لا أعلم من أين ابدأ كتابة قصتي فهي قصة طويلة نوعا ً ما بدأت عند تخرجي من الثانوية حيث تقدم لي ابن عمي الذي كان يعيش في بلدي الأصلي وكان لايزال طالبا ً غير متوظف آنذاك وحين سألني عمي رفضت بشدة!
والسبب أنني في ذاك الوقت مازلت حديثة تخرج وكنت قد سجلت للتو في الجامعة وبما أنني فتاة طموحة وكانت حقي لدي أحلام كثيرة رفضت بحجة اكمال دراستي وأيضا ُ كان لصغر عمر الشاب آنذاك وعدم عمله فهو أيضا لم يكن مستعدا ً وقد خطب من قبلي فتاتان وتم رفضه وهذا كان أيضا أحد أسباب رفضي!

فقد شعرت بأنه عندما تم رفضه من بعض العائلات كان واثقا ًمن قبول عمه له
وبالفعل كان أبي سعيدا ً به رغم أنه لم يكن مستعداً بعد أصريت على رفضي وقال أبي بأنه سيخبرهم بأنني رافضة الموضوع
ولكن فوجئت بعد سنة بأن والدي لم يخبرهم برفضي!
بل أخبرهم بأنني أحتاج وقت للتفكير!
رغم أنني استخرت وفكرت ملياَ وكان رفضي لأسباب منطقية الا أن والدي لم يقتنع!
بعد سنة انتقل ابن عمي للبلد التي أعيش بها وتقدم لي مرة أخرى وهنا علمت بأنه ينتظر ردي منذ سنة كاملة!
فلم يكونوا على علم بأنني رافضة الموضوع فلقد ظنوا بأنني مازلت أفكر
ظننت أن الموضوع انتهى ولكنهم عادوا من جديد مع ضغط أكبر هذه المرة
رفضت بشدة مرة أخرى حيث أنه انتقل للتو ولم يعمل بعد ولأنني أظن أنه من الخطأ أن يتم حجز الفتاة حتى يكون الشاب نفسه!

كنت أبكي وأستخير كل ليلة والضغط كان حقا ً قويا ًفالكل أشعرني بأنه لن يتقدم شخص بأخلاقه وطيبته والبعض بدأ يذكر لي بأن هناك الكثير من البنات اللاتي لم يحالفهن الحظ وفاتهن القطار وأصبحن " عوانس " وكان الجميع يُلمح بأن مصيري سيصبح مثلهن ان لم أوافق على هذا الخاطب!

برغم أنني أؤمن بان الزواج قسمة ونصيب وبأن الزواج شئ يقدره الله عزوجل لبني آدم وهو لايزال في بطن أمه!

الا أنني ونظرا ً لصغر سني وعدم قدرتي على التفكير لوحدي في تلك الفترة وافقت على مضض وبدون اقتناع!
فقط ليسكت الجميع عني فقد كان ضغطهم شديد ومتواصل.

تمت الرؤية الشرعية لم أشعر بأي شي وبعدها أقيمت حفلة صغيرة بحضور الأقارب كان شعوري عادي جدا ً لم أكن سعيدة أو حزينة ولكنني شعرت ببعض الإرتياح حينها!

بعدها بشهر تقريبا ً وجدت ايميل منه يخبرني فيه بأنه يحبني جدا ً وبأنه يريد أن يعلم ماهي مشاعري تجاهه وبأنه لايستطيع الإنتظار حتى يستطيع التحدث معي!
ولأننا من مُجتمع محافظ فالمكالمات قبل الملكة كانت ممنوعة لذا هو طلب مني بأن نتحدث عن طريق الإيميل أخبرت أمي بهذا فهي صديقتي التي لا أخفي عنها شيئاً لم تتقبل الفكرة ولكنني أخبرتها بأن مشاعري ملخبطة وبأنني أحتاج للحديث معه فربما سأشعر بالإرتياح أكثر بعد معرفته

