشرعة مطلقة فلا قيد يضبطها ولا رادع ومن هذه المصالح التي جاءت بها شريعة الإسلام لحماية الإنسان وصونه من الفساد ( تعدد الزوجات ) .

تعدد الزوجات عند المسلمين ثابت بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية الشريفة ويقره العقل الحصيف ويرتضيه ..

فالدليل القرآني قوله تعالى ( وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فأن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) النساء : 3 , وفي أحاديث رسول الإسلام عليه وعلى جميع الأنبياء أفضل الصلاة والسلام ما يؤيد إباحة التعدد حيث يقول ( لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها ) .. رواه البخاري ومسلم .. فان النهي عن الجمع بين من ذكر يدل على جواز الجمع على غيرهن .

يتناول الغربيون موضوع تعدد الزوجات عند المسلمين وكأنه فرض من فروض الإسلام وليس كذلك بل الأصل الغالب عند المسلمين هي الزوجة الواحدة وعندما تتوفر للتعدد دواع وأسباب فقد اشترطت الشريعة الإسلامية لتحققه شرطين لازمين لابد من توفرهما رعاية لمصلحة الزواج العليا وتحقيقاً لمقصوده وهما :

أولاً : القدرة على الإنفاق .

لا يحل شرعاً الإقدام على الزواج سواء من واحدة أو أكثر إلا بتوافر القدرة على الإنفاق على الزوجة وتحمل تكاليف الزواج ومؤنة العيش .. ومتى اختل هذا الشرط حرم على الرجل الإقدام على الزواج لقوله صلى الله عليه وسلم ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ) والباءة : مؤنة النكاح ...

ثانياً : توفير العدل بين الزوجات .

وذلك يكون بالتسوية بين الزوجات في النواحي المادية من نفقة وحسن معاشرة ومبيت لقوله تعالى ( فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا ) .. فانه تعالى أمر بالإقتصار على واحدة إذا خاف الإنسان الجور ومجافات العدل بين الزوجات .. وتعدد الزوجات كان موجوداً في الأديان السماوية السابقة والشرائع الأرضية الوضعية ولكنه كان مطلقاً بلا عدد .. فالديانة اليهودية لم تحرم تعدد الزوجات بل ان العهد القديم يروي عن داود وسليمان عليهما السلام بأنهما قد جمعا من الزوجات المئات .. ولما جاءت المسيحية لم يرد عندهم ما يحرم تعدد الزوجات وبقي معترفاً به من الكنيسة حتى مطلع القرن السابع عشر ثم استقرت النظم الكنسية المستحدثة بد ذلك على تحريم التعدد بالرغم من خلو أسفار الإنجيل من ذلك .. والذي يتابع أحوال الخلق عبر العصور يجد أنه من المستحيل بقاء موازين الوجود على خط متعادل واحد .. فسير الخليقة الحثيث يتعرض دائماً لتقلبات واهتزازات ينتج عنه اختلال في تلك الموازين مما يعني حدوث تناقض في اعداد مجموعة على حساب أخرى . إن نظرة الشريعة الإسلامية إلى التعدد ينبثق من كونه حلاً سريعاً وعلاجاً شافياً لحالات اضطرارية ملحة لا كما يتصوره علماء الغرب بأنه ركن من أركان الدين الإسلامي لذلك فان وحدة الزوجة – كما قلت – هو الأفضل وهو الغالب وهو الأصل شرعاً .

ولكن هنالك أسباب ودواعي تجعل التعدد متنفساً وبلسماً ناجعاً لكثير من الحالات الاضطرارية الواقعية ..

فالحروب الفتاكة التي تنتشر في غالب بقاع الأرض ليس لها حطب إلا الرجال .. فالحرب عندما يستهلك ألف رجل مثلاً ينظر في الميزان المقابل أن ألف امرأة تبقى بلا زواج .. فيأتي نظام التعدد لينتشل هذا العدد من النساء كرامة لها وحفظاً من أن تنتشلها أيدي العابثين .

في الديانة النصرانية الحديثة لا يسمح للرجل بأن يتزوج أكثر من امرأة واحدة تكون هي حظه من هذه الدنيا وقد يفاجأ الزوج بأن زوجته عقيماً لا تلد وهو يتوق إلى الأولاد أو أنها قد تمرض مع الزمن مرضاً منفراًَ يصعب معه تحقيق مقصود الزواج فيكون من الأفضل للرجل والإكرام للمرأة بأن يتزوج الرجل مرة أخرى بدل أن يطلق الأولى طلباً للثانية .

