[قسم مساحة فكر] تجربتي الأغرب مع وزير التربية والتعليم((قصة من الواقع)) - منتدى عالم الأسرة والمجتمع
logo

الملاحظات

المواضيع المميزة المواضيع المميزة في المنتدى

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 18-10-2010, 04:14 PM
  #1
حفيد الداخل
عضو مثالي
 الصورة الرمزية حفيد الداخل
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 181
حفيد الداخل غير متصل  
[قسم مساحة فكر] تجربتي الأغرب مع وزير التربية والتعليم((قصة من الواقع))

(( قصة حقيقية ))

تجربتي مع وزير التربية والتعليم تجربة غريبة جداً, تجربة مؤثرة تركت أثراً كبيراً في داخلي لا يمحى أبداً, هي من تلك التجارب التي يقال عنها ((تغير مسار)) نعم كانت التجربة الأعمق والأشد تأثيراً في حياتي والتي غيرت مفهومي تجاه كل شئ وأكسبتني نظرة مختلفة لكل شئ, ولا غرابه فالتجارب مع العظماء لابد أن تكون مؤثرة وشديدة العمق, لأنهم عظماء فتأثيرهم عظيم, وأثرهم أعمق .بدايةً سأتكلم عن بعض الأحداث الجانبية سبقت تجربتي مع معالي الوزير وهذه الأحداث جوهرية ولها علاقة كبيرة بهذه التجربة , أحداث كان والدي طرفاً فيها, فليعذرني معالي الوزير لا بد أن أبدأ بوالدي وأذكر كيف كان والدي مقدمة للقاء معاليه وكيف دفعني دفعاً للقاء سعادته . فلابد أولاً أن أعود بالذاكرة الى مراحل الطفولة المبكرة وبالتحديد إلى سنوات ما قبل الدراسة ففي تلك المرحلة بدأت بوادر لقائي بوزير التربية والتعليم وبلا معرفة مني ولا من والدي لما ستخبئه لنا الأقدار .وتبدأ القصة تحديداً من أحد الأيام وأنا في سن الخامسة أو قريب منها حيث كنت الأنشط بين أشقائي والأسرع استيقاظاً للمدرسة , بالرغم من أني لم أكن بعد قد إلتحقت بها , لكنها طفولتي البريئة وعدم معرفتي ماذا يعني أن تستيقظ صباحاً للمدرسة , كنت أرى جميع أشقائي وشقيقاتي وهم يتبرمون ويعلنون رفضهم القاطع الاستجابة لمحاولات أمي وهي تحثهم على ذلك وكلاً حسب شخصيته في البيت ومدى تفاعله مع والدتي سلباً أو ايجاباً , فصاحب الشخصية المتساحمة (الطيب) كان ينال كل التقريع والصراخ صباحاً وكأنه المتسبب في عدم استيقاظ البقية وصاحب الشخصية القوية ذو المزاج النكدي (الشرير) كان يعامل معامله ملكية ويناله نصيب كبير من عبارات المديح ووصفه بصفات الطيبين النبلاء أتقاءً لشره فقط وليس بالضرورة توفرهذه الصفات فيه,
وهناك الأجمل من أشقائي (الأبله) الذي يجعل من مهمة الاستيقاظ المهمة الأصعب على مر التاريخ فتجد والدتي تقوم بأكبر عملية مطاردة وحصار حتى تقنعه بأننا في فترة الصباح وأنه يتوجب عليه الاستيقاظ والذهاب إلى المدرسة فتجره جراً إلى الحمام ليستعد للذهاب وما أن تضعه بمواجهة باب الحمام حتى تفاجئ بوجوده وبقدرة قادر في المطبخ يضطجع بين (المواعين) فتنطلق إلية مهددة ومتوعدة وتأخذه بيده مرة أخرى الى باب الحمام وما أن تلتف حتى تجده يتوسد عتبة باب الدخول إلى البيت , هنا تحدث المنازلة الأقوى والأشرس فيسحب بشعره سحباً الى الحمام وبفعل الخوف والألم , يتنبة ويدخل الى الحمام لتفتح والدتي عليه الباب بعد 10 دقائق فتجده متوسداً الغسيل ينام ملأ جفنيه على إحدى الغسالات ..