وفعلا ً بدأت بمراسلته وكانت الصدمة!
أسلوبه مختلف جدا ًعني سطحي وعاطفي بطريقة مُملة!
أخبرته بأن كلماته الرومانسية لامكان لها الآن فنحن ليس بيننا عقد رسمي حتى الآن وكان الغرض من مراسلتي لك هو معرفتك فقط وليس تفريغ عاطفتي معك!
استمع لكلامي وحاول أن يتحدث بشكل عادي ولكنني لم أتقبله البته وأوقفت المراسلىة بعد ثلاثة أيام فقط بحجة أنني غير مرتاحة للتحدث معه بدون علم أبي حاول ولكن السبب الحقيقي كان أنني لم أتحمل ذلك أبدا كنت لا أستطيع اكمال ساعة واحدة فقط من المراسلة كنت أُجبر على نفسي وأجامل كثيراً قطعت المحادثات ولكن من بعدها كل مافكرت به كزوج أبكي كثيرا ً فأنا فتاة متعملة جامعية مُثقفة وهو على العكس تماما ً لديه شهادة ثانوي ودورة حاسب وتنقل كثيرا ً بين الوظائف حتى وجد وظيفة تناسبه أخيرا ً وعقليته كانت سطحية جدا ً مُفارنة ً بعقليتي وشخصيته عاطفية وحساسة جدا ً مقارنة ً بشخصيتي الجادة والواقعية.

منذ محادثتي معه تغيرت كثيراً أصبحت شخص آخر حزينة ومنطوية على نفسي بكيت كثيرا ًوطلبت من أهلي فسخ الخطبة حيث أنها كانت كلام فقط ولايوجد أي رباط رسمي ولكنهم للأسف لم يقتنعوا بأسبابي ولم يقف أحد في صفي ورغم أن أمي كانت حزينة لحالي الا أنه ليس بيدها شي!

اصبح يرسل بعض الإيميلات من فترة لأخرى وجميعها كانت ايميلات مُزعجة فتارة ً يُخبرني بأنه يراني أخرج كثيرا ًوهذا ليس من أخلاقيات البنات المحترمات! مما حز في نفسي كثيرا ً حيث أنه بدا كأنه يريد فرض سيطرته علي وأنا لازلت في منزل أهلي!
وفي احدى المرات قام بالتجسس على جهازي ومحادثاتي وقد أفقدني ذلك صوابي فأرسلت له ايميلا ً طويلا ً أخبره فيها بأنني وافقت عليه تحت ضغط وبأنني فعلا ً لا أريده فقد كنت مراعية لمشاعره كثيرا ً ولكن بعد ايميلاته الإستفزازية لم أستطع التحمل أكثر أخبرته بأنني فتاة تربيت في بيت محترم وبأنني أحسب حساب تصرفاتي وأنني لا أحتاجه لتوجيهي فهو حتى ليس زوجي شرعاً بعدها أخبرني بأنه صدم من حدة كلامي وبأن كلامي جرحه كثيرا ً وأنه تغيب عن العمل بسبب انه مرض بسبب ايميلي!
جميع الأمور هذه زادت من كرهي له ونفوري منه!

ومرت السنين وأنا محجوزة لإبن عمي الذي لم يستطع أن ينفذ وعده فقد أخبر أبي بأنه الزواج سيتم في سنة ولكن السنة تحولت لخمس سنوات!

خمس سنوات وأنا أنتظر شخصا ً لا أشعر تجاهه بأي نوع من التقبل شخصا ً أنفر منه وممازادني حسرة تمسك أهلي به بعد مرور كل تلك السنوات!!
ورغم أنني لا أشجع العلاقات قبل الزواج الا أنني تمنيت شخصا ً أتقبله على الأقل فالتقبل أدنى درجات الحب..
زاد كرهي له مع مرور السنوات واحسست بأنه السبب في حالتي التي وصلت لها
تغيرت كثيرا ً واصبحت انسانة كئيبة ومُملة أبكي كثيرا ًو أعيش في حزن دائم

أدرك أبي بعدها خطأه ولكن بعد سنوات اعتذر مني وأخبرني بفسخ الخطبة ان اردت ولكنه كان حزين جدا ً عندما تحدث عن ذلك حيث كان خائفا من تأثير ذلك على علاقته بأخاه الذي يحبه كثيراً
لم تكن لدي القدرة لفسخ الخطبة كنت خائفة وجبانة ولكن حين قررت بشجاعة فسخ الخطبة وذهبت للتحدث عن ذلك مع أبي وخالي أخبرني خالي ان ذلك صعب خصوصا بعد مرور خمس سنوات فقد يتحدث الناس عني وقد يشككوا في سمعتي!
لذا اقترح بأن يُمهلهم بعض الشهور فأن لم يستطيعوا تجميع المهر وباقي مصاريف الزواج حينها سيفسخ الخطبة وسيكون لديه عذر قوي!