طبائع بني البشر تتفاوت وتختلف وهي بين الرجل والمرأة أشد اختلافاً .. فمن الرجال من يكون قوي الغريزة ثائر الشهوة لا يتماسك أمام نداء الفطرة ولربما يرزق هذا النوع من الرجال بزوجة ليست لها تلك الدرجة من الرغبة في المعاشرة أو أن فترة المرض الشهري الفطري عند النساء يطول عندها فهي لا تشبع نهم غريزته ولا تهدأ فورة الشهوة عنده والرجل بطبعه لا يصبر كثيراً عند النساء أفلا يكون من الأخلاق والعفة أن يسمح له بامرأة حليلة عفيفة بدل أن يتخذها خليلة عشيقة ؟

في كل المجتمعات البشرية وعلى مر الدهور توجد طبقة من الناس أصيلة المعدن نبيلة الخصال وقد يسوء هذه الطبقة بقاء النساء بلا زواج فيدفعه نبله إلى الزواج من امرأة أخرى فاتها سن الزفاف أو أرملة توفي زوجها بحرب ضروس أو مطلقة تعذر الجمع بينها وبين زوجها الأول فينقذها هذا الرجل مما هي تعافيه وتلاقيه .

إن نقد الغربيين لهذا المبدأ الإسلامي المتكامل كان نابعاً من نظرة أديانهم ومذاهبهم إليه .. ومن العجب أن يتأثر المسلمون بهذه الأقاويل المتهافتة فبدءوا ينظرون إلى التعدد نظرة جانبها كثير من الصواب ففي تونس أصدر المشرع التونسي قراراً منع بموجبه تعدد الزوجات وكذلك فعلت تركيا .. وفي باكستان يعتبر تعدد الزوجات جريمة من جرائم العصر التي لا تغتفر , ولكن العقل المنصف المتحرر من التبعية والتقليد ينظر إلى هذا النظام الإسلامي نظرة إعجاب وتوقير يحمله على الاعتراف بمشروعيته وواقعيته كما فعل المستشرق الغربي غوستاف لولبون عندما قال ( إن تعدد الزوجات المشرع عند الشرقيين أحسن من تعدد الزوجات الريائي عند الأوربيين وما يتبعهم من مواكب أولاد غير شرعيين ) ..

هذه نظرة الشريعة الإسلامية إلى تعدد الزوجات وهذه الشروط التي أوجبتها لتحققه كتبتها لإزالة كثير من الأتربة التي ثارت حول هذه القضية .. والله من وراء القصد .. وهو حسبي ونعم الوكيل ... وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين




التنافس في الحياة الزوجية

ومما لا شك فيه أن التنافس بين الزوجين حافز إيجابي ويساهم في الإبداع والإنتاج والتحصيل .. وهناك التنافس المقبول الإيجابي ولكن هناك التنافس المدمر والصراع الذي يمكن أن يكون عامل هدم في العلاقات الإنسانية عموماً وفي العلاقات الزوجية خصوصاً .. ولا بد من القول أن العصر الحديث وقيمه التي تشجع على الفردية والأنانية والتنافس .. لها دورها في زيادة حدة التنافس وإشعاله بين الأزواج ومن ثم ازدياد الاختلاف والصراع .. ولا يعني ذلك أن التنافس لم يكن موجوداً قديماً ولكن ربما كان بدرجات أقل أو أشكال مختلفة .


يتبع..
__________________
قديم 27-12-2005, 02:56 AM
  #15
حائزة الأمل
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية حائزة الأمل
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 10,658
حائزة الأمل غير متصل  
عقدة التفوق وأثرها المدمر في الحياة الزوجية


بواعث عقدة التفوق
من أجل البحث عن بواعث الحالات المرضية التي يصاب بها أحد الزوجين ومعرفة الأسباب التي تكمن وراءها أو الحد منها والتخفيف من آثارها على الطرف الآخر لابد من الإشارة إلى ما يلي:

أـ الغرور الفارغ
ربما تدفع المرء بعض الحالات الخاصة إلى الاحساس بالغرور الفارغ، فربما يحصل على ثروة أو يتسنم منصبا فيظن أن ذلك يجعل له حقا استثنائيا في استرقاق الآخرين، إذ يتصورهم أقل شأنا وأدنى إدراكا وفهما، وأن عليهم أن يكونوا تابعين له يسلمون لآرائه وأفكاره وخططه.