هذا هو المشهد اليومي الذي كنت أضطر لرؤيته صباح كل يوم فهو يلخص لي رواية ( الطيب والشرير والأبلة ) حتى قبل أن تؤلف . هي معركة تنتهي غالباً بانتصار ساحق لأمي إذ وهبها الله شخصية قوية وأيضاً غريبة ولسنا بصدد مناقشة غرابة والدتي .
ينطلق النجباء والنجيبات من بني أمي إلى مدارسهم فتعتريني_جهلاً بطبيعة المدرسة_حالة من الضيق والحزن وكنت أقضي اليوم متسائلاً لماذا لا أذهب إلى المدرسة كبقية الرفاق , ولا تنتهي حالة الضيق هذه إلا بعودتهم المظفرة من ميادين العلم وساحات المعرفة فيزداد حنقي وغضبي خاصةً أن بعض أشقائي لم يكونوا من الثقات في رواية الأحاديث وكان لابد ممن يمارس عليهم وعلى أحاديثهم الجرح والتعديل وأنا مجروح أصلاً لعدم ذهابي معهم إلى المدرسة وأحاول تعديل كل هذا ولا أجد إليه سبيلاً , فأحاديثهم عن اليوم الدراسي كانت تراوح بين الضعيف والمكذوب فأحدهم لا يذكر رحلة الى مدرسة بل إلى الجنة ويظل يروي لي كيف لعبوا ووزعت عليهم الحلويات وكم كانت النعم منتشرة والعدل مستتب حتى يخيل لي أن أحد أشقائي ذكر لي أن المنى والسلوى وجبتهم الرئيسية في المدرسة وأن المعلمين يحبونه كثيراً ويثنون عليه لنجابته ولذكائة ودماثة خلقه , مع أن الواقع المشهود في البيت يقول عكس ذلك إلا أنني كنت أصدق فيزداد حسدي لهم , فلم أصل بعد إلى مرتبة الغبطة لأني كنت أرى فيهم الأخوة الأعداء لتخليهم عني صباحاً وعدم إصطحابهم لي .كان كل ذلك و الأحمق يصف لي جنة في الأرض وأنهار تجري ولهم فيها ما يشتهون , ليكتشف والدي وعن طريق الصدفة أن هذا الأحمق ولمدة فصل دراسي كامل كان يهرب من المدرسة صباح كل يوم ويذهب ليختبئ في بيت عمتي !!!

والحمدلله أنه نال جزاء فعلته ونزل عليه العقاب الرادع فقد ضُرب من والدي ضَربَ غرائب الإبل .

وما فاقم مأساتي وعمق شعوري بالوحدة أن إحدى شقيقاتي وأكذبهم على مر التاريخ و التي لا أجد من يشبهها في كتب التاريخ إلا (خلف الراوية)
بل أنها فاقته , تلك الحمقاء كانت تروي لي رحلتها إلى المدرسة فأجدها شديدة الشبه برحلة ( أليس الى بلاد العجائب )




لأكتشف بعد سنوات طويلة وعلى لسانها أنها لم تكن ( أليس )بل كانت( سالي ) جرح الزمان وقصة انسان , فقد أرسلت لها عدالة السماء طالبة تكبرها سناً تسومها سوء العذاب وتمارس بحقها طائفة من العذابات تبتدئ بحمل الحقيبة لتلك الفتاة صباحاً , مروراً بأخذ مصروفها أنتهاءً بحمل الحقيبة في طريق العودة , ناهيك عن كمية الضرب وشد الشعر وكل أنواع العقاب البدني الذي يمارس بحقها من قبل معلماتها



وأجد لهم العذر في ذلك فشقيقتي لم تؤتى نصيباً من الذكاء ولا من النباهة ولا حتى في أضيق الحدود
ولعل هذا يفسر أعتزلها الدراسة في المرحلة المتوسطة والتفرغ للعبادة بعيداً عن فتنة التعليم القاعد فيها كالقائم
وزواجها بعد ذلك كان القرار الأذكى والأرحم لها وللتعليم معاً .