فعلا ً أمهلهم 8 شهور بعدها أتوا ومعهم المهر وجميع المصاريف!
مما زاد حالتي النفسية سوءاً فقد كنت متيقنه بأنهم لن يستطيعوا تجميع المبالغ المطلوبة في فترة وجيزة حيث انهم لم يتمكنوا من عمل ذلك في خمس سنوات!
بدأ الجميع يستعد للزواج الجميع يبدو سعيد ماعداي تم عقد قرآني قبل اسبوعان بكيت كثيرا ً يومها وعدت للبيت ونمت ليوم كامل شعرت بأنها نهاية حياتي!

اقنعت نفسي بأنه يحبني ويحترمني لذا سأكون مرتاحة معه وهذا الأهم ولكنني أشعر بالحرقة كلما أذكر بأنني سأعيش معه للأبد وبأنه يجب علي أن ألبي حقوقه التي شرعها الله التفكير في هذا يُصيبني بالغثيان
ظروفي سيئة جدا ً لا أستطيع مكالمته
والان هو زوجي ومن حقه أن يتحدث معي ولكن قلبي يلفظه!
لفد كون نفسه وجمع المبالغ المطلوبة واستأجر شقة جميلة وجديدة ولكنني لم أستطع الفرح بأي شي لا أشعر بأنني عروس زفافي بعد شهر من الآن وأنا في حال يُرثى لها أبكي يوميا ً وأدعي الله بأن يشرح صدري له ولكنني أزداد نفورا ً منه كل يوم
الحديث معه فقط يجعلني في مزاج سئ حتى أنني بدت أتهرب من الحديث فتارة ً أخبره بأنني سوف أنام وتارة بأنني في الخارج لترتيب بعض أمور الزفاف اختلق اعذارا ً جديدة كل يوم!

أصبحت انسانة باردة بلا روح كل ما أفعله هو النوم والبكاء والإنزواء لوحدي في غرفتي الجميع يعلم بأنني غير سعيدة فهذا واضح جدا ً ولكن الكل يتجاهل حقيقة هذا الأمر والجميع يُردد الحب يأتي بعد الزواج
ولكن كيف سيأتي الحب ان لم يكن هناك قبول من الأساس؟
أنا أحترق من الداخل ولا يوجد أي حل
ان تزوجت منه قد أعيش تعيسة للأبد
خصوصا أنني حاولت بشتى الطرق أن اتقبله ولكن عقلي وقلبي يرفضانه!
أتهرب من لقاءه لا أستطيع التحدث معه لمدة ساعة واحدة أشعر بالنفور الشديد منه ومن أسلوبه رغم أنه مُحترم ويُعاملني جيدا ً ولكن ماذا أفعل ان كان قلبي يلفظه؟!
ماذا أفعل ان كانت المودو مُنعدمة بيني وبينه؟
ماذا أفعل ان كُنت أقدر الوقت حين يتحدث معي؟ ماذا أفعل ان كان جل تفكيري عندما يتحدث معي هو كيف أنهي المحادثة؟
لا أنسجم معه بتاتا ً رغم أنني استمعت لنصائح المقربين مني وحاولت أن أتقرب منه كثيرا ً لأجل ذلك ضغطت على نفسي كثيراً مما زاد نفوري منه وكرهي له!