ب ـ حب السيطرة
من العادات الخاطئة التي تترسب في النفوس منذ أيام الطفولة وقد تمتد فتشمل العمر كله هي الدلال الذي يشعر به بعضهم فيصور له الآخرين مجرد خدم لا شغل لهم سوى تلبية طلباته. ومما يزيد الطين بلة هو استمرارها حتى بعد الزواج وتشكيل الأسرة، إذ يتصور أحدهم شريكه في الحياة كما لو كان خادما يجب عليه أن يلبي جميع طلباته، غافلا عن أن ذلك يعني هدرا لكرامة من يقاسمه هموم الحياة. وتعد هذه الحال مرضا نفسيا وظاهرة مدمرة تنسف أسس الحياة إذا لم تعالج في الوقت المناسب.

ج ـ النرجسية
من دواعي الأسف أن الكثير منا لا يزال أسيرا لهوى نفسه، يلهث وراء رغباتها، لا يرى شيئا ولا أحدا سوى نفسه فقط.

وإذا كان لهذا آثاره السلبية في الحياة الاجتماعية فإن له آثارا مدمرة في الحياة الزوجية، لأنه يتناقض تماما مع متطلبات الحياة المشتركة والاعتراف بحقوق الطرف الآخر ورؤاه، ولا يتوقف خطر ذلك على الزوج أو الزوجة، بل إن هذه الآثار تمتد لتشمل مصير الأطفال أيضا.

إن الأنانية والنرجسية تجعل الحياة ضيقة خانقة خاصة لمن يعانون ذلك، ثم يتحملون ـ لاعتبارات عديدة ـ كل هذه المساوئ الناجمة عن هذه الحال المرضية.

د ـ مركب النقص

يقف الشعور بالنقص وراء جنوح الإنسان للتكبر وذلك في محاولة للتعويض. فعندما نرى شخصا يسير في خيلاء مصعرا خده للآخرين لابد وأنه يعاني في أعماق نفسه خواء وشعورا مريرا بالحقارة.

وقد يكون للأزمات التي تعصف بحياة بعض الناس وعجزهم عن الدفاع والمقاومة دور في ظهور هذه العقد في نفوسهم تؤدي بهم في النهاية إلى الميل نحو التكبر والاستعلاء على الآخرين.

إن حلاوة الحياة المشتركة تكمن في تلك الألفة والمودة التي تربط الزوجين بوشائج متينة، حيث تذوب خلالها جميع الفروقات بينهما في اتحاد فريد؛ وعندما يبدأ الزوجان بالمقارنة بينهما عندها تقرأ الفاتحة عليها وعلى حياتهما معا.

ومن الخطأ الجسيم أن يحاول المرء توظيف موقعه مهما بلغ من العلو في علاقاته مع زوجه وشريك حياته، أو يسعى إلى تحقير الطرف الآخر الذي يجد نفسه مضطرا للبحث عن عيوبه، ومن ثم التشهير بها..

ضرورة التغيير

إن مصلحة الأسرة تتطلب من الزوجين البحث عن السبل التي تؤدي إلى اتحادهما وتضامنهما بروح من المحبة؛ يجدر بهما أن يلاحظا ذلك في أحاديثهما، في طريقة تفكيرهما ومواقفهما، ينبغي أن يكون سلوكهما باعثا على الأمل في الحياة والثقة بالمستقبل.

أية لذة يجنيها الزوج إذا حول زوجته إلى إنسانة تشعر بالمهانة والذل من أجل أن يروي ظمأه وتعطشه للتفوق والاستعلاء؛ وأي مجد سيحصل عليه إذا جعل من زوجته بوقا يسبح بحمده ليل نهار.

نعم إن الرجل سيد الأسرة ما في ذلك شك، ولكن عليه أن يعي مسؤوليته جيدا في إدارة الأسرة كهم كبير لا كمركز يستدعي التفاخر والاعتداد.

إن ثقافتنا كمسلمين تدعونا إلى ذلك.. تدعونا إلى أن نفكر في سعادة أسرنا.. أن ننأى بأنفسنا عن كل ألوان الأنانية، والعمل بكل ما من شأنه بناء مجتمعنا بلبنات متينة متماسكة، وهذا ما يجعل حياتنا جميعا بسيطة جميلة.