ومن صور هذه الحرب النفسية التي مورست بحقي تصوير أحد أشقائي المدرسة على أنها ساحة للعب كرة القدم تبدأ من الحصة الأولى ولا تنتهي إلا بجرس الأنصراف وأن معلم التربية البدنية جعله (كابتن) منتخب المدرسة والأحمق معرفته بكرة القدم كمعرفة ماجد عبدالله بعلم الذرة , ولعلي أشد حمقاً بل الأكيد أني أشد حمقاً منه لأني صدقته . هذا ما كنت أتعرض له من حرب نفسية عصبية شعواء ولدت في داخلي إصراراً لتغير هذا الواقع المرير فكنت ألجأ الى والدي بعد الله أشتكي له ضعفي وهواني على أشقائي وشقيقاتي أرجوه ألا يملكهم أمري وألا يكلني إلى أبناء الحي يتجهموني . والحق أني لم أتعب كثيراً مع والدي في سبيل إجاد حل لي , فقد تفتق ذهنة للحل سريعاً وهذه من أبرز سمات النجباء وأشهد الله أنه كان أعظمهم وأكثرهم تأثيراً في حياتي إذ بدأ معي التجربة الأطهر والأكثر جمالاً والاشد تأثيراً والتي بدأت بأن أشترى لي حقيبة تشبه حقائب أشقائي ووضع لي فيها الدفاتر والأقلام وكراس الرسم والألوان وبدأت رحلتي التعليمية مع والذي منذ تلك اللحظة . بدأ بتعليمي الأرقام وكتابتها والحروف وبعض سور القران وكان يلاحظ انشغال أشقائي بحل واجباتهم فينطلق الى دفاتري يضع لي واجبات ويطالبني بحلها وبعد أن يعود مساءً الى البيت أركض حاملاً دفاتري له , فيلقاني بالمديح ويزرعني بالأطراء . وليس هذا فقط بل أنه أشترى لنفسه قلماً أحمر كان يصحح به واجباتي ويصوب ما أقع فيه من أخطاء ويترك لي في نهاية كل صفحة عبارات الثناء والتشجيع , لقد نقلني كل هذا الى مصاف العصابة (أشقائي) وبدأت أشعر بالرضى وأني مثلهم أمارس حقي في التعليم كأي واحداً منهم . لكنني ولجشع يتملكني لم أكتفي بهذا فقد تبقى الأعظم والأشد تأثيراً على نفسي وهو عدم الذهاب صباحاً رفقة أشقائي إلى المدرسة فبدأت ألح عليه أني أريد الذهاب صباحا متلما يذهبون وأن الحقيبة والدفاتر لا تكفي لسد هذا الفراغ وكأني أقول لوالدي ( العب غيرها ) فلا يغنيني شئ إلا أن أستيقظ صباحاً وألا أبقى مع المخلفين , فما خلقت إلا للصف الأول , ولكم كان رحيماً وحليماً في هذا الجانب بالذات , فالمتتبع لمسيرة والدي يعلم كم هو رجل حازم وشديد بل أنه يميل الى العصبية والعنف أحياناً إذا ما أخطأ أحدنا أو أساء الأدب فقد سطرت له كتب التاريخ ملاحم في هذا الجانب فأذكر أنه عندما كان ,يضربنا أنا وأشقائي ( نعضُ الأرض ) بعد أقل ملحمة من ملاحمه بارك الله فيه , ومع هذا أحس بعقلية التربوي الناجح وهو لا يحمل إلا شهادة المرحلة المتوسطة, أن هذا الأحمق الصغير( أنا ) يجب أن يعامل معاملة خاصة وأن الرفق أدعى في حالته وأنجع فلم أسمع أو أرى منه طوال مدة أشرافه على تعليمي كلمة واحدة تؤذيني أو تصرفني أو تنفرني منه أو من الدرس, فما كان منه إلا أن استجاب لطلبي بأن أساوى بأشقائي في الحقوق دون الواجبات, فبدأ يصطحبني صباحاً في سيارته الأجرة الى مكان عمله ولم يكن مقر عمله دائرة حكومية أو مرفق وزاري .. لا .. معاذ الله لقد كانت عبارة عن مجموعة محلات يجتمع فيها الناس لبيع الخظار والفواكه( حلقة الخضار )(◠ ‿◠) ..... يتبع
__________________
๑۩ لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ ۩๑
 

مواقع النشر


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:55 PM.


images