اقترب موعد زفافي ولا أشعر بأنني عروسي أبدا ً أهملت نفسي لا أخرج من المنزل لا أتحدث مع أحد وأعيش في حالة نفسية سيئة لم يفهمني أحد حتى المقربين مني جميعهم يُرددون بأنه أمر طبيعي!
وبأنني سأهيم به بعد الزواج أتمنى هذا حقا ًولكن ماذا لو زاد نفوري؟
ماذا لو لم أستطع تقبله بعد الزواج؟
لم أتقبله بعد الخطوبة
وقالوا سأحبه بعد الملكة
ولكن كرهته أكثر بعد الملكةّ!
مالذي يضمن لي بأنني سأتقبله بعد الزواج؟
هل أبني حياتي الزوجية على احتمال أنني سأحبه؟
وماذا لو لم أحبه؟
هل سأعيش عمري كله مع شخص لا أطيق النظر الى وجهه؟
هل سأعيش عمري كله أجامله على حساب نفسي كما أفعل الآن؟
الآن الأمر سهل مازلت في بيت أهلي وفي كل مرة أتحجج بشيء معين حتى أنهي حديثي معه!
ولكن ماذا سأفعل ان عشت معه تحت سقف واحد؟
كيف سأتمكن من تجنبه؟

أن بين نارين نار أن أنفصل عنه وأن أحمل لقب مطلقه بعد خمس سنوات خطوبة
مما سيشوه سمعتي بكل تأكيد أو هذا ماتعتقد عائلتي!

وبين نار أن أتزوجه وأبدأ علاقة قد تكون تعيسة وفاشلة!

عندما تقدم لخطبتي كنت في التاسعة العشر من عمري والآن قد أتممت عامي الخامس والعشرين!
ضاعت سنوات عمري في انتظار شخص لا أحمل له أية مشاعر!
وهذا من أسباب النفور أيضاً حيث أنني أشعر بأنني أُرغمت على انتظار شخص لا أطيقه وأضعت أجمل سنوات عمري في انتظاره فقط لأن والدي يظن بأنني لن أتزوج بغيره ان لم أتزوج به!
أعلم بأنني أعتبر كبيرة في هذا المجتمع وان الكثير ممن هن أصغر مني أصبحن مسوؤلات عن أسر وأزواج
أريد بأن أصبح زوجة أريد بأن أصبح أما ولكنني أريد قبل كل ذلك " راحة " أريد أن أتزوج شخص أقتنع به لا أريد أن اعشق أو أُعشق فوالله ان هذه آخر اهتماماتي وطوال حياتي حرصت على نفسي من هذه الأمور حيث أن نسبة فشلها أكبر بكثير من نسبة نجاحها!

أريد فقط شخص ارتاح له لا أكثر ولكنني عالقة مع شخص التفكير به كزوج يقتلني ويحرقني من الداخل!

أفكر كثير اً بالإنفصال ولكنني يقد عقدت قرآني وهذا قد سيجعلني مُطلقة رغم أنني لا أبالي بذلك ولكن أهلي سيرفضون بالتأكيد فقد رفضوا فسخ الخطوبة وقد كنت في البر بدون أي عقود فكيف سيقبلون بالإنفصال الآن!

أنا مُتعبة حائرة وتعيسة
أدعو الله بأن يشرح صدري وبأن يقدر لي الخير حيث كان
أطمع في نصائحكم

أهلا ً عزيزتي سر الحياة

عمره 28 ولقد تحدثت معه مرات كثيرة أيام الخطوبة وتمت ملكتي قبل أسبوعان وهو يتحدث معي يومياً من يومها ولكنني في الفترة الأخيرة أغلقت جوالي أشعر بضيق نفسي شديد سأحاول التحدث معه في الغد ولكنني فعلا ً أشعر بشعور قاسي أتمنى من الله أن يسهل أمري.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضياء السماء الاخت الغالية. لن ارد عليك كما ردت الاخوات الكريمات مع احترامي الشديد لوجهة نظرهن! حيث أن التقبل مهم جدا ولا يمكن تجاهل المشاعر.. ولكن اسألك ما سبب عدم تقبلك له غير اسلوبه وكلامه. حيث ذكرت انك لا تطيقين النظر في وجهه.؟ هل مثلا هو قبيح ولم تتقبلي شكله؟ او لا يهتم بنفسه ومظهره؟ لا بد من وجود امور اخرى اليس كذلك؟ وفقك الله لكل خير