طريق الحياة

أن يتجمل الزوجان لبعضهما أمر حسن لا يحتاج إلى نقاش أو بحث، أو أن يكون أحدهما في نظر الآخر عزيزا غاليا هو الآخر لا غبار عليه، ومن وجهة نظر الإسلام كنظام اجتماعي فإنه يحث المرء على أن ينظر إلى زوجه وشريكه في الحياة على أنه المعشوق الوحيد في هذه الدنيا.

على أن هذا لا يستدعي التمثل والتظاهر، بل ينبغي أن تكون العلاقات صميمية يسودها الصفاء والسلام، ينبغي أن يكون هناك تعاون في كل شؤون الحياة.. أن تكون هناك مشاركة مخلصة بين الزوجين وتقاسم هموم الحياة بكل حلاوتها ومرارتها. لقد منح الله الإنسان العديد من النعم التي لا يمكن إحصاؤها ولا يليق بالإنسان كإنسان، أن يوظف تلك الهبات الإلهية في طريق الآثام.

وأخيرا يوصي الإسلام الزوجين بتعزيز أواصر الألفة بينهما، وأن لا يتوقفا عند مسألة هامشية كالذوق مثلا أو اختلاف الرؤية، بل عليهما أن يعملا ـ ما أمكنهما ـ على توحيد ذوقيهما وطريقة تفكيرهما بعيدا عن روح التفوق والسيطرة التي تتناقض مع مشاعر الحب الصادق والمودة العميقة.

ينبغي أن يكون عش الزوجية دافئا زاخرا بالحب والحنان لا معسكرا تدوي فيه صرخات الأوامر التي لا تقبل النقاش.

إن الإحساس بالغرور، والفظاظة في التعامل يجعلان الحياة الزوجية جحيما لا يطاق، ولذا فإن طريق السعادة الزوجية يتطلب الاعتدال والتسامح والتحمل، وإذا كان تفوق لأحد الزوجين على الآخر فإن ذلك يستدعي الشكر لله، لا أن يكون مدعاة لقمع من يعيشون معنا في ظلال الأسرة



تعريف الزواج لغة واصطلاحاً

والزواج اصطلاحاً : هو ذلك الرباط الشرعيّ المقدس الذي يربط بين الرجل والمرأة ليقترنا ويكونا زوجين ، وهو عقد شريف مبارك شرعه الله سبحانه وتعالى ليحفظ به الذرية والنسل ، ويعفّ من خلاله الناس عما حرّم الله . وفيه هدوء للنفس ، ونشر للفضيلة ، وبقاء للنوع ، وحفاظ على النسب ، وفي القرآن الكريم : "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" [ الروم: 21].

وفي آية أخرى :" وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ " [النحل :72 ].

وفي حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم للزوجة المسلمة "الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة". أخرجه مسلم (1467) .

الزواج في اللغة :

هو اقتران الرجل بالمرأة بمراسيم شرعية دينية . وفي لسان العرب ؛ مادة زوج : الزَّوْجُ : هو الفَرْدُ الذي له قَرِينٌ . وزَوَّجَ الشيءَ بالشيء ، وزَوَّجه إِليه: قَرَنَهُ. وفي التنزيل: وزوّجناهم بحور عين ؛ أَي قرناهم ، وكل شيئين مقترنين، شكلين كانا أَو نقيضين، فهما زوجان؛ وكلُّ واحد منهما زوج .

والزوج: الاثنان. وعنده زَوْجَا حمام ؛ يعني ذكراً وأُنثى . وزوج المرأَة: بعلها. وزوج الرجل: امرأَته ؛ والرجل زوج المرأَة، وهي زوجه وزوجته وكل شيئين اقترن أَحدهما بالآخر: فهما زوجان.

والزَّوْجُ: خلاف الفَرْدِ. يقال: زَوْجٌ أَو فَرْدٌ ، وقال تعالى: وأَنبتنا فيها من كل زوجٍ بَهيج ، قال ابن سيده: ويدل على أَن الزوجين في كلام العرب اثنان قول الله عز وجل: وأَنه خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ والأُنثى؛ فكل واحد منهما كما ترى زوج، ذكراً كان أَو أُنثى. وقال الله تعالى: فاسْلُكْ فيها من كلٍّ زَوْجَيْن اثنين



زواج البَدَل :


