بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة و السلام على سيد المرسلين ، سيدنا محمد - صلى الله عليه و على آله و صحبه أجمعين -.
من يهديه الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا.
و أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمد رسول الله.
أما بعد.
إخواني و أخواتي في الله الأعضاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية الكلام.....
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ) صدق الله العظيم .سورة الأحزاب . الآية رقم 3.
الإخوة الأعضاء(فلسطيني - خجولة - كشكول - المدير العام)
اتقوا الله في أنفسكم و فيما قلتم و كتبتم .
لقد قامت الأخت خجولة بطرح موضوع بعنوان الزوج عمره 13 و الزوجة عمرها 12 !!!!!!!!!!!!!!!!! و وراؤها الكثير من علامات التعجب!!!!!!!!.
كأنها أعجوبة من أعاجيب هذا العصر المظلم ، الذي غلبت فيه الشهوات على المكارم.
العضو خجولة ، هنالك إحتمالين لا ثالث لهما لطرحك مثل هذا الموضوع .....
** الإحتمال الأول :
هو أن هذه الحادثة التي حصلت في السعودية هي أول حادثة من نوعها تعلمين بها ..... أو تقرأين عنها في وسائل الإعلام.
وهذا معناه أن العضو خجولة لا تعلم أو ليس لديها أدنى فكرة عن سيرة الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - ..... بأنه قد تزوج بأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما.....وهي في عمر التاسعة.
** الإحتمال الثاني :
هو أن غرضك من هذه القصة إثارة الشبهة حول موضوع زواج الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - من أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما ، بشكل غير مباشر.
وإليك بإختصار كيف تزوج رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - من السيدة عاشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما لدرء الشبهه في موضوع الزواج.
أولاً: إنّ زواج الرسول (ص) من السيدة عائشة رضي الله عنها كان أصلاً باقتراح من خولة بنت حكيم على الرسول (ص) لتوكيد الصلة مع أحبّ الناس إليه سيدنا أبي بكر الصدّيق ، لتربطهما أيضاً برباط المصاهرة الوثيق.
ثانياً: أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها كانت قبل ذلك مخطوبة لجبير بن المطعم بن عدي، فهي ناضجة من حيث الأنوثة مكتملة بدليل خطبتها قبل حديث خولة.
ثالثاً: أنّ قريش التي كانت تتربّص بالرسول (ص) الدوائر لتأليب الناس عليه من فجوة أو هفوة أو زلّة، لم تُدهش حين أُعلن نبأ المصاهرة بين أعزّ صاحبين وأوفى صديقين، بل استقبلته كما تستقبل أيّ أمر طبيعي.
رابعاً: أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها لم تكن أول صبيّة تُزفّ في تلك البيئة إلى رجل في سنّ أبيها، ولن تكون كذلك أُخراهنّ. لقد تزوّج عبد المطلب الشيخ من هالة بنت عمّ آمنة في اليوم الذي تزوّج فيه عبد الله أصغر أبنائه من صبيّة هي في سنّ هالة وهي آمنة بنت وهب. ثمّ لقد تزوّج سيدنا عمر بن الخطّاب من بنت سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه وهو في سنّ جدّها، كما أنّ سيدنا عمر بن الخطّاب يعرض بنته الشابة حفصة على سيدنا أبي بكر الصدّيق وبينهما من فارق السنّ مثل الذي بين الرسول (ص) وعائشة رضي الله عنها. ولكنّ نفراً من المستشرقين يأتون بعد أكثر من ألف وأربعمئة عام من ذلك الزواج فيهدرون فروق العصر والإقليم، ويطيلون القول فيما وصفوه بأنّه الجمع الغريب بين الكهل والطفولة ويقيسون بعين الهوى زواجاً عُقد في مكّة قبل الهجرة بما يحدث اليوم في بلاد الغرب حيث لا تتزوّج الفتاة عادة