أمل ... على أعتاب الأبوة - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

مساحة فكر خواطر وقطع أدبية تربوية واجتماعية.

إضافة رد
قديم 23-08-2015, 09:06 AM
  #1
تفاصيل حلم
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 50
تفاصيل حلم غير متصل  
أمل ... على أعتاب الأبوة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
على أعتاب الأبوة
آمال و أحلام
أنثرها بين أيديكم
خواطراً و رسائلاً
__________________
فيا نجم ..
يا طيب المنتجى ..
ألا هل بعثت بقومي الشجى ..
رد مع اقتباس
قديم 23-08-2015, 09:14 AM
  #2
تفاصيل حلم
عضو دائم
تاريخ التسجيل: Oct 2013
المشاركات: 50
تفاصيل حلم غير متصل  
رد: أمل ... على أعتاب الأبوة

أن يطول انتظار المرء لهذه الفرحة الأولى
أمر يجعل القلب ينبض شوقاً
و الصدر يتنفس شوقاً
و اللسان يحكي شوقاً
إلى حياة من نمط جديد
و اهتمام جديد
و احلام جديدة
و رؤيا للحياة جديدة

بالأمس لما جاءتني أمي أطال الله في عمرها و رزقني برها بعد أن أعدت لك المشروب الساخن واقفة على قدميها المرهقتين مسندة ظهرها بيدها
أبدت قلقها عليكِ لأنها رأت عينيك مغرورقتين و وجهك متعرقاً
أمرتني بأن أترك قضائي لحاجتها و أن أذهب بك إلى المستشفى
و ألمحت لي أكثر من مرة على استحياء بأنها تود المجيء معنا حتى تواسيك في ألم الولادة
نظرت في وجه أمي بعد ذلك متوضئة بعينين دامعتين محمرتين
تخفيهما عني
و لا أدري
هل بكت فرحاً بهذه الحفيدة الجديدة التي بدأت تطرق الباب
أم فرحاً بصغيرها الذي سيكون من اليوم و صاعداً أباً
أم بكت على زوجة ابنها التي رأت على وجهها علامات المخاض و خوض التجربة الأكثر تشوقاً في حياة كل امرأة
أم عادت بها الذكريات إلى الوراء بعيداً بعيداً يوم أنجبت أول أبناءها

لما رأيت المنظر و عشت تلك اللحظات
استغرقت طويلاً في التفكير بأمي و أبي رحمه الله
كيف كان شعورهما في نفس هذه اللحظة
كيف كان شعور أبي رحمه الله
و هو ينطلق بأمي لا تكاد تحمله رجليه إلى المستشفى
كيف كان ينظر إلى وجه أمي و هي تتألم و تتعرق و تشرح له ما تجده من ألم
كيف كان يفكر بأمي و كيف ستجد من يسر او عسر
كيف كان يفكر بملامحي و كيف سأكون و أشبه من
كيف كان يسترق السمع إلى أصداء بكاء ابنه الجديد
و يتخيل الباب يفتح له ليرى وجه زوجته و قد ألقت عن كاهلها وهن الحمل و الولادة لتخلد في نوم عميق لتستيقظ و في حياتهما ضيف دائم
و يترقب قدوم الممرضة بابتسامتها تزف لها كلمات مثقلة بالسعادة و البشرى

لما أخذتِ إلى غرفة الولادة و منعت من الدخول معك
كنت أود لو ضممتك إلى صدري عميـــــــــــــقاً
لأترك في قلبك دفء شعوري بك و مواساتي لك
لأرسل لطفلتي دفءً من روحي ... هنا أبوك ينتظرك

دخل الرجل المتلحي و زوجته علي فجأة و هي تأن و هو يذكر الله و يهون عليها
فتخيِّل لي والدي رحمه الله و هو يمسك بيد والدتي و يده الأخرى على كتفها يسندها
تخيلت ما تسببته لهما من آلام و قلق في ذلك اليوم الذي ولدت فيه
لم أمنع بعض مشاعري من أن تنطلق لذانك الوالدين
برد السلام عليهما بحرار ة و الدعاء لهما
لعلها تكون تكفيراً لي عن آلام مزقت بها جسد والدتي الضعيف
و أرقاً و قلقاً قذفت به في قلب والدي الحنون رحمه الله

ذهبت لأصلي العشاء
أمر بالمنتظرين في قسم النساء و الولادة
يتراءى لي أن كل أم حامل هي أمي و كل أبٍ معها هو والدي
السلام عليك يا أمي سلامٌ يصل إليك حيث أنت برداً و سلاماً
يضمك يقبل رأسك يديك قدميك
و إن كنت بعيداً عن جسدك الحاني و روحك الدافئة و قلبك الطاهر
السلام عليك يا أبي سلاماً و دعاءً ينور قبرك يوسعه لك يجعله روضة من رياض الجنة

صلى بقربي ذلك الرجل الذي أودع زوجته غرفة الولادة قبل قليل
شعرت بجسده يظطرب و أنفاسه تتسارع و قلبه يخفق
فكستني غشية من شرود و نوبة من بكاء
أهكذا كنت حينها يا أبي ؟
يا الله
انهالت علي آلافٌ من الأسئلة حينها
كيف جازيتك يا أبي على تلك اللحظات العصيبة
كيف كنت أرد لك الإحسان و العطف
هل كنت ذلك الابن البار بك
هل كنت أخفض لك جناح الذل من الرحمة
و أقول لك قولاً كريماً
هل كنت على قدر أحلامك و آمالك بي

رحمك الله يا أبي
__________________
فيا نجم ..
يا طيب المنتجى ..
ألا هل بعثت بقومي الشجى ..
رد مع اقتباس
قديم 02-09-2015, 11:39 PM
  #3
تحتَ الظلال
عضو نشيط
 الصورة الرمزية تحتَ الظلال
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 187
تحتَ الظلال غير متصل  
رد: أمل ... على أعتاب الأبوة

حين يكون القلب محبرة .. يكون الحرف أثقل في موازين البيان ..
__________________
…|و يارب أنزل رحمتك على أهل القبور |…
(رحمك الله يا خالتي)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:36 PM.


images