هو زواجٌ يتمُّ خلاله تزويج أربعة أشخاص ، أثنين من الذكور واثنتين من الإناث ، وهذا النوع من الزواج منتشر في مجتمعنا بشكل كبير ، وإن كان في السنوات الأخيرة قد أخذ طابعاً بفضل الوعي الديني يتلاءم بشكل أو بآخر مع روح العصر . وذلك من خلال عدم ربط أي طرف من الزواجين بالطرف الآخر فيما لو حدثت مشاكل مستقبلية بين طرف من الأطراف فلا يكون ذلك على حساب الطرف الآخر الذي قد يكون يعيش في تفاهم ووفاق، ويتم الاتفاق بهذا الخصوص بين الجانبين بحضور المأذون الشرعي الذي غالباً ما يسجل ذلك الاتفاق ضمن الشروط الموجودة في وثيقة الزواج .

وزواج البَدَل يحدث إذا كان لأحد العائلات ابن وابنة ( ولد وبنت ) في سنّ الزواج ، فإن الأب يبحث عن عائلة تناسبهم من حيث الحَسَب والنَّسَب إن كان من أبناء حمولته المقربين أو من أي عائلة أخرى يكون بينهم نَسَب سابق ، أي تكون مَنْسَبَاً لهم كما يقولون .

ويتم الاتفاق بين الطرفين على المُبَادلة حيث يُزوج كلّ أب من الطرفين ابنته لابن الرجل الآخر شريطة أن لا تكون هناك ممانعة من أحد الأبناء أو البنات ، لأن الزواج يكون بالرضى والاتفاق ولا يُفرض فرضاً على أحد من الأبناء ، حتى يبنى على التفاهم والوفاق منذ البداية .

والهدف من زواج البَدَل هو تزويج البنت قبل الولد لأن الولد يمكن أن نبحث له عن زوجة متى شئنا ، أما البنت فالوضع يختلف ولا يمكن أن نبحث لها عن عريس لأن :" اللي بيدَلِّل على بضاعته بتبور " ، ويقولون كذلك :"دوِّر لبنتك قبل ما تدَوِّر لولدك "، لأن الزواج يصون العِرض ويحمي الشرف ويحفظ الكرامة والعفّة وماء الوجه ، وعِرض الإنسان كالزجاج إذا انكسر يصعب جبره وإصلاحه والمثل الشعبي يقول :" العِرض ما بينحمى بالسيف" ، فالزواج يحفظ للمرأة شرفها وعفتها كما ذكرنا ، ولذلك يكون للصهر أو " النسيب " احترامه وقيمته ، لأنه يستر الوليّة ويقولون :" النبي فَرَش عباءته لنسيبه "




يتبع...
__________________
قديم 27-12-2005, 03:01 AM
  #16
حائزة الأمل
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية حائزة الأمل
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 10,658
حائزة الأمل غير متصل  
المشكلات الأسرية


لا بيت يخلو من الاختلاف والخلاف، ولكن بيوتا كثيرة تخلو من زوجات وأزواج يتعاملون بحكمة ووعي مع الشقاق، ويعرفون كيف يتركون العاصفة تمر دون خسائر تذكر في بنيان حياتهما المشتركة.

وإذا كان الانحناء في عرفنا ذلا ومهانا، فإن الانحناء الكريم الذي يرفع القدر ويحفظ الكرامة هو انحناؤنا أمام عواصف حياتنا المشتركة; لتمر غير آسفات علىها، إنه انحناء يجعل الرأس أكثر ارتفاعا، فمنتهي العزة أن تظل بيوتنا متماسكة صامدة، وغاية المذلة أن تصبح هشة ضعيفة مسكونة بعواصف أبينا الانحناء أمامها بدعاوي الكبرياء، فحاصرتنا وخنقتنا حتى تصلبت الرقاب، وصارت عاجزة حتى عن هذا الانحناء الذي نحاوله كثيرا بعد فوات الأوان.



الخلاف بين الزوجين وطرق علاجه


يندر في الواقع أن يعيش زوجان دهراً من عمرهما دون أن تطرأ في حياتهما مشكلات وخلافات.

ولذلك فعلينا أن نتقبل الخلافات الزوجية على أنه أمر لا مفر منه أو هو شر لا بد منه ولا يعني ذلك أن نستسلم للخلاف وألا نأبه له عند حدوثه فالخلاف شر وهو يعكر النفوس ويقتل بهجة الحياة الزوجية وعلينا أن نفر منه بكل سبيل ولكن ينبغي أيضاً أن لا نظن أن الكارثة قد وقعت عند أي خلاف مهما كان ويجب أن نعلم أيضاً أن لكل جرح دواء وعلينا أن نحاول دائماً ولا نيأس من علاج مطلقاً وفوق هذه القاعدة نستطيع أن نؤسس حياة زوجية سعيدة.