قبل سنّ الخامسة والعشرين. ويجب الانتباه إلى أنّ نضوج الفتاة في المناطق الحارّة مبكّر جداً وهو في سنّ الثامنة عادة، وتتأخّر الفتاة في المناطق الباردة إلى سنّ الواحد والعشرين كما يحدث ذلك في بعض البلاد الباردة. وأياً ما يكون الأمر فإنّه عليه الصلاة والسلام لم يتزوّج السيدة عائشة رضي الله عنها من أجل المتعة، وهو الذي بلغ الخامسة والخمسين من عمره، وإنّما كان ذلك لتوكيد الصلة مع أحبّ الرجال إليه عن طريق المصاهرة، خاصّة بعد أن تحمّل أعباء الرسالة وأصبحت حملاً ثقيلاً على كاهله، فليس هناك مجال للتفكير بهذا الشأن، ولو كان عليه الصلاة والسلام همّه النساء والاستمتاع بهنّ لكان فعل ذلك أيّام كان شاباً حيث لا أعباء رسالة ولا أثقالها ولا شيخوخة، بل عنفوان الشباب وشهوته الكامنة. غير أنّنا عندما ننظر في حياته في سنّ الشباب نجد أنّه كان عازفاً عن هذا كلّه، حتّى إنّه رضي بالزواج من السيدة خديجة رضي الله عنها الطاعنة في سنّ الأربعين وهو ابن الخامسة والعشرين. ثمّ لو كان عنده هوس بالنساء لما رضي بهذا عمراً طويلاً حتّى تُوفّيت زوجته خديجة رضي الله عنها دون أن يتزوّج عليها. ولو كان زواجه منها فلتة فهذه خديجة رضي الله عنها توفّاها الله، فبمن تزوّج بعدها؟ لقد تزوّج بعدها بسودة بنت زمعة العامرية جبراً لخاطرها وأنساً لوحشتها بعد وفاة زوجها وهي في سنّ كبير، وليس بها ما يرغّب الرجال والخطّاب. هذا يدلّ على أنّ الرسول (ص) كان عنده أهداف من الزواج إنسانية وتشريعية وإسلامية ونحو ذلك. ومنها أنّه عندما عرضت عليه خولة بنت حكيم الزواج من عائشة فكّر الرسول (ص) أيرفض بنت أبي بكر وتأبى عليه ذلك صحبة طويلة مخلصة ومكانة أبي بكر عند الرسول e التي لم يظفر بمثلها سواه. ولمّا جاءت عائشة رضي الله عنها إلى دار الرسول (ص) فسحت لها سودة المكان الأول في البيت وسهرت على راحتها إلى أن توفّاها الله وهي على طاعة الله وعبادته، وبقيت السيدة عائشة رضي الله عنها بعدها زوجة وفيّة للرسول (ص) تفقّهت عليه حتّى أصبحت من أهل العلم والمعرفة بالأحكام الشرعية. وما كان حبّ الرسول (ص) للسيدة عائشة رضي الله عنها إلاّ امتداداً طبيعياً لحبّه لأبيها رضي الله عنهما. ولقد سُئل عليه الصلاة والسلام: من أحبّ الناس إليك؟ قال: (عائشة) قيل: فمن الرجال؟ قال: (أبوها). هذه هي السيدة عائشة رضي الله عنها الزوجة الأثيرة عند الرسول (ص) وأحبّ الناس إليه. لم يكن زواجه منها لمجرّد الشهوة ولم تكن دوافع الزواج بها المتعة الزوجية بقدر ما كانت غاية ذلك تكريم أبي بكر وإيثاره وإدناؤه إليه وإنزال إبنته أكرم المنازل في بيت النبوّة ..
فإلى كل ما قال أو علق على الموضوع بأنه ظلم و إنتهاك لحقوق الطفل و.....و.....و.....إلخ.
نرد عليه إن كان مسلما أو مسلمة ..... إتق الله في نفسك و في من ضل أو سوف يضل من بعدك بسبب جهلك!!!!!!! لأن هذا الموضوع مطروح الآن على الإنترنت والله وحده العليم بعدد الذين قاموا بقراءة هذه المقالة و بدأت الشبهات تدور في رؤوسهم حول موضوع زواج النبي - صلى الله عليه وسلم-.
إما أن كان بغير مسلم أو مسلمة فالرد على هذه الشبهة قد ذكر آنفا في آعلى الصفحة( النقاط من 1 إلى 4 ).
العبد لله..................طالب علم.
ملاحظة: للأمانة العلمية النقاط التي قد ذكرتها في درء الشبهه عن زواج الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - (النقاط من 1 إلى 4) قد حصلت عليها من موقع إسلام أون لاين على هذا الرابط التالي:
http://www.islamonline.net/fatwa/ara...hFatwaID=45648
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.