بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: ((كنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فانطلق لحاجته فرأينا حُمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمرةُ فجعلت تفرِش، فجاء النَّبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من فجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها، ورأى قرية نمل قد حرقناها، فقال: من حرَّق هذه؟ قلنا: نحن، قال: إنَّه لا ينبغي أن يعذِّب بالنَّار إلَّا ربُّ النَّار)).
سمى رسول الله والرحمة المهداة أخذ ولدي هذا الطائر بفجعيعة فقال من فجع هذه بولدها
فكيف نسمي من فجع مسلمة بولدها ومن شارك معه؟.
هذا الموضوع أتناوله من زاوية الأمومة وليس من زاوية أثر الطلاق
المنهج الإسلامي والله أعلم أن الإنفصال يتم (إن يتفرقا يغن الله كلا من سعته) الآية وينفذ الطرفان حدود الله فيما بينهما كزوجين وحقوقهما كأب وأم لما بينهما من أولاد.
أما في الواقع فيغلب إلا من رحم ربي أن يدخل الزوجان الزواج بحساباتٍ هشة ضعيفة وعند عدم الاتفاق يستخدم الطرف الظالم كل ما يمكنه من التشفي والإغاضة والإصابة بالألم للطرف الضعيف أو المتسامح أو الممتص للصدمة.
ومن ذلك حرمان الأم من ولدها (تشمل كلمة الولد الذكر والأنثى فكل مولودٍ ولد. هنا نقف على سر بلاغة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتشريع الحكيم من لدن الخبير العليم
ذكر في الحديث وصف ما حصل للأم بولدها بمن فجع هذه بولدها وهنا نقف بكل أدب المتعلم ونسأل لماذا لم يذكر فجيعة الولد بأمه؟.
والله أعلم ليعلمنا قلب الأم على ولدها مقارنة بقلب الولد على أمه.
تشارك أسرة الزوج هذا الزوج فيما يفعل غالباً من باب الانتماء و(الفزعة) لرؤيتهم الموضوع من زاويته هو وما يضخمه لهم مما يحصل ويزيد هذا في المجتمعات المتعصبية للأسرة والقبيلة وغيرها من عناصر التضاد المجتمعي كالمناطقية.
وتكون الفزعة مع الظالم عمياء.
ننقل المشهد الآن للأم فهي الآن زوجة ومطلقة وبنت فلان وفلانة وأخت فلان وعمة فلان وخالة فلان وأم ومن قبل زوجها وأسرته بنت فلان زوجة ولدنا الساحرة الفاجرة وغيرها من الأوصاف.
الجريمة الكبرى.
معاقبة هذه المرأة في أمومتها بعقوبة صفتها زوجة هذا لو كانت ظالمة فكيف بزوجة ومظلومة ويتم إحراق أمومتها عقوبة لها بظلم لها كزوجة.
ومما يتفرع من هذه الجريمة الكبرى أن العصبية من أسرة الزوج للزوج في فجيعته للأم بولدها
يصدر من أمه وأخته ومن معهن من الأمهات اللائي يمارسن الأمومة بكل لحظة.
في صورة مشابهة قال تعالى عن الذي يأكلون أموال الأيتام (واليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم) الآية ففي هذه الصورة يوضح الله الصورة من زاويتهم بأنهم قد يموتون ويتركون أولادهم أيتاما يعاملون كما يفعلون هم بالأيتام.
كما قلنا في البداية تسمية النبي عليه الصلاة والسلام لما حصل مع هذا الطائر فجيعة فماذا نسمي حرمان المسلمة من ولدها.
وكيف يطيب لأم أن تحرم أماً أخرى من ولدها وكيف يصلى ويصوم ويتصدق وينصح الناس وهو فجع أماً بولدها.
العلاقة بين الزوجين مهما حصل منها وما فيها يجب أن يفصل بينها وبين الزوجة كأم أو الزوج كأب حيث يحصي الله كل شيء ويعاقب الظالم ومن يؤيده وهو يعلم بعقوباتٍ في الدنيا أو في الآخرة.
ويدخل في هذا صفة أكبر الكبائر ومن ذلك المجاهرة (إن من أكبر الكبائر أن يستر الله امرأً فيصبح فيفضح نفسه ) فهم يتفاخرون بالظلم والعياذ بالله.
الجرح نازف والساكت عن الحق شيطان أخرس.
ويتضاعف الإثم إذا كان يعلم الظلم ويعلم من الشرع الحجة القائمة عليه.
فدمعة الأم يراها الله ويعلم حرارتها ولسعتها في القلب كل ثانية
ويسمع الدعاء وهو العدل.
والمغرور بقوته وموقفه وأعوانه بلحظة يتبين له الجرح والجارح والمجروح.
والله.
النصيحة
لا تكن مع الظالم ولو بالابتسامة له وتمسك وتمسكي بأقل الإيمان وهو الإنكار بالقلب.
03-06-2016, 01:52 PM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