وهذه مجموعة من قواعد وإرشادات ونصائح أرجو إن اتبعها الزوجان أن يسعدا ويقضيا على كل خلاف ينشأ بينهما:

أولاً: إذا أردت أن تحكم حكماً صحيحاً في أي خلاف فضع نفسك موضع الآخر، وقدر ظروفه وإمكانياته تماماً ثم احكم عليه وبهذا تعلم موقفك أنت ممن يخالفك في شيء ما.

ثانياً: على الرجال أن يعلموا تماماً أن في المرأة، جنس المرأة عوجاً بوجه من الوجوه وهذا ليس فيه تعصب وإنما هو طبيعة الخلق والفطرة التي فطر الله المرأة عليها، ولا يمكن أن تكتمل المرأة من كل وجه خلقاً وطباعاً ولو أنها كانت كاملة لعبدها الرجال من دون الله عز وجل وهذا معنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: [إن المرأة خلقت من ضلع أعوج وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه وإن جئت تقيمه كسرته، وإن استمتعتم بهن استمتعم بهن وفيهن عوج].

وأخذ هذا الأمر على علاته يفيد الرجال كثيراً فافتراض الكمال في المرأة ومحاسبتها على هذا النحو يعني التغاضي عن كثير من النقص ضار بالمرأة والرجل كذلك. وهذا الذي لا بد وأن يعتور الحياة الزوجية ومطالبة المرأة بإكمال هذا النقص مطالبتها بالمستحيل.

ثالثاً: كم من الرجال من يرزقون زوجات هن أرجح منهم عقولاً وأكثر منهم صبراً وحكمة وأكثر منهم سداد رأي ولا يخرق هذا القاعدة العامة في الرجال والنساء ولا يعني هذا أيضاً أن تأخذ المرأة صلاحيات الرجل وأن يقف الرجل من عقد الزواج مكان المرأة لأن هذا يعني إفساداً للفطرة، وهدماً للسعادة الزوجية وأسلوب إصلاح المرأة لزوجها عند نشوزه وإعراضه هو النصح والاستعانة عليه بالأقربين كما قال تعالى: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاً أو إعراضاً فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير}، وأما أن تقوم المرأة بتقويم عوج زوجها ونشوزه وإعراضه بتعاليها عليه، وهجرها لفراشه أو بضربه وتأديبه فذلك هو غاية الفساد والإفساد.

رابعاً: الرجل الذي أعطى حق القوامة عليه الواجب الأول في أن يكون راعي وقواماً ولا يكون راعياً وقواماً إلا بأن يكون قدوة في نفسه، قادراً على تقويم غيره.

والقوامة لا تعني البطش والتعالي وإنما تعني الرعاية والحفظ والتربية والرأفة والرحمة ووضع كل أمر في موضعه شدة وليناً. ولا شك أن سوء استخدام الرجل لصلاحياته المعطاة له يؤدي إلى النقيض.

خامساً: الوسائل التي أعطاها الله وأرشد إليها الرجال لتقويم نشوز زوجاتهم يتلخص في الأمور الأربعة الآتية:

(أ) الوعظ: وهو كلام رقيق يصيب القلب والوعظ نافع للزوجة إذا جاء في الوقت المناسب بالقدر المناسب، وأما أن يجعل الرجل من نفسه خطيباً بالليل والنهار فذاك فساد وإفساد فالوعظ في التربية كالسم في الدواء قليله يفيد وكثيره يقتل الشعور والإحساس.

(ب) الهجران في المضاجع: وهو ترك فراش الزوجة وقت النوم فقط وهو نافع إذا لم تفلح الوسيلة السابقة.

(ج) الضرب: والمقصود به إيقاظ شعور امرأة بليدة الطبع لم تستفد شيئاً بالوسيلتين الآنفتين وهي وسيلة لا يلجأ إليها الأخيار عادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عندما اشتكى إليه بعض النساء من ضرب أزواجهم لهم وعظ الرجال وقال: [إنه قد طاف بآل محمد نساء يشتكين أزواجهن..] ثم قال: [وليس أولئك بخياركم] أي من يضرب زوجته.

