لا تقتصر محاسن الرضاعة وفوائدها على الطفل الرضيع وحده، بل تتعداه لتشمل المرأة المرضعة كذلك. فيما يلي نذكر بعض هذه الفوائد والتي أثبتها العلم الحديث.
أولاً: إن الإرضاع من الثدي يقي من الإصابة بسرطان الثدي في مراحل لاحقة من العمر، فقد لوحظ أن النساء اللواتي لم يرضعن أطفالهن أصبن بهذا المرض الخبيث بنسبة أكبر بكثير من أولئك اللائي أرضعن.
ثانياً: يساعد الأرضاع من الثدي على إنقباض الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي بعد الولادة. ففي أثناء الرضاعة تفرز الغدة النخامية هرمون الأوكسيتوسين (Oxitocin) الضروري لإدرار الحليب من الثدي.
هذا الهرمون له خاصية قابضة لعضلة الرحم أيضاً، ولذا فهو يساعد على انقباض الرحم وعودته إلى حجمه الطبيعي، ما يؤدي إلى انسداد الأوردة الدموية وبالتالي وقف النزف إثر الولادة. من هنا عرف العلماء خاصية هذا الهرمون وأصبح يستخدم في غرف العمليات (الولادة) كمقبّض لعضلات الرحم ومانع للنزف الدموي الذي قد يحصل أثناء وبعد الولادة. وكثيرٌ من النساء يلاحظن هذا الأمر ويشكين من آلام وانقباضات مع بدء عملية الإرضاع، وهذا لا يجب أن يثني عن الرضاعة بل هو كأثر الدواء المر ولكنه يعد بالشفاء السريع. فسبحان الله الخالق المصوّر!!
ثالثاً: تساعد عملية الإرضاع على تمتين الروابط العاطفية بين الأم ووليدها، كما تمنح الأم حالة من الرضى والاكتفاء العاطفي والنفسي، وهو أمرٌ في غاية الأهمية إذا ما عرفنا أن العديد من الأمهات اللواتي ولدن حديثاً قد يصبن بحالة من الكآبة بعد الولادة.
رابعاً: تساعد عملية الإرضاع على إذابة الشحوم التي كانت قد تجمعت هنا وهناك في جسم المرأة أثناء الحمل. يزيد وزن المرأة عادة بمقدار 9 -13 كيلو غراماً أثناء الحمل، ولا يزيد وزن الطفل عن أربعة كيلو غرامات في الغالب في حين تكون البقية على شكل شحوم متجمعة في منطقة البطن والأرداف.
وفي حين تجهد المرأة في البحث عن دواء ما أو ممارسة رياضة ما تنحّفها، فإن الرضاعة الطبيعية تذيب هذه الشحوم دون جهد أو عناء يذكر. ولكي تحصل المرأة على هذه النتيجة، يجب أن تستمر بالرضاعة مدة كافية من الزمن أو حتى تلاحظ بنفسها ذهاب السمنة عنها.
12-09-2003, 02:46 AM
ضوابط المشاركة
العرض العادي