وبالطبع فالمقصود بالضرب هو غير المبرح الذي يتقي صاحبه به الوجه وفي تحريم ضرب الوجه أحاديث كثيرة مشهورة.

(د) الاستعانة بالمصلحين من أقارب الزوج والزوجة. وهذا آخر المطاف إذا عجز الرجل عن التقويم فعليه أن يستعين بحكم من أهله وحكم من أهل زوجته فيكونا أقدر على تفهم مشاكلهما لأن صاحب المشكلة كثيراً ما يعمى عن حلها.

وفي هذه الأمور الأربعة الآنفة جاء قول الله تبارك وتعالى: {واللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن، واهجروهن في المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلاً إن الله كان علياً كبيراً، وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما إن الله كان عليماً خبيراً}



بم ينتهي مفعول عقد الزواج ؟

ينفصل الأزواج بعضهم عن بعض بواحد من الأمور والحالات السبعة الآتية: الوفاة -

والطلاق - والفراق - واللعان - والظهار - والفسخ - والردة.. وفي كل حالة من هذه

الحالات هناك قواعد وحدود وآداب شرعية يجب أن يحسن التزامها




يتبع...
__________________
قديم 27-12-2005, 03:07 AM
  #17
حائزة الأمل
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية حائزة الأمل
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 10,658
حائزة الأمل غير متصل  
لماذا يتم فسخ عقد الزواج ؟

أولاً:

(أ) اكتشاف الزوجين في أحدهما كان محرماً للآخر كأن يكونا قد اجتمعا في الرضاعة على ثدي واحد (أمها أو أمه، أو امرأة أخرى) فإذا اكتشف الزوجان ذلك كان باطلاً لأن العقد على المحارم باطل، وهما معذوران عند الله فيما سلف لجهلهما ولا يعذران بعد ذلك بالاستمرار وبالطبع يترتب على ذلك أن لا يسترد الزوج شيئاً من محرمته التي انفصل عنها كزوج، وأولاده ينسبون إليه.

(ب) أن يكتشف الزوجان أن نكاحهما كان نكاحاً باطلاً لنهي الشرع عنه كأن يكون نكاح تحليل أو نكاح متعة وقد قدمنا أدلة فساد هذه الأنكحة سابقاً. فإذا اكتشف الزوجان ذلك كان لهما الاستمرار بعقد جديد في نكاح المتعة والتحليل وأما نكاح الشغار ففيه للعلماء خلاف معروف.

(ج) أن تكون الزوجة قد زوجها وليها (أبوها أو غيره ممن تصح منه الولاية) وهي صغيرة لم تبلغ ومثل هذه لا يعتد بموافقتها في عقد النكاح وحيث أن التراضي من شروط العقد كما مر بك فإن لهذه الزوجة إذا بلغت أن تطلب فسخ عقد النكاح لأنها وقت العقد كانت صغيرة وقد زوجت بغير إرادتها أو أن إرادتها في ذلك الوقت لا يعتد بها. ويلحق في هذا الشأن ما لو كانت الفتاة قد أجبرت على الزواج بغير رضاها فإن لها فسخ عقد النكاح، ولها أن توافق على دوامه إن شاءت.

وهذه الأمور التي قدمناها آنفاً كلها من باب واحد لأن العقد فيها جميعاً باطلاً أو فاسداً من أساسه ولكنه لما وقع بجهل كان هذا عذراً فإذا ارتفعت الجهالة وجب فسخ عقد النكاح والتفريق بين الزوجين إلا فيما يمكن استئنافه كما قدمنا.

ثانياً:

القسم الثاني مما يوجب الفسخ هو اكتشاف عيب مخفي جحده أحد الزوجين أو أولياؤهما عند العقد.. وقد اختلف فقهاء الإسلام في العيوب الشرعية التي توجب الفسخ في الزوجين وما يجب أن يصار إليه ولا يختلف فيه هو الجنون والمرض (الساري) وكون الرجل ليس ذكراً بمفهوم الذكورة أي عنّيناً، وكون الأنثى ليس أنثى بمفهوم الأنوثة أي فيها ما يمنع الاجتماع، وثمة عيوب أخرى فيها مجال للاختلاف كنتن الفم والمخارج. والحق أن مثل هذا فيه نظر في فسخ عقد النكاح به.

ثالثاً: طروء ما يوجب الفسخ:

القسم الثالث مما يوجب الفسخ هو طروء أمر من شأنه أن يبطل عقد الزواج ونستطيع أن نحصر هذه الأمور فيما يلي:

(أ) الردة: كأن يكفر رجل وتحته امرأة مسلمة وفي هذه الحالة لا بد من فسخ النكاح. أو أن تكفر المرأة وهي تحت زوج مسلم وذلك لقوله تعالى: {ولا تمسكوا بعصم الكوافر} ومعلوم أن المسلم لا يكفر إلا بأمور محددة شرعاً وتفصيل ذلك في غير هذا الموضع وقد شرحناه بحمد الله في كتاب (الحد الفاصل بين الإيمان والكفر).

(ب) الإعسار بالنفقة: وهو أن يصبح الرجل غير قادر على كفالة زوجته والقيام بالإنفاق عليها ومعلوم أيضاً أن المرأة يحسن بها أن تصبر على عجز الرجل وإعساره في الإنفاق وأنها يحسن بها أيضاً أن تساعده في ذلك إن استطاعت كما أن على الرجل أن يساعد المرأة ويصبر معها وعليها فيما تعجز عنه من حقوقه عليها كالاستمتاع والخدمة لمرضها وكبرها مثلاً فإن الزواج الأصل فيه التراحم والوفاء والمشاركة وليس هو تجارة وبيعاً من كل صوره ونواحيه.. ولكننا نقول هنا إن الإعسار من موجبات الفسخ لأن المرأة قد تصر على هذا وتطالب به وتقول: رجل لا يستطيع إعاشتي والإنفاق علي لا أريده زوجاً وإجبارها في مثل هذه الحالة ظلم لها ولو صبرت وأعانت كان ذلك إحساناً منها ومعلوم أن الإجبار على الإحسان والفضل ظلم. لأن الإحسان والفضل الأمثل فيه الاختيار والأريحية والدافع الذاتي.

(ج) الأمر الثالث الذي يوجب الفسخ هو اتهام الرجل زوجته بالزنا إن هذا الأمر له تفصيلاته ومشكلاته فنرجؤه إلى الفصل الآتي




الزوجان بين الحب والفتور



الى هنا يتنتهي الموضوع سائلة من المولى القدير أن يسعدكم ويوفقكم لما يحبه ويرضاه

منقول للفائدة بتصرف

أختكم

حائزة الأمل
__________________
قديم 27-12-2005, 03:32 AM
  #18
همسـ
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 8,902
همسـ غير متصل  
icon14

اختي الغاليه

[img]http://www.******.net/hst4x1/55qh3ys3_w6w_w6w_20050517202102545456e19303.gif[/img]

لروعة ماطرحتي

اسأل الله ان يثيبك وان يعم بفائدته الجميع

الى الأمام دائماً
__________________


(≈• سُبْحَانَڪِِ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِڪِِ.أَشْهَدُأَن ْلاَإِلَهَ إِلاَّأَنْتَ.أَسْتَغْفِرُڪِِ وَأَتُو بُ إِلَيْڪِِ ≈)
قديم 27-12-2005, 04:54 PM
  #19
حائزة الأمل
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية حائزة الأمل
تاريخ التسجيل: Aug 2005
المشاركات: 10,658
حائزة الأمل غير متصل  
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسموسي
اختي الغاليه

[img]http://www.******.net/hst4x1/55qh3ys3_w6w_w6w_20050517202102545456e19303.gif[/img]

لروعة ماطرحتي

اسأل الله ان يثيبك وان يعم بفائدته الجميع

الى الأمام دائماً

حبيبتي مس مس..

مراقبتنا القديرة دائما تضيئي قلبي بنورك وحضورك المميز..لاحرمني الله إطلالتك العذبة

ولا حروفك المتلألأة كالنجوم في قلبي..

أختك

حائزة الأمل
__________________
قديم 27-12-2005, 10:27 PM
  #20
زهـــــرة
عضو مميز ومثالي
 الصورة الرمزية زهـــــرة
تاريخ التسجيل: Oct 2005
المشاركات: 812
زهـــــرة غير متصل  
سلمت أناملك والله يعطيك العافية

موضوع راااااااااائع
__________________
ربنا اجعلنا ممن نظرت اليهم فرحمتهم وسمعت دعاءهم فاجبتهم
يارب فرج همومنا وارزقنا فرحة تدمع منها اعيننا
موضوع مغلق

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:43 PM.


images